الصوملة السودانية – لن تتأتىّ من دارفور كما يتصور البعض ، ولكن ستنبع من رحم العاصمة المتأثرة حتى النخاع بقساوة الحياة وشظف العيش.

ادامز لمبرج

ترجمة : عبد القادر عبدالرحمن الهدى

عن جريدة : يديعوت احرنوت

فى منظمة العدالة الانتقالية تعتبر السودان واحدة من الاقطار التى يتم تصنيفها تحت القياس البرتقالي الذى يعنى على ميزان العدالة الانتقالية المرحلة الحرجة التى يحدد سماتها العامة مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لملكية المنظمة ، فالسودان تتبوا عن جدارة ثانى التصنيف بعد الصومال نظير المجهودات الجبارة التى تبذلها السلطات هناك للمساهمة فى سيادة ثقافة التفرقة العنصرية بين المواطنين وتعميم مفاهيم الرجعية وسط الاقليات المحلية الممثلة فى تعدد القبائل التى تتجاوز الخمسمائة قبيلة ( تتباين فى لهجاتها وفى ثقافاتها وفى سحناتها وحتى فى نمط تعاطيها الاجتماعى مع بعضها البعض ) ، فهناك انتهاكات يندى لها جبين الانسانية تمارسها الاقليات المسنودة من الحكومة المركزية ضد الاقليات التى لا تدين بالولاء للسلطة المركزية كما يحدث الان فى مقاطعة دارفور التى تتساوى محنتها بالصوت والصورة مع محنة مسلمي اقليم راكان الذين اختبروا وحشية الانسان ضد اخيه الانسان وتعرضوا لابشع عمليات القتل والسحل والاغتصاب .. الخ الانتهاكات التى يستحيل وصفها كما ينبغى .

فالصوملة السودانية – ان جاز التعبير – لن تتأتىّ من قبل مقاطعة دارفور كما يتصور البعض ، ولكن ستنبع من رحم العاصمة المتأثرة حتى النخاع بقساوة الحياة وشظف العيش الذى يتكبده قاطنيها ، فالعيش فى الخرطوم مع حرارة غلاء الاسعار والتردى البيئى والانهيار التام للبنية التحتية كالعيش فى جهنم ، فالخرطوم اغلى العواصم العالمية مناصفة مع جوبا عاصمة دولة جنوب السودان ، الامر الذى يدق ناقوس الخطر ويتطلب من المجتمع الدولى ان يستشعر قيمة ذلك ويعمل كفريق موحد من اجل مهمة انقاذ مواطنى السودان من مآلات المستقبل القاتم الذى يحدق بهم !

ففى دولة تونس مثلاً عندما وصل مواطنوها ذروة الجوع تفجرت الثورة التى اطاحت بالنظام القائم حينذاك ثم انتشرت الفكرة فكانت مرحلة ( ربيع الجوع ) او ما اتفق الاعلام العربي اصطلاحاً على تسميتها بمرحلة ( الربيع العربي ) فالجوع كافر وغضب الجياع لا يضاهيه الا غضب الاسود المتضورة من الجوع .

وفى الحالة السودانية فالامر لن يعدو مجرد ثورة تطيح بالديكتاتورية والسلام بل ستتعداها الى رحاب الاقتتال بالاسلحة الخفيفة والمدفعية الثقيلة للظفر برغيف الخبز الحافى داخل العاصمة الخرطوم وهذه ليست مبالغة هذه حقيقة ناهضة بناءً على اختلال ميذان العدالة والتنمية الاجتماعية التى تلاعبت بها السلطة القائمة بطريقة مجحفة فى حق البعض ، فالوظائف الحكومية المهمة يشغلها ذوى الكفأة المتدنية ممن تربطهم صلة الارحام بالمتنفذين من المسئولين الفاسدين الذين يهتمون لمستقبل ابنائهم اكثر من اهتمامهم لمستقبل وطنهم وهو مايوغل صدور البعض ويحرك بدواخلهم نوازع الانتقام التى بالضرورة ليست بالسلمية فى كل الاحوال .

فالتقارير السرية التى يعدها مندوبي الامم المتحدة من العاصمة الخرطوم جميعها تحكى بالتفصيل عن سوء الادارة و الفساد المستشرى وعن انهيار الجيش واعتماد الدولة على قوة المليشيات القبلية التى تدين بالولاء للغنائم !! وعن الاوضاع التى طفحت بالمواطنين والكثير من المعلومات المهمة التى ترسخ لفكرة الشرزمة والتفكك الطويل الاجل .

ومنظمة العدالة الانتقالية عندما تفرد الحيز للحديث عن الوضع السودانى المتأزم انما تحاول تدارك الموقف قبل حدوثه كأجراء وقائى وخطوة احترازية يعتد بها لتكثيف الجهود من اجل تقديم رموز النظام الحاكم الان لمنظمة الجنايات الدولية فى لاهاى تفادياً لما لا يحمد عقباه .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. علي الرغم من ان الصحيفه تتبع للكيان الاسرائيلى الا اصابت كبد الحقيقه وعليه ليس لنا سوي طريق واحد ووحيد وهو الثوره الشعبيهعلي هؤلاء الكلاب

  2. انتو يا يهود اطلعوا منها فنحن لا نحتاج وصايه من احد الشعب السوداني قادر علي اعاده الامور الي نصابها وهو معلم الشعوب وحتما سينتصر في النهايه-انتم لا اهليه لكم للتحدث عن الظلم لانكم اسوا الظالمين.

  3. ” وفى الحالة السودانية فالامر لن يعدو مجرد ثورة تطيح بالديكتاتورية والسلام بل ستتعداها الى رحاب الاقتتال بالاسلحة الخفيفة والمدفعية الثقيلة للظفر برغيف الخبز الحافى داخل العاصمة الخرطوم ”
    الأحزاب مع بعضها و بقايا الكيزان الوسخين

  4. والضامن لعدم الانجراف في فوضي عارمة الكيزان قضوا عليه تماما واصبح مجرد ميليشا عقائدية……للاسف المرة دي لازي ابريل ولا اكتوبر …نستمسك بشوية بصيص من امل ان لا يحدث مثل ذلك السيناريو …

  5. العاصمة السودانية تضم طبقتين من المواطنين
    اغنياء غنى فاحش يقطنون احياء لوحدهم ولهم مطاعمهم ومتاجرهم ومشافيهم وطرقهم التي يسيرون عليهاويركبون فاخر السيارات وهم فئة لا تتجاوز 3% من سكان العاصمة وغالبيتهم من النافذين في الدولة واقاربهم من الدرجة الاولى وهم يعتقدون بانهم مواطني السودان وهم ما يتخذهم النظام الحاكم معيارا للرفاهية التي وصل اليها المواطن السوداني بفضل حكمهم لذلك عندما تندلع الاحتجاجات يوجهون اليهم الحديث بانهم ياكلون الهوت دوغ والبيتزا ويشربون البيبسي واشياء اخرى وخزائنهم مليئة بالقمصان الوان واشكال وتطلب منهم العودة الى اكل الكسرة مع انهم هم القادرين على اكل الكسرة بعد ان اصبحت طعام الزاوات وهم من يباهي بعض المسئولين بانهم عاشوا الرفاهية في زمن الانقاذ ويصعب فطامهم منها وهم عالم قائم بذاته تفصله عن السواد الاعظم من بقية المواطنين الف جدار جدار الا وانهم طبقة من الفاسدين والانتهازيين الذين اثروا من تحت منهج الفساد السائد والمشهود به من قبل منظمة الشفافية العالمية التي صنفت السودان من افسد بلاد الدنيا علما بان هؤلاء كانوا يوما هم فقراء السودان وعامته ويعيشون على الهامش .
    اما الطبقة الثانية وهي طبقة الفقراء والمسحوقين وهم 93% من الشعب السوداني وهم من يعانون ويكابدون من اجل الحصول على لقمة العيش وجرعة الدواء خصوصا بعد ان فقد النظام الحاكم ايرادات البترول نتيجة انفصال الجنوب للفشل في ادارة التنوع العرقي والثقافي والديني واقصاءا لاي من يحاول مشاركتهم الحكم جنة النعيم التي يرفلون فيها فما كان من النظام الحاكم الا اللجؤ الى لقمة ودواء هذه الشريعة بما يسمونه رفع الدعم مع انه حقيقة الامر لم تكن الحكومة تدعم سلعه ابدا ولكن طبقة الاغنياء تلك تريد ان تواصل العيش في ترفها ورفاهيتها وقد قاموا بتدمير كل مشاريع الاقتصاد في البلاد بفعل سياسة التمكين البغيضة التي تولد عنها الفساد وتم تدمير مشروع الجزيرة وسودانير وسودان لاين .. الخ فلم يعد هنالك من سبيل الا اقتلاع لقمة الخبز وجرعة الدواء من فم المواطن المسكين واذا ما خرج محتجا فانه يواجه بالبطش والقمع من قبل ميلشيات اعدت خصيصا لهذا الامر ولكن في الايام الاخيرة يشاهد عزم الشعب السوداني نحو الانتفاضة مهما كانت القوة الباطشة التي سيواجهها
    من هنا فان الصوملة فعلا قد يكون مسرحها العاصمة في مواجهة دامية عنيفة بمراحل تفوق احتجاجات سبتمبر 2013 التي سقط فيها المئات من شهداء الاحتجاجات المعيشية ولن تكون الصوملة من دارفور او جنوب كردفان او النيل الازرق لان اولئك يحاربون النظام الحاكم من خارج العاصمة وقد فلح النظام الحاكم في محاربتهم في مناطقهم بعيدا عن العاصمة حيث يسكنون ويعيشون لذلك فان اثرهم كان محدودا
    لا يشك عاقل ان صراعا دفينا قد بدا يتبلور الى مواجهة شاملة بين المواطن السوداني والنظام الحاكم وقد يشهد السودان تجربة مماثلة تماما للتجربة الليبية في ازاحة حكم القذافي لان الغبائن الموروثة طيلة حكم هذا النظام ال 25 عاما قد جعلت الكثيرين يجهرون بالثار والانتقام وبانهم لا يرضون ان يتخلى النظام الحاكم في طواعية وسلام انما يطالبون بالثار وبعض المعتدلون يطالبون بالمحاكمات والمحاسبة
    والايام القادمات حبلى بالكثير من المفاجئات على ايتها حال والله اعلم

  6. ستفتعل حكومة الجبهجية فوضى فى الخرطوم مثل التى حدثت يوم ممات قرنق وذلك لعدم قدرتهم على إدارة الخرطوم وحلحلة مشاكلها البيئية والخدمية والغذائية والأمنية والصحية ومشاكل الماء والكهرباء والتعليم والطرق …الخ حتى تفرغ العاصمة من 90% من سكانها واعادتهم لأقاليمهم هربا منها وتفيض بعد ذلك الخدمات لباقى ال10% و ترتاح من وجع الرأس. بدء هذا المخطط من تشريعى ولاية الخرطوم الذى ناقش امر تفريغ العاصمة من الوافدين من الأقاليم. كما لو انهم ورثوا الخرطوم من ابهاتهم ؟؟؟؟إحذروا هؤلاء السفلة.

  7. لاتدفنوا رؤوسكم في الرمال ، بل واجهوا الحقيقة بكل شجاعة ، رغم إختلافنا مع اليهود إلا أن تحليلاتهم منطقية وموضوعية ، ويجب أنتحسب لكل السيناريوهات المتوقعة من قتل وسحل وإغتصاب في شوارع الخرطوم ، هذه هي النتيجة الحتمية التي سنصلها بطريقة حكم هؤلاء الكيزان الأنجاس الملاعين ، اسوأ مافي الجوع أن ردة فعل الجائع لايمكن التنبؤ به ،، علينا إن كنا حادبين بالفعل على مصلحة الوطن ،، أنخرج جميعاً للشوارع ونحمل أكفاننا ، فإن خرجت ميت وإن لم تخرج أنت ميت ، فمن الأفضل أن تخرج وتموت فالموت اشرف لنا من حياة الذلة والخنوع .

    فمتي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟

    ولا أزيد …

  8. ان الدوله السودانيه علي شفير الهاويه والتشتت والصراعات الاثنين والدينية والقبلية وكولها افتعلت من قبل حكومه الإنقاذ. ارجوا من الأخوة السودانيه في شرقه وغربه وشماله ان يتحدوا تحت رأيه واحده لدحر هذا النظام الفاشي. وربنا يصلح الاحال في كول ربوع الوطن الحبيب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..