مقالات وآراء سياسية

الشاي بالياسمين والمائدة مستديرة

عثمان يس ود السيمت
المتحدث باسم (تقدم) بكري الجاك قال سنبحث الموافقة على (مائدة مستديرة) بشراكة مع الدعم والجيش وفي تغريدة على X قال الجيش والدعم سيشاركان في العملية السياسية ولن يشاركا في المائدة المستديرة (الأمر أصبح مربكا وبالبلدي جاطت ، على الأقل جاطت في راسي أنا ، حيث من المفروض أن تكون نتيجة المائدة المستديرة عملية سياسية. وهذه المائدة كونها مستديرة وما مثلثة ولا مربعة حيكون قاعدين فيها أطراف النزاع والكيزان والحركات طبعا. وكل شوية بنقرب (شوية شوية) من (لا تستثني أحد ، يللا لما يقعدوا مع بعض ويسلموا على بعض ونكتة نكتتين ويشربوا شاي بالياسمين مع بعض ضروري حيعتذروا لي بعض من (شوية المخاشنة) ما هي عادتنا كسودانيين بناخد (اللبعة طاخ ونقول ما حرقتني) يعني 14 ألف ماتوا مخاشنة و16 مليون مافي واحد عارف التاني وين حتروح مخاشنة وأهلي الماتوا ماتوا مخاشنة ساي. وجيل من كبار السن دفنوهم ما بين أم درمان وحلفا ومعبر ارقين في انتظار تأشيرة لن تأتي وإذلال بعد ذلك في رحلات التهريب بالبيكاب وقطاع الطرق وكل تلك الويلات وجيل من الأطفال سيكبرون بأمراض نفسية لا يعلم مداها إلا الله جراء الحرب ، مجرد مخاشنة. لم تردع تقدم من عقد النية للجلوس مع طرفي (النزاع) ما آآي أصلو بقى نزاع ساي ومصارين البطن بتتنازع. والتمثيلية ماشة وتمثيلية بايخة شديد كل طرف فيها عايز الشعب السوداني المسكين يصدق إنهم (يبذلون جهدا مقدرا) من أجل الحل. بلينكين يحنس في البرهان عشان يمشي جدة يوم السبت والبرهان بيقول (لا تنفروا في الحر) خلوها آخر يونيو نبرد الواطة شوية ، وزمان كان بيقولوا أمريكا عندها عصا غليدة لكن عصايتها طلعت (نفخة لباس ساي). إنتو ما سمعتوا عقار قال الما عاجبو يخبت راسو في الحيطة. البرهان ده هسي لا عندو جيش لا عندو شعب خايفين منو الأمريكان والسعوديين والإماراتيين وكمان دخلوا معاهم المصريين عشان شنو ، عشان معاهو الكيزان ، ما معقول ، الكيزان ديل مكروهين من امريكا والإمارات ومصر والسعودية برضو ومن طوب الأرض ، طيب لييه.. ؟؟ الإجابة الوحيدة والمنطقية أن هذا الشعب المسكين أصبح مكروها من كل هاتيك الشعوب. ما مشكلة ليه ولماذا لكن أن يصبح مكروها من بنيه ومن تقدم كمان هذا ما يجعلنا نكتب بدون توخي للحياء ، لا يقل لي أحد أن كل إناء بما فيه ينضح فقد نضحنا نحن من فوق إنائنا بعد أن (فاض بنا). فما كنا نعتقد أن يجيئ يوم نرى أيديكم في أيديهم أبدا والرمح مازال مغروسا بين أضلعنا والدم يصيح : لا تصالح : كما قال أمل دنقل :
فنظر كليب حواليه وتحسَّر ، وذرف دمعة وتعبَّر ، ورأى عبدًا واقفًا فقال له: أريد منك يا عبد الخير، قبل أن تسلبني، أن تسحبني إلى هذه البلاطة القريبة من هذا الغديرº لأكتب وصيتي إلى أخي الأمير سالم الزير ، فأوصيه بأولادي وفلذة كبدي..
فسحبه العبد إلى قرب البلاطة ، والرمح غارس في ظهره ، والدم يقطر من جنبه .. فغمس كليب إصبعه في الدم ، وخطَّ على البلاطة وأنشأ يقول ..
لا تصالحْ!
.. ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك ،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما ..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ما تفعلونه في تقدم (مقدمة لمصالحة) فالمشاركة في العملية السياسية إن لم تكن صلحا ومصالحة فما هي المصالحة فالدعم والجيش لا يريدان المشاركة في الدوري الممتاز ، هم يريدون ذات العملية السياسية التي كانا يتقاسمانها. لو أن هذه المصالحة جاءت قبل الحرب أو قبل فض الاعتصام أو قبل 89 لقلنا (الصلح خير). ولكن مصالحة مع من أياديهم ملطخة بدمائنا هذا هو المستحيل ، والعبوا غيرها.
الناس الزعلوا من البوست بتاعي الفات عشان (شوية قلة الأدب) حين توقعت وتوجست من المصالحة ، ما رأيكم الآن. فبدل أن نجلس نحن قضاة نحاكمهم في محكمة جرائم الحرب وهم في الأقفاص كما تفعل الأمم المحترمة بعد الحروب ، نجلس معهم في مائدة مستديرة ونشرب شاي بالياسمين ، ويمكن نكفيهم عناء الحضور ونصيبهم من العملية السياسية محفوظ فسنقتسم بقية أشلاء قتلانا معهم فقد اصبحت لدينا شهية غير عادية للحوم البشرية.
حقا الإختشوا ماتوا.

‫2 تعليقات

  1. ومن الذي قال لك أن المائدة المستديرة سيكون فيها طرفا النزاع والكيزان؟ أهو من تأليفك وخيالك؟!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..