مقالات وآراء

جيش جاحد وشعب شاهد..!!

شهد الشعب على جحود مؤسسة الجيش، التي ومنذ تأسيسها ما فتئت تقتل سكان الدولة المنوط بها توفير الأمن والطمأنينة لهم، وظهرت آخر تجليات الآلة الاجرامية لهذه المؤسسة في القصف الجوي المستهدف للمدنيين القاطنين أطراف ومراكز المدن الرئيسية – الخرطوم، ام درمان، الخرطوم بحري ونيالا، رأى الشعب بأم عينيه الحمم البركانية لبراميل الأنتونوف الساقطة على رؤوس العجزة والمسنين والأطفال والنساء، هذا المسلسل الدموي الذي لم يتوقف منذ أن علم الناس أن هنالك وحش كاسر اسمه الجيش، وبفضل تقنيات التصوير والتوثيق والتسجيل الحديث ظفر الناشطون بالتقاط تسجيلات مؤكدة، على بشاعة القتل الانتقامي الموجه من فوهات مدافع الطيران الحكومي، تجاه الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يدور بين القوتين المتخاصمتين، لكن وكعادة قادة الجيش العنصري والجهوي فإنّ وصمة التمرد ظلت حصرية على مكونات اجتماعية بعينها دون سواها، فلو قدر الله وأن فرداً واحداً قد كشر عن نابه تجاه السلطة الظالمة، فيا ويل أهله ورهطه، وكما يقول المثل:(المرأة غلبها بناء بيتها ذهبت تطارد الكلاب)، فبعد أن هُزم جيشنا جيش الهناء المفترض فيه حراسة مالنا ودمنا من قبل الأبطال في ميدان معارك أبريل، لم يجد ما يشفي غليله سوى الفتك بالمدنيين الذين يرى فيهم حواضن (للتمرد) بحكم نظرة قيادته العنصرية، لقد دفعت شعوب دارفور وجبال النوبة والانقسنا ثمن قرار أبنائها بحمل السلاح في وجه الدويلة الاستعمارية الظالمة، فشهدت الجبال والسهول دماً مسفوحاً لمدى عقود من الزمان.

الجحود الذي تمارسه مؤسسة الجيش بعد أن امتصت دم الشعب ببناء ترسانة ما يسمى منظومة الصناعات الدفاعية، واحتكارها لثروات البلاد بحجة بناء الجيش القوي الأمين والمأمون على حقن دماء المواطنين، يتمثل هذا الجحود في توجيه هذه الإمكانيات نحو قتل وتشريد المدنيين العزل الذين يعتبرون المنتج والمصدر الحقيقي لموارد البلاد، التي تغذي خزينة هذه المنظومة الاقتصادية الجبارة التي لم تشهد البلاد مثيل لها، والتي اتضح فيما بعد أنها مجرد ملاذ للمجرمين والقطط السمان المتاجرين بقضايا الدين والدولة والجيش، فبعد حرب أبريل اقتنعت الشعوب السودانية ويئست من المؤسسة التي لطالما شغلت الاعلام، بحروبها الكذوبة في الجنوب والشرق والغرب، وتوصل المواطن التلقائي لحقائق محبطة حول هذه المؤسسة المخاتلة والداعمة لكل الأجندة الغير وطنية، فالحرب لها فوائدها برغم مآسيها القاسية، وأولى هذه الفوائد أن القناعات قد ترسخت في وجدان البسطاء بأن عدوهم الأساسي هو هذه المؤسسة المعطوبة، التي فتكت بالمجتمعات وفصلت البلاد وزرعت البغضاء بين العباد، وهذه القناعات بمثابة العتبة التي يجب أن يبنى عليها في مستقبل الأيام، ليتم التخلص من هذا العبء الثقيل الذي أورث الناس الدماء والأشلاء والجماجم، هذا الطوطم والتابوه المكتوب على جداره الشائك ممنوع الاقتراب والتصوير، قد فُضح سره وتمت تعريته وبانت عورته أمام العالم بعد الدمار الذي أحدثه بالبنية التحتية والكيانات المجتمعية.

واحد من أقدار الشعوب السودانية أنها تُرضع الغول الذي يفترسها صباح مساء بحجة الحماية من الخطر القادم، ومن سخريات الأقدار ذاتها أن هذا الغول وبينما هو يسمع خبر استيلاء الجار الشمالي على حلايب وشلاتين وأبي رماد، يردد المنتظرون لغضبته المستحيلة قول الشاعر (أسد علي وفي الحروب نعامة تفر من صفير الصافر)، والجميع يردد من أين جاء هذا الجيش العرمرم بشيمة الغدر والجبن والخيانة وسفك دماء المدنيين من مواطنيه؟، لقد خرج هذا الشبح الباهت من نفوس وعقول السكان المكتوين بلسعات أنيابه المسمومة، وتهيأ المواطنون للوقوف ولو مع الشيطان الرجيم الرادع لهذا المخلوق المنحرف، الوالغ في دماء الشيوخ والنساء والأطفال، وكما أن عدالة السماء لا محالة نازلة برداً وسلاماً على الأنقياء، فقد تكبدت مليشيات هذا الجيش المنحرف عن جادة الطريق خسائر لم يشهد التاريخ لها مثيل، فقد دُكت عشرات المتحركات القاصدة إعادة عجلة الدويلة الظالمة للوراء، وجزاها الخالق من جنس عملها وما زالت تتجرع كؤوس الموت المستحق، من قبل جنود من جند الله أرسلهم خصيصاً لهذه المهمة، حتى يعي ذابحو كرامة الانسان أن الدماء قصاص، وأنه ما من نقطة دم أراقها القائمون على تمكين هذه المؤسسة الظالمة، إلّا وردها الله قصاصاً من نفس الحناجر التي هتفت من قبل ونادت بالموت والثبور وعظائم الأمور، بحق المطالبين بإحقاق الحق وترسيخ قيم العدل المفقود في ظل هذه الدويلة وجيشها الظالمين.

إسماعيل عبدالله
[email protected]
14سبتمبر2023

‫14 تعليقات

  1. عليك ان تعلم ان هذه الحرب هي حرب الضرورة وهي حرب وجود لسكان الوسط والشمال والشرق وشمال كردفان ضد مايسمى بدولة العطاوة التي اشار اليها الهارب عبدالرحيم دقلو وقالها زعيمهم مادبو على الملأ { سوف نطوي الخرطوم دي في خمسة دقائق } وقالها الجنجويدي عيسى عليو والي شرق دارفور { على سكان دارفور الاستعداد لاستقبال اللاجئين من الخرطوم وغيرها } أليس هذا
    تهديداً وتخطيطاً لهذه الحرب أيها الجنجويدي

    1. عليك أن تختشي مما تقول هنا.. لا تستطيع أن تعلق على مقال الكاتب، إلآ الانصراف عن الموضوع كلية.. و هذه من خصائص الكيزان و الفلول المجرمين.
      أسألك بالله ايها الوغد الخسيس، هل يمتلك السودان جيشا يدافع عن الأرض و العرض؟ ام انه مليشيا يقوم عليها زبانية الإسلام السياسي القتله المجرمين الخونه اللصوص الفاسقين؟
      لعنة الله عليك أيها الوغد المخاتل الكذوب، ربيب الطغاة المخنثين.

    2. شكرا الطاهر فلقد عبرت عننا جميعا فالحرب الان بين الدارفوريين القادمين من دول الجوار وبين باقى سكان السودان .. نبيدهم فقط

      1. خسئت يا الماسوداني طافش
        دي حرب بين الكيزان و الجنجويد
        و ليس بين الشمال و دارفور يا ابله

        1. ده كان بداية الحرب ياغبى .. الا ترى حقد الدارفوريين على أبناء الشمال وبيوتهم وممتلكاتهم

  2. والله الجاحد انت، لأنك نايم في بيتكم تظرط الليل كله بينما يقدم الجيش دماء أبنائه وارواحه عشان تقعد تفسي على راحتك وللأسف حدثني من اثق في حديثه انك مشهور بهذه العادة الذميمة عادة الفساء.
    عشان كدا انت الجاحد

  3. يا استاذ اسماعيل لا تقل جيش. انا اسميه ديش. ديش الهنا المتهالك الذي لا يمثل الا شلة وثلة من الصعاليك وأصحاب البيزنيس والذين لا علاقة لهم بالدولس. ومعه ثلة وشلة دولة ٥٦ الظالمة الفاشلة الفاجرة والتي سيرسلهم وكيزانهم وفلولهم البطل المغوار حميدتي لمزابل التاريخ باذن الله. وغدا تشرق شمس السودان الجديد الحديد. سودان العز بحق وحقيقة. حيث لا عنصرية ولا كراهية ولا استهزاء بالقبائل. سودان واحد يسع الجميع باذن الله وتحت حماية الاشاوس الدين ضربوا اروع الامثلة في الشجاعة والاقدام.
    من اراد ان يعيش في هكذا سودان فمرحبًا به.
    ومن اراد الكيزان ودولة ٥٦ الفاشلة الظالمة العنصرية فقد ماتت وشبعت موت.
    لا عودة للوراء باذن الله. جيش حقيقي قائده المغوار حميدتي وقوامه الاشاوس واي شرفاء ان وجدوا في ديش الهنا المتهالك.
    رفعت الاقلام وجفت الصحف وقضي الامر الذي فيه تستفتيان.
    النصر للاشاوس ان شاء الله
    جعلي ولا افتخر
    كردفاني ودعامي افتخر دشليون
    البرهان كوز جبان وسيقتل
    حميدتي يمثلني

    1. قصدك جيش قوامه الحرامية يا كلب..ياخي نهبتو كل بيوت الناس وعرباتهم وهي الان في النيجر..مكانكم الحمير والجمال يا رزيقات ..انتم بلا تاريخ ولاهوية يا مرتزقة غرب افريقيا..لعنة الله عليكم الي يوم الدين

  4. خسارة عليك اسم الطاهر و ماك بطاهر، بدليل النتانة التي تنفثها. الدعم السريع يجمع كل مكونات الشعب السوداني و امتداد مسلح لثورة ديسمبر التي لا زال الكيزان يحاولون سرقتها. إذا لم تستطيع مساندة الرجال لاسترداد حقك المسلوب، فيجب ألا تؤذيهم بخزعبلاتك، لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل استرداد الوطن المسروق منذ عشرات السنين.

  5. يا عابر سبيل تذكر أن ما تكتبه شهادة مسؤول عنها امام الله
    هؤلاء الأوباش المرتزقة شغالين نهب وسلب وقتل وسحل في المواطنين العزل.
    كراهية هذه العناصر القبلية اصبحت طاغية ووالله اصبح الناس حين يرونهم مذبوحين يكادوا يطيروا فرحا.
    هذه القبيلة الشيطانية دفعت وستدفع ثمن هذه البلطجة والقتل واستعباد الحرائر ونقلهن للضعين عاصمة الشياطين لممارسة العبودية الجنسية والعالم كله كان بصرخ حين رأى هؤلاء الأوباش المجرمين يذبحون الالاف من المساليت ويغتصبون نساءهم ويقتلون أطفالهم.
    بكل تأكيد سيدفع هؤلاء الاوباش الثمن.
    يجب استئصال القتلة من المناطق التي يعيشون فيها في دارفور واعادتهم الى مواطنهم في غرب افريقيا ولكن بكل تأكيد بعد أن يدفعوا الثمن مضاعف بإذن الله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..