تراجع الحكومة عن بيع مباني جامعة الخرطوم مؤقت!!

د. أحمد عثمان عمر

(1)
لابد في البدء ان نحيي طلاب جامعة الخرطوم وجسارتهم في الدفاع عن جامعتهم وأرضها ومبانيها التاريخية، وأن نحيي كل من تضامن معهم ووقف ضد بيع أرض ومباني الجامعة وترحيل طلابها إلى سوبا. ولكننا نود أن ننوه إلى أن الدفاع عن الجامعة نفسها ومبانيها ليس معركة تنتهي بالتراجع التكتيكي المؤقت لحكومة المؤتمر الوطني، بل هي هم مستمر سوف تتلوه معارك أخرى، لأن الحكومة سوف تعود عاجلاً أم آجلاً لمحاولة طرد الطلاب وبيع الأرض والمباني. فأمر بيع المباني بالنسبة لها أصبح أمراً ملحاً وضرورياً ولا بديل لديها يسمح لها بالبحث عن حل أو تقديم تنازل حقيقي.
(2)
بدأت عصابة الإنقاذ بيع ممتلكات الشعب ومؤسساته منذ فترتها الأولى تحت مزاعم الخصخصة، ومثال لذلك بيع الاتصالات اللاسلكية والمدبغة الحكومية والكثير من المؤسسات التي أسمتها خاسرة في حينها. وكانت أهداف البيع تتمثل في تعزيز التمكين الاقتصادي ببيع المؤسسات لمنسوبيها من ناحية، وتفكيك الحركة النقابية من ناحية ثانية والتخلص من المؤسسات وعمالها من ناحية ثانية، وتوفير الفرصة للمسئولين للحصول على عمولات تنقلهم من واقع طبقي لواقع مختلف جذرياً، مكافأة لهم على خيانتهم لشعبهم وترسيخاً لاستعلائهم على مجتمعهم عبر إفسادهم. وهذه الأهداف التي تحقق معظمها، لم تعد هي نفس الأهداف التي سرعت في وتيرة بيع الأصول والممتلكات، وإن استمرت كملامح مصاحبة لعملية البيع برغم تغير أهدافه.
(3)
فبيع أصول وممتلكات الشعب السوداني الآن هو أمر حتمي لا بديل للسلطة الفاسدة عنه، لتمويل خزينتها الفارغة والاستمرار في دعم ميزانيتها المنحازة ضد الشعب لضمان بقائها في السلطة. فهي قد نجحت كسلطة طفيلية معادية للإنتاج في تدمير البنية الإنتاجية ? مشروع الجزيرة مثالاً- ولم يعد هناك إنتاج يكفي حاجتها للتطفل عليه عبر السيطرة على مدخلاته وتمويله ومنتجاته من حيث إعادة توزيعها او تصديرها. كما أنها لم تعد قادرة على ابتداع وفرض أنواع جديدة من الجبايات عليه. وعجزها ذلك مقروءاً مع اندثار اقتصاد الريع المعتمد على عائدات البترول الذي ذهب جنوباً، يعني أن ميزانياتها الوهمية التي تضعها كل عام والمنحازة للجهد الأمني والعسكري الضامن لاستمرارها، تحتاج إلى تمويل لم توفره نشاطات التسول والارتزاق الإقليمية له كافة احتياجاته، برغم تغيير كامل مسار العلاقات الخارجية لإرضاء مانحي الصدقات.
(4)
لذلك السلطة المفلسة التي أفشلت العملية الإنتاجية بتطفلها عليها، لم يعد أمامها سوى بيع الأصول ومواضيع الإنتاج والأرض أولها. فالناظر للادعاءات حول الاستثمار الأجنبي الذي كان يقوم على استجداء المستثمرين من الدول المتصدقة، يجد أنه قام على بيع فعلي للأصول بأرخص الأثمان ودون مردود أو عائد حقيقي يعود على شعب السودان منه. وخير مثال لذلك وادي الهواد بولاية نهر النيل الذي كون الرئيس لجنة لتطويره قبل أيام، بعد أن كان قد تم تخصيصه لشركة إماراتية على أن تقوم بتنفيذ مشروع في مساحته البالغة 2.4 مليون فدان. والتخصيص هو تمليك للأرض لا ندري ما كانت شروطه ولا لماذا تم نزع الأرض، برغم أن المعلن أن السبب هو فشل الشركة المذكورة في تنفيذ المشروع الذي يكلف 11 مليار دولار! إذ أنه لو صح السبب، تتأكد حقيقة أن أراضينا يتم تمليكها لمن لا يستطيع تعميرها، ولا ندري لماذا؟ فالسلطة بدلاً من أن تقوم بالمشاركة في الاستثمار أو أن تعقد عقوداً على أساس “البوت” لتستفيد من عائد المشاريع في مثل هذا النوع من الاستثمار الضخم، تملك الأراضي للقطاع الخاص الأجنبي وتمنحه كامل التسهيلات بما فيها جلب العمالة الأجنبية وتصدير حصيلة الإنتاج وتحويل أرباحه خارج البلاد. أي أنها تبيع له مواضيع الإنتاج فقط.
(5)
أما فيما يخص بيع الأصول، فحدث ولا حرج. ويكفي أن نشير لممتلكات مشروع الجزيرة من محالج ومطاحن وسكة حديد وإلى الخطوط البحرية والنقل النهري و…. إلخ. وهي بيوع لا يدري أحد كم كان عائدها ولا أين ذهب. ولكن الحكومة التي كانت تبيعها لإقناع صندوق النقد الدولي بجديتها في تفكيك القطاع العام، ولتكريس التمكين الاقتصادي لمنسوبيها وجلب أصدقائها بالخارج من أصوليين إسلاميين ودول مشرفة على انخراطها في المشروع الأمريكي من مواقع متخلفة جداً، أصبحت أسبابها للبيع أكثر إلحاحاً. فهي الآن بحاجة لتمويل حروبها وآلة قمعها، من بيع الأصول بعد تدمير الإنتاج الزراعي وتفكيك الصناعة الناشئة ومثال لذلك مصانع النسيج والزيوت، مما يدفعها لتسريع وتائر عملية البيع وتعميمها واتخاذ كافة أشكال القمع لإنفاذها. ونذكر بأن والي الخرطوم الحالي بعد إستلامه السلطة صرح بأن “كل الحتات باعوها”، أي أنه لا يجد ما يبيعه الآن وهو بالتأكيد يبحث عما يمكن له بيعه ولن تسلم الميادين المتبقية بالعاصمة من ذلك.
(6)
كل ما تقدم يؤكد أن تراجع الحكومة عن بيع أرض ومباني جامعة الخرطوم تراجع مؤقت وتكتيكي ولن يدوم طويلاً، مالم تتمسك الأجسام التي نشأت لدعم حركة الطلبة بوجودها واستمراريتها، وينجح قبل ذلك طلاب الجامعة في استعادة اتحادهم الذي يمثلهم، وتفهم جميع القوى الداعمة لهم أن المعركة هي معركة الدفاع عن الجامعة ومبانيها في مواجهة مباشرة مع الرأسمال الطفيلي، وألا تعطيها أكبر من حجمها أو أقل منه. فالتراجع الذي سجلته حكومة المؤتمر الوطني أمام صمود طلاب الجامعة الرائع برغم أنه يؤكد ضعفها وهشاشتها أمام أي تحرك جماهيري فعلي، إلا أنه لا يعني هزيمتها هزيمة شاملة تمنعها من إعادة التمركز والانسحاب المؤقت بقصد إعادة الهجوم في فترة لاحقة. لذلك من المهم الحفاظ على المعركة وعلى استمراريتها بعدم توفير أسباب لإغلاق الجامعة، وتوحيد مراكز الدعم لحركة الطلبة وتنويع أشكاله، ووضع خطط بديلة لمواجهة احتمال إغلاق الجامعة لحين التصرف في مبانيها وأرضها، وهو أمر مرجح الحدوث.
التحية والإجلال والانحناءة لطلاب جامعة الخرطوم وهم يدافعون عن صرحهم التعليمي العظيم، ولنقف معهم سداً منيعاً ضد بيع أرضنا وتاريخنا من أجل تمويل مؤسسات القمع واستدامة الحروب العدمية التي أوقدت نارها سلطة المؤتمر الوطني.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المعركة ليست معركة طلاب جامعة الخرطوم المعركة معركة شعب باكمله ولو سكتنا ستباع كل المؤسسات التعليمية كما بيعت كل اصول الدولة التي اصبحت قاعدة في السهلة
    يجب على كل جماهير الشعب السوداني ان تهب هبة وجل واحد في جرد حساب لل26 سنة الماضية والمطالبة بارجاع كل المؤسسات والاصول التي بيعت ان ترجع للشعب ومن دون تلكؤ او تاخير
    والثورة انطلقت
    وشكرا لجامعة الخرطوم التي كشفت النظام ونواياه ووحدت وجدان السعب كيف ولا وخريجيها جابوا مشارق الارض ومغاربها ضاربين اروع الامثال في التصحية والفداء ومعهم خريجي الجامعات السودانية الذين لم يتوانوا في الوقوف مع هذا الصرح شامخا مع بقية صروح التعليم في السودان التي هزتها رياح الانقاذ العاتية ولكن الي حين
    والتصر للشعب وللارادة الحرة

  2. كما قلت عمليه جس نبط الشارع وتقدير لحجم المقاومه .الخطه الثانيه الترحيل التدريجي لو ما نجح .اجازه طويله للطﻻب ما مهم مستقبلهم وتفتح بتاريخ متفاوت لكل كليه و كل الخطط معده سلفا

  3. يا جماعة ان اعتقد ان هنالك قوة خفية تحرك حكومة الكيزان .. من يكتشف ذلك فليدلنا عليه ممكن اكون سحر ممكن اكون النظام الاخواني العالمي ..لان هذه الحكومة لا تكترث لاي تهديد . ولا تسمع كلام اي احد الا ما جاء في مصلحتها ، ارجو ان تكتشفوا لينا هذه القوة الخفية حتى نفكر في طريق نهزم القوة الخفية دي …

  4. أكرر لماذا لايقوم المشير بتصريح عانى وفى الإذاعة والتلفزيون
    فى موضوع الجامعه هل عاوزين يبيعونها ولماذا ولا مادايرين يبيعونها
    ونفى ذلك تماما رئيس السجم يا يابا .

  5. الحكومة دخلت مرحلة الافلاس التام —
    فشلت مساعيها في سد العجز بالشحدة و طلب المساعدة من دول الخليج —
    انهارت صادرات البلاد لضعف الانتاج و الانتاجية —
    الهدف القادم هو بيع مباني و ممتلكات الجيش السوداني —و علي حسب قول ( حميدتي ) قائد الجنجويد قال : ( الحكومة لما تعمل ليها جيش تكلمنا ) — الحكومة حتى الان ما كلمت ( حميدتي ) بخصوص انشاء جيش — و عليه اذا بيعت اراضي و مباني و ممتلكات الجيش لن تجد من يعترض — باعتبار ان ( الملكية ) لا دخل لهم في مواضيع الجيش —
    الحل الوحيد امام الحكومة و الحركةالاسلامية هو استرجاع الاموال المنهوبة و الموجودة بالخارج و تقدر قيمتها بين ال 60 و ال 70 مليار دولار لدعم الانتاج و النهوض بالاقتصاد — و الا سوف تسقط الحكومة عاجلا ام أجلا و سوف تسترد كل هذه الاموال المنهوبة عنوة و قتدارا —

  6. اعتذرت المضيفه بنبره حزينه: الساده المسافرين ليس بوسعنا الهبوط على ارض الوطن سنضطر الى الى العوده ادراجنا..سرى الهمس بين الركاب ….
    ( لقد باعو المطار)..
    😰😰😰😰

  7. …اخر مرة دخلتو وشفتو جامعة الخرطوم من جوة متين؟؟؟ .. مباني تعاني من الاهمال وعدم الصيانة المتعمد من زماااااان اوي قبل وصول انصار السنة يوزارة السياحة …الكيزان تعمدو اهمال مباني الجامعة الرمز والصرح العملاق رمز الثورية حتي ينهار بفعل الزمن والاهمال ويبيعوا ارض الجامعة زي ماباعو كل صروح البلد العملاقة بحفنة دولارات …ولانو مباني الجامعة شغل خواجات مش شغل كيزان زي جامعة الرباط صمدت امام الاهمال وعوامل التعرية والزمن… وحرق صمودها روح الكيزان وتقينو ان انهيارها سيكون في حقب زمنية لن يكونو موجودين علي سدة الحكم حينها …فألفوا حكاية الآثار والسياحة دي مخصوص عشان يبيعوها بالقطاعي ويتم البيع تحت مخدر مبني اثري عشان الشعب مايقول وااك ويك لكن الشعب طلع واعي …
    مؤامرة بيع الجامعة يخطط لها من زماااان ومازل التخطيط مستمرا
    غير البواية الكيزان عملو شنو للجامعة البوابة الموقفين فيها كلابهم …زمان بوابة الجامعة مابتنقفل في وجه احد

  8. المعركة ليست معركة طلاب جامعة الخرطوم المعركة معركة شعب باكمله ولو سكتنا ستباع كل المؤسسات التعليمية كما بيعت كل اصول الدولة التي اصبحت قاعدة في السهلة
    يجب على كل جماهير الشعب السوداني ان تهب هبة وجل واحد في جرد حساب لل26 سنة الماضية والمطالبة بارجاع كل المؤسسات والاصول التي بيعت ان ترجع للشعب ومن دون تلكؤ او تاخير
    والثورة انطلقت
    وشكرا لجامعة الخرطوم التي كشفت النظام ونواياه ووحدت وجدان السعب كيف ولا وخريجيها جابوا مشارق الارض ومغاربها ضاربين اروع الامثال في التصحية والفداء ومعهم خريجي الجامعات السودانية الذين لم يتوانوا في الوقوف مع هذا الصرح شامخا مع بقية صروح التعليم في السودان التي هزتها رياح الانقاذ العاتية ولكن الي حين
    والتصر للشعب وللارادة الحرة

  9. كما قلت عمليه جس نبط الشارع وتقدير لحجم المقاومه .الخطه الثانيه الترحيل التدريجي لو ما نجح .اجازه طويله للطﻻب ما مهم مستقبلهم وتفتح بتاريخ متفاوت لكل كليه و كل الخطط معده سلفا

  10. يا جماعة ان اعتقد ان هنالك قوة خفية تحرك حكومة الكيزان .. من يكتشف ذلك فليدلنا عليه ممكن اكون سحر ممكن اكون النظام الاخواني العالمي ..لان هذه الحكومة لا تكترث لاي تهديد . ولا تسمع كلام اي احد الا ما جاء في مصلحتها ، ارجو ان تكتشفوا لينا هذه القوة الخفية حتى نفكر في طريق نهزم القوة الخفية دي …

  11. أكرر لماذا لايقوم المشير بتصريح عانى وفى الإذاعة والتلفزيون
    فى موضوع الجامعه هل عاوزين يبيعونها ولماذا ولا مادايرين يبيعونها
    ونفى ذلك تماما رئيس السجم يا يابا .

  12. الحكومة دخلت مرحلة الافلاس التام —
    فشلت مساعيها في سد العجز بالشحدة و طلب المساعدة من دول الخليج —
    انهارت صادرات البلاد لضعف الانتاج و الانتاجية —
    الهدف القادم هو بيع مباني و ممتلكات الجيش السوداني —و علي حسب قول ( حميدتي ) قائد الجنجويد قال : ( الحكومة لما تعمل ليها جيش تكلمنا ) — الحكومة حتى الان ما كلمت ( حميدتي ) بخصوص انشاء جيش — و عليه اذا بيعت اراضي و مباني و ممتلكات الجيش لن تجد من يعترض — باعتبار ان ( الملكية ) لا دخل لهم في مواضيع الجيش —
    الحل الوحيد امام الحكومة و الحركةالاسلامية هو استرجاع الاموال المنهوبة و الموجودة بالخارج و تقدر قيمتها بين ال 60 و ال 70 مليار دولار لدعم الانتاج و النهوض بالاقتصاد — و الا سوف تسقط الحكومة عاجلا ام أجلا و سوف تسترد كل هذه الاموال المنهوبة عنوة و قتدارا —

  13. اعتذرت المضيفه بنبره حزينه: الساده المسافرين ليس بوسعنا الهبوط على ارض الوطن سنضطر الى الى العوده ادراجنا..سرى الهمس بين الركاب ….
    ( لقد باعو المطار)..
    😰😰😰😰

  14. …اخر مرة دخلتو وشفتو جامعة الخرطوم من جوة متين؟؟؟ .. مباني تعاني من الاهمال وعدم الصيانة المتعمد من زماااااان اوي قبل وصول انصار السنة يوزارة السياحة …الكيزان تعمدو اهمال مباني الجامعة الرمز والصرح العملاق رمز الثورية حتي ينهار بفعل الزمن والاهمال ويبيعوا ارض الجامعة زي ماباعو كل صروح البلد العملاقة بحفنة دولارات …ولانو مباني الجامعة شغل خواجات مش شغل كيزان زي جامعة الرباط صمدت امام الاهمال وعوامل التعرية والزمن… وحرق صمودها روح الكيزان وتقينو ان انهيارها سيكون في حقب زمنية لن يكونو موجودين علي سدة الحكم حينها …فألفوا حكاية الآثار والسياحة دي مخصوص عشان يبيعوها بالقطاعي ويتم البيع تحت مخدر مبني اثري عشان الشعب مايقول وااك ويك لكن الشعب طلع واعي …
    مؤامرة بيع الجامعة يخطط لها من زماااان ومازل التخطيط مستمرا
    غير البواية الكيزان عملو شنو للجامعة البوابة الموقفين فيها كلابهم …زمان بوابة الجامعة مابتنقفل في وجه احد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..