نائمون ..!!

:: بتاريخ 29 ابريل الفائت، إجتمع المجلس الأعلى للدفاع المدني برئاسة وزير الداخلية، وإستعرض ما يلي بالنص : ( بلغت جملة الوفيات في خريف العام الماضي (117 حالة وفاة)، وحجم الإصابات (46 حالة إصابة)، وحجم الإنهيار الكلي ( 342.52 منزلاً)، وحجم الإنهيار الجزئي (42.456 منزلاً)، وحجم الإنهيار في المرافق العامة ( (658 مرفقاً)، وفي المخازن (248 مخزناً)، ومن المواشي نفقت (5073 رأس)..!!

:: ثم تحسب المجلس لأسوأ الاحتمالات في خريف هذا العام، وقد بدأت بشائره .. نعم هي بشائر، ولكن عدم تحسب الولاة والمعتمدين يحولها إلى ( كوارث)..هؤلاء لايتحسبون، ليرهقوا المواطن .. ( القُسيبة أو المطمورة)، أوعية ذات سعات مختلفة ..لم تكن ترمز للثراء ولا الإكتفاء الذاتي، ولكنها كانت ترمز للأمن الغذائي والمخزون الإستراتيجي للأسرة.. أي، بالمطامير كانت عبقرية البسطاء تسبق موسم شح المحاصيل..ولذلك، لم يكن هذا الموسم يفاجئ عقول الناس بآثار الغلاء والجوع .. فالمطمورة – بكل بساطتها – كانت بمثابة تفكير إستباقي لكيفية مواجهة ..( أزمة مرتقبة)..!!

:: وبكردفان، لاتعرف أجيال اليوم كيف تم تجويف أشجار التبلدي ( الوفية والأمينة)، لتحتفظ بمياه فصل الخريف في جوفها طوال فصول الربيع والشتاء و الصيف ؟..لا يتغير لونها ولا رائحتها ولا طعمها، بل تزداد عذوبة ونقاء لتروي عطش الأهل.. بهذا التفكير الإيجابي كانت الفرقان والوديان والأرياف – بكل كثافتها السكانية – تتجاوز أزمة العطش بلا موت أو مرض أو إرتباك يوحي أن بالناس لم تتحسب.. نعم، لحظة تجويف سواعد البسطاء لتلك الأشجار العظيمة هي لحظة التفكير الإستباقي لكيفية تجاوز ..(أزمة مرتقبة)..!!

:: وبالجزيرة وغيرها..عندما تنثر أيدي الزراع بذور الذرة و(أب سبعين)، تكون أيدي الأبناء مشغولة في ذات اللحظة في تنصيب منصات خشبية تحيط بها أسوار من الأشواك أو الأسلاك الشائكة، بحيث يصبح المكان آمناً لحفظ حزم سيقان الذرة بعد حصادها أو حزم أب سبعين بعد تجفيفها.. وبهذا التفكير الإيجابي تنعم أنعامهم بفضيلة الأمن الغذائي والمخزون الإستراتيجي – الكائنة في تلك الأسوار ومنصاتها الخشبية – طوال موسم الجفاف.. لحظة تشييد المنصات والأسوار – بغرض تخزين القصب الجاف ? هي لحظة التفكير الإستباقي لكيفية إدارة ..(أزمة مرتقبة)..!!

:: وكثيرة هي النماذج التي تعكس أن العقل الشعبي بالسودان يتجاوز مخاطر أزمات مرتقبة بالتفكير الإيجابي، وهو المسمى في مراجع الإدارة ب ( التفكير الإستباقي)..وهذا النوع من التفكير هو المفقود في عقول الولايات والمحليات، ولذلك تتجلى في الخريف من مشاهد وأحوال الناس والبلد ما تبكيك دماً ودموعاً..فالخريف لم يكن في موسم من المواسم، ولا في بلد من البلاد، رمزاً للخراب والموت .. كان – وسيظل – الخريف رمزاً للخير والنماء.. ولكن هنا – حيث موطن العقول المتواكلة وليس المتوكلة- صار الخريف رمزاً للكوارث..وهكذا دائما الحال بالدول ذات الأجهزة العاجزة عن (التفكير الإستباقي )..!!

:: بالمطمورة – على سبيل مثال لتفكير إستباقي – تؤمن أسر الريف ( قوت عامها)، ولكن المخزون الاستراتيجي الحكومي لن يستطيع إطعام المنكوبين بأمطار وسيول هذا العام ، وسوف تستقبل البلاد ( طائرات الإغاثة)، لأن عقول السلطات الإقتصادية لا تزال تعمل بنظرية (رزق اليوم باليوم)، ولا تعرف معنى التحسب للأزمات، وقادم الأيام ( بيننا)..( نبصم بالعشرة)، لم تبادر أية سلطة ولائية أو محلية – طوال الاشهر الفائتة – بالتفكير في تقديم نموذج واحد من نماذج التعامل الجيد مع مخاطر أمطار وسيول خريف هذا العام.. ينتظرون الكوارث، ثم تقارير المجلس الأعلى للدفاع المدني ..!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هنالك دول أمطارها تهطل بغزارة طيلة العام ولا تحتاج لأولاد الرحمن كما عندنا ولكن الرحمن موجود في عقول مسؤوليها
    والدفاع المدني لايحذر ساكني الدانوب والفولغا والراين من ارتفاع المناسيب.
    وفي جاكارتا ونيروبي وسنغافورة كوالالمبور لايتم تكسير الشوارع لتصريف المياه حيث ان مجاري السيول وجسورها معروفة واستعداداتهم لموسم الخريف لاتجري على قدم وساق وبالرغم من ذلك لايغزقون ولا يعرفون طائرات الاغاثة وتنعدم في قواميسهم
    وكل خريف نتخم كذبا ووعدا والحال ياهو الحال

  2. لا اعرف من حكموا البلاد من الانجليز هل عم حريجي جامعات وحملة شهادة هلمية كبيرة لا اظن ب اتهم كذلك ولكن علي قناعة بان المتعلم الخريج المتفلسف السوداني هو الداء حالة نادرة وشاذه بعد الاستقلال وبعد مايو تفيير كل شئ حتي الان ولو وضعنا مثارتة بين الاسان المتعلم واهلنا الغير متعلمين نصممي ومنفذ الامن الانقاذي الوقائي نجدهم هم الاجدر ب حكم البلاد وليس اصحاب الامتيازات والوجاهات ف عمرهم لن بحلو مشاكلنا ف السؤال هل الغني يستطع حل مشاكل الفقراء لا اظن

  3. ما لازم البيان المحفوظ
    (تفاجئنا هذه السنه بامطار لم تشهدها البلاد منذ 30 عاما ….ووووووووووو)

  4. المشكلة كلها بعدين يرموها فى القدر … ده قدر من الله سبحانه وتعالى.. اه الكلام كمل تقدر تقول ده ما قدر … يطلعوك كافر عديل

  5. يا عزيزي اعذرهم – المحليات و الولايات – فقد كانوا في غاية الانشغال بتنفيذ الاستحقاق الدستوري و قيام الانتخابات في موعدها و هبر ما يلزم من الميزانيات، ثم بعد اجراء الانتخابات انشغلوا – كان الله في عونهم – بالاستعداد لاحتفالات تنصيب السيد الرئيس المنتخب، و الزينة و البهرجة و الشعارات و المدعوين من رؤساء الدول و حجز الفنانين و حشد الغوغاء الخ … و ما ان تمت احتفالات التنصيب حتى انشغلوا بالتشكيل الوزاري و تشكيل الحكومة الجديدة و لعبة الكراسي و من ياتي و من يروح …
    شايف يا عزيز الجماعة مشغولين كيف بالامور العظام و المهام الجليلة؟ اما سفاسف الامور مثل الاعداد و الاستعداد للخريف و البني التحيتة و انقاذ حياة الناس فهذه امور تافهة لا ينبغي ان تنشغل بها عقول السادة و لا ان تتعب فيها اجسادهم

  6. المشكلة كلها بعدين يرموها فى القدر … ده قدر من الله سبحانه وتعالى.. اه الكلام كمل تقدر تقول ده ما قدر … يطلعوك كافر عديل

  7. يا عزيزي اعذرهم – المحليات و الولايات – فقد كانوا في غاية الانشغال بتنفيذ الاستحقاق الدستوري و قيام الانتخابات في موعدها و هبر ما يلزم من الميزانيات، ثم بعد اجراء الانتخابات انشغلوا – كان الله في عونهم – بالاستعداد لاحتفالات تنصيب السيد الرئيس المنتخب، و الزينة و البهرجة و الشعارات و المدعوين من رؤساء الدول و حجز الفنانين و حشد الغوغاء الخ … و ما ان تمت احتفالات التنصيب حتى انشغلوا بالتشكيل الوزاري و تشكيل الحكومة الجديدة و لعبة الكراسي و من ياتي و من يروح …
    شايف يا عزيز الجماعة مشغولين كيف بالامور العظام و المهام الجليلة؟ اما سفاسف الامور مثل الاعداد و الاستعداد للخريف و البني التحيتة و انقاذ حياة الناس فهذه امور تافهة لا ينبغي ان تنشغل بها عقول السادة و لا ان تتعب فيها اجسادهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..