مقالات وآراء

لا ياسعادة الفريق

لاياسعادة الفريق عبدالدين سلامه فيديو جديد أطلّ علينا من خلال وسائل التواصل ـ تمنيت أن يكون جديدا علي وحدي ، لاعلى الساحة ، والفيديو للفريق ياسر العطا يهدد فيه بأن الجيش لن يصمت وسيقوم بتنصيب حكومة بذريعة عدم انسياق البلاد نحو الفوضى ، وهي مقدمة لانقلاب كامل الدسم مهما حاولنا تجميلها لن نستطع ، فقد قام مباشرة بفرز كيمان حكومته الجديدة ( الأمة ، الإتحادي ـ المؤتمر السوداني ).
أليست هذه هي نسخة الحكم الذي اقتلعه الشعب ؟ وأليست تلك الأحزاب التي تغنّى بحرصها على الثورة هي ذات الأحزاب التي تقاسمت الحكم مع الإنقاذ وتحالفت معها ، وأضاف اليها جهاز الأمن والمخابرات ومعه الدعم السريع ؟ ما الذي يرتسم في الذهن سوى صورة النظام القديم ينقصه دخول قوش لتولي مهامه في النور بدلا عن الظلام ، والبشير للتحدي من جديد بأنه سيخوض معركة مابعد أكثر من عشرين عشرين ؟؟؟ الثورة لازالت تحتاج ثورة والبلاد لازالت تحتاج تغيير الكثير من المفاهيم ، فسيناريوهات الظلام ما عادت تستطيع التّخفي مع بسط سطوة الإعلام الرقمي ، والشعب السوداني أذكى من أن يترك بلاده تنهار ، وقوى الحرية والتغيير أيضا تحتاج تقويم وإصلاح في داخلها ، وعليها الوقوف مع نفسها والتوقف عن خلافاتها الحقيقية والمفتعلة ، بلادنا لن تعود للوراء قيد أنملة ، ففي سبيل التّقدّم تم دفع فاتورة من الدماء لازال تدقيق محتواها جاريا ولايمكن أن يمحوه سيناريو من هنا أو هناك ، البلاد تحتاج الصبر ، والشعب يعي معنى الصبر ، وبدلا عن هذه اللغة المهتاجة التي لاتقدّم ولاتؤخّر ، بل تصب مزيدا من الزيت فوق النيران التي عجزنا حتى الآن عن إطفائها ، كان يجدر بالفريق ياسر العطا أن يكون غاندي بناء البلاد بين قحت ومختلف المكونات السياسية بالبلاد ، وكلمة غاندي قصدت بها حكمة الحوار ، بحكم أن ياسر العطا حتى قبل هذا الفيديو كان في نظر الكثيرين أفضل شخصية توافقية يرتضيها العسكر والمدنيون معا ، ولاخلاف بينها وبين باقي المكونات السياسية ، وبدلا من إستغلاله هذه الميزات لبناء بلاد تحتاج الصبر والحكمة في ترقيع ثوبها الذي لم يتوقف تمزيقه منذ ماقبل الاستقلال ، خاصة وأنها المرة الوحيدة التي اتفق فيها الكل بمختلف رؤاهم وطرقهم وقواميسهم ، على ضرورة البناء والذهاب للأمام ، وأن لامجال للرجوع للخلف ، وتمزيق عقود لن يعيد الثوب لتماسكه لو ملّ الحيّاك من السنة الأولى أو الثانية .
|لايهم من يحكم البلاد ياياسر العطا ، ولا من ذكرتهم يملكون عصي سحرية لإحداث تغيير ، والمجرّب لايجرّب ، ويكفي أنهم كلهم الآن جزء من هذا المشهد ، وجزء من إشعال الفتن ، وجزء من صناعة الخلاف ، فهل تنكر ذلك ؟؟؟ والأنكأ من خطاب ياسر العطا بيان الحلو ، أو بالأصح بيان دولة عبدالعزيز الحلو ، فلو كنا نتعامل بمنطق أن الوالي لا يحق له تمديد سلطته في أي بقعة من جغرافيا الولاية ، فإن الثورة تحتاج ثورة ، وعبدالعزيز الحلو كان على خلاف مع حكومة الإنقاذ ، والحكومة الحالية ليست حكومة الإنقاذ ، وتنادي بكثير من الشعارات التي ينادي بها ، فلماذا يرفع السلاح في وجهها أو على الأقل يهدد بذلك بالرغم من علمه بأن السودان ما عاد سودان رفع سلاح سوداني في وجه أخيه السوداني ، وإلا ، فلامعنى للأرواح الذكية التي صعدت لبارئها تسديدا لتلك الفاتورة . لايهم من يحكم ، المهم أن تعود الشفافية ومافي السر يطفو للعلن ، فبلادنا ليست في حاجة لإهدار المزيد من الوقت في صراع يقودها نحو التّمزّق ويجعلها مستباحة أكثر مماهي عليه الآن ، فللكل الحق في حكم البلاد طالما أنه لم يرتكب جرما بحق الوطن أو مواطنيه ، ومن تتوفر فيه تلك الصفات لايجب أن يتم إقصاؤه ، وجهاز الأمن والمخابرات تجسّد غيابه في مانراه من حال اللا أمن ولا استقرار في بلادنا ، لانريد أن نكون كليبيا والعراق وسوريا ، والتجارب لازالت ماثلة أمامنا ، من أجرم من الجهاز تتم محاسبته بقوانين الثورة ، ومن لم يجرم لا مبرر من إنتزاع حقه في ممارسة وظيفته وفق الرؤية الثورية التي أرادتها لأمن بلادنا المرتبط بعزتنا وسمعتنا واقتصادنا وكافة مفاصل حياتنا ، ووضع بلادنا الجغرافي وتاريخها وما يحدث فيها يدعو لذلك ، والدعم السريع وقف مع الثورة ، ولولا انحيازه ماكان البشير قد سقط ، وقدّم خدمات جليلة ، وحتى عندما انسحبت قوات الجيش والشرطة عن حراسة ممتلكات الوطن في الشمالية ، سارع الدعم السريع بتلبية دعوة والي الشمالية وسدّ الفجوة ،
ومن أجرم من الدعم السريع في حق الشعب والوطن يجب أن يخضع للقانون ، ومن أدّى خدمات جليلة يجب أن يبقى ويتم تقنينه ويشكر ، وحتى الجيش الذي استشهد المعتصمون أمام بوابته لايعفيه القانون من ذات القاعدة ، فالشعب حينما ثار احتمى بهذا الجيش ، وانحياز الجيش للشعب أثمر سقوط الانقاذ ومن قبلها مايو واكتوبر ، ولكن من أجرم لن يكون أكبر من القانون ، هذه هي الدولة التي نتداعى لها جميعا ، وإلا ، فإن البنادق ماعادت تخيف أحد ، والإنقلابات العسكرية لن تكون إلا كساقية جحا تنبع من الجيش وتصب في الجيش ولاعلاقة للحياة المدنية بها العقدة الحقيقية تكمن هناك في جوبا ، نعم في جوبا ، فتوقيع الإتفاق يعني طي صفحة حقيقية وبداية عهد جديد ، ومايحدث من محاصصات لايهم الشعب السوداني في شيء ، والترتيبات الأمنية التي تأخّرت تحتاج مليونيات ضغط شعبي للتوصل لاتفاق كامل متكامل بشأنها أو نفض أيديهم عن الثورة ، فجنيهنا ينخفض ومعيشتنا تعاني ، والخطر يتربصنا من كل جانب ، لامجال لسودان مابعد الثورة سوى التوافق والاتفاق ، فهو وطن حرية وسلام وعدالة ، وقانون ، وليس وطن أحقاد وبغضاء وكراهية ، الوطن يبنيه التسامح الذي لايخلّ بالحقوق أو يضيعها ، ولكن ياسعادة الفريق ياسر العطا ، ماعاد سوداننا هو ذلك الذي تقرر القوات المسلحة تشكيل حكومته من هذه الفئة أو تلك ، فنحن في قرن جديد وعالم مختلف ، والشباب يقظ ، وحكمتك لازلنا نراهن عليها ، ولاتنس التركيز على اتفاق جوبا فعلاقتك متميزة مع كل الأطراف وقد بلغت

عبدالدين سلامه
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..