الشيخ زايد أمر بطرد السفير السوداني و6 من طاقم سفارته

الشيخ زايد يأمر بطرد السفير السوداني و6 من طاقم سفارته

خضرعطا المنان
[email protected]

مقدمة لابد منها :

في حلقة هي الأكثر اثارة في مسلسل طرد الامارات لسودانيين بعضهم تخطى الخطوط الحمراء لدولة وفرت له المأوى ولقمة العيش الشريف وعاش على أرضها معززا مكرما كما حدث مع الداعية/ الطالباني/ المفتي/ التكفيري ( عبد الحي يوسف) وبعضهم تحدى توجهات وسياسات وثوابت تلك الدولة المضيفة وأعماه انحيازه الأعمي لعصابة مغتصبة لسلطة جاءت اليها بليل وهي ترتدي عباءة الاسلام زورا وبهتانا مع إتباعها نهجا اقصائيا ادى لتشريد الملايين من ابناء السودان توجتها بمواقفها المخزية ازاء بلد شقيق اجتاحته قوات ودبابات تابعة لبلد عربي أيضا وشقيق وجار ( غزو العراق للكويت في 1990/8/2) .. ولم تكتفي تلك العصابة بذلك الموقف / العار وانما سخرت – بل جيشت – أبواق اعلامها المريضا (اذاعة وصحافة ) بشكل هستيري للقذف والسب والشتم لقادة دول الخليج التي يعيش على أرضها مئات الآلاف من السودانيين ( يقدرهم البعض بنحو مليون شخص آنذاك) طلبا للرزق وتحسين الحال .. فكان من الطبيعي ان يدفع الثمن اولئك الذين يسلكون سلوكا خاطئا و يؤيدون او يساندون عصابة بتلك الرداءة من الاخلاق والشهامة والنقاء الذي عرف به السودانيون آنذاك في اوساط شعوب المنطقة قاطبة .. وهنا أتحدث عن ( الطيب مصطفى) الذي طرد بتلك الطريقة المهينة كما رأينا في المقال السابق وقد لحق به بعض السودانيين ممن اتبع السلوك ذاته في تحد سافرلارادة شعوب الخليج وحكامها مما دفع بهم لاتخاذ اجراءات هم محقون فيها دون شك فقديما قيل ( ياغريب كن أديب ) والأدب هنا يعني بالضرورة احترام كل شيئ بالبلد الذي أنت لست من أهلها .. وهنا لابد من التذكير مرة أخرى بالعوامل المتشابكة التي أجبرت دول الخليج لاتخاذ المواقف المذكورة وهما عاملان احدهما سوداني داخلي (افعال وسلوك النظام في الخرطوم وسياساته الرعناء وعدم التحلي بالدبلوماسية اللائقة ) والاخر خارجي يتمثل في تصرفات هؤلاء السودانيين من أمثال خال المشير الهارب من العدالة الدولية .
وكما اشرت في المقالين السابقين ( هكذا تم طرد عبدالحي يوسف من الامارات ) و(وهكذا ايضا طردت الامارات مصطفى الطيب مهانا ) فقد جاء الدور هذه المرة على من يمثلون الوجه الحقيقي والقبيح الآخر لهؤلاء الحكام الجدد ( السفارة السودانية بابوظبي ) والتي كانت نموذجا مصغرا لحكومة الخرطوم ونهجها الهستيري المحموم دون ادنى مراعاة لما كانت تتبناه الدولة المضيفة لها .. وقد كانت هذه االسفارة تقوم بأدوار قذرة وبعضها خارج عن اختصاصها ازاء السودانيين المعارضين والذين كانوا يعبرون عن ذلك سواء في مجالسهم الخاصة او تجمعاتهم كجالية بأنديتهم الاجتماعية .. وقد تأذى الكثيرون مما كانت تقوم هذه السفارة التي أصبحت وكرا لكلاب الأمن ومقرا لرصد المعارضين وإرسال اسماء بعضهم للخرطوم مستعينة في ذلك ببعض جواسيسها من ذوي النفوس المريضة من قلة من ابناء الجالية ممن ارتبطت مصالحهم بالنظام الناشئ في السودان .. فكان من نتائج هذا السلوك المشين للسفارة ان تضرر الكثيرون وفقد بعضهم وظيفته حينما تعرقلت عودته في الوقت المحدد من اجازته في السودان واضطر بعضهم اما لقضاء اجازته داخل الامارات او باحدى دول الخليج المجاورة او صرف النظر عن تلك الاجازة نهائيا.. كما اضطر بعض ممن يود تجديد جواز سفره منهم لارساله بطريقة خاصة الى السودان ليتم ذلك عن طريق معارفه هناك خشية أن تستلمه أو حتى تمزقه سفارة النظام بأبوظبي وهو شعور ازداد كثيرا لدى جميع من كانوا يجاهرون بمعارضتهم بعد ان قامت هذه السفارة – في تصرف يتنافى مع أبسط قواعد الدبلوماسية ومسؤوليتها عن رعاياها – بسحب جواز سفري السوداني عن طريق عصابتها التي كان على رأسها يمثلها الثلاثي ( السفيرعلى نميري ورجل الأمن القوي آنذاك ياسرخضر خلف الله ومسؤول الجوازات المقدم / حيدر عجيب ).. الاول رحل الى رحاب ربه رحمة الله عليه والثاني – وبقدرة قادر – تحول الى سفير ( وهوالآن بالدوحة ) وقد أسماه ظرفاء المدينة يومها ( شافع السفارة ) لصغرسنه وعجرفته وانعدام خبرته في الدبلوماسية والتعامل مع الناس .. أما الثالث فلا أدري أين هو الآن .
تمت عملية سحب جواز سفري نتيجة خدعة قذرة تذكرني بالكذبة الكبرى ليلة انقلابهم المشؤوم ( إذهب أنت الى القصر رئيسا .. وسأذهب أنا الى السجن حبيسا!!) التي حنثوا بموجبها بالقسم الذي أدوه وخدعوا الشعب السوداني بأسره في تلك الليلة السوداء من يونيو 1989 ..تم سحب جواز سفري بعد أن سعوا لدى الجهة التي أعمل بها بشكواهم وازعاجهم بل وتذمرهم من كتاباتي وطلبهم ضرورة ايقافها لاسيما صفحة ( شؤون سودانية ) بجريدة ( الخليج) التي كنت محررها والمشرف عليها كمنبر يسعى لأن يكون المعبر الحقيقي عن غالبية افراد الجالية السودانية المقيمة بالدولة كما اشرت في المقالين الأخيرين وقد تم رفض طلبهم الطبع .
هكذا وبعد نشر حادثة سحب جواز سفري التي سرت بين كافة أوساط السودانيين سريان النار في الهشيم ربما باعتبارها سابقة وتزامنها مع أحاديث ملأت الامارات بين هؤلاء السودانيين وزملائهم في العمل من أهل البلد أيضا حول ماكانت تقوم به السفارة السودانية تجاه معارضي النظام من اهانات وملاحقات بل وتهديدات احيانا واسماء ترسل للخرطوم ثم سحب جواز سفر …الخ .. فضلا عما كان يصدر من حكام الخرطوم الجدد كما سبق ان ذكرت في المقالين السابقين الأمر الذي وجد طريقه – في نهاية المطاف – الى الدوائر الامنية بالامارات وجهات الاختصاص المسؤولة في قمة هرم الدولة وعلى أسها حكيم العرب ( الشيخ زايد) رئيس الدولة الذي اصدر في يوم 4/6/1992 امرا بطرد السفير السوداني و6 من طاقم سفارته الذين غادروا جميعا نهار 7/6/1992 ( أي بعد 72 ساعة فقط !!!) وقد شكل ذلك أيضا سابقة في تاريخ علاقات الامارات بالدول العربية الشقيقة .. وقد تصدر الخبر – في اليوم التالي – صفحات صحف الدولة الخمس ( الاتحاد, الخليج, البيان, الفجر ,الوحدة) كما تصدر نشرات الأخبار ( اذاعة وتلفزيون ) وتناقلته وكالات الأنباء في مختلف انحاء العالم وفي مقدمته بقية دول الخليج .. وقد كان منظرا تراجيديا عجيبا لن ينساه أولئك السودانيون الذين اصطف عدد كبير منهم أمام صالة المغادرة ومدخل المطار وهم يشاهدون منظر هؤلاء (الدبلوماسيين !!!) برفقة أفراد أسرهم وهم يجرون أذيال الهزيمة والخزلان نيتجة ما اقترفوه بايديهم وماقاموا به من سلوك لا يمت لطبيعة عملهم بصلة ولا الدبلوماسية التي يفترض أن يكونوا رعاتها وحماتها في دول المهجر.
الشاهد ان عمل السفارة انشل تماما بعدهم وأصبحت أشبه بــ (كشك) لايوجد بها سوى موظف واحد اسمه ( محي الدين) وسائقه لمواصلة الاجراءات الادارية الضروية المعروفة كمنح تأشيرات للأجانب الراغبين في زيارة السودان مثلا أو اضافة مولود أو ماشابه .. وظلت السفارة على هذا الوضع ( الحزين ) قبل أن تعود الأمور الى نصابها لاحقا .. ولكن بعد سنوات .
أما قصة سحب جواز سفري السوداني فانها ستكون موضوع الحلقة المقبلة بمشيئة الله تعالى والتي ستأتي مندرجة في سياق (مسلسل الطرد من الامارات) لأوضح لكم كيف تم (طردي) أيضا من هناك !؟ وهذا هو الأهم بالنسبة لخفافيش الليل وجرذان الأسافير من لاعقي أحذية أولياء نعمتهم الحاكمين بتفويض إلهي في الخرطوم والمنتشرون كالسرطان في كل المنابر .

وأخيرا :

يــــا وطـــــن ……
مهما نغيــب كتيـــرعنـــــك
شــال في الغـــربة لافحنـــك
وتــاج في رؤوسنا لابــسنك
وهرم في علالي شــايفــــنك
ومهمـا كــبرت في ســـــــنك
شباب في عيـونا شــايفـــنك
كتــاب في عمرنا حافظـــنك
وســـليل امجادنا عارفـــــنك
ومهما نغيــب كتير عـــــنك
تغيب عن بالنا ما اظـــــنك .

تعليق واحد

  1. كاتبنا العزيز الامارات دولة لايستهان بها انا معاك لتمجيدك للامارات لانها تركت لك ملاذ امن لكى تكون بمأمن الى حين التحية للامارات ولقطر وللبحرين واللكويت للسعودية ولسلطنة عمان ولكل انسان عارف قيمة الانسان السودانى فنحن وغصبا عن حرامية الليل والدين جيناتنا حاملة اتجاهنا ومرة اخرى يااتحادى عايزين نشر غسيلنا فى حوشنا والدول المستضيفننا ممكن يكون عايزين يتحاسبوا مع بعضهم وعشان كده يامحمد احمد اقصد ياكاتبنا الكبير ماتصغر نفسك لانو الامارات وممكن الكبير اوى الللى هو امريكا عارفة يعنى شنو سودانى وحبابك

  2. هاهاهاها , خدر رامبو مرة أخري ! هذه المرة (مكرها تحت تعليقات القراء في المقالين السابقين) يعترف بأنه تم طرده أيضا !!
    يعني يقيم حفل (هو فيه الجمهور و المقدم و المطرب من الدرجة الثالثة) بمناسبة طرد البعض , ليتضح انه ايضا تم طرده كما ذكره بعض الاخوة هنا !!
    هل (مثير للشفقة) تكفي لوصف هذا الرجل ؟
    كما يقول أهل الموردة : ارقد في الحسكنيت ..

  3. لا أحب الخوض فى السياسة ولكن ما حدث يحدث فى كل بقاع الدنيا بسبب وبدون سبب فأين المهانة هنا ولكن عدم المهنية للكثير من الكتاب السودانيين يجعلهم يصورون الامر كما يحبون بعيدا عن المهنية لا اريد ذكر بعض الامثال لمثل هذه الحالات فى الكثير من البلدان، كل ذلك بغض النظر من الاتفاق او الاختلاف مع النظم، فالكاتب يجب ان يكون مهنيا أو ان يكون الشخص ليس صحفيا ولكن يعبر عن مرارات فى نفسه ففى هذه الحالة له العذر ان يكتب ويعبر حسب رؤيته

  4. خلاص يا جماعة…نضب يراع كتابنا…حتى يحكوا لنا ونسة وشمارات إغترابهم…وماذا نستفيد نحن ممن طرد…إذا كان ما بقي هناك ينعم بلذيذ العيش ويفرح لصعود سعر الدرهم والدولار في هذه البلدة الظالم أهلها…ولا هم لكم أنتم غير أن تكتبوا طرد فلان وبقي علان…وبعد كل هذا تريدون منا نحن الشباب أن نغير وأهلنا يتساقطون جوعاً ولا حيلة لنا يتوفير لقمة العيش… وإنت مشنق عمتك بكل أشكال التطريز ولكأنك ود الجبل

  5. وفر حكاياتك

    و عموما الطرد واحد
    لو كان ليك او عبدالحى او طاقم السفارة !!!!!!

    و قبيل قلنا العيب ما فينا العيب فى الراكوبة و هى معذورة فهى صفراء تبحث عن الاثارة

  6. خير خير اما الدكتور عبدالحي فحينما خرج من الامارات ودعه الآلاف منهم في المطار فمن ودعك انت ؟

  7. والله يااخينا عمتك سمحة لكن كتاباتك ونسة شيشة وخارم بارم وخليك مع العمة والمكوة السيف وانسى الكتابة وماتطول خلى عمودك قصير لانه زمن مافى العالم ديل كلهم جارين اقتصر وجيب المفيد وخلاصة الموضوع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..