تأملات في هوان الوطن..!!

وكان القرشى شهيدنا الأول. ولكن كان الزمن غير الزمن. فقد جثم ذاك الدكتاتور فى صدور الناس 5 سنوات فقط جعلت الوطن يميل للإصفرار. ولذلك تفجر اكتوبر الأخضرليعيد الإخضرار بطعم الحرية والديمقراطية من جديد. وبعد مدة وجيزة ضاق بالإخضرار غدرا ديكتاتور آخر من العسكر ضرب حديد الكرسي وهو ساخن.

وبرغم ذلك كان الزمن جميل والإنسان السوداني نبيل وما يزال أصيلا ومحافظا على احترامه وثقافته ومكانته. فلذا كان إذا ما سافر السودانى إلى أى أرض في العالم فاح طيب ثقافته وتلألأ جوهر معدنه وسطع نور تميزه ليخرج إبهامه بفخر فى كل بلد أينما حل ويضع بصمة أنا سوداني ويغني بفخر: أنا سوداني أنا.

إلى أن جاء إنقلاب الانقاذ المشئوم بعد مدة بسيطة لتستمر الدائرة الخبيثة الشريرة والتي أصبحت المتوالية معقدة للحل. فهي الديكتاتورية الثالثة ونحن فيها لمدة 24 عاما والكل يسأل إلى متى؟. حلقة متصلة من ديمقراطيات فطيرة وشموليات مريرة وتبادل سخيف وكريه للطائفية والعسكرية ونوم العافية لكل الصامتين.

لا تنتظر عصا موسى بل أحسب إذا كنت شاطرا فى الرياضيات وبالأخص المتواليات. لدينا متوالية 5، 16 فما هو عدد السنوات المتوقع لرقم المتوالية الثالث؟. الرابط بين العدد الأول والثانى هو أن العدد الثانى ثلاثة أضعاف العدد الأول زائد واحد. إذن العدد الثالث سيساوى 3X16 أي 48 ثم نضيف لها واحد فتصبح 49 عاما. لا تقل لي يا أخي فال الله ولا فالك، هذا بالرياضيات. ولن تفيدك لقد هرمنا. و ضع فى الإعتبار كل العوامل الأخرى التى يمكن أن تزيد هذه المدة أو تنقصها من المعارضة الهزيلة والقوة الإمبريالية الدخيلة ومصلحتها وتلون تجار الدين وممزقو الوطن وفذلكتهم وإجرامهم. فبرغم ما تبين للجميع بأن مهارتهم الخداع وحرفتهم الكذب ومهمتهم السفاهة فى نهب ثروة الوطن وإبداعهم في ذر فسادهم فى العيون إلا أنهم ما زالوا يضعون رجل فوق رجل ويضربوننا على قفانا. وآلتهم الوحشية ساقية بموتور لا تتوقف من تحطيم كل إنسان سوداني يخالف نهجهم المشاتر وديدنهم في توسيع هوة صمت الشعب الذي يغط فى نوم عميق و ينتظر أن يصحو ليصلى الفجر حاضرا عندما يرفع الأذان فى مالطا.
قل لي كم من مقال كتب وأخبار نشرت كانت كفيلة بإخراج هذا الشعب الذي خرج مرتين من قبل نتباهى بهما!! خلونا فى الماضى القريب من تعذيب الشرفاء في بيوت الأشباح، وقتل المخالفين لهم و إغتصاب صفية ومرورا بفصل الجنوب ذاك الحدث الجلل، ثم مقاطعة اللحمة إلى الغلاء الطاحن والمعيشة الضنك، وإعتصام المناصير، وإغتيال جليلة خميس، وتعذيب هندوسة، ناهيك عن قضايا الفساد التي نسمع عنها كل يوم و..و.. . وما تزال الآلة تتبرز نتانة وتضرب المجتمع وتفكك نسيجه الإجتماعي وتشعل الحروب التي تقطع أطراف الوطن. أليست كل هذه الأخبار منشورات مجانية وتلقائية لتشعل ثورة هذا الشعب الخامد!.

دعني من القناة الفضائية التي عجزنا عن قيامها إلى الآن؛ والمعارضة الهزيلة التي تعارض بالتي هي أوهن. ولكن هذه الأخبار تحتاج الجدية الكافية من الأفراد في تسخير وسائل الإتصال الحديثة كالإنترنت والموبايل لتساهم في نشر الوعي. وهي ليست الحلقة المفقودة الأولى لأن الأولى هي إستشعار المسئولية الفردية الوطنية وقصور الوطنية الحقة.

فإذا نحن في حلقة خلل وفشل متوالية غير محددة تعتمد على التهافت في تفاهة ضيعناك وضعنا وراك وعدم الإرتكاز في هل نحن جادون في أننا نريد لنا وطن أم لا!!.

يقول شاعر الوجود الإنساني صلاح عبد الصبور: فى غرفتى دلف المساء.. والحزن يولد فى المساء لأنه حزن ضرير.. حزن طويل كالطريق من الجحيم إلى الجحيم.. حزن صموت.. والصمت لا يعنى الرضاء بأن أمنية تموت.. وبأن أياماً تفوت.. وبأن مرفقنا وهن.. وبأن ريحاً من عفن.. مس الحياة فأصبحت وجميع ما فيها مقيت..!

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..