للأسف… صدقت قراءة الأجهزة الأمنية.. وكسبت الرهان

بسم الله الرحمن الرحيم
الكل يدرك بأن النظام أمني البنية والتكوين والتفكير…حيث أن أي قرار مهما كان خاطئاً أو مجحفاً او بعيداً عن المؤسسية … يكفيه شرعنةً .. أن يُبرر بالتقديرات الأمنية .. فيدرك شهرزاد الصباح ….فتتوقف بقية أجهزة الدولة عن الكلام المباح .
والوقائع التي مرت بالبلاد منذ ما اصطُلح على تسميته بخطاب الوثبة… كرد فعل على كل شراسة الشباب في المقاومة .. وعنف القمع ووحشيته من قبل النظام وأجهزته الأمنية .. أصبحت تشير الى طبيعة القراءة للمشهد السوداني معارضة وحزباً حاكماً..من قبل الأجهزة الأمنية .
فقد بدأت بإزاحة كبار الطهاة من أمام شاشات التلفزة.. وحولتهم إلى المطبخ الداخلي لدس السم في طعام المعارضة السياسية..وصعدت رموزاً عسكرية في الحكومة..لرفع وتيرة الحوار بالذخيرة مع الحركات المسلحة.
وبدأت بالتنكيل بأهل البيت عن طريق تسريب ملفات الفساد..دون إغفال الإشارة إلى دور الأجهزة الأمنية في كشفه..في انتقاء خبيث..يبدأ بوالي اكبر ولاية .. ثم المؤسسة العدلية بشقيها النيابي في شخص وكيل العدل..والقضائية في شأن تحكيمية الأقطان … في رسائل حجّاجية واضحة… تحث سعداً على النجاة … لأن سعيداً قد هلك.. واحتفظت بالكروت المحروقة في مواقعها مكللين برضىً رئاسي….فانصرف الحزب الحاكم الى شأن مؤتمراته..لا يلوي على شئ..سوى الإنتخابات القادمة مضمونة النتائج…فتدافع كروته المحروقة عن سياساتها. أما قضايا الحوار المعلن…فيمكن للسماء أن تنتظر.
ثم أقبلت على احزاب المعارضة … تلهيها بالحوار وتفتن بينهم به.. فتنشق على بعضها..فيقبل كبارها به.. أما الرافضون .. فقد كان شأن الندوات وحرية إقامتها..كبرى تحدياتها في وجه النظام … فأُعطوا طِلبتهم .. وطفقوا يفضحون نظاماً لا يحتاج إلى مزيد من الفضح..ينفسون عن دواخلهم ..ويعيدون اختبار قدراتهم التنظيمية في الحشد..حتى تحولت الندوات من نهائي لكأس العالم .. إلى مباريات تجمع أهل الروابط…تتحدث فيها عن أي شئ..خلا الأجهزة الأمنية.. عندها عليك أن ترعى في قيدك..وإلا ستنطلق جحافل القوانين … التي وضعت لمثل ذاك اليوم.أما المسيرات والمظاهرات ..فدونها الغاز المسيل للدموع ..ثم الاستضافة الخشنة في مقار الأجهزة تلك.
وتلك الأخيرة كانت مجال تكٍ دخل به أكبر القوى السياسية بأكبر رمز معارض في تقييم النظام وظن الآخرين.. أو توهمهم.. مجال الحديث في فعالياتهم الحزبية … فما شفِع الحجم وموالاة الولد … لإمام كيان عرف بالشراسة كونه يستند على الولاء الأعمى … وبسطاء الريف..لكن اهل الريف ما عادوا على بساطتهم ..التي تذب عن حياض إمام دونما تمحيص.. وقضمت الحركات المسلحة من ولائهم الكثير.. واستناداً على هذه القراءة..وجهت نحو صدره كل الترسانة القانونية المدخرة ..بما فيها ما يلف حبل المشنقة حول عنق من تعدى السبعين.
وانتظر الناس ردة الفعل القوية… لكنها ولدت كبيرة كما الأحزان على فقدان عزيز..وصغرت قبل انقضاء أيام الحداد. وعبرتُ عن ذلك في مقال سابق عنونته..حزب الأمة ..مظاهرة… ثم وقفة …فبيان. وأتى البيان بأعجل مما توقعه أي متسرع. بعد أن قضت الأجهزة وطراُ..وحققت ظفراً..ثم انسحبت تكتيكياً … ساحبة الجهاز النيابي لحظة مواجهة الوقائع امام القضاء الجالس… والمجتمع الدولي..
ثم أقبلت على أحد أنشط رؤساء الأحزاب المعارضة حقاً ..فواجهته بنفس الأسلحة .. وسوف يتكرر سيناريو الانسحاب التكتيكي…في انتظار هجمة أخرى.بعد ان تكون كل الرسائل قد وصلت إلي المستهدفين.
ولئن كان هنالك مجال عن فشل بين لهذه الأجهزة .. فهو اختبار الحريات .
وأخيراً ثم ماذا بعد؟
إحتمالان لا ثالث لهما في تقديري..
أن يتحرك الشباب… بأكثر من حملة أنا عاطل/ة .. باستجابة أكبر لنداءات مواقعهم الإسفيرية.
أو انتظار نتيجة المحاورات الدموية في جبال النوبة والنيل الأزرق.
أما غير ذلك من انتظار للحوار .. فيشبه نكتة من قيل له بعد عجز عن استحقاق دين مستحق..تركناك ليوم الحساب ..لإاجابهم بقوله بعاميتنا المحببة ..والله مهلتونى جنس مهلة!!!!! ؟
لا توجد دولة ولا حكومة ولا معارضة فقط كوم زبالة كبير تتحكم فيه عصابة من السراق والأدعياء وشذاذ الأخلاق والآفاق … والحقيقة التي تخفونها عن الملايين المضيعة هي أن الحكومة والمعارضة والصحافة التي تدعي أنها حرة كلهم(((( منظومة واحدة))))
الله المستعان
.
حبل المهلة يربط ويطلق ……………
آن الأوان لإنطلاق الثورة على الاستبداد والفساد وقد بلغت الروح الحلقوم ، وقد آن أوان انقاذ البلاد من هذه المحنة التي طال بها الزمان …..
حتى متى … ولم نزل نتحدث عن سوء الحال واغتيال الرجال وضياح ما تبقى من وطن الجدود … آن أوانك … يا أصوات الحق الابلج …
قولي انك آتيةٌ ياريح الصرصر عاديةٌ
من بين انين المصلوبين …
قولي أنك لن تنتظري الوعد الكاذب
ها قد أقسم شعبٌ غاضب غاضب
حتى ترد حقوق المظلوبين …