الطريق الي التسويه لن يمر من هنا

الخواء الفكري والمصالح الضيقة، ذاتية كانت ام طبقية ظلت تدفع بالبعض لمحاولة تزييف حقيقة الصراع الدائر في البلاد منذ ان نالت استقلالها وحتى الان ….بتصويره وكانه بين مكونات الوطنية السودانية، ليغيب حقيقته ويضلل الجماهير عن سارقي احلامها وطموحاتها الحقيقيين والذين لا يختلف معهم جذريا ….قضية شعب السودان ، اينما كان، مع قوي اجتماعية واقتصادية متخلفة ومصالحها متعارضه مع مصالحه، وظلت مهيمنة على السلطة ومقاليد الحكم منذ الاستقلال، بدرجات متفاوتة، حتى استفردت بها بالعنف في يونيو ١٩٨٩ ،هذه القوى تسعى من خلال السلطة لحماية مصالحها وتعاظمها ، وفي سبيل ذلك توظف كل شئ، معنوي او مادي، يستوي عندها استخدام كل ما هو مقدس مع ادوات القهر والقمع المادي، جنبا الى جنب، استخدام قاعدة فرق تسد، سواء بمعيار الجهة او القبيلة او …….، وان كان هذا التوجه يشكل تهديدا للوحدة الوطنية بكل ما تعني، فان التعامل معه برد الفعل لا يقل خطرا منه ،وان تدثر بموقف معارض لتلك القوى … دفع شعب السودان ثمنا باهظا، للعبة التصعيد والتصعيد المضاد . اخطر تجلياتها جريمة الانفصال ،استمرار الحرب ، تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، تدويل القضية الوطنية. استمرار نظام الازمة ،واعاده تاهيله،كلما استحكمت ازماته ، بردفاء له من قوى التصعيد المضاد…
لم يؤدي استمرار نظام الازمة ،ولا اعاده تاهيله ،لتجاوز الازمة ،لانه كما قال قائلهم ،دواء فقد الصلاحية .و قبل ذلك فهو ليس مؤهل لذلك … قوى التصعيد المضاد تعمل بوعي ارتدادي على خلط الحابل بالنابل حينما تصور القوى الاجتماعية والاقتصادية المهيمنة، وكانها الدين والثقافة واللغة والتاريخ، بل وكأنها الوطنية السودانية، بكل مداميك بنائها التاريخي والحضاري، وناطقها الرسمي او خلاصة تجسيدها الواقعي. وعوضا عن شحذ همة ووعي غالب الشعب لمواجهتها واسقاطها عن مركز صنع القرار ،والاستفراد به ، تعمد قوى التصعيد، الى الصيد في مائها العكر، بالتعبئة المضادة ،باوداج منتفخة، ضد كل بدهيات مقومات بنائنا الوطني وجدلية تكاملها وصيرورتها ،الوحدة في اطار التنوع ….اولا مثلما إتكأت على عصى التعميم والاطلاق المخل . كاطلاق مبهم لمفهوم (الهامش والمركز) ، وصولا لاهمية (تفكيك الدولة السودانية) وبما يتعالى على حقيقة الصراع وجذور ومسببات الازمة ،والوصول من ثم الى تصورات شاملة لمواجهة قضايا التطور غير المتوازن ، وقضايا المناطق الاكثر تازما ،والتي فاقمتها تطاول سنوات الحرب، وافرازاتها، باعتبارها اقصى تجليات الازمة..ثانيا.

اكدت التجربة ا،لوطنية ان قوى التصعيد بشقيها السلطوي والمعارض ، ليسا نقيضين لبعضهما البعض ..ولذلك ،طال الزمن او قصر ،يلتقيان ..وهو ما يفسر عدائهما المستحكم والمشترك، لمن يجسد الموقف الوطني الصحيح او البديل الوطني الديمقراطي التقدمي اولا واشتراكهما الجنائي في مخطط تقسيم السودان، دون الخوض في تفاصيل ذلك.ثانيا ،وتناغمهما فية تحت عناوين الهيكلة ،الحكم الذاتي ،الاستفتاء …

بعد اكثر من عقدين ، في دعم العمل المسلح في مواجهة النظام ، اعلنت الادارة الامريكية، عن رفضها لاسقاط النظام في السودان بالقوة …!!واسمعت من هرعوا للقاء ممثليها في باريس مطلع هذا الشهر ، انها ليست مع طريق الانتفاضة ، حتى لا يحدث في السودان ، ما حدث في ليبيا وسوريا ….!! تبدوا الادارة الامريكية هنا كالحمل الوديع،لا لتتنصل عن تحمل مسئوليتها فيما جرى هناك وحسب ،وانما لتتستر على من يقبل بالقيام بالانابه عنها في تنفيد توجهاتها باسم المعارضة ،سواء بحمل السلاح او بعسكرة الانتفاضة ،وان ادي الي غياب سلطه الدولة ووضع بلادة علي مائدة التقسيم والتشظي.. وان كنا لا نؤمن ولا نعتقد بقدرة امريكا في التقرير في حاضر ومستقبل الشعوب بالانابة عنها، نتساءل بعد كل هذه المعاناة ،اذا كان وفق المعلن من سياسات لا ترغب امريكا في اسقاط النظام ،لا بالعمل المسلح ولا بالانتفاضة …فماذا تريد امريكا اذا ….؟؟ اكتفي بطرح السؤال المنهجي واترك لفطنتكم الاجابة … لماذا هذه المقدمة والسؤال ؟؟
طالعتنا احدى صحف الامس ١٠/١٢/٢٠١٥، بافاده لاحد الحادبيين على تشوية حقيقة الصراع الدائر في البلاد، من قوى التصعيد المضاد. بانهم لن يقبلوا بقوى تسقط المؤتمر الوطني لتحل مكانه، دون ان
يكبد نفسه مشقة تحديد ماهية تلك القوي ،؟ وما هو وجه الشبه بينها وقوى الراسمالية الطفيلية ،التي على استحياء يسميها المؤتمر الوطني !! حتي يغيب طبيعة الصراع… وهنا يلتقي الجمعان، امريكا وقوى البديل الزائف : الافضل استمرار النظام ، وقطع الطريق على البديل الوطني الديمقراطي التقدمي … بماذا ؟؟ بالتسوية التي يجري الاعداد لها. والتي من مقتضيات تجاوز عقباتها التعبئة ضد الموقف الوطني الصحيح، المعبر عن الحل الجذري والبديل الوطني الديمقراطي التقدمي،…لا يغير من هذة الحقيقة دموع التماسيح التي تسال على وحدة المعارضة وتوسيعها …..بالتعميم والاطلاق …. فاذا كان المقصود وحدة المعارضة من اجل اسقاط النظام وعبر الانتفاضة الشعبية ،فهو لا يتسق مع نهجها التعبوي المناهض لقوى فاعلة وسط المعارضة…اضافه الى كونه طريق الموقف الوطني الصحيح …… فما هو هدف دموع التماسيح حول وحدة مزعومة لقوى المعارضة . وما هي وسيلتها…؟؟ سيما وان اقتران الهدف بالوسيلة احدى ضمانات الوصول للاهداف الوطنية، وتعبير عن الالتزام بالمصداقية امام الشعب واحتراما لارادتة ودفاعا عن مصالح فقراءه وكادحيه وقواه المنتجة والشابة . وان كانت الديمقراطية لا تستعاد وتصان الا بقوى ديمقراطية، فان البديل الوطني الديمقراطي التقدمي،ايضا لا تصنعه الا القوى الاكثر ثورية في المجتمع وصاحبة المصلحة في التغير .
في هذه المرحلة الحاسمة ،في مسار التطور الوطني في السودان .. يعبر الصراع الان عن نفسه في خطين متوازيين او موقفين ….خط استمرار الازمة من خلال تجديد دماء النظام ، وهو جذر الازمة، بتوسيع قاعدة المشاركة فيه ،من قوى ليست متناقضة جذريا معه ونخب وزعامات .سواء بالتكتل مع النظام مباشرة، وهو ما يجري داخل البلاد ، وشاشة عرضه قاعة الصداقة ، او الالتحاق به ،من الخارج ،من خلال قاطرة الجهود الدولية والاقليمية المتكامله …ولم تعد تنطلي على احد جعجعة الشعارات الجوفاء والشتائم التي تكال نهارا على النظام ….وهو باختصار خط التسوية التي تبقي على ركائز قوى التخلف والتفتيت والتبعية وفي اطار النظام .وما يعضد ذلك سجل المشاركات السابقة التي لم تحدث اي تغيرات جوهرية في توجهات النظام الاقتصادية والاجتماعية اولا، وحجم الضغوط والاهتمام الامريكي الغربي ،في ما يجري اعداده الان ،والذي لا يمكن تجريده من حرصهما على ضمان رعاية مصالحهما ،ثانيا.

الخط الثاني او الموقف الثاني هو البديل الوطني الديمقراطي والذي يشكل اسقاط النظام مدخله لتصفية ركائز التسلط الاقتصاديه والاجتماعي بوقف الحرب وتحقيق السلام والحفاظ على وحدة السودان شعبنا وارضا باستعادة الديمقراطية المرتبطة بالانجاز ولصالح غالب الشعب والتعددية السياسية والفكرية ……الخ القضية اذن ليست بين من هم مع نداء السودان ومن هم ضده …هذا هراء اخر ..واهدافه مفضوحة..ونداء السودان ليس حائط مبكي، او مقدسا خالدا متعاليا عن النقد وحق الرفض او القبول … …يكفي ما صنعوه بقميص عثمان …
ليت الذين يتحدثون عن العروبيين يعطوا قلوبهم قبل عقولهم الوقت الكافي للاطلاع على فكرهم والتفاعل مع المواقف السياسية المعبرة عنه،بثبات ووضوح.
حتى لا يهزاء الناس منهم او يصيبوا قوما بجهاله ….
في المنتهى لا يصح الا الصحيح ….والخيل الاصيلة هي التي تدرك ميس السباق …
١٠/١٢/٢٠١٥

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..