بيت الاشباح ..!!

حينما ولج دكتور الهادي سيداحمد الى جوف الطائرة الاماراتية اختار ان يجلس في المقعد المقابل للسماء..كان في السابق يتجنب الجلوس في هذا المقعد الذي يشير الى بعد السماء من الارض..غطت وجهه ابتسامة حزن انه ذات شهر يونيو الذي خرج فيه من الوطن قبل ربع قرن من الزمان..طوال تلك السنوات ظن ان تلك الصفحة انطوت من عمره..طوال الأعوام المنصرمة كان على يقين انه بات مواطنا محترما وناجحا في العالم الاول.
دون إنذار انهمرت الدموع من عينيه ..زمن طويل لم يبك..حادثة الامس ترفض ان تغادر ذاكرته..وسط الدموع كان يسال نفسه هل تمردت ابنته ام انه لم يحسّن تربيتها..ما زالت أذنه تحتفظ بعبارتها ” دادي انا اخترت ان أقيم مع جاك في هذه الشقة الصغيرة”..غضب هادي كما لم يغضب من قبل.. اندفع ليصفع ابنته..اعترض طريقه شابا من أصول لاتينية في العشرين من عمره.. دفعه بكل قوة الى الوراء قائلا ” لن اسمح لك باذاء حبيبتي”..زوجته لورين كانت في الحياد..حينما احتدم الوطيس اتصلت على الشرطة.
حينما ارتفع نحيب الطبيب الكهل نظر اليه جاره في مودة قائلا ” الدموع تريح كثيرا ابكي يا رجل”..حاول الجار ان يبتدر فاصل من الثرثرة وبين يديه كاس من النبيذ ..انصراف هادي واستغراقه في حزنه جعل الجار يرحل بعيدا باحثا عن السكينة والهدوء والمزاج..ابتعاد الخواجة العجوز منح هادي فرصة للمراجعة..في يوم ساخن غادر الخرطوم يحمل حقيبة سفر صغيرة تحوي ملابسه وشهادة جامعية تفيد بتخرجه من كلية الطب بجامعة الخرطوم..من قبلها كان ناشطا في الجبهة الديمقراطية..بعد فشل احد الإضرابات تم اعتقاله في زمرة من الأطباء المعارضين..في المعتقل كفر بالوطن..حينما خرج من الاعتقال بدا رحلة البحث عن وطن بديل.
هنا بوسطن بالساحل الشرقي للولايات المتحدة ..التاريخ ١٨ يونيو ١٩٩٠..مثل كولمبس حينما وطأت أقدام الهادي سيداحمد هذه الارض ظن انه اكتشف عالما جديدا..اول تنازل حذف اداة التعريف من اسمه..بعدها سقط اسمه والده المركب ليحل محله اسم جده علي..في المستشفى وقعت عينه على ممرضة بيضاء ممشوقة القوام وتظن انها بدينة..بعد سنوات من الرفقة تزوج لورين..زواج توزعت مراسمه ما بين الكنيسة والمسجد.
كان النجاح حليف الطبيب هادي علي ..اسمه بات ضمن افضل مائة استشاري في طب الأطفال ..خارطة السودان مسحت تماماً من مخيلته..مات والده ولم يقم له عزاء كعادة السودانيين المقيمين في المهاجر.على مائدة الغداء اخبر أسرته مات اليوم رجل عظيم ..مضت ابنته سلينيا على ذات درب التفوق..ولجت الى جامعة ( ييل) الشهيرة..آه لم يشعر انه رجل شرقي الا حينما خطف جاك اللاتيني ذو الشعر المسدل ابنته..في ذاك اليوم لم يعد مع زوجته الى البيت ..من ارض المعركة ذهب مباشرة الى مطار المدينة يبحث عن منافذ الهروب.
حينما هبط الطبيب الاشيب مطار الخرطوم تذكر انه جاء بُدون حقيبة سفر ولا حتى جواز سفر..رغم ذلك كانت الأبواب تفتح له مسبوقة بابتسامة..في هذا المكان الحياة تبدو بائسة ولكن الناس فرحون..في هذه اللحظة جاءته رسالة واتساب من زوجته لورين” سيلينا عادت الى البيت”..تردد ما بين العودة الى حي كامبريدج المترف في بوسطن او البحث عن جذوره في حارة آمبدة.
(التيار)
قصه جيده ومعبره معي اني اكرهك واكره كل مؤتمر ﻻ وطني
لاني اتبهدلت اكثر منه لانكم لم تسمحوا لي بحمل شهادات
اشوف فيكم يوم
شكرا ماما امريكا التي وهبته وطنا
شكرا ماما امريكا التي اعطته زوجة و اسرة وبيتا و دفئا
شكرا ماما امريكا التي اهلته فاصبح من اشهر مائة استشاري اطفال
شكرا ماما امريكا التي جعلت منه شيئا ذا قيمة حتى اذا عاد الى معذبيه استقبلوا الرجل الناجح الذي خرج من براثن حقدهم منهزما و منكسرا ومغلولا وعاد امريكيا مشهورا فاذا بهم يفرحون بعودته يفتحون له الايواب ويذكرون اسمه في صحفهم ويكذبون انه عاد بلا جواز سفر.
حلفتك بربك ( اذا كان الكيزان يخافون الله ) تقول اي مطار في العالم يسمح لشخص ان يسافر بدون جواز سفر واي مطار في العالم يستقبل شخصا بلا اوراق ثبوتية؟
كرهتونا السودان.
لا يزال المرء يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
مقال فطير معناهو ارضو يا ناس بالقرف الانتو فيه لانو بره بناتكم ح يقيمو علاقات غير شرعية . فهم سطحي و متخلف وكل اناء بمافيه ينضح.
إن لم يكن الموضوع قصة من نسج خيالك ..
ما الداعي لذكر اسم الرجل والتشهير به لدرجة ذكر أنه لم يقم لوالده ” عزاء كعادة السودانيين المقيمين في المهاجر ” ؟؟؟
هل هو نوع من الشماتة فيه لأن الرجل “كان ناشطا في الجبهة الديمقراطية..” ؟؟؟
ألم تجد في كل ما يعاني منه المواطن السوداني ما يستحق الكتابة عنه؟
لطيف جدا
كدي النتخارج من البلد دي بعدين سلينا مارجريتا ست النفر ما فرقت …