شمال كردفان تصرخ قبل الطوفان

بلا إنحناء

شمال كردفان تصرخ قبل الطوفان

فاطمة غزالي
[email protected]

التجاهل من قبل المركز لمطالب ولاية شمال كردفان المتمثلة في تنفيذ طريق( بارا_ جبرة _ أمدرمان) ، وحل مشكلة مياه مدينة الأبيض ، لا شك في أنه قد خلق فجوة كبيرة بين المركز وأهل الولاية لدرجة دفعت نواب شمال كردفان ينفضون الغبار وينتفضون في وجه المركز. والثورة البرلمانية من نواب الولاية أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن كردفان رفضت تعاطي المسكنات حتى تظل مستيقظة لقضاياها ليس عبر الكردفانيين من حملة السلاح في حركات دارفور فحسب بل عن طريق تحريك بركان الغضب من داخل قبة البرلمان، المركز الآن لا يدري ما فعلته دموع برلماني شمال كردفان مهدي عبدالرحيم بمواطني الولاية الذين استفزتهم اجابات الوزير بشأن تنفيذ طريق (بارا _جبرة _ أمدرمان) كما أحبطت مهدي ، فأصبحوا على استعداد لأن يولوا ظهرهم للحكومة لكون مشاريع الولاية هي العهد بينهم والمؤتمر الوطني ، وأنهم ليسوا على استعداد لأن يمنحون ولاء بلا عطاء.
ثورة مهدي على المركز بسبب تجاهل الأخير لتنفيذ مشاريع الولاية التنموية سبقتها ثورة إبراهيم السنوسي نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي عبر حوار مع “الجريدة” وقطع بأن المركز ليس لديه رغبة في تنمية كردفان، وأكد ذلك من خلال تجربته في توليه منصب الوالي بالولاية ، وذكر السنوسي أن وزير المالية رفض التجاوب معه بشأن حل مشكلة مياه كردفان عامة وليس مدينة الأبيض فحسب، إذاً لا غرابة في أن تمزق شمال كردفان ما تبقت من أواصر الثقة بينهما والمركز الذي أفلح في تعميق الشعور بالغبن بسبب سياسة التهميش التي جعلت الولاية في حالة تراجع مستمر بفقدان الاهتمام التنموي، واصرار المركز على الوقوف في محطة اللا تنفيذ لمشاريع حيوية مرتبطة بحياة إنسان هذه الولاية أمر يستحق الوقوف ، ويمنح مواطني الولاية الحق في تطرح استفهامات عديدة ،أي من حقهم أن يتساءلوا بينهم : لماذا ولاية شمال كردفان خارج نقطة الضوء بالنسبة للمركز؟ وكيف فقدت حضارتها مدينة الأبيض بريقها التجاري ، ورونقها الاقتصادي؟ وبماذا سنخرج إذا عقدنا مقارنة بين واقع المدينة قبل وبعد مجيئ ثورة الإنقاذ؟، وهل التجاهل مبني على مواقف سياسية باعتبار أن كردفان مركز لقواعد حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي، أم هنالك بعد جهوي في التجاهل، ولماذا أصبحت مدينة الأبيض التي كانت من أكبر المدن السودانية بعد العاصمة الخرطوم ، المدينة التجارية التي تشتهر بأكبر سوق للمحاصيل النقدية بالسودان، و أكبر بورصة للصمغ العربي ، أصبحت مدينة خاوية على عروشها؟ ، تراجعت عروس الرمال عشرات الأعوام مما كانت عليه ، فهي لم تعد تلك المدينة ذات الخزائن من الأموال التي يجود بها سوق المحاصيل ، سياسيات الإنقاذ أفقدتها لقب أكبر سوق للصمغ العربي في العالم.
واقع كردفان عامة ومدينة الأبيض خاصة أمر يتطلب إعادة النظر من قبل المركز، فالأبيض لم تعد المدينة الثانية التي كانت قبلة لرؤساء العالم فهي المدينة التي زارها الرئيس اليوغسلافي الأسبق جوزيف بروز تيتو ، الرئيس الروسي ليونيد برجنيف ، بوب كينيدي شقيق الرئيس الأمريكي جون كينيدي ، ، واليزابيث ملكة بريطانيا وحينها بنى قصر الضيافة لاستقبالها ،وزارها الشيخ زايد بن سلطان ، وجمال عبد الناصر كرم باطلاق أسمه على أحد شوارع المدنية.
هذه المدينة الاقتصادية التي كانت تعج بـ(15) جالية أجنبية ، ويمور وسطها بثقافة السوبر ماركت التي أدخلتها تلك الجاليات في وقت لم تتعرف فيه بعض المدن على السوبر ماركت ، مدينة كان سكانها يشترون أزيائهم من (ميناهاوس) ، ويأكلون جبة الخواجة نيوكا أبديك، ويشربون حليب (جروبي)، مدينة أصدرت صحيفة إقليمية تقرأ أخبارها وموضواعاتها في الاذاعات العالمية ، أنشأت مركزاً للثقافة سبق مركز شباب أمدرمان، كانت بها مكتبة ثقافية عامرة دمرت بيد الإنقاذيين وأكلت الفئران كتبها، مدينة تعشق العالم وتقدس العلماء، مدينة من إقليم منح المركز ميزانية إنشاء خزان لري الرصيرص مشروع الجزيرة ، لماذا يبخل عليها المركز بماء الشرب والتواصل التجاري مع العاصمة عبر طريق بارا أمدرمان، مدينة بهذا التاريخ لماذا تضن عليها الإنقاذ بالتنمية وتمارس سياسات تضعها في ذيل المدن السودانية؟. شعب كردفان عامة ومدينة الأبيض ينتظرون الإجابة من المركز قبل الطوفان.

تعليق واحد

  1. شكرا الاستاذه فاطمة غزالى على التناول الضافى والعرض الصادق لمشكلة كردفان وحاضرتها عروس الرمال سيدة مدائن السودان والتىأصبحت أثرا بعد عين فى زمن الانقاذ سيىء الذكر , تفتقر الى كل مقومات الحياة والحقوق الاجتماعية الأولية بقصد ومنهج مبرمج كأنه عقاب جماعى لمدينة وشعب عارض الحكومات الشمولية منذ نوفمبر الى مايو وأخيرا يونيو وأفرزت نتائج لكل الثورات ضد هذه الأنظمة الفاسدة المستبدة .
    كردفان صمام أمان السودان وموقعها الاستراتيجى والجغرافى يهيىء لها كافة الاحتمالات ربط وتوثيق اللحمة الوطنية أو انهيارها اذا لم يدرك أهل المركز هذه الميزة والاهميه وعندها الطوفان من رمل وجمر .

  2. والله يااخت فاطمه الكلام مع ناس المؤتمر الواطى ديل مابينفع البتنفع هى القوه وأنظروا لناس الشرق أخذوا حقهم بالقوه إلا تعملوا زيهم عشان الناس ديل يلتفتوا ليكم وللمره المليون أقول لأهلى فى كردفان عامه والأبيض خاصه هذا النظام جهوى عنصرى فلاينفع معه إلا العنف والقوه يعنى رجاله كده . غير كده إنتظروا المسيح . ألا قد بلغت اللهم فأشهد .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..