مقالات سياسية

💢 صناعة الفرعون.. مسجد ابن البرهان‼️

علي أحمد

على هامش الحرب ثمة أمور مذهلة تنمو وتزهر وتثمر، لكن معظمنا يتجاهلها باعتبار أن الحرب هي الفعل الجدير بالنظر والاهتمام والعناية وما دونها لا قيمة له، أو لم يحِن حينه بعد، وهذه نظرية خاطئة لأنها تهمل جميع نتائج الحرب حتى تستفحل وتترسخ وتصبح كل واحدة منها قائمة بذاتها.

وفي هذا السياق، ما رأيكم في القصة التالية التي أوردتها وكالة السودان للأنباء (سونا): (وضع أمين عام حكومة كسلا، ممثل الوالي؛ حجر الأساس لمسجد الفقيد محمد عبد الفتّاح البرهان الذي تنفذه منظمة تراحم الخيرية، بمدينة ود شريفىّ بمحلية ريفي كسلا. مؤكداً أن المحلية ستقدّم الدعم لإكمال مسجد فقيد البلاد وليس لأسرة البرهان، داعياً مجتمع المنطقة للمساهمة في إكمال تشييده).

أولاً، نترحم على الفقيد الذي لقى حتفه في حادث مروري إثر اصطدام دراجته النارية (الموتر) التي كانت يقودها بعربة نقل 7 مارس من العام الجاري، بقي إثرها في المستشفى قرابة شهرين قبل أن يتوفى في مايو.

وبالطبع لا شماتة في الموت ولا تسمح لنا قيمنا السودانية والإسلامية بذلك، لكن الشماتة أمر وقول الحقيقة أمر آخر، و (الحقيقة مُرّة) كما يقول المثل الشعبي، ولذلك فإن ما تفعله محلية كسلا ما هو إلا ترسيخ لصناعة صنم جديد مستبد آخر، ممثلاً في شخص قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، فابنه المرحوم لم يمت في ميادين القتال وإنما أثناء جولة ترفيهية في العاصمة التركية أنقره على ظهر دراجة نارية، بينما كان والده يزج بمن هم في سنة ويدفع بهم إلى ميادين القتال من أجل بقاءه في السلطة، وقد مات من بين هؤلاء كثيرون منسيون لا أحد يذكرهم، ولا أحد يتألم لفقدهم غير أهلهم وأسرهم وآبائهم وأمهاتهم، فيما هو بعث أسرته ومن ضمنها ابنه محمد إلى أنقره حيث اشترى لهم قصراً منيفاً في ضاحية (أنجيك) بالعاصمة التركية بلغت قيمته 3 ملايين دولار، ليعيشوا بعيداً عن ضوضاء الحرب ودوي المدافع وأزيز الطائرات وزخات الرصاص، يواصلون تعليمهم ويستمتعون بالرفاهية والأمن والأمان، فيما يموت الشعب السوداني بالرصاص والجوع والمرض ويحرم الأطفال من التعليم ومن أبسط مقومات الحياة، وما درى وما تأمل الآية الكريمة: ” أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروجٍ مشيّدة”، دعك عن قصر حصين في أنجيك، فقدر الله وما شاء فعل، ووقعت الواقعة وحدثت الحادثة.

توفى محمد عبد الفتاح البرهان في حادث مروري، ولم يستشهد في معركة، وربما لم يطلب والده من هذه المنظمة ولا من حكومة ولاية كسلا أن ينشؤوا مسجداً باسم ابنه، لكنهم كيزان لا يعيشون دون فرعون، يصنعون فرعوناً جديداً، يريدون أن يتقربوا من البرهان زُلفى، بإطلاق اسم ابنه على المسجد، وقد كان حرياً بهم أن يطلقوا على المسجد اسم (مسجد الكرامة) أو (مسجد الندامة) أو (مسجد الخسارة) كتأريخ لحربهم، لكنهم يصنعون كما أسلفت فرعوناً آخر، مستبداً جديداً، هؤلاء الكيزان الانتهازيون السفلة يتاجرون بكل شئ، حتى بموت ابن قائد جيشهم، يا لهم من أوباش حُقراء بلهاء.

مثل هؤلاء، هم الذين يجرون البلد إلى الوراء، يعودون بها القهقهرى، فلا محمد البرهان يحتاج إلى ذلك، ولا بلدة ود شريفي وسكانها يحتاجون إلى مسجد، فمنطقتهم ليس بها سوى دور العبادة و “الرواكيب الخلاوي”، والمدارس القرآنية، فكان الأولى أن توجه هذه الأموال إلى بناء مدرسة أو مستشفى لهم، أو تذهب إلى إغاثة النازحين والتصدق بها للأطفال الفقراء الذين تركوا منازلهم في الخرطوم ومدني وسنجة والدندر والسوكي وخلافهم، وأن تصرف في مكافحة المجاعة التي تضرب البلاد هذه الأيام .

لكن هذه المنظمة الكيزانية الفاسدة وهذا الوالي الكوز الأكثر فساداً، يعمدون إلى التقرب إلى قائد الجيش بهذه الطريقة البشعة التي ربما تنقلب عليهم جميعاً، حين يشعر الناس الذين مات أبنائهم في الحرب ممن دفع بهم البرهان إليها عبر ما يسمى بالاستنفار، بأن لا قيمة لأرواح ودماء أبنائهم، لأنهم ليسوا أبناء البرهان فإن مصيبة ولعنة ستحل حينها على قائد الجيش نفسه.

اللهم ألعن الكيزان وصب عليهم عذابك عاجلاً غير آجل، ولا توفقهم في هذا العمل الفاسد، اللهم أجهضه حتى لا تقوم له قائمة. إنهم يصنعون مستبد جديد فرعون آخر، فدمره ودمرهم.

‫14 تعليقات

  1. نترحم على الفقيد محمد ابن قائد الجيش الفريق اول البرهان فالموت حق ولايبقى الا وجه الدائم، وبالنسبة لتراحم لاعلاقة لها بالتنظيمات السياسية اسسها نفر كيم من البني عامر تلك القبيلة العريقة التى يملى افرادها بجودهم وكرمهم الفياض عين الشمس.
    اما بخصوص حديثك عن الزج بابناء المساكين فى الحرب، فابني حسيناي الان فى الصفوف الامامية يقاتل فى صفوف الجيش بتجرد ونكران ذات ، وقبله كان ابني الشهيد تبوتاي “مجتبى” الذى ارتقى شهيدا فى القيادة العامة، واؤكد لك لقد دفعت بابنائي لسوح القتال بناء على رغبتهم وليس بضغوط من البرهان او الكيزان كما اشرت فى مقالك وقلت ان البرهان يدفع بابناء الناس للحرب واسرته فى تركيا، انا كوالد وولي امر موافق على ان يقاتل ابنائي وان تكون اسرة البرهان فى تركيا، والسؤال الذى يحيرني علاما تتعرص وانا راضي وهو راضي؟ هل تعتقد ان المستنفرين لايعلمون ان اسرة البرهان فى الخارج، بالعكس يعلمون كعلمهم وجودك انت فى الخارج وكعلمهم ان فزع الجنجويد يقاتلون ويعلمون ان حميدتي هلك هلك هلك .
    ملاحظة :
    التزم بالحد الاخلاقي الادني فى الكتابة وتخلى عن اساليب الجنجويد فى النبز والشتيمة فالمفروض انك كاتب وليس حكامة فى حلة من حلل الجنجويد

    1. محمد طاهر صدقنا انك دفعت بولديك الى القتال بناء على رغبتهم وليس بضغوط من البرهان او الكيزان و لكن انت واحد من بين عشرات الالاف ممن ذهب اولادهم الى القتال بسبب الخوف من البرهان و جلاوذته او بسبب الحاجة الماسة الى دراهم معدودة بسبب الفقر الذي نتج بسبب هذه الحرب حيث توقف الكثيرون مجبرين عن العمل و كسب قوت يومهم و لا تنسى البعض الذين تم تضليلهم و خديعتهم بأن هذه الحرب جهاد في سبيل الله و هي حقيقة جهاد في سبيل تمكين البعض و اضطهاد الاخرين

  2. البني عامر اريتريين هربوا الي السودان خوفا من منقستو وغدا سوف نعيدهم الي اسياس افورقي ليذبحهم

    1. نانو الجميل من اسمك حليو وطاعم، مع ذلك ابشرك السودان مثل امريكا ملجأ لكل المشردين، هذا طبعا باعتبارك تعلم ان فكرة الحدود بين الدول نبعت فى عام1900م وبلغت ذروتها بعد الحرب العالمية الثانية، ولا اغالي اذا قلت لك ان السودان اصلا جزء من مملكة الحبشة الكبري التى كانت تستعمر اليمن وجزء من دول الخليج والصومال وجيبوتي.
      وباعتبارك تعلم ايضا ان الاستعمار حدد حدود السودان قسمة فتنه
      انا فى انتظار ان تعيدني الى افورقي كي يذبحني على الاقل الواحد يرتاح من امثالك.

    2. ارض البني عامر او الإقليم الشرقي سابقا من حلايب وحتى الخياري ومن ابوزليق الي دمن شرق مدينة كيلا لغاية سنة 1788كان يحكمها بني عامر برئاسة النايب عامر ا. واولادة المقيم بمدينة مصوع وقد ضمها الخديوي المصري للسودان في ذلك التاريخ.
      الان عرفنا ان الحل الوحيد في قطع ارضنا الإقليم الشرقي سابقا والاستفراد بها من دولة الجلابة وعبيد الجلابة.
      ما عاوزين صعلوقة ، ولا عاوزين اسلام
      أمثال محمد طاهر المعلق أعلاه سوف نقصقص رؤسهم.

  3. عشان كده لما قررنا قبل عشرة سنوات من الان نحن مجموعة من الشابات والشباب الخروج من دين المنافقين دين الاخوان الشواطين في السودان وتركنا لهم البلد والجمل بما حمل ولجئنا لبلاد الكفار حيث وجدنا الامن والامان والاحترام وحرية الاعتقاد ازددنا تمسكا بمعتقدنا الجديد الذي يسمونه عندكم الالحاد . نصلي يوميا قبل تناول كل وجبه شكرا لله الي اخرجنا من بلاد النفاق من الظلمات الي النور ونهتف بعد ان ننتهي من وجبتنا ( لعنة الله وملائكته والنبيين اجمعين علي الدين الاسلامي الارضي المتعارف عليه في كل اقطار بلاد المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وهو دين لايمت بأي صله للاسلام الي ارتضاه الله لنا وسمانا به مسلمون) . وها انا نيابه عن المجموعه اقولها بصوت عالي يسمعه الجميع يلعن دين ام ابوكم ياكيزان واسلامويو السودان المنافقون.

    1. أنا من مناصري “الإلحاد” أو الحق في عدم الإيمان بأي دين أو إله أو نبي … الإلحاد المبني على وعي عميق وإرادة حرة واختيار شجاع .. لكن يبدو لي أن إلحادك هو عبارة عن رد فعل “لعمايل” المسلمين والإسلاميين المعاصرين فأنت تؤمن أن هنالك “إسلام أرتضاه الله لنا” إسلام منزه عن كل عيب وغرض “إسلام أصلي” وهذا وهم آخر فلا يوجد أسلام دنيوي نفعي ظالم ومتخلف ولا يوجد إسلام آخروي سماوي منزه وطاهر وعادل … الإسلام هو الإسلام بكل بلاويه وتخلفه ورؤاه القاصرة وممارساته اللا إنسانية فإما أن تأخذه كما هو أو تتركه برمته

      1. الدنقلاوي
        هل هناك الحاد مبني على وعي عميق وإرادة حرة واختيار شجاع ؟
        الالحاد في الحقيقة هو هروب من الحقيقة يغلفه الملحدون بأوهام و أساطير الاولين .

        كل النظريات العلمية خلصت الى أن هذا الكون لا يمكن ان يكون وجد بالصدفة و أن خالق هذا الكون لا بد ان يكون كما سموه هو ( المصمم الذكي )
        طبعا نحن المسلمين ننزه ربنا عن هذا الوصف ( المصمم الذكي ) و نصفه سبحانه بأنه بديع السمواوات و الارض اي خالقهما من دون وجود مثال سابق

    2. الأسلام دين العقل .. كل الأنبياء والرسل معجزاتهم حسية الا محمد خير البرية معجزته عقلية وهى القرآن لهذا ختم به الله رسالته للخلق .. كل ايات القرآن تدعو للتدبر والتفكر والتعقل والنظر والفلاح والصلاح وكلها مخاطبات عقلية .. خلق الله الكون من متناقضات .. خلق الليل والنهار , السماء والرض , الموت والحياة , الصالح والطالح , الظلام والنور و الخير والشر .. حتى الكهرباء لا تنتج نورا دون سلكين متناقضين احدهما سالب والآخر موجب .. سنة الله فى الأرض جعلت القطبين المتضادين هما المتحدين مع بعضهم البعض .. ضلال اخوان الشيطان وفسادهم لا يبررالخروج على الملة .. الشر لا بد ان يجابه بالخير ليبطل مفعوله .. الفكر الضال علاجه الفكر المستنير .. نشر الوعى والأستنارة بين الناس وخاصة الشباب هى السبيل الوحيد لأبطال مفعول هذه الفئة الضالة والمارقة عن الدين والأنسانية .. اللهم نسالك الا ترفع للكيزان راية ولا تبلغ لهم غاية ويسر لهم بعد عفوك هداية !!!!

  4. بناء المساجد وتجارة الدين والتعرصة للحكام مربحة جدا .ليس فى الدار الآخرة ولكن فى الدنيا .كمثال الخيش المليونير اكرر الخيش عبدالحى يوسف ايضا يعيش فى تركيا بأموال شعب السودان المؤمن شديد مع نسائه وما ملكت يمينه من الغلمان والنساء والمحظيات والزوجات ويعيش حياة الرفاهية ببيع الوهم للبلهاء والقطيع المغيب بحجا الكتب الصفراء وهرب تاركا خلفه عاصمة دولة الخلافة الاسلامية الخرطوم غارقة فى الدم والموت والحريق . كل له فى عيشه طريقة .

  5. انت ياكاتب المقال خليك في طبيلك لاسيادك الجنجويد وماتركز مع المسجد دا كتير، لانو الشعب سوف يكنس البرهان ويختار للمسجد المذكور اي اسم من اسماء شهدء الكرامة… رايك شنو نسميه مسجد الشهيد محمد صديق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..