الاستخفاف بعقول أهل العلم

الاستخفاف بعقول أهل العلم

بروفسير / نبيل حامد حسن بشير
[email][email protected][/email]

قديما قيل “شر البلية ما يضحك”. تابع الكل عبر وسائل الاعلام المختلفة والبيانات “المنشورات!!” يوم الخميس 10 مايو احداث مسلسل لا يصلح حتى لتقديمه لبرامج الأطفال فى أكثر الدول تخلفا ولمجموعة الأطفال المتخلفة عقليا على وجه الخصوص. اسم المسلسل “اضراب العاملين بالجامعات الحكومية السودانية”. فاذا كان المتحدث مجنونا، يجب على الأقل أن يكون المستمع، أو بعض من المستمعين، عاقلا.

نحب أن نوضح الآتى:

أولا: طبقة أساتذة الجامعات من المفترض أن تكون على مستوى عال جدا من الفهم والفكر والمقدرة على التحليل.

ثانيا: النقابة الحالية بقيادة البروفيسر غندور مرفوضة من الجميع، خاصة بعد اتفاقية نيفاشا.

ثالثا: النقابة أعلاة تمثل النظام والادارة ، بل هى جزء أصيل من منظومة الانقاذ والمؤتمر الوطنى ولاعلاقة لها بالعاملين بالجامعات، خاصة الأساتذة الذين لم يعلموا حتى تاريخة متى وكيف انتخبت لم يشاركوا فى عمليات التصويت لها أو ضدها لأنهم غيبوا عن الأمر كله.

رابعا: الأساتذة الجامعيين كانوا ولايزالوا مستهدفين أمنيا واداريا ومعاشيا منذ قيام الانقاذ.عليه، فهم أخر طبقات المجتمع السودانى تفكيرا فى الاضرابات.

خامسا: مستحقات الأساتذة التى أقرها مجلس الوزراء منذ منتصف التسعينات من الفرن الماضى لم يستمتع بها غير كبار الأداريين أحد، وهى تتراوح مابين 12-15 مليون جنيه كل عامين تسمى بدل تذاكر للأستاذ واسرته، ولم يعترض أحد أو يضرب خوفا من الجهات الأمنية والتعامل غير الحضارى الذى يتوقعونه من الانقاذ التى عودتهم على النكوص عن قراراتها مع التلويح بعصاتها والتلاعب بالقوانين والاحتساب فى ميزان الحسنات. صرف منها ما لايزيد عن 20% على ثلاث دفعات غير متساوية، كان آخرها أوائل العام الماضى ثم تناست النقابة والوزارة الأمر مدعين بأنها لم تجدول بالميزانية أصلا.

سادسا: مستحقات وفروقات مرتبات قد تصل الى 700 جنيه شهريا للبروفيسر ولمدة أربع سنوات سابقة صرفت لكل الوظائف الحكومية ولم تصرف للجامعات، ولم يجرؤ أحد أن يهمس بها، خوفا وليس بطولة أو كرما، رغما عن شدة الحوجة لها والمعاناة التى يعانيها الآساتذة المغلوبين على أمرهم. ما صرف منها حتى الآن أربعة أشهر فقط وتبقى على الوزارة 44 شهرا!!!

سابعا: وهو السؤال الأهم:

منذ متى تسمح الانقاذ بقيام اضراب داخل الجامعات أو غيرها وتوزيع بيانات أو منشورات بواسطة النقابات تحت نظر الأدارة ووجميع الأجهزة الأمنيه المتنوعة والمتعددة داخل وخارج الجامعة؟

لماذا حدث هذا الأمر يوم الخميس وبعد منتصف النهار؟

لماذا لم يتم اعتقالهم اثناء وبعد التوزيع؟ بل ذهبوا الى منازلهم وناموا ملء جفونهم.

تكمن الاجابة فى الآتى لمن يستطيع أن يحلل الأمور:

1) الأمر بكامله تم بالتنسيق مابين النقابة والوزارة وادارات الجامعات والمالية والجهات الأمنية. الغرض ضرب عدة عصافير بحجر واحد:

أ‌) هنالك مبالغ محددة تستطيع وزارة المالية وبالاتفاق مع وزارة التعليم العالى دفعها للأساتذة حاليا، لايتعدى مستحقات خمسة أشهر، أما الباقى “الله كريم”، وقد تم تضريبها فعلا فى كل الجامعات، وجاهزة للصرف.” المال تلته ولا كتلته”. هذه هى الجزرة.

ب‌) اضعاف نقابة جامعة الخرطوم المنتخبة والتخلص من المعاشيين منهم.تزامن هذا بالفعل مع الاضراب (50 استاذ تسلم خطاب انهاء الخدمة بما فيهم رئيس النقابة المنتخب وعشرة آخرون فى الطريق).

ت‌) تقوية موقف نقابة البروفيسر واعتبار ما جاء فى بيان يوم الجمعة من المكاسب للنقابة.

ث‌) كسب وقت أطول للمناورة كما حدث فى المرات السابقة، وبالتأكيد لن يتحرك الأساتذة كما لم يفعلوا من قبل.

2) عند تناقل نبأ الاضراب عبر الهواتف بين الأساتذة، بعد منتصف نهار الخميس، أعلن بعضهم فورا بأنه لن يضرب لأنه يشتم رائحة غير طيبة وتدخلات أمنية فى الأمر، وبأن هذا سيناريو غير منطقى .بل حددوا بأنه سيتم فى نشرة العاشرة يوم الجمعة (أى بعد 24 ساعة فقط) بالتلفاز والاذاعة، سيتم رفع الاضراب والتهليل لانتصارات جزئية للنقابة. وهذا ماحدث بالفعل.

الى متى ستستمر الانقاذ والنقابة المتسلطة فى الضحك على الدقون والاستخفاف بعقول الأساتذة والمفكرون ورجال العلم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..