انفصال ويي

مرت علينا بالأمس الذكرى الأليمة الرابعة لانفصال الجنوب واستقلاله بدولته، ومعها عدنا إلى تذكر تلك المقولة الحكيمة لعلها لبرنارد شو ولا أجزم، وهي تقول (من شجرة واحدة يمكننا أن نصنع الملايين من أعواد الثقاب، ولكن بعود ثقاب واحد فقط يمكن أن نحرق ملايين الأشجار)، هذه المقولة تكاد تنطبق تماماً الآن علينا في السودانين “السودان وجنوب السودان”، فبضعة أعواد ثقاب هي ما يشعل النار اليوم، وهي نار إن لم تفعل في بلدينا ما تفعله النيران في الهشيم، فإنها بلا شك ستبعث روح الحرب من جديد؛ وهذه المرة بين بلدين، ولهذا لم تعد القضية الآن للأسف الشديد هي قضية الوحدة أو الانفصال ولم يعد للجدل حولها أية نتيجة اللهم إلا إذا حدثت معجزة في زمن تعز فيه المعجزات، القضية الآن انزلقت للحسرة إلى درك المفاضلة بين السلام أو الحرب، بين أن تكون العلاقة عدائية أو سلمية، سلسة أو خشنة، وبين أن تكون الدولتان اللتان كانتا رتقا فانفتقتا، جارتين حميمتين أم عدوتين لدودتين، يجمعهما عبق الذكريات أم يندق بينهما عطر منشم، وهذا الأخير هو ما يبدو لنا جلياً رغم أننا لا نحبه ولا نتمني لوطنينا هذا المآل والمصير ولكن ماذا بقي لنا لنقوله غير (فأل الله ولا فألنا) …
عادت ذكرى الانفصال وعدنا إلى ما كنا نتمنى أن يكون عليه الحال سواء بقي الوطن واحداً من نمولي إلى حلفا أو انشطر إلى نصفين، الأهم في كلا الحالين أن يدوم السلام ويسود الاستقرار وتشيع روح الإخوة والتعايش، هكذا كان يجمع كل الناس ومن كل الأطياف إلا من بعض ذوي النفوس المريضة والجهلة والأغرار ذوي الأحقاد والإحن والضغائن الشخصية والعقد النفسية في الطرفين الذين لم يكن يعجبهم حتى أن يتم الانفصال بسلاسة وسلام أو تنشأ بين الدولتين علائق من الود والاحترام والتعاون، بل أرادوه انفصالاً عدائياً متوتراً يشيعون معه إخوة الأمس من الطرفين باللعنات والطعنات والمطاعنة وكأنما يريدون أن يشيعوا حالة من الاضطراب السياسي والانفلات الأمني والغضب المتبادل، لم ولن تسعفهم نظرتهم القاصرة لادراك مغبة مثل هذه الأماني الخبيثة التي ستصيب عاقبتها الجميع وهم أول من تصيب على طريقة شمسون الجبار «عليّ وعلى أعدائي»، فإذا سادت التوترات والاضطرابات الأمنية وتفشت أسباب الكراهية، فإنما يوفرون بذلك أجواء مثالية للتدخلات الخارجية من دول الجوار، بل قبل ذلك من قِبل القوات الدولية التي تجد الذريعة مبذولة لها في الشوارع لتتدخل تحت ستار حماية المدنيين، ولكم في دارفور عبرة لو تعتبرون.
لقد كان السلام والاستقرار هما الغاية التي يسعى لها العقلاء غض النظر عن نتيجة الاستفتاء، أن تمضي الأمور بسلام وتنتهي إلى سلام، سواء أكانت المحصلة النهائية لتقرير المصير وحدة او انفصالا، الأهم دائماً يبقى هو السلام والاستقرار وذلك ما يجب أن يكون هو الشاغل الأول لكلا الطرفين الآن قبل أي وقت مضى…
التغيي
سلامات ياستاذ حيدر واقول ليك اطمئن واللهع حرب دى الا يسوقوا اولادهم ونسوانهم يحاربوا معاهم لكن نحن الشعب الفضل ده ما عندنا شغلة مع مجموعة مجانين سلطة خلوهم يخرمجوا براهم –