مؤسسية دكتور غازي وحكاية العجوز المطششة

قال الدكتور غازي صلاح الدين تعليقاً على الكيفية التي صدر بها قرار إغلاق أنبوب النفط، ان هذا القرار كان سيكون أكثر وقعاً إذا ما صدر عن مجلس الوزراء أو الهيئة التشريعية القومية، وأضاف منبهاً إلى ضرورة أن تصدر القرارات الكبيرة ذات البعد الاقتصادي عقب مشاورات واسعة مع كافة مؤسسات الدولة واستشارة الخبراء حتى لا تضار البلاد، وهذا التصريح من دكتور غازي يأتي متسقاً مع السياق والمسار الجديد الذي اتخذه لنفسه بُعيد إنعقاد وإنفضاض مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير الذي كان له عليه جملة مآخذ، وقد بدا من مجمل تصريحات وتلميحات غازي الأخيرة أن الخانة الجديدة التي وضع نفسه فيها تطلبت منه أن يتخفف من أحماله السياسية وأثقاله الفكرية السابقة وأن يشق لنفسه مساراً جديداً يختلف بدرجةٍ ما، عما سار عليه حاله طوال مساره السابق في حالاته الثلاث، وزيراً ومستشاراً وأميناً عاماً للحزب، وما يبرهن ذلك ببساطة أن الذي أشار إليه غازي تعليقاً على قرار غلق أنبوب النفط، لم يكن وليد تلك اللحظة فقط، بل ظلت ممارسة مشهودة ويشهد عليها غازي نفسه إبان شغله مناصبه المتعددة وخاصةً منصب المستشار ضمن كوتة المستشارين الذين حملت أغلبهم إلى المنصب الترضيات والمحاصصات وليس شيء آخر، وطوال تلك المدة لم نسمع عن غازي أو نقرأ له كثيراً مما يقوله اليوم، وعلى أية حال أن يأتي غازي متأخراً وأياً كانت الدوافع خير من أن لا يأتي أبداً، هذا من جهة غازي، أما من جهة المؤسسات التي ذكرها مثل مجلس الوزراء والهيئة التشريعية القومية وغيرهما من مؤسسات الدولة التي أشار إليها إجمالاً دون تسمية وقال انها لو أشركت وصدر عنها القرار لكان ذلك أكثر وقعاً، وهنا غازي يبحث عن المؤسسية التي لم تكن حاضرة من قبل في بعض القرارات الشبيهة، ثم من أدرى غازي بأن هذه المؤسسات التي أشار إليها شعرت مثله بأن دورها قد انتقص وأن القرار كان سيكون أكثر وقعاً لو صدر من إحداها وليس في إحتفال جماهيري، ومن أدراه فلعلها رأت أن صدور هذا القرار أمام حشد جماهيري، أكثر وقعاً من صدوره من خلال مؤتمر صحفي يعقده الناطق الرسمي باسم الحكومة، هذه بنظري قضية إجرائية شكلانية لن تغير في القرار شيئاً، سواء أعلنه الرئيس أمام حشد جماهيري أو أذاعه وزير الإعلام في مؤتمر صحفي..
القضية الجوهرية عندي هي هل هناك فعلاً وحقاً عمل مؤسسي قائم وفاعل ولم نفتقده إلا في ذاك اليوم الذي أُعلن فيه قرار إغلاق الأنبوب؟. إن حديث الدكتور غازي عن المؤسسية التي إفتقدها في الكيفية التي صدر بها هذا القرار يذكرني بحكاية العجوز المطششة مع طبيب العيون. ذهبت تلك العجوز لطبيب العيون لإجراء كشف نظر، أجلسها الطبيب على الكرسي وطلب منها أن تركز نظرها على اللوحة أمامها، ثم وضع المؤشر على إحدى الدوائر المرسومة على اللوحة وسألها يا حاجة الدائرة دي فاتحة على وين، قالت الحاجة الدائرة وينا يا ولدي، قال وهو يضرب بالمؤشر الدائرة دي المرسومة في اللوحة، قالت اللوحة وينا يا ولدي، قال اللوحة المعلقة في الحيطة دي، قالت والحيطة وينا يا ولدي؟، وبدورنا نسأل الطبيب غازي صلاح الدين المؤسسية وينا يا دكتور إننا لا نراها؟.
نرجو ألا تفوت على فطنة القارئ أن يضع دكتور غازي مكان طبيب العيون، والمؤسسات التي طالب بإشراكها محل العجوز، والحوار يدور حول المؤسسية…
الصحافة
الله عليك والله جبتها ليهو من الآخر.
الأستاذ حيدر سلام عليك،
لا تثريب على العجوز المطششة فللعمر أحكامه، ولكن عندما كان الدكتور جزءا من المؤسسية عمل فيها غمران،رايح أو مطشش،ولكن بحمدالله قد عاد له نظره ورآهااا. عالم لاتستحى.
طلاق على بالتلاته لو العجوز المطششه . اخدت فرصة غازى واصحاب غازى
ماكان اصبح الحال زى ماهو باين فى العيون . غازى شاف لعب الخشونه صعب شويه
عشان كده داير انزل الكوره والعب باصات قصيره .. ولكن للاسف الدورى انتهى
شكرا يامكاشفى …
تشبيه رهيب ورائع!!!
هو فى مؤسسات فى الانقاذ ماكل زول بيصرح ويتكلم ويفتى على كيفه!!!!!!!
الانقاذ دى حكومة اناتيك ساكت!!!!