فات الأوان

بسم الله الرحمن الرحيم

التراجع الذي أبدته الحكومة من تسعير الدواء المعلن ..ولو أنه لا يبعث على الاطمئنان ..لأن التسعير الموعود ..لا يدرك مداه أحد ..ولا مقياس للمعقولية في الزيادات ..خاصة في ظل نظام يمكن يكون المعقول فيه أن يدفع القادر فيه كل تكاليف التعليم من الروضة حتى الجامعة ..ويذهب العاجز إلى ديوان الزكاة..كما صرح به قيادي وبرلماني كان في كابينة الرئاسة مثل الحاج آدم..كان متوقعاً..وقد عبر ناشطون كثر عن مخاوفهم من أن أمر الدواء ..ما هو إلا إلهاء عن بقية الزيادات الفظيعة في الأسعار..فعبر هذا الهراء يود النظام أن يمتص موجة الغضب التي ملأت صدور الشعب السوداني من جملة الاجراءات..ليكون كبش الفداء موظفاً ويبقى الوزير وبقية الحكومة بكامل طاقمها العاجز عن إدارة معايش الناس واقتصاد الدولة في مأمن من نيران الغضب..فهل سيجدي ذلك ؟
بالقطع لا..لأن الزيادات هنا نتاج لسياسة عامة وطبيعة نظام أمني لا يشكل فيه القطاع الاقتصادي إلا منفذاً لأجندة رئاسته المسكونة بالهاجس الأمني..وقد قال عبد الرحيم حمدي سابقاً أن وزارة المالية تدفع الكلفة السياسية التي تأتيها من عل..لتصب ماءً بارداً على حماس الطاقم الاقتصادي..
وهذه الحيلة قد جربها النظام المايوي لدى الانتفاضة لتفاديها بإلغاء الزيادة في أسعار الخبز..إلا أن الشعب قد واصل انتفاضته حتى ذهاب النظام غير مأسوف عليه..لذلك نقول للنظام ..فات الأوان.
أما نكتة الاحساس بنبض الشعب في التراجع عن أسعار الدواء..فهي من السخف بمكان..لأن المعنى الحقيقي للإجراء ..هو هزيمة النظام الذي يبالغ في الصرف على الأمن..من طالبات صغيرات في مدارس بحري الثانوية..ووقفات من نساء في الشارع …رغم القراءة المنقوصة لقوتهن من سدنة الثقافة الذكورية..فالتحية مجددة لهن..فقد أثبتن للنظام مدى هلعه وزيف توهم قوته..لكن الشعب أذكى من ذلك ..لذا نقول مجدداً ..فات الأوان..وسؤال برئ ..لقد تعودنا التصريحات العنجهية المستفزة من الرئيس..فلماذا لم يخرج هذه المرة ويقول للشعب السوداني أنه كان قبل الانقاذ يتعالج بالقرض والكمون الأسود ؟ ويذكر عدد المستشفيات وعديد الأطباء ؟ وأوكل المهمة لوزير الصحة؟
ألى سواد المصير يا نظام الجوع والقهر والظلم..وتحيا الثورة السودانية

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..