مقالات سياسية

الفتران يمشي الضل !!!!!!!

اصحي يا ترس

بشير اربجي

قرأت كغيري من القراء والمتابعين ما خطته يد الأستاذ إبراهيم الشيخ وزير الصناعة المستقيل عن القبول بالآخر المختلف، ورغم حسن المقصد البادي في حديثه لكن كثير من فلول النظام البائد والإنقلابيين وأذنابهم قد فهموا الحديث كأنه عفو عام عن كل من اجرم في حق الشعب السوداني، ولم يمضي يوم واحد على رسالة إبراهيم الشيخ حتى فاجأت نائبة رئيس حزب الأمة القومي الدكتورة مريم الصادق المهدي الجميع بتصريح عن قرب التوصل لحل سياسي، حيث قالت حسب الصحفية سوسن محجوب إن اتفاقاً سياسياً سوف يكون “قريباً”. وأوضحت أن الاتفاق قد لا يكون الأفضل ولكنه يعبر عن إرادة واسعة وسيقود الناس إلى الأمام، دون أن تفصح عن إرادة من سيعبر الإتفاق ومن الذي سيكون في المقدمة لقيادة الناس للأمام، كما أشارت إلى أن كبار المسؤولين الدوليين أكدوا لهم خلال اللقاءات دعمهم للتحول الديمقراطي، لكنهم أكدوا ايضاً بأنهم لن يسمحوا بأن (يتشتت) السودان حسب الخبر المنقول عنها، وهى لغة تقبل التأويل بأن مطلقها يهدد بعدم الصبر على الثورة المجيدة والثوار ولن ينتظر أن يتنازلوا عن لائاتهم الثلاثة، وهي إن صحت نسبتها لدكتورة مريم الصادق تشبه تماما تصريحات قائد الإنقلاب العسكري المشؤوم البرهان بأن على القوي السياسية أن تتفق وتعود للجيش ليبارك لها الإتفاق، وإن صح أن أي من الفاعلين الدوليين قالها للقوي السياسية بالبلاد عليه أن يحزم حقائبه ويغادر فليس هناك من دعم الثورة المجيدة منهم ولا يوجد من خرج مع الثوار بالشوارع لإسقاط المخلوع، ولن يأتي أحد منهم لإسقاط الإنقلاب العسكري المشؤوم القائم الآن، إنما هو مسؤولية الشعب السوداني وثواره الأماجد وسينجزوه رغم أنف الجميع.

وعموما ما يفهم من حديث الأستاذ إبراهيم الشيخ والدكتورة مريم الصادق المهدي مهادنة لن يقبل بها الشارع الثوري، ولن تتوقف لأجلها ثورة الشعب السوداني المجيدة أو لمجرد أن أطرافا سياسية اتفقت على الحل السياسي دون أن تتحقق كل أهداف الثورة المجيدة وعلى رأسها محاسبة القتلة الذين يطالب البعض بمحاورتهم والإتفاق معهم مرة أخرى، بعد أن نقضوا كل الاتفاقات التى وقعوها مع الجميع وقرروا رفع السلاح بوجه الشعب السوداني من أجل إيقاف ثورته المجيدة،

وكأنهم لا يعلمون أن هذا الشعب الأبي وثواره الأماجد قد خرجوا أول ما خرجوا وهم يرون البنادق مصوبة نحو رؤوسهم، ورغم ذلك البطش أسقطوا الدكتاتور وسيسقطون لجنته الأمنية مهما كان الثمن، ومن أرهقه المسير والهتاف عليه الذهاب لمنزله وانتظار الشعب السوداني ليكمل ثورته، أو كما يقول الثوار لبعضهم البعض حينما يشتد أوار القصف، ويتكاثف البمبان وتكثر القنابل والرصاص (الفتران يمشي الضل) نقول لكل من أرهقه المسير (يا زول أمشي الضل).

الجريدة

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..