لماذا لا يستقيل مرسي والبشير كذلك؟

د. عبدالوهاب الأفندي
(1) كنت قد كتبت مقالي عن ?الظاهرة القطرية? الذي نشر الثلاثاء الماضي على هذه الصفحات قبل صدور قرار أمير قطر بالتنحي لصالح ابنه، ولهذا لم يكن المقال تعليقاً على انتقال السلطة في قطر وإنما على الحالة المرضية العربية متمثلة في التفاعل مع نجاح قطر كمشروع تحديثي رائد. وتتلخص هذه العلة بأن في توجيه اللوم من قبل من يواجهون مشاكل في بلادهم إلى أصحاب النموذج العربي الناجح بدلاً من استلهام نجاحه والتأمل في أسبابها.
(2) ما تزال خلفيات القرار القطري غير واضحة، مما يجعل من الصعب الحكم عليه. ولكن الملاحظة الأبرز تتعلق بتنحي أحد أنجح الحكام العرب وتمسك من شبعوا فشلاً بالسلطة. ففي اليوم التالي لإعلان أمير قطر التنحي دون أن يطالبه بذلك أحد، ألقى الرئيس المصري محمد مرسي المطالب بالتنحي خطاباً مطولاً أعلن فيه تمسكه بالبقاء في السلطة وبنفس السياسات التي أثارت نقمة شعبية واسعة ضده. المفارقة هي أن خطاب استقالة أمير قطر استغرق خمس دقائق، بينما استغرق خطاب مرسي ساعتين ونصف.
(3) من أعراض المرض العربي هو أن الحكام الفاشلين لا يصرون فقط على البقاء في مناصبهم، وإنما يلومون كل جهة سوى أنفسهم. ولم أعد أحصي عدد المؤتمرات والمساجلات التي شاركت فيها وأطنب المثقفون العرب فيها في الحديث عن المؤامرات الأجنبية باعتبارها سبب فشل أنظمة الحكم العربية. فحكام سوريا يقومون بقصف عاصمتهم دمشق بصورة يومية وبوحشية تستنكف عن مثلها إسرائيل، ثم يتحدث إعلامهم عن ?مؤامرة? لتدمير سورية!
(4) فاض بي الكيل في أحد هذه المؤتمرات (وكان في الدوحة يا للمفارقة!) وأنا استمع إلى عدد من مثقفينا العرب يكيلون اللوم للتآمر الأجنبي في قضية انفصال جنوب السودان فعلقت قائلاً: إن أكبر ?مؤامرة كونية? علمنا بها من الوحي السماوي هي مؤامرة الشيطان الرجيم لإغواء البشر. ولكن من يأتي يوم القيامة وقد غوى فسد ثم يلقي باللوم على الشيطان في جرائمه لن يقبل منه مثل هذا العذر وسيلقى به في جهنم مذموماً مدحوراً.
(5) بنفس القدر فإن أي حاكم يعتذر عن فشله بلوم المؤامرات الكونية والامبريالية يجب أن يلام مرتين: مرة لأنه أخطأ، وثانية لأنه فشل في التصدي للمؤامرات الأجنبية. فالعبرة بالنتائج، ومن سمح للعدو بهزيمته فهو مهزوم فاشل، وينبغي أن يعترف بتقصيره ويتنحى لمن هو أقدر منه على مواجهة ?المؤامرات?.
(6) في خطابه أمس الأول أسهب الرئيس المصري في تفصيل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي ورثها أو اكتسبها، وهي مما تنوء به الجبال. والرئيس على حق في أن خصومه يجتهدون ما وسعهم لإفشال خططه لمعالجة هذه المشاكل، وهذا من حقهم ما دام مرسي وأنصاره يتخذون من هذه المعالجات سلاحاً سياسياً لإثبات جدارتهم بالسلطة. وما لم يقع توافق على الابتعاد عن تسييس الخدمات، فإن هذا السلوك سيستمر.
(7) كنا في السابق قد اقترحنا على مرسي قبول عرض مناوئيه بتشكيل حكومة وحدة وطنية بتفويضات واسعة لمدة ثمانية عشر شهراً. ذلك أنه لا يوجد عاقل يرفض أن يشاركه خصومه في تحمل المسؤوليات الجسام التي تفرضها المرحلة، فإن نجحوا كان له فضل ذلك، وإن فشلوا شاركوه في الملام. وفي نظري أن هناك سوء فهم عند مرسي وخصومه على السواء لطبيعة مسؤوليات المرحلة. فمرسي لم ينتخب لضمان سعر السولار ونوعية الخبز، وإنما لقيادة مرحلة انتقالية ووضع دستور متوافق عليه ثم ترتيب انتخابات سليمة تعزز الديمقراطية والاستقرار. وعليه فإن تركيز مرسي في نصف خطابه الطويل على ?الجركانات? وصفوف البنزين هو قمة الانصرافية.
(8) لم يعد يكفي اليوم القبول بحكومة انتقالية ولا بد على مرسي من أن يعرض الاستقالة وانتخابات رئاسية وبرلمانية كاملة. وفي نظري أن من مصلحة مرسي وحزبه وضع معارضيهم أمام اختبار الاحتكام إلى الشعب. وليتحقق هذا، يجب أن يضيف مرسي إلى مقترحه للحوار الوطني أن تكون نتيجة التوافق على دستور جديد قبول المعارضة بعملية تؤدي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة على أساس الدستور الجديد.
(9) لا يعتبر مثل هذا القرار صائباً من الناحية الأخلاقية وتحمل المسؤولية عن الإخفاق (وأقله الإخفاق في بناء توافق وطني يجنب البلاد الشقاق)، ولكنها ايضاً حركة سياسية حكيمة تسحب من الخصوم أوراق الدعوى بأنهم يمثلون الشعب: فها هو الشعب، هيا نستفته!
(10) كنت قد طالبت كذلك الرئيس السوداني عمر البشير الأسبوع قبل الماضي على هذه الصفحات بأن يحسن إلى البلاد بتنحيه عن السلطة قبل أن تتفكك البلاد ثم لا يجد مكاناً يؤويه. ولعل القضية السودانية أيسر حلاً من رصيفتها في شمال وادي النيل. فبخلاف مرسي الذي لم يكمل مدته، فإن البشير قد أكمل مدة بعد مدة، وأعلن بنفسه أنه قد سئم طول الحكم، وأقسم بأنه لن يقبل التجديد له (وهو تعهد غير ضروري لأن الدستور لايسمح له بالتجديد على كل حال). المطلوب فقط هو أن تدخل الحكومة في حوار مع المعارضة لترتيب انتخابات نزيهة على أساس دستور توافقي جديد يتيح لكل القوى السياسية التنافس الشريف على المواقع. فما المانع يا ترى؟!
(11) إنها لمفارقة في هذا الزمان أن يسارع الحكام العرب الناجحون بالتنحي عن السلطة طوعاً، بينما يتمسك الفاشلون بأهدابها تمسك الغريق، فيغرقون في نهاية المطاف ثم تغرق البلاد معهم. ولو سمحوا لمواطنيهم لساعدوهم على النجاح حتى يكون ذلك فاتحة للخلاص منهم! ونذكر هنا بأن رجل الأعمال السوداني محمد إبراهيم رصد جائزة ضخمة للزعماء الأفارقة الذين يتنحون عن السلطة، ونقترح على رؤساء مصر والسودان التنسيق حتى ينالها كل منهما في عام مختلف (ويجب ألا ينسيا عندها أنني كنت صاحب الاقتراح)!
( القدس العربي )
كلام جميل جدا
البشير مفروض يتنحي عن الحكم لانه قاتل و عنصري و جأهل و فاسد لكن المشكله انه الافندي دا عايز البديل واحد من الصائعون الضأئعون و بالتحديد العميد ود ابراهيم رئيس مجلس قياده ( ثوره السائحون التصحيحيه ) و معاه غأزي صلاح الدين كمنظر و عراب للنظأم الاسلاموي المعدل و دا طبعا استنساخ لتجربه الانقاذ الفاشله ود ابراهيم و العقيد فتح الرحمن زي البشير و ابراهيم شمس الدين ، غأزي صلاح الدين زي الترابي و هكذأ نفس الاصرار علي ادمان الفشل .
دا اكبر دليل علي عجز الاسلامويين و خواء افكارهم و تيبسها في داخل عقولهم المتحجره العقيمه التي لن تستطيع ان تستولد اي افكار و رؤي جديده تتماشي مع العصر ، يعني باختصار كده الافندي يعيد اختراع العجله لكن السؤال الاهم هل الشعب السوداني سيلدغ من الجحر الانقاذي الممتلئ بالعقارب مره اخري ؟؟؟؟
“ياليت قومي يعلمون”
ليتهم يسمعوا هذه النصيحة
لك الشكر أيها الدكتور عبد الوهاب
اذا كنت يا افندي تقصد بالحكام الناجحين امير قطر
وانهم يشكر اليهم انهم يتنازلون عن الحكم طواعية وهم في قمة مجدهم
والعكس الصحيح يحدث للحكام الفاشلين وايضا ضربت لنا مثلا بكنههم
فانا فقط اريد ان اقول لك ان من تعتبر انهم حكام ناجحين ورغم ذلك استقالوا طواعية
فانهم يا عبد الهاب لم يستقيلوا الي بعد التاكد من انهم نجحوا في اداء مهمة هي بالنسبة لهم
تعتبر مقدسة الا وهي انهم وضعوا او تاكدوا من استمرار الحاكم البائس التعيس علي راس
الدول التي كان بقدورها ان تخطف ادوار الشهرة والنجاح منه كدول متحضرة تعمل علي رفاهية مواطنها
تماما كمثل الدول الغربية التي تعيش فيها يا افندي وجعلتك تغير مفاهيمك من كوز صدئ الي كوز نظيف يمكن استخدامهة دون الخوف من الاصابة بالتلوث ليؤكد لنفسه ان هذه الدول وعلي راسها هؤلاء البؤساء لن تقوم لها قائمة لتنافس دويلته الي ابد الابدين
وهو بهذا العمل يكون من الناجحين في صنع الخراب
فالنجاح خشم بيوت يا افندي
ولا شنو
كل من يتوهم ان البشير سوف يتنحي عن السلطة او لايترشح لدورة اخري فهو مخطئ . هذا الرجل سبق ات قطع زيارنه للسعودية عندما اقترحوا علية التنازل مقابل ضمانلت له .اما قصته مع د.غازي ليست بعيده . وتهديده للمعارضه اذا استولت غلي الحكم (في كلام تاني ) يؤمن بأنه هو او الطوفان مع انه اسواء من الطوفان .. واحد يبني ليه قصر جمهوري جديد بعشرات الملايين من الدولارات يبنتي لفيره .بلاش وهم ده من الكرسي للاخرة مباشرتا وانشاء قريب . وحتشوفوا كلامي !
لانهم غير فاهمين وهذه مصيبتنا
الدكتور عبد الوهاب الأفندي لك التحية علي كل كلماتك الطيبه بس الملاحظ انه خط التجديد و الإصلاح في السودان تحديدا خط احمر كل من يتجاوزة لا يري خير أبدا وأقرب المتاذين هو الدكتور غازي الذي استفاق مؤخراً ومتاخرا لينادي بالتجديد وذلك علي نقيض أيدوليجاته من قبل عشر أو خمسة عشر سنه إذ كان في مطبخ القرار لكن بمجرد إعلانه وتبنيه خط الإصلاح ابعد تماماً وكذلك انت إلا ان الفرق بينكما انك جهارا بالإصلاح منذ السنوات العشر الأولي الثورة والإصلاح السياسي بالسودان وفيه كانت إيحاءات بوجوب الإصلاح أي كان
الشاهد فيما ذكرت انه لا ينوي أصحاب القرار في مؤسسة الرئاسة السودانيه في أي تجديد أو تحديث ولو بأسلوبهم هم بغض النظر عن ما ينادي به دكتور غازي وحضرتكم ومجموعه السائحون وغيركم والواضح انه مزيد من الاشتباك والضحايا والعنف السياسي والعسكري لما تشهده الساعه من تهديد ووعيد من كل أطراف اللعبة السياسية السودانيه وللأسف الخاسر في كل ما جري وسيجري في لعبة الكراسي والنفوذ ألقائمه الآن هو ضياع بلد كامل كان اسمه السودان الموحد
يا دكتور الأفندي اتمني لو أنهم جميعا يعتزلوا العمل السياسي لان مصيبه السودان هي في من يتصارعوا الان من واجهات تقليديه حزبيه سواء كان من يحكم او من يعارض لانه وفي وجهة نظري كل هذة الاسماء والاحزاب هي التي اضاعة بلد جميل اسمه السودان ويجب ان ينتهوا جميعا وترك الأمور لوجوة شابه جديدة شابة لقيادة البلاد بدون أي تلون حزبي وعن طريق اختيار الشعب في انتخابات حرة والكف عن حمل السلاح أو ممارسه النفوذ السلطوي لان العاملين طيل أدوال ضياع الطيبين من أهلنا في السودان
ونسأل أما ان للوجود السياسية سلطه أو معارضه أنا يرتجلوا وترك الشعب يختار قيادة شابه جديدة من خارج الشعبي والوطني وآلامه والاتحادية وأنصار سنه وشيوعي وبعثي وكل الأحزاب التقليديه اتمني بناء أحزاب وطنيه تهما البلد أولا من تنميه وعدل ومساواة لكل ألوان الطيف في المجتمع السوداني الطيب
لن يتنحي البشير الا للقبر..لا طريق الا قتله لانه متعفن حي
الدستور لا يسمح بالترشح مرة اخري وهو يعلم ذلك ورغم ذلك قال ان الامر متروك لشوري المؤتمر الوطني وأقال غازي صلاح الدين لانه ذكر بان الدستور لا يسمح بالترشح يعني حيترشح حيترشح
الاسباب واضحة ، ارجع لمقابلة الامير مع فاينشال تايمز شهر اكتوبر سنة 2010 ، فيها التفاصيل والرغبة في التنحي.
البشير يجب ان يستقيل 25 سنة كافية جدا اعوام من الدمار المتوالي علي الشعب الذي يخرج من حرب الي اخري ومن نزاع الي اخر وتشريد وفقر وفساد اما مرسي لماذا يستقيل مرسي هذا الرجل جاء بالترشيح النزية فلابد للشعب المصري احترام الصندوق والا صار الموضوع فوضي كل من لم يعجبه يخرج لتغير الرئيسي اي دميرقرطية لابد ان يمهل 4 اعوام كاملة المصريين يريدون حل مشكلهم التي استمرت لاكثر من 33 عام للطاغية حسني مبارك يريدونها في 100 يوم التي منحت للرئيس مرسي ثم بداء الناس في الاحتجاج