اللعبة الأمريكية في محراب السياسة السودانية

بلا انحناء

اللعبة الأمريكية في محراب السياسة السودانية

فاطمة غزالي
[email protected]

يبدو أن الإدارة الأمريكية أدمنت التلاعب بمشاعر الحكومة السودانية خاصة حينما تكون مقبلة على عملية سياسية تصب في مصلحتها أي لها نصيب الأسد لا ينال السودان منها إلا الوعد الكاذب الذي يقدمه البيت الأبيض ، وهي (متعودة دائماً ) أي الإدارة الأمريكية إختراق جدار الحكومة عبر فوهة القضايا الهامة التي تمس أوردة حساسة في جسد النظام ، عليه كانت مسألة رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية من السودان،و إعفاء الديون الأمريكية على السودان البالغة على (400،2) مليار دولار هي الأداة الامريكية لترويض الحكومة من أجل خدمة المصالح الأمريكية.
الغريب أن تراجيديا التلاعب بالمشاعر تأتي مزدانة بوعود أمريكية في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب ، الرحمة بالوعد الطيب ،والعذاب بالشروط الهلامية التي يعصب على الأمريكان أنفسهم التعامل معها بصدقية، ناهيك عن الحكومة التي درجت على سماع النغمة الأمريكية ، فالإدارات الامريكية التي تعاقب على البيت الأبيض وتزامنت مع الإنقاذ التي تربعت و(إتحكرت)أكثر من 20عاماً في حكم السودان ، تعني تماماً ماذا تريد حينما تلوح بتلك الوعود المشروطة، إلا أن الحكومة (تخرج من المولود بلا حمص) ،والشاهد على ذلك حتى كتابة هذا الزواية لم ترفع الإدارة الامريكية العقوبات الاقتصادية من السودان بالرغم من أن مصطفى إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية حمل الإدارة الأمريكية مسئولية حوداث الطيران في السودان لتوقف تدفق قطع الغيار بسبب الحظر الأمريكي.
في الأيام التي سبقت الاستفتاء على تقرير المصير للجنوب إستخدمت أمريكا لعبة المصالح وأوحت للحكومة بأنها سترفع حظرها عن السودان إذا غضت حكومة الإنقاذ الطرف وعبرت سوياً مع المجتمع الدولي جسر الاستفتاء للوصول إلى الانفصال وقد كان، إلا أننا كشعب سوداني فقدنا جنوب السودان ،ولم نكسب الورق في لعبة (المسير) التي تكسبها أمريكا بشطارة ، ونخسر دائماً في لعب الميسر الدنيا والاخرة.
الجزرة التي قدمها الرئيس الأمريكي بارك أوباما(إعفاء السودان من 400،2 مليار دولار) ينبغي أن لا تكون جزرة (متعفنة ) غير صالحة للأكل كسابقاتها من الجزر الذي قدمته أمريكا، فهي سبق وأن ضغطت بشدة على طرفي نيفاشا ووقعا على اتفاقية السلام التي لم تعصمنا حتى الآن من حروب متوقعة إذا (ركب كل طرف رأسو) في ظل التعصيد الوضح بعد رفض الجنوب للمقترح المتعلق بالنفط لكونه لا يحوى على جديد.فإذا كان الهدف من الجزرة الأمريكية هو التوصل إلى تسوية سياسية لأزمة جنوب كردفان والنيل الأزرق(خير وبركة) ولكن قبل ذلك ينبغي أن يكون هناك أفق سياسي واسع للحكومة والمعارضة لمعرفة كم نسبة المصلحة الأمريكية في هذه التسوية مقابل المصلحة السودانية حتى لا ندخل في قضايا عالقة أخرىن والكل يدرك كم دفعنا أثمان باهظة في التسويات السياسية بين الفرقاء بسبب التعمل الحكومي الأمريكي المنفرد بمعزل عن القوى السياسية الأخرى ، وسياسة (تحت الطربيزة) جرت نيفاشا من خانة اتفاقية للسلام إلى اتفاقية للصراع.
ستظل تمارس الإدارة الأمريكية اللعبة المسلية باتخاذ قضايا السودان بين الفرقاء سلم للصعود إلى مصالحها الخاصة ما لم نقيم وحدنا أين تكمن الأزمة وكيف نجد الحل ، والغريب أي أمريكا لم تغير طريقة العرض أو الأسلوب في اللعبة الأمريكية في محراب السياسة السودانية (رفع الحظر الاقتصادي الأمريكي- إعفاء الديون-قائمة الأرهاب).
الجريدة

تعليق واحد

  1. يا أختى فاطمة دائما نحن شماعتنا أمريكا أين الحنكة وأين الفطنة السياسية لتنابلة

    المؤتمر الوطنى؟أليس هم من أجل حسم القضايا المصيرية التى يفاوضون عليها الان

    الى ما بعد الاستفتاء !!!!!!!! بالرغم من أن حسمها قبل الاستفتاء من أجندة نيفاشا

    لقد لعب علي التنابلة ريك مشار وأقنع على عثمان ونافع ووافقوا والان يتباكون؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..