مصر وقـنـاة جونقلي وكهرباء فولا وسد النهضة الإثيوبي

• بقـلم: أتـيـم قـرنـق
• نشرت صحيفة الموقف، في عددها رقم (1571)، الصادرة في جوبا يوم الخميس 20 مايو 2021، مقالاً للأستاذ محمد خليفة أوشلا بعنوان (شكراً معالي مناوا بيتر..لكن قناة جونقلي غير مقبولة)، عن عدم جدوى حفر قناة جونقلي حالياً و مستقبلاً؛ و هو رأي صائب، و موقف يستند علي ارضية وطنية مدركة بحق الأجيال القادمة. علي ضوء ذلك المقال اودّ ان أدعم موقف الأُستاذ محمد خليفة اوشلا، و هو موقف تحدثتُ و عبرتُ عنه من قبل في مواقف و منابر عديدة.
• فكرة قناة جونقلي أساساً نبعت، في مطلع القرن العشرين(1901-1902-1904)، من مهندسيين إنجليز ( W. Garstin و J. S. Heresford و H. E. Hurst ) الذين كانوا يعملون لدي وزارة الأشغال العامة المصرية المسؤولة عن المياه في مصر آنذاك، عندما كانت ارضُنا و مواردُنا و نحنُ أنفسنا مملُوكون لمصر و الإنجليز، يفكرون و يعملون كما يشاؤون فيما يرؤونها مفيدة لمصر سواء كان استعبادنا بأسلوب حديث او التخطيط للاستفادة القصوي من مواردنا بدون ادني إلتفاف لما قد يضرنا و بيئتنا من جراء تلك المشروعات. و قناة جونقلي، و حتي مشروع السد العالي بالنسبة للسودانيين مثال حيّ لمثل تلك التوجهات الإستغلالية. كان هؤلاء المهندسون الإنجليز آنذاك و المصريون حالياً يؤمنون زوراً و بهتاناً بأن منطقة السدود أو المستنقعات في جنوب السودان هي منطقة (تضيع و تفقد) فيها هدراً كميات هائلة من المياه و لذا لا بد من حفر قناة توصل الماء الي مصر للاستفادة منها في الزراعة و إعاشة المصريين، و تلك كانت بدأية مشروع قناة جونقلي.
• إن المستنقعات الشاسعة في جنوب السودان و المعروفة دولياً بمنطقة (السدّ) هي في الواقع عبارة عن خزان طبيعي تحتجز كميات هائلة من المياة و هي ليست منطقة (لضياع و فقدان) الماء كما يظنه المتهافتون علي مواردنا المائية. المياه المحتجزة و المخزونة في منطقة السدّ هي في ملكيتها تماثل تماماً المياه المحجوزة و المخزونة في بحيرة النوبة خلف السدّ العالي، او المياه المحجوزة خلف خزان الرصيرص. هل يعقل ان يفكر الليبيون علي سبيل المثال في حفر قناة لأخذ الماء من بحيرة النوبة؟ بالتأكيد لا، و المياه المخزونة في منطقة السدّ في جنوب السودان ليست مياه مشتركة بين دول حوض النيل انها مياه ثابتة مخزونة. و منطقة السد تمرر المياه التي تصلها من منابع النيل و تنساب من خلالها طبيعياً؛ ولذا فهي ملك لنا مثلها مثل ملكية المياه المحتجزة خلف خزانات السودان و مصر .
• ان فكرة “إعادة النظر في مشروع قناة جونقلي” حسب قول وزير الري كما أورده كاتب المقال المشار إليه، هي فكرة سابقة لآوانها و قناة جونقلي ليست من أولويات جمهورية جنوب السودان كما انها لن تكون من بين المشاريع القومية التنموية، ان وجدت لدينا مشروعات قومية تنموية! إن الفيضانات الحالية سببها الأساسي هي التغييرات المناخية و هي قضية دولية لا يعقل أن تدفعنا هذه التغييرات المناخية بتفريغ مياه مستنقعاتنا عن طريقة قناة جونقلي؛ سنكون مثل إنسان مصاب بضغط الدم و يفكر ان يسحب دمَه من جسمِه! ضغط الدم يعالج بأشياء آخري و ليس بسحب الدم من الجسم، و الفيضانات تدار اضرارها بما يفيد الأجيال الحالية و القادمة و ليست بتفريغ المياه المحتجزة و المخزونة طبيعية في منطقة السدّ.
• ان علاقتنا مع جمهورية مصر العربية جيدة، و لكنها تحتوي علي نوع من (الإستهبال الدبلوماسي المستتر). و هذه العلاقة ذو وجهين، و هي قديمة جداً، تعود إلي فترة الأحتلال المصري لجنوب السودان في القرن التاسع عشر. ففي أواخر الستينيات و خلال السبعينات من ذلك القرن، كان هنالك إتفاق أوربي دولي يقضي بوقف و منع تجارة الرق و اسصياد العبيد حول افريقيا بما فيها جنوب السودان. علي ضوء تلك السياسة، قام الخديوي إسماعيل باشا بالإستعانة ببعض المغامرين الاروبيين أمثال (صموئل بيكر و غردون باشا) من أجل تفعيل و تنفيذ تلك السياسة في جنوب السودان. و عندما توليهؤلاء عملهم في جنوب السودان، كان الخديوي يوجه حكمدار السودان في الخرطوم، سراً بالإستمرار في إرسال الرقيق الي مصر عن طريق دارفور و الذي لم يكن في إمكانية الأوربيين العاملين في الجنوب معرفة ذلك العمل الخسيس.
• بعد مرور مائة عام، عاد ذلك النوع من العلاقات التي تحمل العسل في وجه و السم في الجنب الآخر، فعقب اتفاقية أديس أبابا، 1972، قدمت بعض الدول مساعدات محدودة و لكنها مفيدة و فعالة من بينها كبري جوبا و غيرها، و تقدمت حكومة مصر بمساعدتها و تركزت علي بعثات تعليمية في مؤسساتها التعليمية العليا، و أرسلت مئات الطلاب من ابناء جنوب السودان الي مصر و لم ينقطع حتي يومنا هذا، و هذا عسل، خد بالك. لكن عندما تقدمت الاتحاد السوفيتي أن تساعدنا ببناءة وإقامة خزان صغير فوق شلالات (فولا) لتوليد الطاقة الكهربائية، ذلك الخزان لم يرى الضوء لأن مصر تدخلت و وقفت ضد المشروع، و اقنعت حكومة الخرطوم بعدم إقامة ذلك الخزان؛ و في نفس الوقت أقنعت حكومة الخرطوم بضرورة حفر قناة جونقلي، و كانت، شفتَ كيف، هذا هو الجانب المظلم من القمر؟
• في هذا الزمن المعاصر، و بعد اتفاقية السلام الشامل ارادت سلطات جنوب السودان إحياء مشروع إقامة خزان علي شلالات فولا لتوليد الكهرباء الا ان مصر، و التي تتمتع بعلاقات دولية متينة بحكم قيادتها للعالم العربي، سدت كل المسالك و الطرق أمام بناءة ذلك الخزان حتي يومنا هذا؛ و في نفس الوقت تقوم مصر بتقديم (مساعدة) لجنوب السودان في (مجال الكهرباء) بإقامة محطات لتوليد الطاقة الكهربائية تنتج ( بالمولدات أو الجنريترات)في بعض المدن. شفتَ كيف الإجحاف! كيف تقيّـم مثل هذه العلاقة الجيدة و العجيبة و الملتوية؟
• الأن: علينا ان نتعلم و نيتعظ من سد النهضة الإثيوبي، و ما أثير حول إنشائه و ملئه، لدرجة ان مصر تلوّح بشن حرب ضد أثيوبيا. إن مواقف مصر اتجاه إثيوبيا غير مطمئنة و تشير الي إن مصر تحاول ان تستحوز لوحدها علي مياه النيل؛ و إن ارادت اَي دولة في حوض النيل إقامة مشروع للإستفادة من المياه فلا بد ان توافق مصر أولا و الا فانه (خط احمر) منذ زمن الفراعنة. أين نحن من ذلك الوعيدو التهديد الصريح لمن يتطاول علي (حقوق مصر التاريخية في مياه النيل)؟ ماذا نحن فاعلون؛ نتفرج و ننتظر أم يكون لنا موقف؟ و اَي خطاء أو استكانة او مواقف مهزوزة في حساب حقنا في مياه النيل ستكون وبالاً علي الأجيال القادمة. إذا رضخت اثيوبيا للتهديدات المصرية فذلك ستعني امتلاك مصر للنهر بأكمله!
• ان فكرة إعادة حفر قناة جونقلي تجب ان تقال بكل وضوح لمصر بأنها ليست من أولياتنا. اولياتنا تبدأ بإقامة خزان لتوليد الكهرباء علي شلالات فولا و الزراعة المكثفة المركزة من أجل تصدير الفائض من منتجاتنا. ان ارادت مصر المزيد من الماء من جنوب السودان فالماء موجود و ليس بواسطة قنوات تحفر و لكن من خلال مشاريعنا القومية التنموية.
• قناة جونقلي لم تكن يوماً ما مشروعاً قومياً و إنما هي مشروع استعماري فكراً و تخطيطاً و تنفيذاً و منفعةً، لم و لن يلتف حوله شعب جنوب السودان مثل ما كان السد العالي للشعب المصري و سد النهضة للشعب الإثيوبي و خزان سنار للشعب السوداني.
• حالياً يجب علينا ان نقف مع اثيوبيا في مسألة سد النهضة التنموي. لو مسكنا العصي من نصفه، سنكون من الخاسرين. لو ما وقفنا مع اثيوبيا في موضوع سد النهضة سنكون من الخاسرين.
• هذه الأيام تقوم القوات المسلحة المصرية بالاشتراك مع الجيش السودان بمناورات عسكرية تحت اسم (حماة النيل)، و السؤال المنطقي هو: من هو الخطر او العدو الذي يهدد الأمن المائي المصري و السوداني في حوض النيل؟ لا بد انهم الإثيبويون و نحن في جنوب السودان و الرسالة المصرية واضحة: و من له آذن فليسمع
الاستاذ / أتيم قرنق ديكويك — لكم التحية — الاولويات الاقتصادية لدولة جنوب السودان ليس من بينها اعادة احياء مشروع قناة جونقلي لمزيد من دفع مياه النيل الي السدالعالي لتنعم هبة النيل وام الدنيا بالخضرة وزراعة البرسيم والبرتقال لتصديره لدول الخليج.
العيب فينا شمال وجنوب السودان لاننا ننيخ ظهورنا مطايا للاجنبي تأدبا ولكنه يعتبرها حقا جاء به فرمانامن الباب العالي وما تزال عند المصريين ( جنوب الوادي بتاعنا).
المهم لابد من صحوة تحت مسمي حماةالسودان جسم ينشد تنمية موراد السودان الكبير بشقيه لا للعودة للثياب الرثة القديمة بل فليتسربل كل جزء بما يشاء ثم يقدرفي السردويعمر الطريق النهري ببواخر حديثة بين كوستي وجوبا وقاطرات تمتد من بابنوسة وواو الي أقصي جنوب دولةجنوب السودان وطرق برية بين الفاشر واو لنقل الذرة والملح والبصل الي ملكال وواو وجوبا. الفرصة سانحة في الانضمام الي الكمونولث البريطاني حيث تسعي بريطانيا للعودة الي أسواقها القديمة وذلك يعجل من تسريع تنمية مناطقالحدود بين شمال وجموب السودان. دعوتكم للنجمة اوبرا وينفري وميشيل اوباما لزيارة جنوب السودان والطلب منها لاقامةمدرسة للفتيات بجوبا.
.لا يمكن ان تتوقف مصر عن الشرب لتجلب لك التنمية
مصر أنانية و ظلت تمنع السودان من الاستفادة من مياه النيل.وعي وراء تخريب المشاريع الزراعة. الجويرة،السوكي،النيل الابيض. الخ.ختي تنساب المياه اليها.. و من بعد تعيدها الينا ملوثة في شكل برتقال و فراولة و خضروات،،،تبا لها…لحكامها….
قناة جونقلي خطر علي الجنوب و ثروته الحيوانية البرية.. و علي السودان…و ربما تؤدي لموجات جفاف.
كانت سياسات المستعمر..ان يتم بناء الخزانات في أعالي الانهار،في منطقة البحيرات،لاسباب شتي،منها تقليل التبخر!لكن مصر لا تفهم التعاون وفضلت بناء السد في اراضيها،لتفقد ١٠مليار متر مكعب. وتأتي بعد ذلك ليدفع السودان لها تكلفة قناة جونقلي والتي لا توفر الا حوالي ٨مليار متر..
وهي تجر السودان الي عداء مع اثيوبيا. وتحتل اراضينا…ولها جواسيس في كل شبر من بلادنا…