المعركة التي لن يربحها نافع !!

تراســـيم..

المعركة التي لن يربحها نافع !!

عبد الباقي الظافر

بعد أن وصلت حكومة الإنقاذ إلى السلطة في فجر تلك الجمعة.. خرج العقيد صلاح كرار رئيس اللجنة الاقتصادية، مبشراً الشعب أنه لولا ثورتهم الظافرة لوصل سعر الدولار عشرين جنيهاً.. ضحك الدولار على عقيد البحرية ووصل عتبة الخمسة آلاف جنيه سوداني.. ثم ضحك شعب السودان على (الكلونيل) كرار وأسماه سخرية (صلاح دولار). تذكرت تلك الأيام والدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية يخاطب حشداً من الجالية السودانية في صنعاء.. نافع تحدث أن الحكومة ستهزم تجار الدولار قريباً.. الدكتور نافع كان يحسب أن انهيار سعر الجنيه السوداني أمام الدولار سببه جشع التجار ومضارباتهم.. الحقيقة أن جنيهنا فقد نصف قيمته بعد أقل من عام من انفصال الجنوب بسبب انحسار النفط الجنوبي وتوقف جريانه عبر الأراضي السودانية. النظر إلى ماضي الاقتصاد السوداني القريب يمنحنا منظاراً أفضل.. بعد توقف الحرب في العام 2005 بدأ الاقتصاد السوداني أشبه بجواد جامح.. سنوات السلام حققت معدلات نمو وصلت تخوم العشرة بالمائة.. في العام الذي سبق الانفصال صدر السودان الموحد نحو سبعة مليار دولار من النفط، وغير قليل من الذهب.. في هذه الفترة بدأ الدولار يتراجع أمام الجنيه السوداني.. تلك الفترة مثلت السبع السمان للسودان. الآن السودان وباعتراف رئيس الجمهورية فقد نحو ثلث إيراداته النفطية.. فجوة النفط ينتظر أن يتم سدّها عبر التعدين العشوائي للذهب.. التضخّم وصل إلى نحو 20%.. الحدّ الأدنى للأجور ما زال يقف على حافة خمسين دولاراً في الشهر. الدين الخارجي حوالي ثمانية وثلاثين مليار دولار.. إحصاءات المؤسسات الدولية لا تتوقع أن يحرز الاقتصاد السوداني معدلات إيجابية في النمو.. الحكومة بدلاً من الاتجاه لزيادة الإنتاج واستقطاب استثمارات خارجية تتجه إلى الحدّ من رفاهية الشعب السوداني وتمنع المواطنين من استيراد السلع الكمالية.. تصل في ذلك إلى حد منع استيراد قطع الغيار المستعملة ووضع قيود على شراء مدخلات صناعة الدواء من خارج السودان. الاقتصاد السوداني في هذا المنعطف يحتاج إلى عملية حقن عبر الأوردة.. هذه الترتيبات تتم عبر مساعدات دولية مباشرة مثل التي نالها الاقتصاد المصري بعد الثورة.. بفضل هذه المساعدات لم يتراجع الجنيه المصري إلا بمقدار تسعة قروش.. في ظل عزلتنا الحالية هذا الأمر غير متاح حالياً.. خيارنا الثاني يعتمد على جذب مستثمرين يبحثون عن جني الأرباح.. وزير المالية علي محمود يفتقد الرؤية في هذا الصدد.. الوزير يبحث عن رجال خيرين ينثرون مواردهم ولا يبتغون ربحاً حلالاً.. الوزير تزعجه ظاهرة شركات الاتصال العابرة للحدود.. الدولار الداخل مولود والخارج مفقود.. مثل هذه النظرة لا تجعل العاقلة تدخل إلى أرض السودان.. لن يدخل بلدنا إلا من يريد أن يغسل أمواله في ملتقى النيلين ثم يعود بها نظيفة إلى حيث يشاء. طيف الحرب الذي يجعل برنامج نجوم الغد التلفزيوني رجساً من عمل المخذلين.. وعودة ساحات الفداء إلى التلفزيون القومي يجعل اقتصادنا اقتصاد حرب.. في مثل هذه الظروف سيتصاعد الدولار، ولن يربح الدكتور نافع معركته أبداً

التيار

تعليق واحد

  1. السؤال المهم هل رضيت بتخفيض وظيفتك لتكون محرر فقط وما مصير زميلتك هويدا الاجابة اهم من السؤال نحن فى انتظار ردكم عدس زبادى روب واضح الزبادى بقى روب بعد تحجيمكم

  2. الاستاذ الجليل عبدالباقي الظافر لك الشكر و التقدير على مجهوداتك الوطنيه الجباره التي عهدناك بها.
    انه امن سخريات القدر وازمنة المهازل ان يتحدث امثال نافع علي نافع عن الاقتصاد ؟؟؟ماهي علاقته بالاقتصاد ويتحدث في المنابر الدوليه؟؟؟

  3. ساهزمكم وادمركم واقعد عل تلتكم ايها الكيزان هكذا يقول الدولار…يااخي الدولار حصل خمسة جنيه وعشرين قرش الليلة بس..ديل الظاهر حيزموه بالرغي والكلام الكتير لاانو فعلا بكلامهم الكتير حيجيبوا ليهو الضغط وحيقتلوه زي ماجابوا لينا الضغط والسكري والسرطان من كتر كلامهم وكذبهم لمدة عقدين من الزمان واكثر واضح والله واضح خالص خالص

  4. 1+1=2 منطق واضح و سلس و مقنع. بس يااستاذ رجاءا ماتنقطع بعد الاستقالة لانو دي رسالة ومسؤلية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..