سقوط الاقنعة

* ثمة تصور ساذج يري بان الحركة الشعبية لم تزل حتي الان تلتزم بمبادئ وقيم مشروع السودان الجديد الذي ارسي دعائمه مناضلين ومفكرين سودانين عظماء , وهو باعتقادي تصور ساذج لان الوقائع والبراهين الماثلة تثبت خلاف ذلك. سبقت وقلت : ان ما يجري الان ليس سوي اعادة انتاج لذات النموذج الذي انتهجه النظام فقط وليس اكثر وان اختلفت الوسائل .الامر اصبح عبارة عن عملية احلال وابدال ? استبدال سادة باخرين او بمعني ادق : دكتاورية باخري وان اختلفت المسميات.
* مشروع السودان الجديد الذي يوعد الشعب بالمساواة والتغيير اصبح هو الاخر مجرد واجهة لتوجهات انفصالية ومشاريع اقذر تمرر من تحت الطاولة. ان كان الحزب الحاكم يستخدم الدين كستار لتبرير سلوكياته التي تتناقض كليا مع القيم الاخلاقية والانسانية فان الحركة الشعبية تستغل المشروع لتمرير اجندة قد لا تتسق مع ابسط ابجديات الثورة او احلام الشعوب المهمشة.
* في العام 2010 اعلنت الحركة الشعبية سحب مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية ? الجوكر? ياسر عرمان حتي دون ان تقدم مبررا موضوعيا او اعتذارا لمؤيديها . حدث هذا بعد ان اصطف الشارع السوداني مع الرفاق بالطبع ليس كرها في النظام وانما ايمانا بالتغيير ولكن مالذي حدث ؟ ثمة مساومة تمت خلف الكواليس , قبل الرفاق طوعا بانفراد النظام الحاكم بالسلطة مقابل اعتراف هذا الاخير بالانفصال ودعمه والترويج له ان استدعي الامر .
* بعييد الانفصال مباشرة.. وفي اللحظة التي قرر فيها الحزب تبني خيار الكفاح المسلح مرة اخري كان الواجب يقضي بان تقوم قيادة الحزب باخطار كل الاعضاء المنضوين تحت لوائه.. ولكن الذي حدث ان عملية الاخطار تمت بحسب معايير عرقية وعنصرية للغاية. الذين تم اخطارهم ينتمون لمجوعات ثقافية بعينها..
اما الاخرين فقد كانو امام خيارين : بيوت الاشباح او “بيع” الفكرة علي احسن الفروض.
*بالامس القريب اعلن المجلس القيادي التابع للحزب تكوين جبهة ثالثة بدافور . حدث هذا بعد ان طالب مجلس التحرير في وقت سابق بضرورة زيادة تمثيل ابناء “النوبة” بالحركة .الجدير بالذكر ان ذات المجلس كان قد اصدر في وقت سابق قرارا يفضي بحل الجبهة الثالثة واستيعاب افرادها بقوات الموبل فورس. ثمة تساؤلات تلح علي الاذهان : ما الذي دعا الحركة الي ان تصدر قرارا يقضي بحل الجبهة ثم تشدد علي تكوينها مرة اخري ؟ وما الذي يجعل من وجود جبهة ثالثة ضروريا وخاصة ان هنالك اصوات تطالب بضرورة وضع مقاليد الامور بايدي مجموعات عرقية بعينها ؟ ربما هو الترميز التضليلي الذي يتحدث عنه د/ ابكر . فالامر ليس سوي ” نفير” في نهاية المطاف. وسيحدث آجلا ام عاجلا لابناء دارفور ما حدث لابناء النوبة بدولة جنوب السودان عندما قيل لهم : ” ان النفير انتهي” وقد حانت ساعة العودة الي المربع الاول ? مربع الدوشمان.
* ربما لم يع الرفاق جيدا معني السودان الجديد. فاذا حدث ذلك حقا لما تم تشويه المفاهيم بهذا الشكل. فليس منطقيا ان يوعد قائد ما الشعب السوداني بالتغير والمساواة بينما هو في الخفاء يكرس للتمايز العرقي والثقافي.. وليس منطقيا ان يقدم قائد اخر نفسه كمناضل بينما يمتطي في ذات الوقت سيارة من نوع “هامر” . حتي الطفل ذو السادسة قد لا تنطلي عليه تلك الخدعة ناهيك عن شعوب باكملها.
* او ان الرفاق يعون المشروع جيدا.. ولكن ربما فقدت العقول حكمتها او ان الضمائر قد اصابها الخمول. وهو اسواء ما يمكن ان يحدث .. عندما يصبح المناضل فاشيا ، والوطني عنصريا عندها ستصبح الثورة ثروة والوطن هو القبيلة.

الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الحركة الشعبية نتاج مخابراتي بامتياز استغل عمالة بعض الموتورين من ابناء السودان للاسف واغرقهم في العمالة بالمال وبالفرص
    العملاء كثر في البلد
    انظر لهذا الذي تشدق امام لجنة الكونقرس وهو ليس حركة شعبية ولكنه متشرد ذهب الى امريكا بعد ان درس على حساب الشعب السوداني جلس ليدلي بشهادات زور بكل فخر ويحرض على شعبه وبلده وهو الذي لم يفيد السودان يوما منذ ان ولد
    والى ان يهلك

    وهو في امريكا ولا يفرق بين ال famine وال feminine اي والله

  2. الحركة الشعبية نتاج مخابراتي بامتياز استغل عمالة بعض الموتورين من ابناء السودان للاسف واغرقهم في العمالة بالمال وبالفرص
    العملاء كثر في البلد
    انظر لهذا الذي تشدق امام لجنة الكونقرس وهو ليس حركة شعبية ولكنه متشرد ذهب الى امريكا بعد ان درس على حساب الشعب السوداني جلس ليدلي بشهادات زور بكل فخر ويحرض على شعبه وبلده وهو الذي لم يفيد السودان يوما منذ ان ولد
    والى ان يهلك

    وهو في امريكا ولا يفرق بين ال famine وال feminine اي والله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..