ونعم بالله والقرآن يا شيخنا ولكن ..

ونعم بالله والقرآن يا شيخنا ولكن ..
480أما وقد إختار الشيخ ابراهيم السنوسي مساعد الرئيس أن يدع جانباً مهمته الأساسية التي حملته الى القصر الرئاسي ، وأن يتغافل عن وظيفته الرئاسية الجديدة وما تم تكليفه به من عمل يختص بمساعدة الرئيس في إدارة شؤون البلاد والعباد، فيتقمص دور الواعظ والمرشد الديني ويلبس لبوسه ثم يخرج على الناس ليقول لهم ما معناه أن الضائقة المعيشية لن تحل الا بقراءة القرآن ، في أعقاب لقائه بالرئيس والتفاكر معه حول مهامه وتكليفاته ، فقد عن لنا أن نحكي له هذه الحكايات لعله يجد فيها شيئا من العبرة ..
تقول الحكاية الأولى إنه لما وقعت الحرب بين مصر والحبشة في زمن الخديوي اسماعيل وتوالت الهزائم على مصر، ضاق صدر الخديوي وأصابه الغم من تلك الاخبار السيئة، فخرج من القصر يريد الترويح عن نفسه مصطحباً معه أحد أخلص أعوانه، وبينما هما سائرين سأل الخديوي رفيقه، ماذا تصنع حينما تلم بك ملمة تريد أن تدفعها، قال يا أفندينا لقد إعتدت اذا حاق بي شيء ضاق به صدري أن الجأ الى صحيح البخاري يقرؤه لي علماء أطهار، راقت الفكرة للخديوي فأمر شيخ الازهر أن يجمع له رهطاً من صلحاء العلماء يقرأون البخاري، وقد كان، ولكن رغم ذلك لم تتوقف الهزائم وإنما توالت وظلت أخبارها تترى ، فاستشاط الخديوي غضباً وذهب الى حيث يعكف العلماء على قراءة البخاري وصاح فيهم بعنف وغلظة، إما أن هذا الذي بين يديكم ليس صحيح البخاري أو انكم ما معناه علماء «مواسير» لم يدفع الله بكم ولا بتلاوتكم شيئاً، فوجم العلماء وحاروا جواباً إلا شيخاً منهم كان في آخر الصف رد عليه بشجاعة قائلاً : منك يا اسماعيل، وما ذنب البخاري، فإنا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال «لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم» ..
والحكاية الثانية تقص عن رجل كان يبقى بالمسجد بعد انتهاء الصلاة لفترة طويلة وهو يتضرع ويتوسل الى الله عز وجل ان يرزقه بولد ، وظل على هذه الحال فترة طويلة حتى جذب انتباه إمام المسجد الذي رق قلبه لكثرة تضرع هذا الرجل ، وسأل خادم المسجد عن حكايته ، فضحك الخادم وقال له دعك منه أيها الشيخ الجليل فإن دعوته بأن يرزقه الله بولد لن تستجاب ، استنكر الشيخ هذا الكلام وقال للخادم ويحك ياهذا من انت كي تقرر ان الله عز وجل سيستجيب دعوة احد عباده ام لا، هل قرأت اللوح المكتوب فعرفت ان دعوته غير مستجابة ، رد الخادم بخجل قائلا معاذ الله ياشيخنا الجليل انما قلت هذا لان هذا الرجل يكثر من الدعاء لله بأن يرزقه ولدا وهو لم يتزوج لحد الان ولم يخطب حتى !! فكيف سيجيب الله دعوته وهو لم يفعل اي شئ كي يمهد لذلك.
وآخر قولنا لشيخنا ونعم بالله والقرآن ولكنا علينا بالأسباب والجد والمثابرة والاجتهاد والعمل الجاد لنكون من المتوكلين على الله وليس المتواكلين مثل من يظنون أن مجرد قراءة سورة الواقعة تجلب المال والغنى ..
حيدر المكاشفي
الصحافة
هؤلاء القوم (الاخوان) عندهم الدين تعلق وليس تخلق.
هؤلاء القوم (الاخوان) عندهم الدين تعلق وليس تخلق.