الطبيب والتشكيلي محمد عبدو : مع الألم يظهر الأمل ومع المعاناة يظهر الإبداع

الخرطوم : مصعب الهادي
يمتلك ملكة الرسم ويمارس مهنة الطب ، في تناغم بين أكثر المهن إنسانية ، في بعض الأحيان يجد صعوبة في التوفيق ولكن مزاجه يرضخه طوعا لممارسة المهنة والهواية حبا وشغفا ، عمل عددا من المعارض حوت إنسانية خالصة ، ليضع حدا للتصور أن العمل لا يأخذ عن الإبداع ، فالتشكيلي الشاب “محمد عبدو صالح” يمارس حياته في سلاسة جاعلا من مهنته وهوايته في حالة حب وتوافق ، فطبيب الاطفال يمتلكه الفنان التشكيلي ، بدأ رحلته دارسا الابتدائي بالإمام المهدي بنين ، والثانوي بالشيخ مصطفي الأمين النموذجية ومن ثم اختار جامعة الزعيم الازهري لدراسة كلية الطب والجراحة ، جلسنا إليه في سانحة دردشة نغوص في تفاصيل الطبيب والتشكيلي وكان الآتي :
ماالعلاقة بين الطب والتشكيل؟
الطب والفن لايتعارضان ، بمعني زي ما الطب له وسائله لعلاج الناس بالأدوية والوسائل الحديثة ، كمان الفن لديه دور في معالجة نفسيات الناس وهو عالم جميل ، يمكن نقدر نعالج القبح في العالم من خلال الفن.
ومتي بدات الرسم؟
البدايات كانت بدري ، من أنا طفل في الابتدائي كنت برسم علي الاسكتشات الصغيرة ، حينها انتبه ناس البيت وبدأوا بتوفير الألوان والأدوات ، وأذكر إبان ذلك ، كان لنا جار بالحي بدأ مساعدتي من خلال تعليمي لطريقة التظليل وكيف أرسم بطريقة إحترافية ، كذلك دور استاذ الفنون بالمرحلة الثانوية كان له اثر كبير وكان له الفضل من بعد الله أن أعمل أول معرض في المرحلة الثانوية ، وبعد دخولي للجامعة صقلت موهبتي تماما وعملت معرضين ناقشا قضية دارفور في أوج قمتها وآخر مع مجموعة من الزملاء.
بما إنك تمتلك ملكة الرسم لماذا اخترت الطب؟
بكل صراحة الطب كان رغبة منذ البداية والفن موهبة ، وإن عاد بي الزمن مرة اخري سأختار الطب وأنا شايف انو الطب والفن لايتعارضان .
إذا كيف استطعت أن توفق بينهما؟
الموضوع كان صعب ..أول ما اتخرجت من كلية الطب ، الشغل ضاغط في المستشفيات والنبطشيات طويلة جدا ، فالواحد زمنو ضيق حتي للمناسبات الإجتماعية فما بالك للمواهب الثانية ، لكن الرسم مدفون في جواي عميق ماقدرت أنساهو أو أتخلي عنه،وهو منفذ لي من ضغوطات الطب والحياة وهو عالم جميل لا أستطيع أن أتخلي عنه.
هل سبقك أحد من الأسرة للتشكيل ؟
ابداً ، لكن ناس بيتنا لهم دور كبير أنا أول من رسمت في البيت بعدها هنالك من خطا في درب الرسم.
هل وجدت أية معارضة منهم؟
الوالدة كانت تحثني علي التركيز في الطب أكثر من الرسم ، لكنني استطعت ان اقنعها أنه لا تعارض بينهما ، والحمدلله قدرت أوفق ..الواحد امتحن زمالة بريطانيا وتخصص أطفال الجزء الأول والثاني وعملت معرضين سوا ، بجانب ذلك هنالك الكثيرون ممن وقفوا معي لمواصلة الرسم منهم الدكتورة “ميادة ابراهيم” وصديقي “محمد النوراني” ودكتورة “حباب حسن” ودكتور “محمد النعمة” و”مني ابراهيم” وغيرهم الكثير لاتسعهم المساحة للذكر وقفو بجانبي وشجعوني.
صف لنا البيئة التي شكلت ملكة الرسم فيك ..
كونو الواحد في السودان والخرطوم بالتحديد ،وعندو زي جمال النيل دا كيف مايكون رسام أو كاتب أو حتي شاعر ، فالخرطوم رغم مابها من حزن وعوائق تحدّ من المواهب ، إلا أن هنالك ظروف معينة خلال اليوم تكون فيها الخرطوم جميلة وملهمة لانو الواحد يرسم ويغني ويكتب ، وانا أرسم وقت الهدوء مع موسيقي هادئة.
ستواصل إقامة المعارض أم سيجرفك تيار العمل؟
إن شاء الله سأواصل في المعارض خاصة بعد نجاح معرضي الأول “باب الروح” في مطعم بابا كوستا كمغامرة لونية جريئة وجدت الإشادة من الفنانين التشكيليين الذي كان علي راس افتتاحه الاستاذ “عبدالغني كرم الله” وبوجود عدد من الاصدقاء والمعارف استمر لأسبوعين ، فأنا بأمل أواصل مسيرتي الفنية وأعمل عددا من المعارض المحلية والعالمية.
بمن تأثرت؟
معظم الفن التشكيلي الأوربي ، خاصة اللوحات الايطالية وعدد من الفنانين التشكيليين الكبار ، بجانب عدد من التشكيليين السودانيين وليس شخص بعينه ، فاللوحة تجذبني أكثر من الفنان في شخصه.
وأنت علي وشك الهجرة كيف ستواصل ، ألا تجد اأن ذلك حدّ من سقف الطموحات؟
الواحد قبل مايسافر مكان بعينه ، يفترض أن يسافر داخل نفسه ويشوف هو شايل معاهو شنو للمنطقة المسافر ليها ، فبقدر الإمكان لن أدع أي ظرف كان قوي وصعب أن يحدّ أو يقف في طريقي ، ولا أعتقد أن سفري لـ”عسير” بالسعودية عائق أو صد ، بل هي محفز لانها ذات طبيعة ، علي العكس حأقابل عددا من الفنانيين فهنالك تقام عدد من المعارض.
من خلال معايشتك ، ألا ترى ان الفنون أضحت ليست ذات جدوي او اهتمام؟
الشباب السوداني موهوب بالفطرة ، لكن للاسف الظروف وضغوطات الحياة والقمع الحاصل في البلد يحدّ من ظهور الملكات او المواهب ومواصلة تفاصيلها الجميلة ، وأنا دايما بشوف إنو مع الالم يظهر الأمل ومع المعاناة يظهر الإبداع ، وحقو الناس ما تتحجج بإنو ماعندها زمن للحاجات الجميلة ، الناس تكون شجاعة شوية وتختار أنها تعمل الحاجة العايزاها في الوقت المناسب.
برأيك ما الصدمات التي واجهتك علي صعيد الطب والرسم؟
علي صعيد الطب الأوضاع في المستشفيات مرهقة للطبيب السوداني ، فهو يقع تحت ظلم كبير بتمني تكون غمامة ، ودايما بعد كلّ ليل بجي صباح ، اما علي صعيد الرسم صعب إنك ترجع من البيت تنوم وترتاح وتفكر ترسم وتكتب ، فاللوحات تأخذ نحو (4 ? 5) ساعات ، فإذا كان الطبيب يعمل علي مدي 48 ساعة صعب يوفق بين ذلك.
التيار
هههههههههههههههههههههههه 48 ساعة في اليوم جنس كضب – اليوم عنده 24 ساعة