يا عماد.. لكن الزول ده ما.. سابق لعصره وزمانه..

معاوية محمد نور! هكذا بدهشة صرت هاتفة اثر توغلي ابحارا بين دفتي كتابات معاوية محمد نور هكذا صرت هاتفه باخي ومديري عماد الدين الطيب الذي اهداني كتابه الذي عنوانه:(الاعمال الادبية لمعاوية محمد نور) والتي جمعها واعدها للنشر رشيد عثمان خالد، ويتكون الكتاب من تمهيد و8 فصول، حيث يتم في التمهيد تناول والقاء الضوء على نشأة وحياة معاوية (1909ــــــ1941م) وهي حياة اترك لكم خيار قراءتها علما انني على ثقة انكم حال قراءتكم لها لوجدتم انفسكم امام عبقرية تمثلت ماساتها ان قُدر عليها الحياة في زمان غير زمانها! هذا غير ما لاقاه من معاناة من قبل سلطات الاستعمار الانجليزي واعوانه من محاربة لموهبته وقفل سبل العيش بوجهه.
(وقد كان اديبنا رائدا وحصيفا في مجال النقد والقصة القصيرة على نطاق العالم العربي في عشرينات القرن العشرين، كما يضم هذا السفر مجموعة المقالات الادبية التي تناول فيها بعمق وحس نقدي دقيق وعارف ادباء عرب وفي لغات أُخر .. مسديا بذلك تجربة في مجال النقد دلت على موهبته وعمق معرفته، هذا بجانب الخواطر والصور القلمية التي كتبها لجريدة مصر اثناء اضطلاعه بتحريرها، هذا بجانب تناول للنقد المسرحي والمقالات السياسية والاجتماعية عن السودان والتي هاجم فيها الاستعمار وقصوره في الصحة والتعليم والادارة).
باختصار هذا هو معاوية محمد نور كما جاء في تقدمة الناشر. واصدقكم القول ان معاوية الناقد هو ما جعلني لا اجرؤ لوقت ليس بالقصير من استعراض كتابه فانا لا قبل لي بنقده اللاذع المتمكن من ادواته! آه فانني نسيت اخباركم انني من شدة استغراقي في كتاباته وابحاري بين دفتي عقله اصبح لدي شعورا ما انني لو التقيت مع معاوية السابق لزمانه في زمان ما لا محالة لاصبحنا في الفكر اصحابا ومن ثم لنقدني دونما مجاملة في طريقة استعراضي لكتابه!! واللي يشوف حال امير الشعراء احمد شوقي حال نقد معاوية المحكم لمسرحيتيه كيلوباترا وقمبيز حيث لم يتبقى لشوقي منهما من بعد تفكيك معاوية لهما غير اسميهما!! اللي يشوف حال امير الشعراء ده ما ليه حق ان لا يجرؤ لوقت ليس بالقصير على تناول واستعراض كتاب معاوية محمد نور بذاته وصفاته!
وحقيقة كتابات معاوية مدهشة وساحرة وذات سخرية ممتعة ممتعة لدرجة انني حال مسي للوحة مفاتيح اللابتوب استعراضا لكم مني لكتاباته الا وجدتني امسها بشغف واستمتاع الموسيقار حال عزفه على مفاتيح البيانو!
ولتتاكدوا حقا وصدقا من قولي من ان الاديب السوداني معاوية محمد نور كان سابقا لعصره واوآنه اسمحوا لي من حينا للاخر بالغوص بين كتاباته لاستخرج واضع امامكم لؤلؤة من مواضيعه بعمود انتباهة قلم.
وحيث ان متعة قراءة اي كتاب هي مشاركة احدهم لك في قراءته ومن ثم استمتاعكما بنقاشكما الدائر حوله لذا فانني انصحكم القراء الكرام بالمسارعة باقتناء كتاب (الاعمال الادبية لمعاوية محمد نور).. معاوية ذلك الشهاب الذي مر سريعا ولم يلبث كثيرا في سماء الادب العربي حيث اختطفته يد المنون في ريعان شبابه فيما هو يتخذ مساره نحو العالمية. ودونكم في ذلك رثاء اديبنا الراحل محمود عباس العقاد في قصيدته التي ارسلها لتلقى يوم تأبينه والتي بعنوان:(الشهيد معاوية) حيث يقول ببعض ابياتها:
بكائي عليه من فؤاد مفجع ** ومن مقلة ما شوهدت قط باكيه
بكائي على ذاك الشباب الذي ذوى ** وأغصانه تختال في الروض ناميه
بكائي على ما أثمرت وهي غضة ** وما وعدتنا، وهي في الغيب ماضيه
فضائل منها نخبة أزهرت لنا ** لماماً وأخرى لم تزل فيه خافيه
تبينت فيه الخلد يوم رأيته ** وما بان لي أن المنية آتيه
وما بان لي أني اطالع سيرة ** خواتيمها من بدئها جد دانيه
وآهٍ .. الا رحمك الله يا معاوية محمد نور.. يا سابق عصرك وزمانك.
[email][email protected][/email]
للاسف خيرة ادباؤنا كانو فى الاربعينات
افض سياسيونا كانو فى الخمسينات
افضل ما غنينا ولحنا وابدعنا كان فى الثلاثينات والاربعينات
اخشى ان يكون زمنا الاغبر هذا هو سلوانا فى نهاية هذا القرن
الواضح اننا امة تتقدم ببطء ولكن الى الخلف