المؤتمر السوداني الجامع

رغم الغيوم والضبابية التي تغطي الأجواء السياسية، وتجعل المراقب للحراك السياسي أقرب للتشاؤم منه إلى التفاؤل، إلا أننا نجدّ أنفسنا نساند أي حراك سياسي إيجابي، خاصة عندما يستهدف تطبيع العلاقات بين دولتي السودان.

*نقول هذا بمناسبة اللقاء الذي تم بين الإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، والسيد جوزيف موديستو، سكرتير الحزب الشيوعي، بدولة جنوب السودان، واتفاقهما على ضرورة قيام “مؤتمر السودانيين”.

*معرفتي بجوزيف موديستو لا تقل عن معرفتي بالإمام الصادق، وقد جمعنا وفد سوداني لكل ألوان الطيف السياسي في الجماهيرية العربية الليبية، في أعقاب انتفاضة أبريل 1985م، وتعززت اللقاءات في المناسبات الوطنية، وفي عالم الصحافة الرحيب، قبل أن يرحل إلى دولة جنوب السودان عقب الانفصال، ليقود الحزب الشيوعي هناك.

*هذه العلاقة تماماً كالعلاقة مع الإمام الصادق المهدي، علاقة صحافي بالرموز السياسية، في الوطن .. نتفق، ونختلف، لكن يظل تقدير الأدوار السياسية قائماً، بغض النظر عن قربنا أو بعدنا عن هذا أو ذاك.

*مشروع مؤتمر السودانيين الذي لا بد أن يشمل كل ألوان الطيف السياسي، في الحكومة، والمعارضة، بما في ذلك الحركات المسلحة، التي نريدها أن تلتقي على كلمة سواء؛ من أجل وقف نزيف الدم السوداني، والدخول في العملية السلمية، الهادفة للتغيير المنشود عبر الاتفاق السياسي القومي الشامل؛ من أجل تحقيق التحول الديمقراطي، والتداول السلمي للسلطة.

*كما ذكرت فإن الأجواء ملبدة بالغيوم، والمطبات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، إلا أن هذا لا يجعلنا نفقد الأمل في الحراك السياسي الإيجابي، الذي نريده أن يعزز العلاقات الطبيعية بين دولتي السودان، ويدفع بمشروعات التعاون، والتكامل بينهما في شتى المجالات الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والرياضية، والفنية… الخ.

*ليس هذا فحسب بل لا بد أن تطرح في هذا المؤتمر السوداني كل المسائل الخلافية العالقة بين أهل السودان للاتفاق حولها، والبحث عن صيغة لتكوين حكومة قومية انتقالية، تتبنى الأجندة الوطنية القومية، وتهيئ الأجواء لقيام جمعية تأسيسية، تكون مهمتها إجازة دستور أهل السودان، وحلّ الاختناقات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والإعداد للانتخابات القادمة.

*هذا يستوجب استعجال قيام هذا المؤتمر السوداني الجامع، الذي نريده أن يكون في الخرطوم، ولا مانع بالطبع من رعاية إقليمية، ودولية، دون أية إملاءات أو ضغوط أو سيناريوهات محمولة جواً من الخارج.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أسالك يا كاتب المقال .. بذمتك هل أنت على قناعة أن أمثال الصادق المهدي وبقايا حطام الكيانات السياسية التي خلقها الإستعمار لتكريس التخلف سيكون لهم دور منتظر في مستقبل الحكم في السودان ؟؟ ناس فكرها قائم على “طيران الفكي” “وقطع الشيخ البحر على مصلايته” أمثال هؤلاء سيكون لهم مستقبل في حكم سودان العولمة والإنترنت !!

    نحترمك لكن لو كانت هذه هي بضاعتك حقو تشوف غيرها .. فهي كاسدة ..

  2. أسالك يا كاتب المقال .. بذمتك هل أنت على قناعة أن أمثال الصادق المهدي وبقايا حطام الكيانات السياسية التي خلقها الإستعمار لتكريس التخلف سيكون لهم دور منتظر في مستقبل الحكم في السودان ؟؟ ناس فكرها قائم على “طيران الفكي” “وقطع الشيخ البحر على مصلايته” أمثال هؤلاء سيكون لهم مستقبل في حكم سودان العولمة والإنترنت !!

    نحترمك لكن لو كانت هذه هي بضاعتك حقو تشوف غيرها .. فهي كاسدة ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..