تشويه الاستثمار

أماني السياسيين التي تنطلق من الغرف والقاعات المكيفة وتلحق بالسفر لا تكفي ولا توصل الى نتيجة مرتجاة. اللهم الا إذا كان تضييع الوقت كما في المباريات عندما يكون أحد الفريقين كسب النتيجة ولا يريد الآخر ان يستفيد من الوقت ويلجأ لتضييع الوقت بالقذف بالكرة بعيدًا بعيدًا طبعًا زمان كانوا بجيبوا نفس الكرة ويأخذ ذلك وقتاً أما الآن فيبدو انها تستبدل بأخرى. «بالله شوف الثقافة الكروية دي جاءت من وين؟».
كنت شاهداً على نزاع طويل وشرس في أواخر التسعينيات في بدايات فكرة مدينة جياد الصناعية بدأت الحكومة من الآخر، وكانت الانقاذ شابة وللناس فيها أمل، جاءت بالمعدات والحاويات ورمت الحديد دون ان تشاور أحدًا من أهل المنطقة ولم تسلك الطرق المتبعة في تسجيل الأرض ونزع الأرض للصالح العام والخطوات المعروفة التي آخرها التعويض المجزي .
ودارت مظاهرات وقطع لطريق الخرطوم مدني وما ادراك ما طريق الخرطوم مدني في أواخر التسعينيات حيث كان الشريان الوحيد الرابط بين الميناء والعاصمة. وتمت اعتقالات واستعمال للقوة من الطرفين وصل الامر ان أُصيبت سيارة وزير الداخلية وتحطم زجاجها ويومها كانت سيارة وزير الداخلية كريسيدا ورقمها 1989 وكان بكري يومها واسع الصدر.
ولأن المنطقة منطقة وعي تقِّم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وبعد العراك بدأ التفاهم وتبصير الناس بما سيعود عليهم وعلى السودان من خير من هذه المدينة الصناعية. قبلت المبررات وقبلت التعويضات وقامت مدينة جياد الصناعية.
يبدو ان وزارة الاستثمار لا تحمل خططًا ولا دراسات وزادها الوحيد لغة الانشاء وطق الحنك وارضنا واسعة وتعالوا يا مستثمرون ولم تفكر في القوانين والعادات المتعلقة بالأرض وأي مشروع تفكر فيه وزارة الاستثمار وتدعو اليه مستثمرًا عليها ان تزيل كل العوائق اولاً بالقانون والتراضي التام مع أهل المنطقة وما يعود عليهم مباشرة إذ لا يُعقل ان يقبل مواطن ان تُنزع ارضه ويقام عليها مثل مدبغة افروتان بالباقير التي تبث روائحها الكريهة لعشرات السنين وتلوث كل المنطقة وتجعل السكن في الباقير جحيمًا وليس لأهل المنطقة من هذه المدبغة الا التلوث والروائح الكريهة. او مشروع زايد الخير الذي عاد على المستثمر بالخير الوفير وعلى المنطقة بالبعوض والفئران.
ما لم يستفد المواطن ويصبح شريكًا ومنتفعًا ومتعلمًا من المستثمر فلن يقبل بفقد ارضه ويقبض الريح هذا إن لم تكن للمستثمر ملوثات يرمي بها على المنطقة.
وقبل كل هذا الميزات التي تعطى للمستثمرين والإغراءات أليس أحق بها المواطن قبل الغريب؟ كم من المواطنين تركوا مهنهم من كثرة الرسوم وما يدفعون للحكومة؟ الإعفاء الضريبي أولى به الغريب أم كثير من المواطنين الذين اوقفوا نشاطهم الزراعي والصناعي والخدمي من جور الضرائب وجزافيتها وتعسفها؟ «بالمناسبة من هو مدير الضرائب الذي خلف الذي مكث يومًا واحدًا وأعفي؟».
لا يحدثنا مصطفى عثمان عن استثمار ما لم يكثف الدراسات ويزيل المعوقات ويستعن بعلماء الاجتماع والاقتصاد ويضع خريطة متفق عليها ثم يبدأ في دعوة المستثمرين بلا فضائح ومعارك مع المواطنين عند بداية كل مشروع.

احمد المصطفى ابراهيم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الكلام ده قلناه من زمان تلك الارض لو منح كل انسان فيها 1 كيلومتر بناء منزل (للفرد) لكانت الارض الباقية بور ايضا يحمل الاخوان حقد عميق للشعب والارض ارادو تصفية حسابهم الشعب (الكافر) حاربوا الناس في ارزاقهم طردوهم من الخدمة ادخلوا المضاربات في كل شئ من التراب الي الذهب الي الخمور البلدية وضعوا المصاحف في ايادينا وادخلو اصابعهم في جيوبنا ونشلوا الملاليم القليلة المتبقية*** النعامة مصطفي السمسار ** حادثة ام دوم سوف تجعل المستثمرون يفكرون الف مره ولن يصدقوك ممكن توزع لهم قطعة ارض في نيروبي او ابوجا انت خليت فيها واطة الاجانب مستفيدون وابن البلد لايص بعدين لماذا هجرت الناس الزراعه لماذ اقفلت المصانع والاجنبي بمن يستعين من العمالة سودانية ام اجنبية البلاد يعمروها اولادها 99 عام هل السودان ملك لعثمان اسماعيل اورثك له ونحن عبيدك والله التاريخ عمره لا يرحمكم وسوف تلاحقكم دموع ودماء وغضب الناس المظلومين ولا يوجد بينهاوبين الله عز وجل جهاز امن ولا حرس رئاسي ولا سايحون ولا خنازير الشرطة القمامة القتلة

  2. الجماعة الحاكمين جميعهم يعملون بنظام ” الحاضرة بخيتة” و يريدون نصيبهم من الكمشنات و التسهيلات و نصيبهم من الشراكة الخفية الالزامية مع المستثمرين الاجانب ثم بعد ذلك فلتحرق المشاريع و ليطفش المستثمرون ، ثم يقومون بجولة جديدة تكلف الخزينة العامة ما تكلف لاقناع مستثمرين اخرين ليصيبهم ما اصاب اسلافهم ما دام الكومشنات مقبوضة …. لا يوجد تخطيط للاستثمار … حكومة ود اب زهانة تحارب المواطن و المستثمر الوطني و تعشق الاجانب لسبب غير معروف و المرجح انهم يقدمون اغراءات كلامية لهؤلاء و يقبضون كمشنات بالعملات الحرة و تورد بالخارج و هذا هو التبرير الوحيد

  3. لك التحية والاحترام الاستاذ احمد مصطفى اوافقك الرأى فيما قلت وهوعين الحقيقة ما يعيبك انت تكتب في جريدة عنصرية تنضح بالكراهية وتبث سمومها القاتلة ولكن لابأس رب جوهرة في مزبلة كفا اهداراً وتضيع لحقوق المواطن وامتهان كرامتة ما كهذا الاستثماريا مصطفى عثمان اسماعيل الزي لايضمن ادنى حقوق لصاحب الارض والمنتفع بها حتى اذاتجاوزنا حق المواطن بحجة المصلحة العليا للدولة حتى اليوم لانلمس اونستشعر ادنى فائد من هذة المشاريع التي تملاء بها ضجيج اجهذة الاعلام ان كان هنالك مستفيد من كل ذلك فهو انت العمولات التي تقبضها ياخي مع احترامي ليك انت وزير ولاسمسار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..