تحالف سدنة النظام وسماسرة السياسية

غريب امر الملياردير إبراهيم الشيخ ..فالرجل اصبح لايرى عدوا غير حزب البعث العربى الاشتراكى ، يصوب سهامه المسمومه في كل سانحة تجاه البعث و البعثيين راميا إياهم بدائه و مثالبه ، منسلا بنفسه عن مواقع الحركة الجماهيريه المناضله من اجل اسقاط هذا النظام ..
آخر ما تفتقت عنه قريحة الملياردير إبراهيم الشيخ هو ما صرح به لصحيفة الصيحه بالأمس 28 فبراير 2016 قائلا لا فض فوه: (كشف رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق إبراهيم الشيخ، عن رفض قوى الإجماع الوطني انضمام الأحزاب الخارجة من المؤتمر الوطني لتحالفها إلا وفق شروط لم توضع حتى الآن.
وأكد الشيخ في مقال أن حزب البعث سبق أن دافع عن المؤتمر الشعبي حينما اجتمعت أحزاب تحالف قوى الإجماع الوطني، على طرده من التحالف بسبب موافقته على المشاركة في مؤتمر الحوار.
وأكد حرصه الكامل على قوى الإجماع الوطني وعدم ممانعته في تنسيق المواقف مع تحالف قوى المستقبل الذي دشن نشاطه الاسبوع الماضي ، لافتا إلى أن المعارضة يجب أن تتفق على برنامج الحد الأدنى)..
? بادئ الامر لابد من الإشارة الى ان موقف البعث من النظام الانقلابى الإسلاموى ، موقف واضح و قاطع منذ 30 يونيو 1989 و حتى يومنا هذا ..و للتذكير فان البعث يعتبر هذا النظام نظاما فاقدا للشرعيه و منقلبا على نظام ديموقراطى منتخب ، وعليه فواجب القوى الوطنيه من أحزاب و نقابات و منظمات ديموقراطيه هو اسقاط هذا النظام و تفكيكه من جذوره صاموله صاموله كما قال الرفيق محمد ضياء الدين مرة ..و بناء على هذا الموقف المبدئي فان البعث لم و لن و لايقبل اى حوار مع هذا النظام الا اذا كان هذا الحوار للتسليم و التسلم ، بمعنى ان يعترف النظام بعدم شرعيته و بالاخطاء و المظالم و الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب و الوطن و أن يقبل الخضوع للمحاسبة و المحاكمة امام محاكم الشعب ..فالبعث و القوى الوطنيه التي تؤمن بذلك الطرح ، برنامجها المعلن هو اسقاط النظام و تقديم رموزه و كل من ارتكب جريمة في حق الشعب و الوطن في ظل هذا النظام للمحاكم الشعبيه ..
و البعث و قوى سياسيه أخرى تعتقد بان الطريق الوحيد لاسقاط هذا النظام هو الطريق الذى جربه شعبنا خلال انتفاضتين جماهيريتين في أكتوبر 1964 و مارس ابريل 1985 ، طريق الانتفاضه الشعبيه و العصيان المدنى و الاضراب السياسى لانه الطريق الذى يوحد جماهير الشعب كلها في مواجهة النظام الباغى ، و يحول السلطة الى ايدى جماهير الشعب دون وصاية من احد او حزب ..
? بعد تجارب مريره و اتفاقيات و مؤتمرات لا يعلم عددها سوى المشاركين فيها، نتج عنها مشاركة بعض القوى السياسيه في النظام عام 2005 ، و نتج عنها انفصال الجنوب 2011 ، و انقلاب النظام على من حاوروه ورضوا ان يكونوا جزءا من مؤسساته التشريعية و التنفيذيه ، و بعد أن ساءت أحوال البلاد و العباد ، عادت القوى السياسيه المختلفه الى ما كان يقوله البعث منذ 30 يونيو 1989 بضرورة اسقاط هذا النظام و اقتلاعه من جذوره و بناء دولة سودانيه و طنيه و ديموقراطيه ، فتأسست قوى الاجماع الوطنى و اتفقت على برنامج للخلاص الوطنى فصلت فيه ما أجمعت عليه هذه القوى من وسائل لاسقاط النظام و برامج للمرحلة الانتقاليه بعد اسقاط النظام ، بل و اتفقت على دستور للبلاد لم يتبق الا توقيع اركان قوى الاجماع الوطنى عليه ..
? ثم بدأت علامات الضيق بهذا الشكل الجامع لكل قوى الخير في بلادنا ، فطالب حزب الامه القومى بإعادة هيكلة قوى الاجماع الوطنى ، و هو امر كان من الممكن الاتفاق عليه بحل وسط لو صفت النفوس ، غير ان هذا الطرح لم يكن في حقيقته محاولة لاصلاح قوى الاجماع الوطنى ، بل كان قميص يوسف الذى تدثر به من كانت احدى قدميه في التجمع بينما تسعى قدمه الأخرى الى إيجاد موطئ في سرج النظام المجرم ..ثم تبعه المؤتمر الشعبى بموقف معلن لايحتاج قميص يوسف او عثمان بقبول الحوار مع النظام قائلا انه سيحاور النظام ببرنامج قوى الاجماع الوطنى .. فكأنما كان موقف الامة القومى قنبلة اختبار تمخضت عن الموقف الحقيقى لقوى الحوار مع النظام الباغى المعبر عنه بموقف حزب المؤتمر الشعبى ..
? و تتالت المواقف فشهد شعبنا تشكيل تجمعات متعدده : الجبهة الثوريه و نداء السودان و برلين و باريس ..و في كل ذلك كان الهم الأول لمنظمى هذه التجمعات هو استقطاب القوى الحاملة للسلاح ، ثم تطور الامر لاستقطاب القوى و الأشخاص الهاربين من سفينة الإنقاذ الآيلة للغرق لاسباب شخصيه و انتهازيه او لخوف مما يمكن ان يمسهم من ضرر بسبب جرائمهم التي ارتكبوها أيام التمكين و (الجهاد) ..كل هذه التجمعات تمحورت حول التفاوض مع النظام على حل شامل اسماه الامام الصادق بالكوميسا و اسماه البعض بالهبوط الناعم ..و في الحالين فان هذا الحل يقوم على إعادة انتاج النظام بتوسيع سرجه و مواعينه و تغيير بعض اشكاله و رموزه دون المساس بجوهر النظام و دعائمه الاساسيه ، و دون انفاذ العدالة الشعبيه في حق جرائمه و مذابحه و سرقته لموارد البلاد .. فاصبح حزب غازى صلاح الدين و السائحون هدفا يسعى اهل الحوار من اللاهثين خلف سفينة الإنقاذ ، الى استقطابه مهما كلف الامر .. تناسى و تجاهل الساعون لاقتسام السلطة و الثروة مع اهل الإنقاذ ، ان الاتفاق مع قوى الاجماع هو مواثيق و عهود وقعوا عليها يوما ، وان الاتفاق مع حلفاء الامس هو اقل تكلفة من الاتفاق مع سواقط الإنقاذ ، هذا اذا صفت النوايا و اخلص الناس التوجه ..
? ثم جاء الإعلان عن قيام تحالف قوى المستقبل ليستبين الامر كله ..فهذا التجمع لم يضم حزب غازى صلاح الدين و حسب ، وإنما ضم حزب خال البشير منبر السلام العادل .. هذا الحزب الذى احتفل علنا بفصل جنوب البلاد .. هذا الحزب الذى لايخفى عنصريته ، و هو و حزب غازى و السائحون لم يدعون يوما لاسقاط النظام ، بل جل همهم هو اصلاح النظام لانهم يعلمون انهم شركاء في جرائم هذا النظام ، و يعلمون ان اسقاطه سيعنى تقديمهم للمحاكم تحت طائلة اتهامات طويله اقلها القتل العمد و السرقه و الانقلاب على النظام الدستورى في 30 يونيو1989.. الرفيق محمد ضياء الدين أوضح حقائق هذا التحالف في تصريحه ..لم يتهم أحدا او حزبا و انما وضع الحقائق كما يراها و نراها معه حول اركان هذا التحالف .. فما الذى يضايق الملياردير إبراهيم الشيخ في ذلك ؟
? يقول الملياردير إبراهيم الشيخ في رسالته للرفيق محمد ضياء الدين ( ليتك يا محمد ضياء انت وحزبك تبذل جهدا في إعادة بناء قوي الاجماع هذا الصنم الذي صار يعبد لذاته بدلا عن تقديس أهدافه ?وليتك تنظر إلي النصف المملوء من الكوب بدلا عن التعجل في إصدار أحكام وتحليلات وتقديرات وتصورات لمآلات تحالف يرنو نحو المستقبل بينما تحالفك الذي تتخندق فيه يشرف علي الغرق ولا حياة لمن تنادي ?.ليتنا نسمع منكم أو نري فعلا وجهدا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه )..قوى الاجماع الوطنى سيادة الملياردير قائمه و لاتحتاج الى إعادة بناء .. من يحتاج الى إعادة بناء هو من خرج على مواثيق و برامج قوى الاجماع الوطنى : من يوقع على مواثيق و برامج تتناقض مع ما وقع عليه في ميثاق قوى الاجماع الوطنى .. البعث و كل قوى الاجماع الوطنى لم تغادر مواقعها و لم تتنصل عن مواثيقها و برامجها و موقفها الثابت هو اقتلاع النظام من جذوره بالانتفاضة الشعبيه و العصيان المدنى و الاضراب السياسى ..واذا كنت سعادة الملياردير تعتبر تحالف قوى المستقبل ( قوى حزب غازى و الدبابين و منبر السلام العادل ) قوى مستقبل بينما تعتبر في نظرك القاصر ان تحالف قوى الاجماع الوطنى الذى يتخندق فيه البعث و كل القوى الوطنيه الشريفه، تعتبره يشرف على الغرق ، فهنيئا لك موقفك الى جانب من تحب من الدبابين و قتلة الشعب و العنصريين ، وهنيئا لمحمد ضياء الدين و حزب البعث و القوى الوطنيه الشريفه موقفهم في صف الكادحين ضحايا نظام الدبابين و العنصريين من كل صنف و لون ..
كنت اعتقد ان حضور الملياردير إبراهيم الشيخ للمؤتمر الصحفى لحلف سواقط النظام الباغى امرا شخصيا يخصه وحده ، فالرجل معروف بشراكته لبعض اهل النظام في استثمارات معروفه لم ينكرها سعادة الملياردير .. لكنه قال في رسالته للرفيق محمد ضياء الدين و في تصريحاته للصيحه ، ان حضوره كان بعلم قيادة حزب المؤتمر السودانى ، بل ان قيادة هذا الحزب كلفت اثنين آخرين من قيادة حزبه بحضور هذا المؤتمر الصحفى .. وهو ما دفعنى لكتابة هذا المقال الطويل ..احب هنا أن اذكر الملياردير إبراهيم الشيخ بقول قاله يوما ردا على سؤال من موقع النيلين في 16 يناير 2016 ‏‎frown‎‏ رمز تعبيري سؤال :هناك إسلاميون في المعارضة.. غازي صلاح الدين وحسن رزق مثلا؟
جواب :هم ولغوا في النظام لأكثر من عشرين عاما حتى أن لم يقتلوا بأيديهم فقد شهدوا تقتيل الآخرين ولم ينبسوا ببنت شفه وقد صمتوا، وهذا الصمت فيه جزء من التواطؤ.
سؤال : قدمتم الدعوة لحركة الإصلاح الآن؟
جواب : ليس لدينا موقف سالب من الإصلاح الآن.. في حقيقة الأمر، ولقد دعيناهم، ولكننا لم ندع منبر السلام العادل لأنه انفصالي ونحن وحدويون.) فما الذى تغير ليجعلك سيادة الملياردير تقبل بهم بعد ان ولغو في النظام لاكثر من عشرين عاما ؟
? قال تعالى في كتابه الكريم في سورة الأحزاب ( ذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً(12) ..سعادة الملياردير إبراهيم الشيخ ، اذا كانت هذه حالك التي وصفها المولى العزيز في كتابه الكريم ، فغيرك حالهم حال من وصفهم القوى القدير بقوله في كتابه الكريم في سورة آل عمران ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) صدق الله العظيم ..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تعرف يا فرده ! بعض الناس في السودان يعتقدون ان المفلسين و التعبانين ، ناس ما قادرين يكونوا اغنياء لنقص في قدراتهم. هذا ، اذا نظرنا للاغنياء الان في السودان يبرهن العكس تماما. فهؤلاء المفلسين هم من عفت ضمائرهم عن الولوغ في المال الحرام و كانوا يبتعدون عن مواطن الشبهات دعك عن المحرمات. وأؤكد لك اي منهم يستطيع ان يكون غدا من اثرياء البلد اذا رضي لنفسه و لذريته الحرام و المشبوه.الاغنياء حرامية و اتحدى اي منهم ان يكشف جملة ممتلكاته الان و معها كشف الضرائب التى دفعها لخزينة الدولة ليؤكد ان جملة ما دفعه تساوي النسبة المقررة على جملة ممتلكاته.

  2. تعرف يا فرده ! بعض الناس في السودان يعتقدون ان المفلسين و التعبانين ، ناس ما قادرين يكونوا اغنياء لنقص في قدراتهم. هذا ، اذا نظرنا للاغنياء الان في السودان يبرهن العكس تماما. فهؤلاء المفلسين هم من عفت ضمائرهم عن الولوغ في المال الحرام و كانوا يبتعدون عن مواطن الشبهات دعك عن المحرمات. وأؤكد لك اي منهم يستطيع ان يكون غدا من اثرياء البلد اذا رضي لنفسه و لذريته الحرام و المشبوه.الاغنياء حرامية و اتحدى اي منهم ان يكشف جملة ممتلكاته الان و معها كشف الضرائب التى دفعها لخزينة الدولة ليؤكد ان جملة ما دفعه تساوي النسبة المقررة على جملة ممتلكاته.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..