الآثار السودانية.. الضياع بين مطرقة التعدين وسندان التهريب.. تحت ستار الذهب

الخرطوم ? عثمان الأسباط
يعد السودان من الدول الغنية إلى حد كبير بالمواقع الآثرية من أهرامات ومعابد. وبحسب العلماء، فقد وجدت مخطوطات تعود إلى 3000 سنة ق.م، وبرزت أهمية الآثار السودانية بفضل الاكتشافات المتواصلة التي تقوم بها بعثات وطنية وأجنبية، غير أن عمليات التنقيب التي انتظمت البلاد مؤخراً أفضت إلى فشل الكثيرين في حماية ذاكرة الأمة وحضارتها. تحت ستار الذهب اللافت للنظر أن الصدف أحياناً تعلب دوراً كبيراً في تحويل وجهات البعض وتجعل منهم أثرياء في فترات وجيزة، وتبدأ الحكاية بالتنقيب عن الذهب، ثم يكتشف هؤلاء ما هو أغلى ثمنا من المعدن الأصفر، آثار عمرها مئات السنين وقيمتها آلاف الدولارات، وفي مناطق التعدين العشوائي. ومع التحول الكبير ظهر سماسرة وتجار آثار سودانيون وأجانب من دول مجاورة وآخرون من أقاصي الدنيا، وكادت أن تتحول مناطق التعدين، وبالذات في الولاية الشمالية إلى أهم أسواق للآثار في المنطقة، أجمع الكل على أن هنالك آثاراً تسرق وضبط البعض مجرمين. ظاهرة قديمة من المؤكد أن ظاهرة سرقة الآثار قديمة وسبقت حمى التنقيب عن الذهب التي استشرت حديثا، غير أنها وبحسب خبراء آثار كانت محدودة، وفي نطاق ضيق، ويمكن مراقبتها. ومع ظهور المعدنين التقليديين الباحثين عن الذهب اختلف الأمر وباتت سرقة الآثار أمراً شبه معتاد. وفي السياق، يقول خبير الآثار ضياء حامد لـ(اليوم التالي) إن ظاهرة سرقة الآثار انتشرت مع التنقيب عن الذهب، والمنقبون يعملون بإمكانيات كبيرة ومعدات ثقيلة، وفي السابق كان بحثهم عن الذهب يتركز في الصحراء لعدم معرفتهم بالمواقع الأثرية، أما اليوم فهم يستهدفونها. وكشف ضياء عن خطورة المعدنين الشعبيين في الأجهزة التي يحملونها، لأن بعضهم يطوف حول المواقع الأثرية، لأن كاشف المعدن العادي يمكن أن يستكشف أي معدن. ويضيف: من وجهة نظري الشخصية أرى أن هناك مجموعات لم تأت للتنقيب عن الذهب، بل من أجل البحث عن الآثار التي اكتشفوا أنها أغلى منه، ومع ذلك هنالك منقبون أصبحوا تجار آثار بالصدفة بعد أن أدركوا قيمتها، فتمثال مصنوع من الطين يكون أغلى وأقيم من الذهب. وأردف ضياء: الكثير من المنقبين اتجهوا لمجال البحث عن الآثار وسرقتها وبيعها ما شجع الآخرين للعمل في المجال بسبب السمعة التي اكتسبوها كتجار آثار. تصاديق بدون رقابة من جانبه أمَّن محمد مجيدي خريج أثار على تنامي ظهارة سرقة الآثار مع انتشار التعدين. وأضاف : من خلال زياراتي المتكررة لتلك المناطق أرى أن التصاديق التي تُمنح للمعدنين من قبل المحليات تفتقد للتنسيق بين مصلحة الآثار ووزارة المعادن والسياحة. وأشار إلى أن التعدين الأهلي ارتبط بالمحليات، وهي لا تملك خرائط أثرية ما يشكل خطراً على ثروة قومية مهمة. المواقع الغنية بالثروة ومن المناطق التي تنتشر فيها المواقع الأثرية في شمال السودان محليات دنقلا والمحس، وهي المواقع التي عاشت فيها الحضارة النوبية القديمة، خاصة في منطقة المحس (الشلال الثالث). وبحسب الخبراء، يوجد نحو (655) موقعاً أثرياً، ولذا فإن معظم السرقات تتم هناك. وفي السياق، يرى محمد مجيدي أن في منطقة المحس تذهب لأي موقع بلا استنثاء ستجد عملية حفر أثري. ويضيف: بعضهم يعمل في الخفاء بعيدا عن الأنظار، وفي قريتي ديفوي يعرف الكل المناطق الأثرية، وكذلك بمنطقة القعب في صحراء دنقلا. وأردف هناك من قام بفتح عدة بلاغات في هذا الخصوص. وزاد: في تلك المناطق لا يحتاج المعدنون إلى مرشد أثري، لأن المنطقة غنية بالآثار
اليوم التالي
الشمالية بطبيعتها الطبوغرافية المنعزلة لم تكن جاذبة للاخرين من غير سكانها الاصليين المجبورين عليها ولكن تنفيذ شريان الشمال وبعض الطرق الداخلية والكبارى وربطها بجوارها الداخلى والخارجى سهل انتقال العابرين والنازحين والمستوطنين من خارجها بل من خارج البلادأيضا… اما عن سرقة الاثار فلم تقع حادثة واحدة منذ الازل من قبل السكان الاصليين سواء من النوبيين او الاعراب وربما حدثت من قبل الفرق الاوربية نفسها ولكن السرقات المنظمة الان تحدث فى معظمها من قبل االقادمين وذلك لغياب الدولة والرقابة الشعبية وعدم التنسيق بين هيئة الاثار ووزارة التعدين حيث اصبح التعدين يتم داخل المناطق الاثرية…… وبعدين هى جات على الاثار بس وان كانت اولاها بالحماية ولكن الظاهرة عمت كل مناحى الحياة ومفاصل الدولة بحيث ان الجميع ايقن بغياب هيبة وسلطة الدولة فيريد ان يفعل ما يروق له وينجو بفعلته دون ان يعترضه احد وهناتكمن الكارثة الكبرى التى لم تصلها الامور حتى فى عهود ما قبل الدولةوذلك بدليل بقاء هذه الاثارات منذ الاف السنين دون ان يمسها سوء. فالكل يعمل الان بمبدأ ( اكان دار ابوك خربت شيل لك منها شلية) وحتى الغرباء بقوا يشيلوا منها والله المستعان
الشمالية بطبيعتها الطبوغرافية المنعزلة لم تكن جاذبة للاخرين من غير سكانها الاصليين المجبورين عليها ولكن تنفيذ شريان الشمال وبعض الطرق الداخلية والكبارى وربطها بجوارها الداخلى والخارجى سهل انتقال العابرين والنازحين والمستوطنين من خارجها بل من خارج البلادأيضا… اما عن سرقة الاثار فلم تقع حادثة واحدة منذ الازل من قبل السكان الاصليين سواء من النوبيين او الاعراب وربما حدثت من قبل الفرق الاوربية نفسها ولكن السرقات المنظمة الان تحدث فى معظمها من قبل االقادمين وذلك لغياب الدولة والرقابة الشعبية وعدم التنسيق بين هيئة الاثار ووزارة التعدين حيث اصبح التعدين يتم داخل المناطق الاثرية…… وبعدين هى جات على الاثار بس وان كانت اولاها بالحماية ولكن الظاهرة عمت كل مناحى الحياة ومفاصل الدولة بحيث ان الجميع ايقن بغياب هيبة وسلطة الدولة فيريد ان يفعل ما يروق له وينجو بفعلته دون ان يعترضه احد وهناتكمن الكارثة الكبرى التى لم تصلها الامور حتى فى عهود ما قبل الدولةوذلك بدليل بقاء هذه الاثارات منذ الاف السنين دون ان يمسها سوء. فالكل يعمل الان بمبدأ ( اكان دار ابوك خربت شيل لك منها شلية) وحتى الغرباء بقوا يشيلوا منها والله المستعان