ثلاث بنود فى اجندة المشروع الحضارى !

تناقلت الصحف الصادرة صباح امس ثلاث اخبار تعكس حال المجتمع تحت مظلة المشروع الحضارى : الاول خاص باحباط تهريب وتسويق 700/3 قارورة خمر (عرقى ) وسط الخرطوم تقدر قيمتها ب(20) جنيه , الخبر الثانى اقرار وزير الدولة بوزارة الزراعة ورئيس حزب الاسود الحرة مبروك مبارك سليم بوجود مافيا متعددة الجنسيات تدير تجارة البشر بشرق السودان , الخبر الثالث خاص بزيادة نسبة الهجرة وسط السودانيين حيث كشف الامين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين ان عدد المهاجرين 66الف سودانى خلال الستة اشهر الماضية .

هذه عينة من جملة اخبار تنشرها الصحف السودانية كل يوم , القراءة السريعة لها توضح لاى مدى فشل نظام الانقاذ فى (تسويق) برنامجه السياسي والاجتماعى والثقافى الذى حاول به اعادة صياغة الانسان السودانى مستخدما الة الهدم والعنف والاقصاء والتعسف , وجاءت النتيجة عكسية لما بشرت به الانقاذ لكن الاسوأ ان المجتمع ينحدر الان نحو الحضيض بممارسات وانماط تفكير تراجعت كثيرا عن قيم تمسك بها السودانيون على اختلاف مشاربهم .

اننا نواجه ازمات اجتماعية كبيرة وعميقة سقوط النظام لايعنى انها ستنتهى بيوم يوم وليلة بل من المتوقع ان تتعمق لان الامال ستنتعش حال سقوط النظام لكن التغيير لن يتم بالامانى ونحن نفتقر لمؤسسات اجتماعية وسياسية وبحيثة ومالية تمكننا من مواجهة المشاكل الاجتماعية , كما نفتقر للقدوة والنماذج العامة الملهمة , وهنا لابد من الاقرار بسيادة حالة من (التكيف والتطبع) مع الفساد بكافة اشكاله وحالة من الهروب او الانسحاب تلف قطاعات واسعة من المواطنين مع سيادة لذهنية الطاعة ورغبة سادرة فى البحث عن الحلول الفردية , ان الازمة عميقة ولايكفى ان ننظر لجانبها السياسى ولا ارى من جانب المعارضة اى اهتمام بهذا الجانب مما يعنى اننا لم نتعلم بما يكفى من تجاربنا السابقة كما يدل على ان الازمة تشمل النظام الحاكم والمعارضة بشقها السياسى والمدنى فمتى نولى الجانب الاجتماعى والثقافى الاهتمام المطلوب ونترك الخطاب المبتسر والذى لم يستطع مخاطبة القضايا بشكل جاد وعلمى حتى الان .

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..