أوباما في زيارة تاريخية إلى أرض الأجداد

يؤدي باراك أوباما زيارة إلى وطن أجداده كينيا للمرة الأولى بصفته رئيسا للولايات المتحدة في محطة تشكل ذروة أسبوع دبلوماسي غير مسبوق خصصه للقارة السمراء، بيد أن هذه الزيارة تأتي وسط لوم من عائلته الموسعة في البلد الأفريقي لعدم إخطارهم بموعدها.

العرب

واشنطن – يتوقع أن يصل الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس إلى وطنه الأم كينيا في أول زيارة له إلى هذا البلد الأفريقي منذ أن أصبح رئيسا في العام 2008.

ولن يطول مقام أوباما في نيروبي كثيرا إذ وبحسب مخطط جولته الأفريقية، فإنه سيتجه بعد ساعات إلى أعلى الوادي المتصدع شمالا قاصدا أديس أبابا ليكون بعد ذلك أول رئيس أميركي في التاريخ يزور أثيوبيا.

وزار أول رئيس أسود للولايات المتحدة أفريقيا أربع مرات منذ انتخابه، إلا أن زياراته لم تشمل كينيا التي كان زارها آخر مرة في أواخر ثمانينات القرن الماضي. فوالد أوباما الذي لا يعرفه جيّدا، مولود في غرب كينيا في قرية بالقرب من خط الاستواء وبحيرة فكتوريا تدعى كوقيلو.

وتلـمّح عدة تقارير إلى أن والد الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة كان خبيرا اقتصاديا ترك عائلته عندما كان ابنه باراك في الثانية من عمره، ليلقى مصرعه بعد ذلك في حادث سير بالعاصمة الكينية نيروبي في العام 1982 عندما كان يبلغ من العمر 46 عاما.

وتعليقا على جولته الأفريقية التي ستكون كينيا أولى محطاتها، يقول أوباما إن ?جولته مهمة بالتأكيد من وجهة نظر رمزية. آمل أن يظهر ذلك أن الولايات المتحدة شريكة قوية ليست لكينيا وحدها بل لكل أفريقيا جنوب الصحراء?.

وقبل أيام من زيارته الأبرز هذا العام إلى موطن أجداده، كينيا، انتظر أخوه غير الشقيق، مالك أوباما بفارغ الصبر منه إخطارا بزيارته للبلاد، لكن أوباما على ما يبدو لم يفعل ذلك.

وعبّر مالك عن خيبة أمله في عدم اتصال أخيه به وإخباره عن زيارته المزمعة إلى نيروبي في حدث اعتبره المتابعون تاريخيا قياسيا بالأصول التي ينتمي إليها أقوى رئيس في العالم.

وقال مالك خلال مقابلة صحفية أجريت معه في منزله بقرية كوقيلو مؤخرا ?سمعت بأنه سيزور كينيا بصفته رئيسا للولايات المتحدة، ولكن ينبغي عليه إخطارنا على الأقل بزيارته بصفتنا أسرته?.

ويحن مالك للوقت الذي سيجتمع فيه مرة أخرى مع أخيه، ويأمل أن يقضيا وقتا طيبا، ويقول ?آمل فقط أن نجلس معا ونتناول المرطبات بالفانيلا أو كعكة بالفراولة وسلطة سيزر والشواء?.

مالك أوباما يأمل في أن يجلس مع باراك ويتناولا المرطبات أو الكعك أو سلطة سيزر أو الشواء

كما أعرب أخو باراك أوباما عن أسفه بسبب العلاقة المقطوعة منذ زمن ويضيف ?لا أعلم أي شيء عن بنات أخي، ماليا وشاسا، ولا يعرفان أيضا أطفالي?.

وبينما تتكتم الحكومة الكينية بشأن برنامج زيارته، فإنها تنفي أن تكون كوقيلو إحدى المناطق التي سيزورها أوباما، على الرغم من أن السكان المحليين صاروا يتناقلون شائعات بشأن زيارته للقرية.

وتشير بعض التوقعات إلى زيارة الرئيس الأميركي للقرية، حيث يقول أحد السكان إنه سمع من الإذاعة أن أوباما سيزور القرية لأربع ساعات خلال جولته المرتقبة إلى كينيا.

ومع تزايد الزوار الأجانب الذين يطرقون باب الجدة سارة أوباما (94 عاما)، اضطرت الحكومة لتعبيد الطريق من مدينة كيسومو التي تبعد 70 كلم إلى عتبة منزلها وربطت القرية بشبكة الكهرباء وأطلقت على الشارع الذي يقع فيه منزلها شارع ?ماما سارة?.

وكانت أول زيارة لأوباما إلى موطن والده حسين أوباما في العام 1988 وجاءت تلك الزيارة بناء على وعد قطعه مالك أوباما لأبيه بأنه سيدعو أخاه إلى زيارة كوقيلو، وهو العام نفسه الذي التقى فيه أوباما بجدته سارة وبقية أقربائه.

وهذه العودة إلى أرض الأجداد التي يتوقع أن تحظى باهتمام كبير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية ولاسيما الأميركية، تعرقلت لفترة طويلة بسبب اتهام المحكمة الجنائية الدولية للرئيس الكيني أوهورو كينياتا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية نظرا لدوره في أعمال العنف التي تلت الانتخابات في نهاية 2007 ومطلع 2008.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الملاحقات أسقطت في ديسمبر الماضي بسبب عرقلة من قبل الحكومة الكينية، كما قالت مدعية المحكمة الجنائية الدولية، مما فتح الطريق لهذه الزيارة الرئاسية التاريخية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..