أخبار السودان

هل تصمد ثورة (الوعي) في مواجهة ضغوط الاقتصاد وأزمات المعيشة؟

تتمدد صفوف الخبز والوقود بلا انتهاء. تبدو التكشيرة الملمح الأبرز على وجوه من يمضون في شوارع البلاد. لم يعد في الصبر من قدرة على صبر جديد يتساءل شاب وهو يضع قلادة في شكل علم السودان في يده بينه وبين نفسه: هل لأجل هذا قمنا بالثورة؟ يحتفظ الشاب بتساؤلاته في داخله حتى لا يكون في مرمى اتهام الآخرين بأنه وجيله من صنع التغيير وأنهم من أطاحوا بالبشير وسلطته لكن الأمر لدى طيف عريض من الناس هو فقط محض إطاحة بما تبقى من الحياة في السودان بل إن البعض بات لا يخفي حنينه للعهد البائد وفي بالهم أن(زي الحال دة لا كان لا حصل)
1
أثناء مخاطبته ورشة لتطوير التعاونيات في السودان يحمل وزير التجارة والصناعة مدني عباس الوسطاء مسؤولية ارتفاع الأسعار في البلاد الآن. قد يكون ذلك صحيحاً لكن ماذا عن مسؤولية السلطات الرسمية عن هذه المعاناة ففي الوقت الذي يتحدث فيه الرجل عن السماسرة فإن الشارع الذي يطالب طيف كبير من مكوناته بتنحيه من منصبه يتجادل حول مآلات الأوضاع عقب إعلان الحكومة إمكانية رفع الدعم عن الوقود وهو القرار الذي ستكون له مترتباته الأخرى بينما يمضي السؤال الاكثر ليبحث عن من هم السماسرة الذين يتاجرون في القوت أو أولئك الراغبون في تحويل الثورة إلى مسارات غير التي انطلقت من أجلها؟
2
يتبادل الكثيرون تغريدة للقيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير وعضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وجدي صالح وفي العام 2018 حين كان يقف في صف الوقود معتبراً أن الثورة هي فقط البديل لإصلاح هذا الواقع بينما يضع كثيرون السؤال في كنانة المحامي هل ما يزال علي ذات موقفه السابق فإن الصفوف والمعاناة الشعبية تستوجب الثورة وهو ذات الرجل الذي يحتفظ له الشارع بمقولة إنه يجب على الحكومة ان تخاف من شعبها ومن غضبه.. وبالطبع عليها أن تمضي من أجل معالجة مشاكله اليومية ومع كل ذلك فإن سؤالا كبيرا يتم طرحه لأي مدى حققت حكومة ما بعد الثورة التغيير المنشود أو أنها حافظت في الحد الادنى على قطع طريق الحنينن للنظام السابق؟
3
يقول شاب ممن خاضوا غمار الثورة: تخافون المستقبل ونخاف من امبارح أن يتكرر الماضي فيعيش أحدنا في خوف.. لا قدسية لشخص ولا لحكومة بذات اليقين الأول نكمل الطريق من أخفق يرحل ومن ينوي العمل يُدعم وتستمر الانتقالية دونها الدم والدموع حتى يعود آخر نازح لقريته يزرع ويحصد ويصوت في الانتخابات.. ربما المقولة تعيد الجميع إلى سؤال الثورة السودانية الرئيسي: هل هي ثورة خبز ام ثورة للوعي؟ وبالطبع فإن الإجابة الأولى تعني أن يخوض الشعب غمار معركة جديدة وثورة أخرى توفر له ما يريد وما يبتغي بينما يمضي توصيف أنها ثورة للوعي في تفسير أن ما يحدث الآن هو عملية تستهدف بشكل أساسي خنق المدنية والحرية وفتح الباب على مصراعيه من أجل الدخول إلى متاهة أخرى من متاهات الاستبداد وستنتهي في المقابل صفوف المسغبة والمعاناة في إعادة لنظرية الحرية في مقابل الغذاء وبالطبع إعادة للنماذج من حولنا في السودان.
4
في معاناتهم من أجل الحصول على كل شيء واستمرار الحياة يوجه الشارع سهام انتقاداته بشكل مباشر نحو حكومة الثورة وينعتها بالضعف ويقول بأن أمله خاب في أن تحقق تطلعاته في الحياة الكريمة بل إن العهد السابق كان أفضل مما يعيشه الآن.. بل إن كثيرا منه يتبنى خيار ضرورة التغيير وهو يعيد التساؤل: لماذا سالت دماء الشهداء؟ هل لأجل الاستمرار في معادلة الفشل دون توقف؟ وتمضي جهات كثيرة في الترتيب لمليونية في الحادي والعشرين من أكتوبر من أجل إعادة الثورة ولتوضيح وجهة نظرها في ما يجري الآن في الشارع.. مواكب تدعو لها مكونات محسوبة على الحاضنة السياسية لحكومة الثورة وبالطبع ستدعمها مكونات النظام البائد والجميع ينطلق من أن الاقتصاد هو العامل الأكثر تأثيراً في استقرار السياسة وفي عدم حدوثه في الوقت نفسه بينما يبقى سؤال الراهن هو: كيف ستتعامل الحكومة مع حالة عدم الرضا الشعبي؟

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..