اخبار السياسية الدولية والاقتصاد

رئيس الحكومة الصومالية يتوعد الفاشلين… وتوقعات بتغييرات عسكرية

ارتفاع عدد القتلى في هجوم «حركة الشباب» على فندق مقديشو

 

 

واصل الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود صمته لليوم الثالث على التوالي، بينما توعد حمزة عبدي بري رئيس الحكومة الصومالية بمحاسبة المسؤولين عن الفشل الأمني في التعامل مع الهجوم الجريء والدامي الذي شنته حركة الشباب على فندق حياة بالعاصمة مقديشو، والذي ارتفع عدد ضحاياه من القتلى إلى 30.
وفي أول تعليق له على الهجوم، وعد حمزة الذي كان يتحدث أول من أمس بعد زيارة المصابين، بمحاسبة الحكومة، وقال إنها ستتحمل مسؤولية ما حدث، وستحاسب كل من فشل في أداء واجباته. وأكد عقب زيارته المستشفيات التي يتلقى فيها المصابون العلاج جراء الاعتداء الإرهابي على الفندق، أن الحكومة ستنقل الجرحى إلى الخارج في أسرع وقت ممكن. كما أعلن أنه أمر بالإجلاء الفوري لجميع المصابين بجروح خطيرة في الهجوم الإرهابي، وكذلك المرضى الآخرين، بمن فيهم الأطفال، الذين كانوا في المستشفيات التي زارها. وبعدما دعا الشعب الصومالي إلى الوحدة لمحاربة العدو والتحرر حتى لا يتكرر ما حدث أبداً، قال حمزة: «ستكون هناك مسؤوليات داخل الحكومة، ولن يفلت أحد في الحكومة من مسؤوليته. أي شخص تهاون في المسؤولية الممنوحة له سيحاسب»، مؤكداً أنه «لا يوجد سوى خيار واحد هنا: إما أن نسمح (لحركة) الشباب – أولاد جهنّم – بالعيش، وإما أن نعيش نحن. لا يمكننا العيش معاً». وأضاف: «إذا كانت نيتهم هي النيل من عزيمة الشعب الصومالي الذي قرر محاربتهم، فإن ذلك لن يحدث أبداً، وقد بدأ القتال ضدهم بالفعل في عدة مواقع». واستناداً إلى تصريحات حمزة، قالت مصادر حكومية طلبت عدم تعريفها، إنه قد يكون بصدد إجراء تغييرات عاجلة فى قيادات الأمن داخل العاصمة مقديشو، بينما تكهنت مصادر غير رسمية باحتمال إعلان الرئيس الصومالي عن تعيين محافظ ورئيس لبلدية منطقة بنادير وتغييرات على قادة الجيش وأجهزة الأمن.
بدوره، أدان القيادي السابق في الحركة مختار روبو والملقب بأبو منصور، والذي انشقّ علناً في أغسطس (آب) عام 2017 عنها بعدما أسهم في تأسيسها، وتم تعيينه وزيراً للشؤون الدينية في الحكومة الصومالية، الهجوم، ودعا المقاتلين إلى الانشقاق عن «حركة الشباب».
وقال: «أدعوهم إلى التوبة، فالإنسان يمكنه أن يتراجع عن أخطائه ما دام على قيد الحياة»، مضيفاً: «أولئك الذين يرسلونك للقيام بذلك، أعرف كثيراً منهم، يرسلون أطفالهم للدراسة في جامعة مقديشو ولن يرسلوهم للقيام بهذا العمل. لذا أدعوكم إلى الحذر والتوبة وتركهم والعودة إلى مجتمعكم فالفرصة ما زالت أمامكم». واعتبر روبو فى بيان، أن «على المجتمع أن يعلم أن من مصلحته أن يتحد لمحاربتهم». وبعد قتال مرير دام نحو 30 ساعة متواصلة، تمكنت قوات الأمن الصومالية بصعوبة من إنهاء الحصار الذي فرضه مسلحون من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم «القاعدة» على فندق «حياة»، الذي يرتاده نواب ومسؤولون حكوميون في العاصمة مقديشو، بعدما شق المهاجمون طريقهم إلى داخله مستعينين بإطلاق النار وتفجيرات. وأبلغ ضابط بالشرطة اكتفى بذكر اسمه الأول فقط، حسن، وكالة الصحافة الفرنسية، أن ثلاثة من المهاجمين قتلوا خلال العملية العسكرية لإنهاء الحصار، لافتاً إلى مقتل رابع بإطلاق النار في المنطقة لدى محاولته الهرب، متخفياً وسط مدنيين، مشيراً إلى أن العدد المحدد للمهاجمين لم يتضح بعد. وقال نقيب بالشرطة قدم نفسه باسم أحمد فقط: «كان هذا أسوأ حصار نشهده على فندق». وأضاف أن المهاجمين أطلقوا النار وقتلوا مدنيين فروا باتجاه سور مجمع الفندق ونحو بوابته التي تم تفجيرها، مضيفاً أنهم قتلوا عشرة من أفراد الأمن بالأسلحة النارية والعبوات الناسفة. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر إعلامية وطبية، أنه تم انتشال 9 جثث جديدة من تحت أنقاض الفندق، ما يرفع عدد القتلى في الهجوم إلى 30 شخصاً, ويعد هذا أكبر هجوم على مقديشو منذ انتخاب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود في شهر مايو (أيار) الماضي، كما يشكّل عامل ضغط على حكومة حمزة التي تشكّلت مؤخراً في الصومال الذي يواجه نصف سكانه البالغ عددهم الإجمالي 15 مليون نسمة، خطر المجاعة.
واعتبرت سميرة قعيد مديرة مركز «هيرال» للأبحاث في مقديشو، أن هذا «الهجوم الجريء» يشكل رسالة إلى الحكومة الجديدة وحلفائها الأجانب، وقالت فى تصريحات إن «الهجوم المعقد هدفه الإظهار أن (الشباب) لا يزالون حاضرين بقوة». وأشار مكتب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى أن هذا الهجوم «جاء في توقيت حرج» للحكومة الفيدرالية التي تشكّلت للتو و«يرمي بوضوح» إلى «زيادة الضغوط في ظل أوضاع متوترة أصلاً» على أثر الانتخابات.

الشرق الأوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..