مقالات سياسية

نجوم خلف الكواليس … والعَالَم المُنافِق

نجوم خلف الكواليس … والعَالَم المُنافِق

أبرز الأحداث العالمية الكبرى الشائعة في هذا الكون وخاصة في الأعوام الأخيرة إتضح فيما بعد إنها أحداث مفبركة لا تستند إلى واقع .. ولكن صنعها الإعلام وصاغتها كاميرات التلفزيون وشاشات القنوات الفضائية والأقمار الصناعية .. لهذا تهاوت كل هذه الأحداث الكبرى أمام مرآة الحقيقة . .

لو أخدنا نموذجا للأحداث الضخمة التي تهاوت أمام مرآة الحقيقة أول ما يخطر على بال أي شخص عاقل نهاية الإتحاد السوفيتي كانت رواية جيدة النص والإخراج والتنفيذ وإستطاع كاتبها أن يقنع العالم بأن الإتحاد السوفيتي كان بالفعل يحمل داخله من التناقضات والمشاكل ما يجعله ينفجر من الداخل … وأمام هذا التصوير الدقيق كان من الصعب أن يتصور أحد أن هناك أسباب أحرى وراء هذا السيناريو الدقيق وأن للمسرحية أبطالا على خشبة المسرح ولكن هناك أيضا أبطالا آخرين خلف الكواليس ..

وبسذاجة صدق العالم قصة نهاية القوة العظمى الثانية في العالم لأنها تعاني خللا إداريا وفسادا إقتصاديا .. برغم من أن هناك دولا كثيرة كانت تعاني من فساد إقتصادي وخلل إداري أسوأ بكثير من الإتحاد السوفيتي ولم تسقط في دقائق كما سقطة القوة العظمى الثانية في دقائق .. ولقد إكتشف العالم للأسف الشديد بعد فوات الأوان إن كل هذا الذي جرى كانت نتيجة لأحداث مفبركة وسيناريوهات وإن للمسرحية أبطال على خشبة المسرح لا يعصون ما يؤمرون ولكن هناك أيضا الأبطال الحقيقيين خلف الكواليس لم يراهم أحد … هذا ما جرى في القرن الذي مضى

وفي العصر الحديث لقد تبنى العالم المنافق صورا أخرى لإسقاط وإفشال الدولة وذلك بطريقتين الطريقة الأولى التدخل الغير مباشر والطريقة الثانية التدخل المباشر
التدخل الغير مباشر وهذا بالغطاء لبعض الأنظمة الفاشية الفاشلة والفاسدة ويغضون الطرف عن الذي يجري من إنتهاكات واضحة وصارخة في حقوق الإنسان في هذه الدولة ونظام الإنقاذ نموذجا وهناك دولا محورية في منطقة الشرق الأوسط سائرة في هذا الدرب … مثل هذه السياسة تؤدي إلى إفشال الدولة ثم تدميرها وتكسيرها وتقسيمها بأيدي أبنائها دون أن يطلقوا طلقة واحدة عليها … والأبطال الحقيقيون لهذا السيناريو خلف الكواليس لا يعلم بهم إلا الله والقليل منكم …
والنموذج الآخر لإفشال الدولة هو التدخل المباشر في الصراع وهناك دولا عديدة بعد أن كانت دولا قوية ومتماسكة ولكنها إنهارت أمام ماكينة الإعلام المشوه وثم التدخل المباشر والإحتلال وإتضح في وقت متأخر للأسف إنها كانت ضحية لأحداث مفبركة مثل دولة العراق وأفغانستان كذلك ليبيا فهذه الدول لم تتلاش قريبا ولكنها لن تكن دولة كما كانت سابقا وستتغير ملامحها الجغرافية والديمغرافية وهذا ما تريده الجهات التي لديها مصلحة في ذلك …

أما أهم ما يجري إعداده من سناريوهات في هذا القرن هو تصفية القضية الفلسطينية والتي ظلت لسنين عديدة أم القضايا للعالمين العربي والإسلامي .. وعلى الفلسطينيين أن يتدبروا أمرهم أما أن يعيشوا في دولة إسرائيل حتى يأتي المهدي المنتظر بفرسه الأبيض وسيفه الحاد الذي سينقذهم من بني إسرائيل !! أو أن يلقوا بأنفسهم في البحر لأن السيناريو الذي تم إعداده بعناية دقيقة هو شيطنة من يعادي ويقاوم إسرائيل وألم يقولوا ذلك في المنابر العالمية ؟ أنه لا داعي لهذا الصراع الطويل مع دولة إسرائيل ويجب أن يعيشوا جنبا إلى جنب مع إخوتهم اليهود … أنا لم أكن من الشامتين ولا من الغاضبين لا سمح الله على القضية الفلسطينية لأن الهدف من هذا الحديث هو كيف يتعامل العالم في تصفية القضايا وإفشال الدُول لذلك الشي بالشي يذكر …
ومن أجل تصفية القضية الفلسطينية تصاغ الآن روايات في السر والعلن لهذا الغرض وهناك أبطال تم إعدادهم لتمثيل هذا الدور منهم من هو على خشبة المسرح والبعض الآخر خلف الكواليس وسيكتشف الإنسان في المستقبل إن هذه الروايات كانت مجرد مسرحيات أمام مرأة الحقيقة كما إكتشف أخيرا أسباب إنهيار الدولة العظمى الإتحاد السوفيتي الفتاوي الدينية بدأت في المرونة وتحليل لكثير من الأشياء والأمور وإستباحة ما تم تحريمه سابقا وظلّ لعقود طويلة رجزا من عمل الشيطان كل هذا تمهيدا لإجازة التعامل مع إسرائيل التي ظلت لعقود طويلة أيضا مجرد التعامل معها من الكبائر والآن محاولة لإعادة برمجة العقول والوجدان جارية وفي فترة قليلة للغاية قد لا تتجاوز عاما واحدا أو عامين بعد أن كانت منابر المساجد تقول ذلك ومناهج التعليم تؤكد ذلك إن إسرائيل دولة مغتصبة لأرض المسلمين وللمسجد الأقصى أولى قبلة المسلمين وثاني الحرمين الشريفين !!!! …. سبحان مغير الأحوال .

هكذا هو العالم المنافق يتعامل بعشرات الوجوه المستعارة والأقنعة المزيفة فلا تعولوا ولا تراهنوا عليه كثيرا.

ياسر عبد الكريم
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..