رحلتي مع.. ?الكباش الموبوءة?!

حين اطلعت على خبر ضبط عدد من الكباش و(نعجتين) مصابتين بالحمى القلاعية.. تم تهريبهما من مصر إلى السودان.. وكما الكثيرين ظننت الخبر مجرد فبركة.. حتى إنني قلت لأحد الأصدقاء مازحاً.. هذا دعم قطاع المواشي لمعركة صديقنا الطاهر ساتي مع مصر.. وفي البال بالطبع أن الناشرة هي صحيفة (الإنتباهة).. وأن ساتي يكتب فيها.. وناشرها هو رجل الأعمال المعروف سعد العمدة رئيس اتحاد الرعاة.. حتى كان الخميس الماضي حين اتصلت بي فضائية (سودانية 24) لتطلعني على محاور التحليل في ذلك اليوم.. ضمن برنامج مانشيتات سودانية.. كان من بينها موضوع المواشي الموبوءة المهربة من مصر.. راجعت موقفي المعلوماتي سريعاً.. فاكتشفت أنني سأظلم البرنامج وأظلم مشاهديه.. بل وأظلم نفسي.. إن ذهبت لأحكي طرائف في موضوع بهذه الخطورة.. فاتصلت بصديقة في وزارة الصحة الاتحادية ألجأ إليها عند النوائب الوبائية دائماً.. فأحالتني إلى مدير إدارة الوبائيات بوزارة الصحة الاتحادية.. سألته عن الواقعة ومدى صحتها.. قال إنه مسؤول عن الوبائيات التي تصيب الإنسان وليس الحيوان.. حاولت أن أشرح له أن زمني محدود وأنني افترضت أنه ذو صلة ما بالأمر، فليؤكد أو ينفي الواقعة.. تكرم الرجل بإعادة محاضرته عن الفرق بين الإنسان والحيوان على مسامعي.. فشكرته معتذراً بأن من استشرته قد دلني على الشخص الخطأ.. عدت لصديقتي لترشح لي مصدراً آخر.. اتصلت بالمصدر الجديد فإذا بسيدة في غاية التهذيب تشرح لي أنها في إدارة الأمن الغذائي بوزارة الزراعة.. وليست ذات صلة مباشرة بالأمر.. ولكنها أحالتني لمن قالت إنه المسؤول في وزارة الثروة الحيوانية.. فشكرتها واتصلت..!
مسؤول الثروة الحيوانية أكد لي مباشرة أن الواقعة صحيحة.. سألته كيف علمتم ذلك.. وما هي المختبرات التي أخضعت تلك الماشية للفحص..؟ قال لي إن هناك خمسة أو ستة أنواع من الحمى القلاعية.. منها نوع خفيف، الإصابة به غير متعدية وتظهر آثار المرض على فم الحيوان فقط.. وهذا النوع علاجه سهل جداً.. ويعد الملح عنصراً أساسياً في العلاج.. وأن الرعاة أصبحوا يقومون بالعلاج بأنفسهم..!
ويمضي شارحاً.. مصر معروف أن بها أنواع أخرى من الحمى القلاعية.. وهي شديدة الأثر وبالغة التأثير على الحيوان.. وأن آثاره تظهر بوضوح شديد على الفم وعلى (الأضلاف).. وأن التأكد من الإصابة به لا يحتاج لفحص مختبري.. ويمكن لأي خبير معرفته بالعين المجردة.. وقال إن الحالة التي عليها العينات المضبوطة تؤكد أنها من النوع الموجود في مصر لا في السودان.. كنت آمل صادقاً أن تكون المعلومات غير دقيقة ولكن.. وحين بدأت التحليل لم يكن أمامي غير تأكيد الواقعة.. سيما وأنني قد تلقيتها من مصدر رسمي.. غير أنني قد اكتشفت أن المنطقة التي ضبطت فيها هذه الخراف الموبوءة تبعد نحو سبعة كيلومترات فقط من بوابة حلايب المحتلة.. فقلت إن هناك أحد احتمالين.. إما أن جهة ما.. وليس بالضرورة أن تكون جهة رسمية.. قد قررت التخلص من هذه الحيوانات في فضاء عريض.. اختارت لها تلك المنطقة.. دون نية مبيتة.. وهنا سيختلف الأمر وتتراجع نظرية المؤامرة.. وسيكشف التحقيق كل شيء.. أو أن الأمر مرتب له من جهة ما.. بهدف محدد.. وفي هذه الحالة.. ينبغي أولاً إعلان حالة الطوارئ على الحدود الشمالية.. وإغلاق تلك الحدود.. ثم المطالبة بإجراء تحقيق دولي.. أي أنه ليس هناك خيار ثالث.. يا وزارة الخارجية..!
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هذه جريمة واضحة و يجب إخطار الجهات الدولية.مثل مركز الوبائيات في أميركا و منظمة الصحة العالمية و المنظمة التي تقوم علي صحة الحيوان.
    كثير من الدول تحتفظ بجراثيم الأمراض المختلفة لأغراض البحث العلمي و لانتاج الأمصال و غير ذلك من أهداف معروفة.
    سمعنا بأن السواق إعارف بأنه مرسل من قبل المخابرات المصرية!!!!
    عند غزو مصر للسودان تم ضرب الأنصار بجرثومة الجدري !! وده موثق في كتاب بابكر بدري.

  2. هذه جريمة واضحة و يجب إخطار الجهات الدولية.مثل مركز الوبائيات في أميركا و منظمة الصحة العالمية و المنظمة التي تقوم علي صحة الحيوان.
    كثير من الدول تحتفظ بجراثيم الأمراض المختلفة لأغراض البحث العلمي و لانتاج الأمصال و غير ذلك من أهداف معروفة.
    سمعنا بأن السواق إعارف بأنه مرسل من قبل المخابرات المصرية!!!!
    عند غزو مصر للسودان تم ضرب الأنصار بجرثومة الجدري !! وده موثق في كتاب بابكر بدري.

  3. الاعلان عن وجود الحمى القلاعية بمنطقة حلايب له عواقب وخيمة على
    الماشية بولاية البحر الاحمر وسيؤثر على تصدير الماشية من الموانئ
    السودانية وكل الدول التي تستورد الماشية ستتوقف عن الاستيراد حتى
    يتأكد تمامآ خلو المنطقة من المرض.
    التأكد من وجود الحمى القلاعية يتم بالاثبات المعملي لوجود فيروس
    المرض في جسم الحيوان.
    محمد لطيف والزول الاسمه مسؤول الثروة الحيوانية سيتسببوا في ضرر
    كبير للسودان وذلك لاعلانهم عن وجود الحمى القلاعية بداخل السودان.
    سؤال لمحمد لطيف هل تم التخلص وابادة هذه الخراف؟

  4. الاعلان عن وجود الحمى القلاعية بمنطقة حلايب له عواقب وخيمة على
    الماشية بولاية البحر الاحمر وسيؤثر على تصدير الماشية من الموانئ
    السودانية وكل الدول التي تستورد الماشية ستتوقف عن الاستيراد حتى
    يتأكد تمامآ خلو المنطقة من المرض.
    التأكد من وجود الحمى القلاعية يتم بالاثبات المعملي لوجود فيروس
    المرض في جسم الحيوان.
    محمد لطيف والزول الاسمه مسؤول الثروة الحيوانية سيتسببوا في ضرر
    كبير للسودان وذلك لاعلانهم عن وجود الحمى القلاعية بداخل السودان.
    سؤال لمحمد لطيف هل تم التخلص وابادة هذه الخراف؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..