مقالات سياسية

في الذكري السابعة والاربعين علي انقلاب “الضباط الاحرار”..لماذا حل النميري المجلس العسكري؟!!

بكري الصايغ

١-
***- مرت اليوم الاربعاء ٢٥ مايو الحالي ٢٠١٦ الذكري ال٤٧ عام علي انقلاب (الضباط الاحرار)، الذي وقع في مثل هذا اليوم من عام ١٩٦٩ بقيادة البكباشي جعفر النميري، كان عدد ضباط الانقلاب تسعة برتب عسكرية مختلفة بجانب مدني واحد : العقيد النميري.. وسبعة برتبة رائد..وواحد برتبة مقدم..رئيس وزراء مدني).

٢-
***- هذه المقالة اليوم تهدف بصورة اساسية الي تنشيط الذاكرة لاهم احداث تاريخية هامة وقعت في زمن حكم (ضباط ٢٥ مايو)، وتسليط الاضواء علي افكار جنرالات المجلس العسكري في ذلك الوقت.

٣-
الضباط الذين شاركوه في الانقلاب كانوا:
*************************
(أ)-
العقيد (أح) جعفر محمد نميري-(توفي الي رحمة مولاه في يوم السبت الموافق ٣٠ مايو ٢٠٠٩ بعد صراع طويل مع المرض).
(ب)-
السيد بابكر عوض الله (ولد بالقطينة بولاية النيل الأبيض سنة ١٩١٧، شغل منصب رئيس الوزراء يعيش حاليآ في مصر يبلغ من العمر ٩٩ عامآ).
(ج)-
المقدم حظ بابكر النور سوار الدهب-(اعدم في يوليو ١٩٧١ بمعسكر “الشجرة”).
(د)-
الرائد خالد حسن عباس-(توفي الي رحمة مولاه في يوم ٢٠ اغسطس ٢٠١٥).
(هـ)-
الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم- (هو الوحيد الباقي من خلية “الضباط الاحرار” – عمره الان ٧٩ عامآ).
(و)-
الرائد مأمون عوض أبو زيد-(انتقل الي رحمة الله تعالي في يوم ٧ نوفمبر ٢٠١١).
(ح)- الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر-(توفي الي رحمة الله في يوم ٢١ ابريل ٢٠٠٥).
(ط)-
الرائد أبو القاسم هاشم -(توفي الي رحمة الله في يوم ٧ نوفمبر ٢٠١٠).
(ي)-
الرائد هاشم العطا-(اعدم في يوليو ١٩٧١).
(ك)-
السيد الرائد فاروق عثمان حمدنا الله -(اعدم في يوليو عام ١٩٧١).

٤-
اشهر شخصيات (ماوية) حتي الان، هم:
البروفسور فاطمة عبدالمحمود.
الصحفية امال عباس.
اللواء (معاش) عمر محمد الطيب.
الدكتور اسماعيل حاج موسي.

٥-
اشهر احدي عشر احداث هامة
وقعت في زمن حكم النميري:
*******************
(أ)- التاميمات والمصادرة عام ١٩٧٠،
(ب)- احداث ود نوباوي والجزيرة ابا عام ١٩٧٠،
(ج)- انقلاب الرائد هاشم العطا..مجزرة “بيت الضيافة”..اعدامات معسكر (الشجرة) عام ١٩٧١،
(د)- حل (مجلس قيادة ثورة ٢٥ مايو) واعفاء “الضباط الاحرار” من وظائفهم العسكرية. لم يكن النميري يثق كثيرآ في زملاءه اعضاء تنظيم (الضباط الاحرار) خاة من ابوالقاسم محمد ابراهيم المعروف عنه حدة الطباع والخلاف الدائم مع الضباط،
(هـ)- اشتعال حرب الجنوب -بصورة خاصة- بعد تطبيق الشريعة عام ١٩٨٣.
(و)- تمرد العقيد جون قرنق في يوليو عام ١٩٨٣.
(ز)- تطبيق (قوانين سبتمبر ١٩٨٣) وتسليم زمام امور البلاد الي: بدرية سليمان، وعوض الجيد، وابوقرون.
(ح)- اعدام محمود محمد طه.
(ط)- ترحيل “الفلاشا” الي اسرائيل.
(ي)- اغتيال السفير الاميريكي في الخرطوم كليو نويل والقائم بالأعمال البلجيكي قاي عيد. بيد مجموعة “ايلول الاسود” الفلسطينية.
(ك)- إتفاقية أديس أبابا ويطلق عليها أحياناً (إتفاق أديس أبابا) هي معاهدة تم التوقيع عليها في يوم ٢٧ فبراير ١٩٧٢ بالعاصمة الإثيوبية بين حكومة جمهورية السودان وحركة تحرير السودان لإنهاء الحرب الأهلية السودانية الثانية وتم إدراج نصوصها في دستور السودان. نصت إتفاقية أديس أبابا على أقليم واحد في الجنوب، لكن النميري نقض الاتفاق وقام بتقسيم الجنوب الي ثلاثة مناطق في شهر يونيو عام ثلاثة اقاليم في يونيو عام ١٩٨٣ فتجدد القتال واستمرت الحرب حتي عام ٢٠٠٥ بعد توقيع اتفاقية السلام.

٦-
***- كان جون قرنق يعمل ضابط في القوات المسلحة في الخرطوم، ومنضبط الي ابعد الحدود، لا يتدخل في الشأن السياسي، سافر في يوليو عام ١٩٨٣ الي قريته في الجنوب، فوجد ان القوات المسلحة المتواجدة هناك قد دمرت القرية تمامآ، وحرقت الاكواخ واغتالت الشباب وتمت هجرة النساء والاطفال قسرآ لمناطق اخري، خلع قرنق بدلته العسكرية ودخل الي الغابة، بقي فيها ٢١ عامآ يقاتل حتي يوم وصوله الي الخرطوم في يوم ٩ يوليو ٢٠٠٥.

٧-
***- كتبت الصحف العربية كثيرآ عن التوجهات الاسلامية في السودان بزعامة بدرية سليمان، وافادت ان نميري لجأ استبدال نظامه العسكري باخر اسلامي في عام ١٩٨٣ لاحبآ في الاسلام او لتاسيس دولة اسلامية، وانما كنوع من حيلة لا تخفي علي احد انه يود كسب المملكة العربية العربية السعودية وباقي دول الخليج العربي فتنقذه من حالة الفلس التي ضربت نظامه، وتسارع مده بالمليارات من العملات الصعبة ينعش بها حال اقتصاده المنهار!!…وكانت النتيجة ان لا احد سعي لنجدته..وشرب المقلب الاسلامي!!

٨-
***- كان الرئيس النميري يراقب بشدة تصرفات وسلوكيات معاونيه، ويحاسبهم حسابآ عسيرآ ان بدرت منهم مايشين ويحرج النظام، ابتدع لهم نظام اطلق عليه اسم (القدوة الحسنة)، بمعني انهم انهم يجب ان يكونوا قدوة حسنة طيبة للاخرين، هذه القدوة كانت محل سخرية الشعب بسبب حدوث فلتات وفساد مالي خاصة في المؤسسة العسكرية وايضآ في الشركات التي تاممت عام ١٩٧٠.

٩-
***- واحدة من اكبر الاخطاء التي قام بها النميري في سنوات حكمه، انه ما كان يثق في احد من معاونيه ومن عينهم في المناصب الدستورية العالية، قام بعزل الكثيرين منهم بلا اسباب واضحة، او باخطار سابق لهم قبل التغيرات، من غرائب تصرفاته، انه في احدي المرات ان يقوم بتعيين الفنان التشكيلي ابراهيم الصلحي وزيرآ للاعلام، فاختلطت عليه الشخصية المقصودة بالتعيين، فعين بدلآ عنه محمد خوجلي صالحين!!

١٠-
***-حاول النميري جاهدآ ربط السودان مع مصر عبر- ما سمي وقتها ب (التكامل)- بين البلدين في مجالات الاقتصاد، والتعليم، والاعلام، لكنه فشل في الاتفاق مع مصر بسبب تدهور الحالة الاقتصادية في السودان وعدم وضوح فكرة (التكامل)..

***- الغريب في الامر، انه بعد كل هذه السنوات الطويلة من الفشل في مجال (التكامل) مع مصر، لم يستفيد حكم البشير من الاخطاء السابقة وعمل علي تفاديها، وهاهي كل المشاريع الاستثمارية قد لحقها الفشل الذريع بسبب عدو وجود رؤية واضحة للاستثمار الاجنبي في البلاد، ايضـآ بسبب ان وزير الاستثمار الحالي اصلآ لا يفقه شي في علم الاستثمار.. ولا خبرة سابقة عنده في هذا المجال، هو مثله مثل سابقه طبيب الاسنان!!

١١-
***- من اكثر الاشياء التي كانت وراء تردي سمعة (ثورة ٢٥ مايو!!)، ان النميري انفرد بالسلطة بصورة مطلقة، وقاد البلاد بسياسة خاطئة لم يجرؤ احد علي انتقاده، كانت الاعدامات التي تمت في معسكر (الشجرة) عام ١٩٧١ هي بداية انطلاق حكمه المطلق..وزاد الطين بلة اعدام الاستاذ محمود محمد طه، وفي شهر مارس ١٩٨٥ قبل سفره الي امريكا التقي في قاعة الصداقة مع كبار رجالات الدولة في اجتماع عاصف، خرج فيها النميري عن طوره وشتمهم بصورة استفزازية، واكد لهم انه بعد عودته من امريكا سيقلص الكثير من الصلاحيات التي يتمتعون بها…بعدها خرج من قاعة الصداقة الي المطار – “ONE WAY TICKET”-

١٢-
التاميمات والمصادرة عام ١٩٧٠ لحقت:
بنك باركليـز، بنك مـصـر، بنك الكريـدي ليونيه، شـركة عـثمان محمـد صالـح، شـركة خليل عـثمان، شـركة ليكوس لاستيـراد الافلام، شـركة كونتو مـيخالوس، مـزرعة كافوري للألبان، شـركة فرنكو بنـتو، فندق صـحاري، جـريدة الايام، جـريدة الصـحافة، سـينما كوليـزيوم، شـركة ابورجيلة للبصات، عـمارة مـرهـج،شـركة جـلاتلي هانكي،سـينما قديس بامدرمان، مطعم كوبا كوبانا، مـنزل رجل الأعمال الأرمـنـي بودوريان،شـركة فانيان، شـركة قرنفلي، صالة غـردون ميوزيك هـولز، البون مارشيه.

١٣-
***- من الاشياء التي لا ينكرها احد، ان القوات المسلحة في زمن حكم النميري كانت تتمتع بهيبة واحترام شعبي واسع، وما كانت محل سخرية او هزء وتهكم كما الحال اليوم.

١٤-
قصة الانقلاب من البداية:
*****************
***ـ أوردت صحيفة الجمهورية القاهرية أسراراً وتفاصيل مهمة لثورة 25 مايو، التي قادها تنظيم الضباط الأحرار الذي أطاح بحكم الأحزاب في صبيحة الرابع والعشرين من مايو، ليعلنوا قيام الحكم العسكري في السودان في عصر السبت 24 مايو تم التنسيق النهائي لكل شيء، وتحددت ساعة الصفر، وكانت الخطة هي التقاء المظلات والمدرعات والدخول الى العاصمة، وتنفيذ كل التكليفات على الفور في و قت واحد، وقد حدد الموعد لدخول العاصمة الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، على أن ينتهي كل شيء في الساعة الثالثة صباحاً، وكان أكثر ما يقلق الضباط الكبار هو حماسة الجنود التي قد تؤدي الى انكشاف أمرهم

***ـ والمهام الأساسية بعد دخول العاصمة هي ثلاث: الأولى اجراء الاعتقالات، وتأمين الدخول هو المهمة الثانية، واستلام رئاسة القوات المسلحة هي المهمة الثالثة والمهمة الأولى وهي الاعتقالات السياسية والعسكرية كان الترتيب لها عبر اتصالات داخل العاصمة وخارجها حيث كانت كل الاتصالات تجري بكلمة السر المتفق عليها، والتي أصبحت فيما بعد شعار الثورة وهي «المجد لنا»، ودخل ثوار مايو الخرطوم دون أي مقاومة وتسلموا الإذاعة والتلفزيون، ورئاسة القوات المسلحة بدون قطرة دم واحدة على حد قول الرائد خالد حسن عباس أحد الضباط الأحرار وقيادات الانقلاب وقد كان مجلس قيادة الثورة مختار مسبقاً منذ أيام التنظيم السري للضباط الأحرار، وعدده أقل من 50 ضابطاً،

***ـ أما أعضاء مجلس الثورة ليلة الأحداث هم المقدم بابكر النور عمره 35 عاماً، وكانت مهمته الاشتراك في الاستيلاء على رئاسة القوات المسلحة، وواجباته داخل الرئاسة هي الاعتقال والتأمين،

***ـ أما الرائد أبو القاسم هاشم وعمره 33 عاماً من سلاح الإشارة فمهمته قطع الاتصالات التلفونية في الداخل، وبين السودان والخارج، واستمر انقطاع الاتصالات حتى مساء يوم الأحد 25 مايو، وقد كانت القوى التي قطعت الاتصالات هذه أول دفعة تصل الخرطوم في الساعة الثانية والربع صباحاً

***ـ والرائد مامون عوض أبوزيد كان يعمل في الاستخبارات للتنظيم السري، ويجمع معلومات دقيقة ويضعها أمام التنظيم، مما ساعد على تحركات القوات المسلحة، وهوأحد الذين وضعوا الخطة الدقيقة لدخول الخرطوم

***ـ والرائد زين العابدين محمد من سلاح المظلات كانت مهمته اعتقال قائد سلاح المدرعات العميد عبده حسن، ومدير الامداد والتموين، وقائد حامية الخرطوم، ووضع الحراسة على منزل الشريف حسين وزير المالية الأسبق الرائد فاروق عثمان حمد الله وزير الداخلية لحكومة مايو، كان ضابطاً عاملاً، وأبعد من الجيش في حلقة الاتصال طوال الإعداد بين بابكر عوض الله وبين ضباط الجيش، وكان يتحدث معهم تليفونياً باسم حركي، وهو الذي ذهب الى منزل بابكر عوض الله ليلة الأحداث في الساعة الثانية صباحاً بمجرد بداية العملية، واصطحبه معه الى قيادة القوات المسلحة،

***ـ وتولى الاتصال بمدير البوليس الجديد على صديق اللواء جعفر النميري رئيس مجلس قيادة الثورة، والقائد العام للقوات المسلحة، قاد المجموعة التي كلفت باحتلال وتأمين رئاسة القوات المسلحة وأشرف طوال الوقت بعد ذلك على قيادة جميع العمليات حتى أذاع أول بيان باسم النظام الجديد استغرقت عملية الاستيلاء على قيادة القوات المسلحة بضع دقائق، وكان الفضل في ذلك يرجع لعنصر المفاجأة الذي يمثل الأثر الأول في انجاح العملية

***ـ وفي صبيحة يوم 25 مايو، وفي السادسة صباحاً أذاعت أم درمان بيان نجاح ثورة مايو، وبداية الحكم العسكري الجديد، ونشرت صحيفة السودان الجديد خطاب السيد رئيس الوزراء بابكر عوض الله، مخاطباً المواطنين، واصفاً المرحلة الآن بالحاسمة من مراحل كفاحنا المر ضد الرجعية والاستعمار، وأن الثورة جاءت لتحرير الوطن من كابوس الحزبية، التي وصفها بالبغيضة الذي مجته النفوس وكرهته كل الاتجاهات، وأشار عوض الله، ووصف بابكر عوض الله في خطابه الجماهيري ثورة اكتوبر «بالانتكاسة» قائلاً: إن فشلها كثورة ليس سببه عدم إيمان هذا الشعب بمبادئها، ولكن كان نتيجة من أسماهم بقوى الرجعية والاستعمار الذين سعوا الى إعادة وجه الحزبية البغيضة، مضيفاً بالقول لأنها أرادت تهيئة المناخ السياسي المتعفن، الذي لا تستطيع جراثيم الاستعمار إلا أن تتنفس فيه

***ـ وأكد بابكر عوض الله أن ثورة مايو 69 الملتحمة مع ثورة 21 اكتوبر 1964، شاءت إرادة الله أن تنتصر قائلاً: إن الأحزاب حاولت بقدر الامكان إخماد نار الثورة التي هي الآن تحمل على أكتافها مسؤولية تحقيق آمال هذا الشعب، الذي عاش ست سنوات عجافا، ووعد عوض الله الشعب السوداني بأن تكون مايو هي الخلاص من كل براثن التعددية الحزبية، من فساد، ومحسوبية، ورشوة مشيراً الى أن الحكومات الحزبية فشلت في تحقيق التنمية للبلاد، وظلت معزولة عن الجماهير دائماً، وقد ركز عوض في أكثر من موضع على أن التعددية الحزبية ما هي إلا بوقاً للاستعمار، بل ذهب الى أبعد من ذلك حيث قال إنها مكنت الاستعمار من إيجاد موطئ قدم في أرض السودان قائلاً: «لقد رُهنت بلادنا ببضع جنيهات لدول الاستعمار، وعن مقاومة اليمين فقد ورد في صحيفة السودان الجديد، أن اليمين قد استخدم كل الأسلحة لمحاربة ثورة مايو، وعندما فشل ووجد نفسه حائراً على حد وصف الكاتب صديق محيسي فإنه لجأ لحرف الثورة عن مسارها الحقيقي، وقد جرب في ذلك أساليب مختلفة، منها الإشاعة وتحريض الجماهير، والتهديد المكشوف وغير المكشوف وقال: إن الشعب فوت عليهم الفرصة بالتفافه حول ثورة مايو، وقطعت الطريق أمام أعداء الاشتراكية على حد قول كاتب المقال والأمر يؤكد أن مايو في بداياتها كانت تستند الى اليسار، وبعد هذا الخطاب دخل السودان فترة حكم عسكري جديد، بعد انهيار حكومة عبود بثورة اكتوبر، والتي ردد الشعب عبارات «ضيعناك وضعنا»، وهم يحملون الفريق على اكتافهم بعد مرور أشهر من الثورة، وقابل الشعب السوداني بعد اكتوبر مايو بفرحة، جعلتهم لا يلتفتون الى الأحزاب التي أججت نار اكتوبر، مؤكدين بذلك حقيقة رددها البعض بصوت خافت، إن المشاريع التنموية لم تحقق إلا في عهد الأنظمة العسكرية. (انتهي نص مقال الجريدة المصرية).

بكري الصايغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قصاصات قديمة تحكي عن
    النميري ونظام حكمه السابق:
    *******************
    ١-
    ***- الرئيس نميري تعجل في إعلان تطبيق الشريعة، كما تعجل في اختيار واضعي القانون الإسلامي الجديد، ولكن ذلك لا ينفي صحة الأصل هو ضرورة تطبيق الشريعة في حياة الناس.
    ٢-
    ***- قال المستشار طارق البشري: (إن محاولة تفسير ما أقدم عليه نميري وكأنه مناورة سياسية ضرب من المجازفة؛ لأن هذا الحدث من الضخامة والجراءة ما لا يقدم يقدم عليه إلا من كان يؤمن بذلك!!).
    ما أشار إليه الأستاذ البشري صحيح، وإن كان لا ينفي الغرض السياسي لبعض المواقف، التي تتداخل فيها المؤثرات، فالنميري في تلك الفترة بدأ يتأثر بالتصوف واتخذ له شيوخاً من الصوفية يستشيرهم في أموره، ويلجأ إليهم، وأصبح أكثر تديناً”.
    ٣-
    ***- في نفس يوم البيان الذي أعلن تطبيق الشريعة تم إعفاء د.الترابي من منصبه كمستشار قانوني للرئيس وعين في وزارة الخارجية، حتى لا تنسب الخطوة إلى الترابي المعروف بإسلاميته.
    ٤-
    ***- قال المستشار طارق البشري:(وقعت بعض الوقائع فأوحت للناس بهذا الإيحاء، ومنها الحادثة المشار إليها وهي حادثة محاسب وادي سيدنا، الذي أقيم عليه حد السرقة في جريمة اختلاس أموال كانت تحت عهدته، ومرد الخطأ الذي وقع في القاضي المكاشفي في رأيي يرجع لسببين:
    الأول: القانون لم يقيد القاضي بمذهب مخصوص، فرجح المكاشفي رأي الشافعي الذي يساوي بين خيانة الأمانة والسرقة، وكذلك لم يكن له إلمام كافٍ بالقانون، لأن هناك مادة مفصلة عن خيانة الأمانة في القانون.
    الثاني: قلة خبرة المكاشفي القضائية، برغم أنه قانوني، فهو لم يمارس القضاء من قبل).
    ٥-
    ***- في سيرة ملف المايويين في الإنقاذ تعتبر بدرية أبرز الأسماء، وهي واحدة من مهندسي قوانين الشريعة الإسلامية المعروفة مجازاً بقوانين سبتمبر التي فرضها النميري في العام ١٩٨٣، وأعدم بموجبها الأستاذ محمود محمد طه، مما جر عليها سخط اليساريين واللبراليين. السخط امتد كذلك لبعض دوائر الطائفية، ففي واحدة من السهرات الرمضانية هاجمت بدرية سليمان الصادق المهدي بخصوص رأيه في قوانين سبتمبر، مؤكدة أن القوانين ما زالت سارية حتى اليوم ولم يتم تعديلها ما عدا بعض التغييرات في مواد القانون الجنائي).
    ٦-
    من هي بدرية سليمان؟!!
    ***************
    مع مرور الأيام وبدء تطبيق قوانين سبتمبر ، بدآت اسماء: النيل ابو قرون ، وعوض الجيد، وبدرية سليمان تظهر بشدة في الساحة وتفرض نفسها بقوة في الاعلام وخاصة بالصحف المحلية (والتي كانت هي اصلآ ثلاثة صحف مملوكة للاتحاد الاشتراكي: الصحافة، الايام، جريدة القوات المسلحة)، وماكان يمر يومآ، الا ونفاجأ بقانون جديد تحت مسمي اسلامي من صناعة وصياغة ثلاثي القصر ( النيل، والجيد، وبدرية)!! كان المكتب (الأسلامي!!) الذي يصدر هذه القوانين يوجد بداخل قصر الشعب، وعلي بعد امتار قليلة من مكتب حسن الترابي الذي شغل وقتها منصب المستشار القانوني للرئيس نميري.
    ٧-
    ***- كانت اولي القوانين التي صدرت من بدرية سليمان حظر الأذاعة والتلفزيون من بث او اذاعة اي اغاني فيها كلمات عن الخمر والسكر والقبل، او فيها ايحاءات جنسية!!، قامت وزارة الاعلام وبناء علي هذا القرار الصادر من القصر بمنع اغلب اغاني الفنانين الكبار مثل اغنية:
    ( “قم ياطريد الشباب”، “قبلتي السكري”، واغنية عبدالكريم الكابلي المعروفة شذي ذهر ولا زهر لان بها مقطع:”وبي سكر تملكني واعجب كيف سكر”!! ، واغنية محمد وردي: “القمر بوبا و”نهدك المارضع جني”!!، واغنية: “ياماريا”، و”الوكر المهجور”، “والله فوق زوله ياحلاة زوله”!!، ايضآ اغاني اخري كثيرة…حلت المدائح والذكر محل اغاني الطرب والسرور)!!
    ٨-
    ***- منع مكتب بدرية سليمان منعآ باتآ عرض المسلسلات المصرية بالتلفزيون!!،ومنع عرض لقطات عروض الفنون الشعبية لان الرقصات الشعبية تجمع الراقصين بالرقصات!!..وحلت محل عروض الفنون الشعبية مسلسلات اسلامية!!
    ٩-
    ***- بدأت تطل يوميآ علي المشاهدين من خلال شاشة التلفاز عشرات الوجوة الملتحية واصحاب السبح اللالوب ودراويش حمد النيل، الذين ما ان يبتدي احدهم بالحديث الا ويسلم علي نبينا الكريم لمدة لا تقل عن ربع ساعة، وبعدها يقول كلام ممل ومكرر ومعاد ما خرجنا منه بفائدة!!،
    ١٠-
    ***- منح النميري كامل الحريات لبدرية لتفرض رأيها علي جهاز الخدمة المدنية، فهمشت اهم الوزارات والمؤسسات الحكومية: العدل والقضائية.. وزارة الشؤون الدينية والاوقاف.. الاعلام..الجوامع..الكنائس!!..كان نفوذها قوي بحيث لم يستطع احد من الوزراء وقتها انتقاد سياستها وتصرفاتها الرعناء الخالية من ابسط الحقوق الانسانية وتمسكها بالعقاب البدني وقطع الاطراف لتثبيت شريعتها!!

  2. قصاصات قديمة تحكي عن
    النميري ونظام حكمه السابق:
    *******************
    ١-
    ***- الرئيس نميري تعجل في إعلان تطبيق الشريعة، كما تعجل في اختيار واضعي القانون الإسلامي الجديد، ولكن ذلك لا ينفي صحة الأصل هو ضرورة تطبيق الشريعة في حياة الناس.
    ٢-
    ***- قال المستشار طارق البشري: (إن محاولة تفسير ما أقدم عليه نميري وكأنه مناورة سياسية ضرب من المجازفة؛ لأن هذا الحدث من الضخامة والجراءة ما لا يقدم يقدم عليه إلا من كان يؤمن بذلك!!).
    ما أشار إليه الأستاذ البشري صحيح، وإن كان لا ينفي الغرض السياسي لبعض المواقف، التي تتداخل فيها المؤثرات، فالنميري في تلك الفترة بدأ يتأثر بالتصوف واتخذ له شيوخاً من الصوفية يستشيرهم في أموره، ويلجأ إليهم، وأصبح أكثر تديناً”.
    ٣-
    ***- في نفس يوم البيان الذي أعلن تطبيق الشريعة تم إعفاء د.الترابي من منصبه كمستشار قانوني للرئيس وعين في وزارة الخارجية، حتى لا تنسب الخطوة إلى الترابي المعروف بإسلاميته.
    ٤-
    ***- قال المستشار طارق البشري:(وقعت بعض الوقائع فأوحت للناس بهذا الإيحاء، ومنها الحادثة المشار إليها وهي حادثة محاسب وادي سيدنا، الذي أقيم عليه حد السرقة في جريمة اختلاس أموال كانت تحت عهدته، ومرد الخطأ الذي وقع في القاضي المكاشفي في رأيي يرجع لسببين:
    الأول: القانون لم يقيد القاضي بمذهب مخصوص، فرجح المكاشفي رأي الشافعي الذي يساوي بين خيانة الأمانة والسرقة، وكذلك لم يكن له إلمام كافٍ بالقانون، لأن هناك مادة مفصلة عن خيانة الأمانة في القانون.
    الثاني: قلة خبرة المكاشفي القضائية، برغم أنه قانوني، فهو لم يمارس القضاء من قبل).
    ٥-
    ***- في سيرة ملف المايويين في الإنقاذ تعتبر بدرية أبرز الأسماء، وهي واحدة من مهندسي قوانين الشريعة الإسلامية المعروفة مجازاً بقوانين سبتمبر التي فرضها النميري في العام ١٩٨٣، وأعدم بموجبها الأستاذ محمود محمد طه، مما جر عليها سخط اليساريين واللبراليين. السخط امتد كذلك لبعض دوائر الطائفية، ففي واحدة من السهرات الرمضانية هاجمت بدرية سليمان الصادق المهدي بخصوص رأيه في قوانين سبتمبر، مؤكدة أن القوانين ما زالت سارية حتى اليوم ولم يتم تعديلها ما عدا بعض التغييرات في مواد القانون الجنائي).
    ٦-
    من هي بدرية سليمان؟!!
    ***************
    مع مرور الأيام وبدء تطبيق قوانين سبتمبر ، بدآت اسماء: النيل ابو قرون ، وعوض الجيد، وبدرية سليمان تظهر بشدة في الساحة وتفرض نفسها بقوة في الاعلام وخاصة بالصحف المحلية (والتي كانت هي اصلآ ثلاثة صحف مملوكة للاتحاد الاشتراكي: الصحافة، الايام، جريدة القوات المسلحة)، وماكان يمر يومآ، الا ونفاجأ بقانون جديد تحت مسمي اسلامي من صناعة وصياغة ثلاثي القصر ( النيل، والجيد، وبدرية)!! كان المكتب (الأسلامي!!) الذي يصدر هذه القوانين يوجد بداخل قصر الشعب، وعلي بعد امتار قليلة من مكتب حسن الترابي الذي شغل وقتها منصب المستشار القانوني للرئيس نميري.
    ٧-
    ***- كانت اولي القوانين التي صدرت من بدرية سليمان حظر الأذاعة والتلفزيون من بث او اذاعة اي اغاني فيها كلمات عن الخمر والسكر والقبل، او فيها ايحاءات جنسية!!، قامت وزارة الاعلام وبناء علي هذا القرار الصادر من القصر بمنع اغلب اغاني الفنانين الكبار مثل اغنية:
    ( “قم ياطريد الشباب”، “قبلتي السكري”، واغنية عبدالكريم الكابلي المعروفة شذي ذهر ولا زهر لان بها مقطع:”وبي سكر تملكني واعجب كيف سكر”!! ، واغنية محمد وردي: “القمر بوبا و”نهدك المارضع جني”!!، واغنية: “ياماريا”، و”الوكر المهجور”، “والله فوق زوله ياحلاة زوله”!!، ايضآ اغاني اخري كثيرة…حلت المدائح والذكر محل اغاني الطرب والسرور)!!
    ٨-
    ***- منع مكتب بدرية سليمان منعآ باتآ عرض المسلسلات المصرية بالتلفزيون!!،ومنع عرض لقطات عروض الفنون الشعبية لان الرقصات الشعبية تجمع الراقصين بالرقصات!!..وحلت محل عروض الفنون الشعبية مسلسلات اسلامية!!
    ٩-
    ***- بدأت تطل يوميآ علي المشاهدين من خلال شاشة التلفاز عشرات الوجوة الملتحية واصحاب السبح اللالوب ودراويش حمد النيل، الذين ما ان يبتدي احدهم بالحديث الا ويسلم علي نبينا الكريم لمدة لا تقل عن ربع ساعة، وبعدها يقول كلام ممل ومكرر ومعاد ما خرجنا منه بفائدة!!،
    ١٠-
    ***- منح النميري كامل الحريات لبدرية لتفرض رأيها علي جهاز الخدمة المدنية، فهمشت اهم الوزارات والمؤسسات الحكومية: العدل والقضائية.. وزارة الشؤون الدينية والاوقاف.. الاعلام..الجوامع..الكنائس!!..كان نفوذها قوي بحيث لم يستطع احد من الوزراء وقتها انتقاد سياستها وتصرفاتها الرعناء الخالية من ابسط الحقوق الانسانية وتمسكها بالعقاب البدني وقطع الاطراف لتثبيت شريعتها!!

  3. من أقوال جعفر محمد نميري
    ******************
    ١-
    “كنت أتأمل وأفكر في كل ما أقدمت عليه في حياتي ولم أجد نفسي نادماً على شيء فعلته”!!

    ٢-
    “أيوه البيسرق ح نقطع يدوا، والبيزني ح نجلدوا، والبيوت بندخلها وبنمسك الناس القاعدين يعملوا في الحاجات البطالة دي، ونعاقبهم بالقانون البطال دا”!!

    ٣-
    “لا اندم على اعدام محمود محمد طه”!!

    ٤-
    “”شوف كلمة الاسلاميين دي ما داخلة لي في راسي..إسلاميين يعني شنو؟!!”

    ٥-
    “مايو لم تخطيء أبداً.. فقد أخطأ الناس.. الذين تسابقوا لمقاعد الحكم وعلى رأسهم الترابي!!

    ٦-
    «6 أبريل دي شنو؟!!»

    ٧-
    “معاش رئيس الجمهورية معاش كويس ما بطال بأكلني أنا وزوجتي”…

    ٨-
    “لم أعمل شيئاً فردياً.. لقد كنت أحكم حكماً جماعياً كنت أحكم في جماعة”…

    ٩-
    “الشفيع ؟!..«مابعرفو”…

    ١٠-
    “الصادق المهدي متهور ولايعرف في السياسة شيئاً…

    ١١-
    “عبدالخالق شيوعي..رئيس الشيوعيين ولم يتعامل معي ولا اعرفه جيداً”!!

    ١٢-
    “نقد صديقي وهو شيوعي”…

    ١٣-
    المقدم بابكر النور شيوعي …

    ١٤-
    “منصور خالد كان كويس جداً «لكن عندو أمور بعملها وأنا وقفتو فيها وغيرته من وزارة الى أخرى بسببها، مثلآ ذهب في مأمورية الى لندن من هنالك ودون علمنا ذهب الى الهند لأسباب خاصة به”…

    ١٥-
    “أنا لا شفت فاطمة و لا نعمات ولا أعرفهما.. فاطمة في حياتي لم أرها ولا نعمات مالك.. شفتهما في الصور”!!

    ١٦-
    سؤال من صحفي للنميري:(لماذا أعدمتم الشفيع وهو لم يشارك في الانقلاب؟!)…- النميري: «أمشوا أسألوا ناس المحكمة التي حكمت بإعدامهم»!!..

    ١٧-
    “صدام حسين كنت أعرفه في المؤتمرات.. وهو من الذين كانوا يتآمرون على السودان.. لأن الطائرة التي أسقطت في جدة والتي كانت تريد مناصرة مجموعة هاشم العطا أرسلت من قبله”…

    ١٨-
    ساندت العراق ضد ايران وليس صدام…

    ١٩-
    “صدام يستاهل ماحدث له .. وأمريكا أعظم دولة في العالم”…

    ٢٠-
    “مايو كانت أكثر حكومة ديمقراطية أتت للسودان.. كان يمكن تزيد الديمقراطية فيها”..!!
    ٢١-
    «اتذكر قساوة الحياة التي عشناها وأتذكر في الوقت نفسه كيف ان مرتب والدي عندما احيل إلى المعاش لم يتجاوز تسعة جنيهات، وبسبب ضآلة هذا المرتب حرص والدي على ان يعلمنا، عشنا قساوة الحياة، ولكي يؤمن لي والدي فرصة الدراسة الكاملة فانه طلب من اخي الاكبر ان تتوقف دراسته عند المرحلة المتوسطة ويبدأ العمل»…

    ٢٢-
    بعد رجوع النميري من القاهرة بعد تشييع جنازة عبد الناصر، شاء أن يفتش إحدى مؤسسات الدولة، لاحظ تأخر أحد الموظفين عن الدوام بثلاث ساعات، فاستجوبه عن ذلك أجابه الموظف بأنه تأخر عن العمل لوفاة أحد جيرانه واضطراره للقيام بواجب الجيرة فقال له النميري «ثلاث ساعات لتشييع جنازة»؟!!…فرد الموظف: ليه لا؟ سيادتك قضيت سبعة أيام في القاهرة لتشييع جنازة عبد الناصر، يرحمه الله…

    ٢٣-
    “الترابي هو من حذرني من بقاء محمود حيآ”…

    ٢٤-
    من الخطاب الأخير للرئيس جعفر نميري
    في مجلس الشعب مساء الثلاثاء ٢٦ مارس ١٩٨٥م
    *****************************
    (سبب زيادة الأسعار هو انخفاض سعر الجنيه السوداني أمام الدولار لأنني رفعت الدعم عن جميع السلع فالدولار أصبح الآن “يدوخ” جميع العملات و قد يأتي وقت تمتلئ فيه جيوبكم بالجنيهات و تكونوا غير قادرين على شراء شيء. الصحف تكتب عن صفوف السيارات أمام البنزين وهي لا تعلم أنني غير قادر منذ شهر و نصف على شراء جالون واحد لسبب بسيط هو انه لا يوجد المال الذي اشتري به . وقد توقفت٨٠% من طاقة المصانع لنقص الوقود. نحن يا جماعة بنتعرض لمؤامرة تستهدف شل حركتنا عن الإنتاج لنكون سوقا ً للتوريد. منذ أيام أهدى لي أحد الأصدقاء عمة سودانية اشتراها من سويسرا. عمة سودانية تصنع في سويسرا !! اذا لم تصدقوا تعالوا عندي في البيت و شوفوها!!
    علينا أن نقتصد في كل شيء , من يأكل ثلاثة و جبات يأكل وجبتين ومن يأكل وجبتين يأكل واحدة , ومن يأكل وجبة واحدة يأكل نصف وجبة. لماذا نشتري المعلبات الغذائية والصلصة؟! نحن يا جماعة نأكل الويكة)…

    ٢٥-
    جزء من خطاب ارسله جعفر النميري الي عمر الجزلي:
    ( الاخ الكريم عمر الجزلي، ما زلت اذكر ايها الاخ/ العزيز كيف يكون سروركم الذي لا تستطيع ابتسامتكم المرسومة على وجهكم اخفاءه يوم يشدو صوتكم الجهور فرحا بتقديمي للمشاهدين في خطابات كثيرة ولقاءات شهرية عبر شاشة التلفاز وما زلت اذكر كيف كان صوتك يتهدج مستنفرا جماهير مايو للدفاع عن مايو..وما زلت اذكر كيف كنت تشدو وتصدح مترنما في اعيادنا القومية معددا انجازاتنا)…

    ٢٦-
    (الذي شجعني على ذلك شعوري بأن التحاقي بالكلية الحربية سيؤمن لي دخلاً أساعد به عائلتي، وكان الدخل عبارة عن اربعة جنيهات ونصف الجنيه شهرياً للضابط حديث التخرج، أرسل نصفه الى والدي ووالدتي مع مبلغ آخر يرسله اخي الى الوالدين..«قدمت من هذا المرتب الحلوى واللعب الى اطفال العائلة الذين شعروا بأنهم ذاقوا حلاوة النقود التي حصل عليها ابن عمهم من الكلية الحربية)…

    ٢٧-
    (ما في زول يقدر يشيلني)…

    ٢٨-
    سال احد الصحفيين النميري:( من أسقط مايو؟!!..فاجاب: “لا.. أعرف”!!

  4. كانت حقبة سوداء فى تاريخ السودان عانى وذاق فيها الشعب السودانى الامريين من قمع وخوف وقتل واختفاء للمعارضين كنا صغار لا نذكر سوى (الطلائع واللوحات والباسطة المجانيه) والمحاولة الانقلابية فى 1976 بقيادة حزب الامة والتى اسماهم نظام النميري بالمرتذقة ….

  5. الاهداء الي جيل لم يسمع بانقلاب ٢٥ مايو،
    ولا يعرف من هو جعفر النميري…

    قصة انقلاب مايو كما رواها نميري
    **********************
    المصدر: -صحيفة “الإنتباهة”-
    -2015/05/25-

    ***- في صباح السبت الرابع والعشرين من مايو 1969م، توجه العقيد جعفر نميري إلى منزل أحد أقرباء بابكر عوض الله بحي المطار ويعمل أستاذاً جامعياً، حيث تم تسجيل بيان الانقلاب الأول، وفي الساعة الواحدة ظهراً التقى صدفة بالسيد محمد إبراهيم نقد وربما كان اللقاء مدبراً من جانب الشيوعيين، وأوضح نقد لنميري أن شخصاً يبحث عنه بشدة ولكنه لم يفصح عن سبب ذلك، ثم ركبا سوياً السيارة حيث توجها إلى سوق الخرطوم ودخلا منزلاً والتقيا فيه بالشخص المعني باللقاء، وكان الشفيع أحمد الشيخ القيادي العمالي بالحزب الشيوعي السوداني قد قال لنميري إنهم علموا في الحزب أنه يخطط لانقلاب، وأنهم منزعجون كثيراً لهذا الأمر، وقال له ان الوقت غير مناسب، وإنهم سيتعاونون معهم ولكن في مرحلة لاحقة، ولكن العقيد نميري سارع بالنفي بشدة، إلا أن الشفيع واجهه مرة أخرى، وقال له: لقد علمت إنك حضرت اجتماعات للتحضير للانقلاب، وهنا طلب نميري عنوان عبد الخالق محجوب بحجة انه يريد أن يطمئنه بعدم القيام بانقلاب، وهكذا بدأت العلاقة المتناقضة بين الحزب الشيوعي وحركة مايو، حيث بدأت بالحذر ثم بالترحيب التكتيكي والتأييد من جانب الشيوعيين، ثم انتقلت إلى خانة العداء ورائحة الدم والموت، ولكن ما هي قصة انقلاب مايو 1969م؟ وكيف تم التخطيط له، وكيف نفذ ثم ما هو دور الشيوعيين فيه وبعد تنفيذه ؟ الرئيس السابق نميري وقائد الحركة المايوية حكى هذه التجربة عبر كتاب «الرجل والتحدى» الذي قام بتأليفه السكرتير الصحفي محمد محجوب سليمان ونسبه للصحفي المصري عادل رضا، كما شارك في جمع مواده عدد من ضباط التوجيه المعنوي بالقيادة العامة آنذاك. وحرصنا ان نقدم شيئ من التعليق والاضاءة على بعض المواقف والاحداث.

    كيف وقع الانقلاب؟!!
    ***- عاد العقيد جعفر نميري من جبيت بشرق السودان بحجة العلاج من وعكة طارئة، ثم توالت الاجتماعات التحضيرية للانقلاب، غير ان اجتماعات التحضير النهائي قصرت على خالد حسن عباس وأبو القاسم محمد إبراهيم وفاروق حمد الله وزين العابدين عبد القادر، وكانت تعقد في منزل أبو القاسم محمد إبراهيم وأحياناً في منزل أبو القاسم هاشم، وكانت القوى الرئيسة للقيام بالحركة تتكون من قوة المدرعات التي تم التخطيط أن تكون في مهمة تدريبية في معسكر خور عمر، وكانت القوة المساعدة لها هي قوة المظليين، وحدد لها التحرك إلى منطقة فتاشة بضواحي أم درمان على أن تغير مسارها إلى منطقة خور عمر، حيث تلتقي بقوة المدرعات المعسكرة هناك، وأوكلت مهمة تحريك القوات المدرعة إلى أبو القاسم محمد إبراهيم وزين العابدين محمد أحمد عبد القادر اللذين قاما بالسيطرة على سلاح المظلات، بينما أوكلت مهام أخرى إلى أبو القاسم هاشم ومأمون عوض أبو زيد في السيطرة على بعض المرافق العسكرية الأخرى.

    ***- وعند اقتراب ساعة الصفر توجه نميري إلى خور عمر ليلاً بسيارته وتوقف في منتصف المعسكر، وقدم خالد حسن عباس للجنود العقيد جعفر محمد نميري قائد الحركة، ثم أعلن نميري بأن التحرك سيتأخر ساعة عن موعده حتى لا يتزامن مع خروج المواطنين من ساحة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقبيل الساعة الثالثة صباحاً تقريباً كانت القوات قد احتلت المرافق الإستراتيجية مثل الكباري والهاتف والإذاعة والتلفزيون، بينما أحتل نميري القيادة العامة، وسرعان ما بدأت تصل تقارير بقية القوات التي نجحت في أداء مهامها بسهولة عدا القوة التي قادها الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر التي لاقت مقاومة محدودة من أحد كبار الضباط عند اعتقاله، بينما لم يتمكن الرائد خالد حسن عباس من اعتقال اللواء حمد النيل ضيف الله رئيس الأركان الذي كان خارج المنزل، وتم الاتصال بالقوات المسحلة بالولايات التي أعلنت تأييدها، وفي السادسة صباحاً بدأت الموسيقى العسكرية تنطلق من راديو أم درمان، ثم بدأت البيانات تتوالى.

    ***- هوية الانقلابيين والشيوعيين بعد إذاعة بيان التشكيل الوزاري لحركة مايو انطلقت العديد من الهمس والشائعات حول الهوية السياسية للانقلابيين الجدد ومعظم الهمس انصب حول تبيعتهم للحزب الشيوعي وعن دور قام به الحزب الشيوعي في الانقلاب، وهو أمر أغضب الرئيس نميري واستدعى بابكر عوض الله الذي نفى أي دور للشيوعيين فيه أو أي انتماء للوزراء للحزب الشيوعي، إلا أن هذه الشائعات وجدت أرضية قوية عندما شارك الشيوعيون بكثافة في موكب التأييد في الثاني من يونيو 1969م بشعاراتهم الحمراء التي لم يكفوا عن رفعها في العديد من الحشود واللقاءات الجماهيرية، وبالمقابل حاول نميري أن يظهر لوناً مختلفاً لحركته مغايراً للفكر الماركسي مثل شعار الوحدة الوطنية في مقابل وحدة القوى الثورية، كما حرص على أن يتحدث عما سماه الاشتراكية السودانية التي تستلهم مبادئ الإسلام في إشارة لرفضه الاشتراكية العلمية.

    ***- وإزاء إصرار الشيوعيين لإعلان احتواء النظام الجديد كان نميري يعتزم إعلان موقف الحركة الرافض للشيوعية والتعاون معهم، إلا أن أعضاء مجلس الثورة كما أورد مؤلف كتاب «الرجل والتحدي» كانوا يرون أن إعلان هذا الموقف هو مبادرة عداء لعناصر لم تشترط إعلان هويتها الفكرية والعقائدية في إطار مساندتها للثورة، غير أن الرئيس نميري كما يقول المؤلف لم يقتنع لأسباب عددها على النحو التالي:
    1/ إنه بتجربته الشخصية في أكتوبر 1964م ثم مايو 1969م قد واجه التنكر الشيوعي لأية مبادرات لا يتولون قيادتها أو على الأقل لا يكون لهم دور رئيس فيها.
    2/ إن التحرك الشيوعي رغم عدم إعلانه عن هويته بصورة سافرة، إلا انه يطرح شعارات ويخلق من شائعات يهدف إلى إيهام الجماهير بأنه المهيمن على الثورة أو على الأقل المحدد لإتجاهاتها.
    3/ إنه يرى وعن اقتناع أن هدف الشيوعيين من التظاهر بتأييد الثورة، إما يتمثل في إتاحة الفرصة لهم لممارسة العمل العلني برضاء الثورة أو رغماً عنها كمرحلة سابقة للانقضاض عليها.
    4/ إن النشاطات المكثفة للتنظيمات الخاضعة لسيطرة الشيوعيين الفكرية أو التنظيمية أو التي تقودها عناصر شيوعية ملتزمة إنما هي جزء من خطط لاحتواء الثورة أو الانحراف بها عن طريق تحقيق أهدافها المعلنة، وإنه سيقف أمام هذا المخطط بصلابة.

    ***- واستمر الرئيس نميري في إبراز خط متمايز عن الشيوعيين ولكن دون إلاشارة إليهم بصراحة، وإزاء ذلك يقول الرئيس نميري إن عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي طلب لقاءه أكثر من مرة، وفي كل مرة كان يرفض بشدة، إلا ان عبد الخالق حاول تدبير لقاء دون ترتيب من نميري، وقد روى نميري ذلك حيث قال بحسب المصدر السابق: «المرة الأولى كانت مقدمتها فيما ظننت صدفة، فقد كنت في تلك الأيام المبكرة للثورة لا أكاد أن أغادر مكتبي بالقيادة العامة في الليل والنهار إلا للقاءات الجماهيرية داخل وخارج العاصمة، وفيما عدا ذلك فإن مقابلاتي كانت تتم في أحد أركانه «سرير حديد صغير»، وكانت ساعات النوم محدودة ما كانت تصل لأكثر من ثلاث ساعات، حيث كانت تتخللها مقابلات مفاجئة أو محادثات تليفونية مهمة. وفي صباح احد الأيام دخل إلى مكتبي العميد محمد عبد الحليم الذي كان يعمل مستشاراً قانونياً لمجلس الثورة ليقترح علي الانتقال إلى منزله لعدة ساعات باعتبار أن هذه هي الفرصة الوحيدة التي يمكنني فيها أن أواصل النوم لفترة معقولة دون احتمال لإزعاج، وأغراني الاقتراح وخاصة أنني كنت في حالة سهر متواصل ولمدة تزيد عن «48» ساعة قضيتها في مقابلات واجتماعات متواصلة.

    ***- وانتقلت إلى منزل محمد عبد الحليم القريب من مبنى القيادة العامة، وكان المنزل خالياً لأن المقيمين فيه فقد كانوا في إجازة خارج البلاد، وبمجرد أن غادر العميد محمد عبد الحليم الغرفة استغرقت على الفور في نوم عميق، وبعد عدد من الساعات استيقظت لأجد على مقعدين بجانب السرير العميد محمد عبد الحليم ثم عبد الخالق محجوب، كانت مفاجأة استوعبتها وأنا أرد التحية التي نطق بهما كلاهما في وقت واحد.

    ***- في الفترة التي قضتيها في ارتداء ملابسي كان ذهني مشغولاً في موضوع واحد هل محمد عبد الحليم متواطئ مع عبد الخالق في تدبير هذا اللقاء أم أنه تم رغماً عنه؟ ولكن كيف ولا أحد يعرف مكاني سواه .. وبعد أن ارتديت ملابسي حاول عبد الخالق أن يبدأ حواراً، فقلت له أنت في زيارة صديق ثم أننا التقينا على غير موعد، إلا أنني رغم ذلك أقبل الحوار على ان يتم في إطار شخصي جعفر نميري وعبد الخالق، قال ولكن قضايا الساعة، قلت ناقشناها يوم 24 مايو هل تذكره. وما بعد هذا التاريخ هناك سلطة شرعية تتولاه وأنت مواطن لا أظن أنه من حقك أن تناقش معي، إلا إذا كانت هناك فرصة مماثلة متاحة لكل ملايين السودانيين لمناقشتها بنفس الصورة، ثم أنني أسأل وأتولى الإجابة..
    أنت تريد حواراً فلماذا تريد أن تخرج من هنا وتقول قابلت جعفر نميري في غير مكتبه وبترتيب خاص وفي إطار من السرية، وأنت وأنا ناقشنا موضوعات مهمة لتعطي انطباعاً باننا ندور في فلك واحد، وأنت تعلم أن هذا غير صحيح وخرجت دون أن أتيح له فرصة الرد». ويقول نميري: «إن المرة الثانية كانت مخططة ببراعة وبدهاء كبير وبذكاء، واعترف بأنه استوعب الدرس المستفاد من المرة الأولى بنجاح كبير.. كانت المناسبة لقاءً جماهيرياً احتشدت له الآلاف في منطقة برى بضواحي الخرطوم، ووصلت في الموعد المحدد ومعي بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، أذكر منهم الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم، حيث تمكن بصعوبة من الوصول إلى هناك وسط الحشود، وكان الحفل مذاعاً على الهواء، وكالعادة بدأ بالقرآن الكريم، ثم توالى المتحدثون، وفي النهاية جاء دوري وألقيت خطابي، ثم تركت المنصة متأهباً للانصراف، إلا ان مذيع الحفل أعلن عن متحدث جديد، وكانت المفاجأة مزدوجة، والتقليد السائد في السودان وفي غير السودان هو أن يكون الرئيس آخر المتحدثين، وكان حديثاً بعد حديثي مفاجأة.. إلا أن المفاجأة الأخطر كانت في شخص المتحدث الذي أعلن عنه المذيع وهو عبد الخالق». محجوب.

    ***- صحيح أنه لم يقدمه بصفته الحزبية ولا موقعه في الحزب كسكرتير له، ولكن الصحيح أن مجرد وجوده وفي إطار لقاء جماهيري مع رئيس وأعضاء مجلس قيادة الثورة هو إيحاء بأن هناك علاقة وثيقة تربطهم به، وهي علاقة غير شخصية بطبيعة الحال، ثم يمضي نميري قائلاً: «فكرت في عدة خطوات:
    الأولى/ أن اتوجه حيث يقف متحدثاً لأنزعه من مكانه، إلا أن ذلك كان يعني بأنني أضع موقعي في تكافؤ مع موقعه بغض النظر عن شخصي وشخصه.
    الثانية/ أن انسحب من الحفل، إلا ان ذلك كان يعني انني أخلي الساحة له وهو دخيل عليها.

    الثالثة/ أن اتجاوز الموقف بأكمله مستفيداً من الدرس، وفي أول اجتماع لمجلس قيادة الثورة ناقشت ما حدث، موضحاً أبعاده، مركزاً على أن يكون رئيس مجلس قيادة الثورة ومن ينوب عنه آخر المتحدثين في مثل هذه اللقاءات، وقد وافق أعضاء قيادة مجلس الثورة ماعدا اثنين هما بابكر النور وهاشم العطا، بحجة أن ذلك قيد على الحركة الجماهيرية التلقائية والعفوية في مساندة الثورة، كما أن ما حدث يعكس التفاف مختلف الاتجاهات والأفكار والتيارات السياسية حول الثورة».

    ***- الفراق مع الشيوعية ويحكي نميري عن أن اجتماعات مجلس الثورة بدأت تتسرب، وقد لاحظ أن هاشم العطا كان يدون مدولات الاجتماع، وعندما سأله عن السبب قال له انها عادة قديمة، ثم لم تمض فترة عندما أطاح المجلس بقيادة نميري هاشم العطا وبابكر النور وكلاهما أعضاء ملتزمون في الحزب الشيوعي، ولم تمض فترة طويلة حيث قام هاشم العطا وبعض القيادات الشيوعية في القوات المسلحة والسياسية بعمل انقلاب في عام 1971م، حيث شهد مجزرة بيت الضيافة التي كان قتلاها ضباط موالين لمايو، ثم نجح النظام وموالوه من القوات المسلحة في استعادة الحكم بعد ثلاثة أيام، وصادق نميري على حكم الإعدام بحق هاشم العطا وبابكر النور من الأعضاء السابقين لمجلس الثورة، بالإضافة إلى سكرتير الحزب الشيوعي البارز عبد الخالق محجوب، والزعيم الشيوعي العمالي الشفيع أحمد الشيخ وآخرين، والذي أصدرته محكمة ميدانية بالمدرعات بالشجرة عقب فشل الانقلاب، وقد لاقى دحر الانقلاب الشيوعي قبولاً كبيراً من الشارع السوداني لأسباب عقدية ولأسباب تتعلق بقناعاته بالنظام المايوي الجديد كنظام وطني يسعى للإصلاح والتنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية، خاصة أن مايو لم تكن تبرز بعد أبرز مساوئها إذ لم يمض عامان على تفجيرها. وعقب دحر الانقلاب بعد فترة قصيرة سارعت الولايات المتحدة إلى سد المساحة التي تركها الاتحاد السوفيتي الذي تعاون مع النظام في بدايته وقبل حدوث الانقلاب الشيوعي الفاشل، حيث مد القوات المسلحة بأسلحة شملت مدرعات وطائرات وأسلحة خفيفة، وأعلن نميري في لقاء جماهيري أن الولايات المتحدة قدمت دعماً كبيراً للسودان بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا مع متمردي جنوب السودان آنذاك، وأنه يفكر في إعادة العلاقات الدبلوماسية معها، وهو ما فعله بعد فترة قصيرة، وتطورت هذه العلاقة مع نظام مايو حتى أن نميري ذهب للعلاج في الولايات المتحدة في رحلته الأخيرة، حيث أطاحته الانتفاضة الشعبية في أبريل 1985م، لكن الولايات المتحدة اكتفت بمراقبة الانتفاضة ولم تمد يد العون لصديقها الوفي نميري حتى غرق نظامه وأفل وأصبح تاريخاً يروى.

  6. تحية للاستاذ بكري ومجهوداته الكبيرة ،،

    ويقول نميري: «إن المرة الثانية كانت مخططة ببراعة وبدهاء كبير وبذكاء، واعترف بأنه استوعب الدرس المستفاد من المرة الأولى بنجاح كبير.. كانت المناسبة لقاءً جماهيرياً احتشدت له الآلاف في منطقة برى بضواحي الخرطوم، ووصلت في الموعد المحدد ومعي بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، أذكر منهم الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم، حيث تمكن بصعوبة من الوصول إلى هناك وسط الحشود، وكان الحفل مذاعاً على الهواء، وكالعادة بدأ بالقرآن الكريم، ثم توالى المتحدثون، وفي النهاية جاء دوري وألقيت خطابي، ثم تركت المنصة متأهباً للانصراف، إلا ان مذيع الحفل أعلن عن متحدث جديد، وكانت المفاجأة مزدوجة، والتقليد السائد في السودان وفي غير السودان هو أن يكون الرئيس آخر المتحدثين، وكان حديثاً بعد حديثي مفاجأة.. إلا أن المفاجأة الأخطر كانت في شخص المتحدث الذي أعلن عنه المذيع وهو عبد الخالق». محجوب.

    هذا يعني ان عبدالخالق رحمه الله يريد أن يكون الأب الروحي لثورة مايو ، ولم يتعظ حسن الترابي رحمه الله بعد 25 سنة من هذه التجربة التي اودت بحياة المرحوم عبد الخالق،،، والمرحوم الشفيع أحمد الشيخ الرجل البرئ،،،، حدثني أحدهم أن الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم في منتصف التسعينات عندما كان المرحوم غازي سليمان معارضا للانقاذ ويتحدث في جمع في لندن – بريطانيا أمسكت به من لياقة قميصه وصاحت فيه بتشنج (( دم الشفيع في رقبتك انت يا غازي)) ويقال ان هاشم العطاء كان يبحث عن منزل الشفيع رحمه الله وقصد احدى الاستراحات في ام درمان حيث يلتقي بعض اليساريين وكان غازي سليمان موجوداً فاخذ هاشم العطاء الى منزل المرحوم ولكنه يقال ان الشفيع عندما فتح الباب ووجده صاح في وجهه ووبخه وقال له ماذا تريد ثم اغلق الباب،،،، هذه الفترة بالذات اخذ فيها اناس كثر بذنوب لم لم يرتكبوها دفعوا ثمنها حياتهم وهي فترة من اعقد الفترات 1969 – 1972 في مسيرة الحياة السياسية السودانية ورغم أن العديد من شهودها أحياء الا ان الشهادات والافادات فيها متضاربة ،،،، وتبقى نتائج اللجؤ الى العسكر لتحقيق التغيير محصلة ما نحن فيه الان من دمار وضياع،، رحم الله الموتى واصلح حال الاحياء بحكم ديمقراطي رشيد ،،،

  7. لعزيزالاستاذ / بكري– لك التحية– شكرا علي التوثيق الراتب وتذكرني بمدونات المفتشين الانجليز التي ما زالت تحمل أسرار حكم السودان– انقلاب نميري له شبه كبير مع انقلاب الترابي- البشير فكلاهما اعتمدا علي الركن المصري من خلال دعم عبد الناصر لانقلاب نميري برجال امثال بابكر عوض الله ومحمد عبد الحليم ( وزير خزانة) وكانت جامعة القاهرة فرع الخرطوم تمثل بؤرة تجمع خلايا عملاء مصر لدعم انقلاب نميري ولا ينسي الناس ان رئيس محكمة اعدامات انقلاب هاشم العطا كان عسكري يتحدث اللهجة المصرية اسمه محمد الحسن علي ما اذكر ثم بدأ التدمير المصري لواسطة عقد الجمال السوداني وهو التعليم الانجليزي حيث بعث محي الدين صابر ( مصري الهوي) لتعريب التعليم في السودان حيث قاد الرجل بهمة تدهور التعليم في السودان من خلال محو الاثر الانجليزي.
    انقلاب الترابي البشير مصري التفكير من خلال النقل الخاطئ لافكار حسن البنا وصحف سيد قطب في تنفيذ فج تولاه البشير عبر محاولات فلسفية مبتسرة من الترابي لنوع من تطبيقات أدعي انها اسلامية مثل التخلص من الجنوب في ادبيات حكم ( الاخوان) باعلان الجهاد علي جزء من البلاد يعتبر أهله ويقاسون عند ائمة المسلمين الصحاح بأهل الفترة.
    توثيق مع جهد القائمين علي ( الراكوبة) واخواتها يضع أمام الجيل الحالي حقائق كما يضعها الشيخ ( قوقل) لاعادة رسم خارطة طريق جديدة لتكوين الاحزاب في السودان لانتشال البلاد من الهيمنة الفكرية المصرية وغيرها– جزاك الله خيرا

  8. تحية..الذكرى مؤلمة..خاصة حتى تاريخه كل من نال رتبة المشير إستحق لقب الحقير وبجدارة ممارساته فى الحكم المغتصب.. ولتصحيح مسارنا يستوجب محاكمة تاريخية للحكام السابقين الذين أجرموا فى حق السودان وأنفسهم..بدأ بالخليفة عبد الله الذى ولد دولة ظلم وأحتراب وعمصريةأنتهت بهزيمة كررى لعناده وتصلبه ابيد فيه السودانيين وأستعمر السودان..يليه سئ الذكر المقبور نميرى محطم بنية الدولة وعسكرتها ومبتدع أجهزة الامن والنيابة ومحطم الخدمة المدنية والتعليموالاقتصاد وسافح الدماء وملهم أبناؤه الانقاذيون بنهجه…وثالثهم مدمن الفشل سليل الطائفية وئد الانتفاضات أكتوبر وابريل ومحبط سبتمبر وكل امال شعبنا الطيب الصادق المهدى ..والرابع حاكم الظل من خلال خيال الماتة الحالى المقبور الترابى…وللمزيد عن موضوع الذكرى المؤلمة للنميرى نهديكم التعليق الذى كتبه (سلك ) تحت صورة نميرى فى وحوه سودانية أسفل الركوبة ..حليا ص 11…ونكتفى بهذا فالعين تدمع لحالنا الذى أوصلنا له السفهاء منا..ونسأل المولى اللطف بنا..نحن رفاق الشهداء..الصابرون نحن..المبشرون نحن…

  9. بالفعل مايو كانت حقبة قاتمة السواد فى تاريخ السودان واسوا مافيها ان اثارها المدمرة لا تزال باقية ولا تزال الحكومات المتعاقبة تسير فى نفس نهجها سواء كان من ناحية النظام الشمولى والانفراد بالسلطة والتجبر واقصاء الاخر والفساد وتغليب الولاء على الكفاءة والتطبيق الخاطىء للقوانين الاسلامية وتدمير الخدمة المدنية وتدمير مؤسسات الدولة المنتجة كالسكة الحدبد ومشروع الجزيرة والتلاعب بالدستور والتطبيل الاجوف وبدعة التطهير وتدمير الادارة الاهلية واعدام واقصاء المخالفين فى الراى وانعدام المحاسبة .كل ذلك السوء اسست له مايو وتبعها الاخرون فى نفس الدرب السىء.عموما فعلا من الافضل التوثيق لكل الحقب وامل ان يدلو كل من له معلومات عن تلك الحقبة بدلوه حتى تستلهم الامة العبر والدروس من ماضيها.

  10. خطأ شنيع ارتكبته يا أستاذ بكري ،،
    النميري لم يؤمم شركة أبو رجيلة للمواصلات ، التأميم كان لشركة البص السريع الخواجة باسيلي ، و تم تسميتها مؤسسة النقل الوطنية ،، أما شركة بصات أبورجيلة فهي شركة تأسست بمساهمة رجل الأعمال عبد اللطيف أبو رجيلة في العام 1973 ، و هي شركة مواصلات مديرية الخرطوم ، وهي تعمل في الخرطوم ( بصات أبو رجيلة الشهيرة ) و لاحقاً سحب أبورجيلة أسهمه منها نتيجة للفساد ، فانتهت الشركة إياها
    أرجو أن لا تكتب من الذاكرة يا أستاذ بكري ، فالذاكرة قد تخلط الأمور دون أن تشعر

  11. كلهم عساكر فاسدين وهم سبب مصائب السودان وتخلفه لان همهم السلطة ليس خدمةالشعب او السودان كما يدعون .

  12. شكرا اخي بكري الصائغ علي هذا التوثيق للاجيال الحالية والتي لا تعرف شئ عن مايو1969فقط انوه لعله سقط سهوا من النقاط المهمه انقلاب محمد نور سعد يوليو 1976العروف بالمرتزقه وانقلاب 1975 المقدم حسن حسيبن ثم 1977احداث المصالحة الوطنية ثم في 9/6/1969اعلان الجنوب لحل مشكلة الجنوب هذه قد تكون رؤوس اقلام لحلقة اخري من ايام مايو1969بتوسيع من جانبك للاجيال الحالية وشكرا لك علي هذا التوثيق والمداخلات هذه تزيد من التوثيق ولا تنقصه لان التوثيق واحد من اهم مشاكل التاريخ السوداني

  13. الجرم والتعامل اللااخلاقي الذي ارتكبه المدعو بابكر عوض الله في حق زعيم الأمة السيد/ اسماعيل الأزهري ، يجعله أحقر وأتفه وأندل شخص مشى على تراب السودان الغالي.

  14. التوثيق مهم وحفظ للتاريخ من التزييف كل الشكر والتقدير واتمنى توثيق مذبحة قصر الضيافه لآن الروايات مختلفه

  15. الانقلاب او الثورة مثل الولادة الكاملة للمولود لها تاريخ ستقوم فيه . شئت ام ابيت . يجب ان تكلم عن التاريخ الذي قام فيه انقلاب او ثورة مايو وليس اليوم واذكر في ذلك الزمن وانا من الحضور في ذلك الزمن واذمر تماما ان الفوضي عمت السودان والاختلافات بين الاحزاب والتساهل واهمال القوات المسلحة واسباب اخري .. لذا كان الناس تتوقع الموسيقي العسكرية بين الفينة والاخري لان مولود الفوضي الحزبية قد اكتمل وحانت ولادة انقلاب او تغيير سمه ماتسمه وكان الجميع مستعد للانقلاب .الاحزاب في السودان دائما لم تستتفد من اخطائها …

  16. بعد زوال حكم مايو بسنين طلبت المذيعة المصرية التابعة لاحدي الفضائيات المصري النميري المقيم وقتها بمصر في حوار قصير طلبت منه التحدث عن مايو في نبذة قصيرة …طبعا النميري ماصدق قعد يشكر في مايو قال هو في زي مايو وللا ح تجي حكومة في السودان احسن من مايو…في مايو الخرطوم دي باراتها مابتقفل للصباح وشوارعها منورة للصباح(بيني وبين نفسي قلت النميري ده خرف وللاشنو)…قاطعته المذيعة قائلة ماانت رجعت أفلت البارات وطبأت الشريعة واعدمت محمود محمد طه …
    النميري مااتلفت رد عليها طوالي
    مامني والله مامني ناس الترابي هم الورطوني
    ههههههه والضحكة دي مني ما من النميري

  17. بكل ما شاب فترة حكومة مايو من سلبيات و هيمنة المشير عليه الرحمه بالسلطه و القرار و اقالة و احالة و تجريد الوزراء من مهامهم الدستورية و المصادرات و التأميم الذى كان كارثيا فى حق مواطنين سودانين بالتجنس او الميلاد و ليهم مشاريع و شركات قائمه و تعتبر من اهم الموارد للخزانه العامه و توفير السلع الضرورية للمواطن و لها اساهامات فى تشغيل عــددا من ابناء هذا الوطن و استقرار الحياة الاسرية للكثير منهم لمواجهة متطلبات الحياة و الاستيراد من الخارج لاهم اجتياجاتنا من ادوية و معدات واليات و شاحنات ومواد بناء توفير قطع الغيار لحاجة المشاريع الزراعية القائمه و اههما مشروع الجزيرة الذى كان يمثل عصب الاقتصاد السودانى و لكن للاسف تلاشى و تدهور و انهار و تبدد و اصبح عبئا على الوطن و المواطن ؟
    قياسا بما عاناه المواطن فى تلكم الحقبه وانعدام المحروقات و ندرة الخبز و تقلص الكيات نظرا لانعدام السيولة و انقطاع التيار الكهربائى و الماء و ما قام به العقيد القذافى من استهداف للنظام القائم و منع دخول البواخر الى مراى السودان لاحداث شح و نقص فى الغذاء و الدواء و المحروقات و يشعل نار الثورة ويعود الى سدة الحكم التجمع الوطنى و الاحزاب الطائفيه و اخوان الشواطين ؟
    و لم يفلح و خطط لدخول المرتزقه و فشل ايضا مما اكسب المسير شعبية اكبر و لكن لم يهنا بهذا النصر طويلا و كانت المؤامرات تحاك فى الخارج لاسقاط النظام و هو الفارس المقدام و بالجد رجل من ظهر رجل كشخصيه سودانيه و عسكرية و ابن ناس و طاهر السر و السريرة و نظيف حقا .
    و اما اليوم يا اخى العزيز بكرى نحن فى عالم أخر و وطن غير لوطن الذى نشأنا و تربينا و ترعرنا فيه و يحكمنا اناس و العياذ بالله من ارذل الخلق و اندلهم و لا يقيم وزنا للمواطن و لا للوطن و يكفى أنه مطارد دوليا و اصبح لا يستطيع السفر الى كثير من دول العالم و حتى الصديقه منها و نسأل الله يفك أسرنا و نتحرر من قيودنا و يعود الوطن الى ما كان عليه اهل محبه و تكافل و موده و تعيش الاجيال القادمة فى سعادة و هناء …

  18. كعهدنا به دائماً، بكري الصائغ يقدم لنا سجلاًحافلاً بالتاريخ والحقائق. الشعب الآن قد عاش أكثر من ربع قرن من السنين العجاف فهل من نميري آخر يخلصه؟

  19. رحم الله كل من أخلص لخدمة السودان .. ومايو جزء من تاريخ وطن لا يزال يكابد مواطنه من أجل لقمة العيش.. وتطحنه الفاقة ، والمسغبة.. وتبعثر أبناؤه في كل وادي.. مات وردي والترابي وعبد الخالق ويبقى السودان.. فقط الدعاء لله بأن يفرج هم شعبه، وأن يحيا حياة البشر التي يستحقها.. إنني أوجع على حال الوطن.. فيا ربنا اكشف عنا العذاب،إنا مؤمنون..

  20. من أقوال جعفر محمد نميري
    ******************
    ١-
    “كنت أتأمل وأفكر في كل ما أقدمت عليه في حياتي ولم أجد نفسي نادماً على شيء فعلته”!!

    ٢-
    “أيوه البيسرق ح نقطع يدوا، والبيزني ح نجلدوا، والبيوت بندخلها وبنمسك الناس القاعدين يعملوا في الحاجات البطالة دي، ونعاقبهم بالقانون البطال دا”!!

    ٣-
    “لا اندم على اعدام محمود محمد طه”!!

    ٤-
    “”شوف كلمة الاسلاميين دي ما داخلة لي في راسي..إسلاميين يعني شنو؟!!”

    ٥-
    “مايو لم تخطيء أبداً.. فقد أخطأ الناس.. الذين تسابقوا لمقاعد الحكم وعلى رأسهم الترابي!!

    ٦-
    «6 أبريل دي شنو؟!!»

    ٧-
    “معاش رئيس الجمهورية معاش كويس ما بطال بأكلني أنا وزوجتي”…

    ٨-
    “لم أعمل شيئاً فردياً.. لقد كنت أحكم حكماً جماعياً كنت أحكم في جماعة”…

    ٩-
    “الشفيع ؟!..«مابعرفو”…

    ١٠-
    “الصادق المهدي متهور ولايعرف في السياسة شيئاً…

    ١١-
    “عبدالخالق شيوعي..رئيس الشيوعيين ولم يتعامل معي ولا اعرفه جيداً”!!

    ١٢-
    “نقد صديقي وهو شيوعي”…

    ١٣-
    المقدم بابكر النور شيوعي …

    ١٤-
    “منصور خالد كان كويس جداً «لكن عندو أمور بعملها وأنا وقفتو فيها وغيرته من وزارة الى أخرى بسببها، مثلآ ذهب في مأمورية الى لندن من هنالك ودون علمنا ذهب الى الهند لأسباب خاصة به”…

    ١٥-
    “أنا لا شفت فاطمة و لا نعمات ولا أعرفهما.. فاطمة في حياتي لم أرها ولا نعمات مالك.. شفتهما في الصور”!!

    ١٦-
    سؤال من صحفي للنميري:(لماذا أعدمتم الشفيع وهو لم يشارك في الانقلاب؟!)…- النميري: «أمشوا أسألوا ناس المحكمة التي حكمت بإعدامهم»!!..

    ١٧-
    “صدام حسين كنت أعرفه في المؤتمرات.. وهو من الذين كانوا يتآمرون على السودان.. لأن الطائرة التي أسقطت في جدة والتي كانت تريد مناصرة مجموعة هاشم العطا أرسلت من قبله”…

    ١٨-
    ساندت العراق ضد ايران وليس صدام…

    ١٩-
    “صدام يستاهل ماحدث له .. وأمريكا أعظم دولة في العالم”…

    ٢٠-
    “مايو كانت أكثر حكومة ديمقراطية أتت للسودان.. كان يمكن تزيد الديمقراطية فيها”..!!
    ٢١-
    «اتذكر قساوة الحياة التي عشناها وأتذكر في الوقت نفسه كيف ان مرتب والدي عندما احيل إلى المعاش لم يتجاوز تسعة جنيهات، وبسبب ضآلة هذا المرتب حرص والدي على ان يعلمنا، عشنا قساوة الحياة، ولكي يؤمن لي والدي فرصة الدراسة الكاملة فانه طلب من اخي الاكبر ان تتوقف دراسته عند المرحلة المتوسطة ويبدأ العمل»…

    ٢٢-
    بعد رجوع النميري من القاهرة بعد تشييع جنازة عبد الناصر، شاء أن يفتش إحدى مؤسسات الدولة، لاحظ تأخر أحد الموظفين عن الدوام بثلاث ساعات، فاستجوبه عن ذلك أجابه الموظف بأنه تأخر عن العمل لوفاة أحد جيرانه واضطراره للقيام بواجب الجيرة فقال له النميري «ثلاث ساعات لتشييع جنازة»؟!!…فرد الموظف: ليه لا؟ سيادتك قضيت سبعة أيام في القاهرة لتشييع جنازة عبد الناصر، يرحمه الله…

    ٢٣-
    “الترابي هو من حذرني من بقاء محمود حيآ”…

    ٢٤-
    من الخطاب الأخير للرئيس جعفر نميري
    في مجلس الشعب مساء الثلاثاء ٢٦ مارس ١٩٨٥م
    *****************************
    (سبب زيادة الأسعار هو انخفاض سعر الجنيه السوداني أمام الدولار لأنني رفعت الدعم عن جميع السلع فالدولار أصبح الآن “يدوخ” جميع العملات و قد يأتي وقت تمتلئ فيه جيوبكم بالجنيهات و تكونوا غير قادرين على شراء شيء. الصحف تكتب عن صفوف السيارات أمام البنزين وهي لا تعلم أنني غير قادر منذ شهر و نصف على شراء جالون واحد لسبب بسيط هو انه لا يوجد المال الذي اشتري به . وقد توقفت٨٠% من طاقة المصانع لنقص الوقود. نحن يا جماعة بنتعرض لمؤامرة تستهدف شل حركتنا عن الإنتاج لنكون سوقا ً للتوريد. منذ أيام أهدى لي أحد الأصدقاء عمة سودانية اشتراها من سويسرا. عمة سودانية تصنع في سويسرا !! اذا لم تصدقوا تعالوا عندي في البيت و شوفوها!!
    علينا أن نقتصد في كل شيء , من يأكل ثلاثة و جبات يأكل وجبتين ومن يأكل وجبتين يأكل واحدة , ومن يأكل وجبة واحدة يأكل نصف وجبة. لماذا نشتري المعلبات الغذائية والصلصة؟! نحن يا جماعة نأكل الويكة)…

    ٢٥-
    جزء من خطاب ارسله جعفر النميري الي عمر الجزلي:
    ( الاخ الكريم عمر الجزلي، ما زلت اذكر ايها الاخ/ العزيز كيف يكون سروركم الذي لا تستطيع ابتسامتكم المرسومة على وجهكم اخفاءه يوم يشدو صوتكم الجهور فرحا بتقديمي للمشاهدين في خطابات كثيرة ولقاءات شهرية عبر شاشة التلفاز وما زلت اذكر كيف كان صوتك يتهدج مستنفرا جماهير مايو للدفاع عن مايو..وما زلت اذكر كيف كنت تشدو وتصدح مترنما في اعيادنا القومية معددا انجازاتنا)…

    ٢٦-
    (الذي شجعني على ذلك شعوري بأن التحاقي بالكلية الحربية سيؤمن لي دخلاً أساعد به عائلتي، وكان الدخل عبارة عن اربعة جنيهات ونصف الجنيه شهرياً للضابط حديث التخرج، أرسل نصفه الى والدي ووالدتي مع مبلغ آخر يرسله اخي الى الوالدين..«قدمت من هذا المرتب الحلوى واللعب الى اطفال العائلة الذين شعروا بأنهم ذاقوا حلاوة النقود التي حصل عليها ابن عمهم من الكلية الحربية)…

    ٢٧-
    (ما في زول يقدر يشيلني)…

    ٢٨-
    سال احد الصحفيين النميري:( من أسقط مايو؟!!..فاجاب: “لا.. أعرف”!!

  21. كانت حقبة سوداء فى تاريخ السودان عانى وذاق فيها الشعب السودانى الامريين من قمع وخوف وقتل واختفاء للمعارضين كنا صغار لا نذكر سوى (الطلائع واللوحات والباسطة المجانيه) والمحاولة الانقلابية فى 1976 بقيادة حزب الامة والتى اسماهم نظام النميري بالمرتذقة ….

  22. الاهداء الي جيل لم يسمع بانقلاب ٢٥ مايو،
    ولا يعرف من هو جعفر النميري…

    قصة انقلاب مايو كما رواها نميري
    **********************
    المصدر: -صحيفة “الإنتباهة”-
    -2015/05/25-

    ***- في صباح السبت الرابع والعشرين من مايو 1969م، توجه العقيد جعفر نميري إلى منزل أحد أقرباء بابكر عوض الله بحي المطار ويعمل أستاذاً جامعياً، حيث تم تسجيل بيان الانقلاب الأول، وفي الساعة الواحدة ظهراً التقى صدفة بالسيد محمد إبراهيم نقد وربما كان اللقاء مدبراً من جانب الشيوعيين، وأوضح نقد لنميري أن شخصاً يبحث عنه بشدة ولكنه لم يفصح عن سبب ذلك، ثم ركبا سوياً السيارة حيث توجها إلى سوق الخرطوم ودخلا منزلاً والتقيا فيه بالشخص المعني باللقاء، وكان الشفيع أحمد الشيخ القيادي العمالي بالحزب الشيوعي السوداني قد قال لنميري إنهم علموا في الحزب أنه يخطط لانقلاب، وأنهم منزعجون كثيراً لهذا الأمر، وقال له ان الوقت غير مناسب، وإنهم سيتعاونون معهم ولكن في مرحلة لاحقة، ولكن العقيد نميري سارع بالنفي بشدة، إلا أن الشفيع واجهه مرة أخرى، وقال له: لقد علمت إنك حضرت اجتماعات للتحضير للانقلاب، وهنا طلب نميري عنوان عبد الخالق محجوب بحجة انه يريد أن يطمئنه بعدم القيام بانقلاب، وهكذا بدأت العلاقة المتناقضة بين الحزب الشيوعي وحركة مايو، حيث بدأت بالحذر ثم بالترحيب التكتيكي والتأييد من جانب الشيوعيين، ثم انتقلت إلى خانة العداء ورائحة الدم والموت، ولكن ما هي قصة انقلاب مايو 1969م؟ وكيف تم التخطيط له، وكيف نفذ ثم ما هو دور الشيوعيين فيه وبعد تنفيذه ؟ الرئيس السابق نميري وقائد الحركة المايوية حكى هذه التجربة عبر كتاب «الرجل والتحدى» الذي قام بتأليفه السكرتير الصحفي محمد محجوب سليمان ونسبه للصحفي المصري عادل رضا، كما شارك في جمع مواده عدد من ضباط التوجيه المعنوي بالقيادة العامة آنذاك. وحرصنا ان نقدم شيئ من التعليق والاضاءة على بعض المواقف والاحداث.

    كيف وقع الانقلاب؟!!
    ***- عاد العقيد جعفر نميري من جبيت بشرق السودان بحجة العلاج من وعكة طارئة، ثم توالت الاجتماعات التحضيرية للانقلاب، غير ان اجتماعات التحضير النهائي قصرت على خالد حسن عباس وأبو القاسم محمد إبراهيم وفاروق حمد الله وزين العابدين عبد القادر، وكانت تعقد في منزل أبو القاسم محمد إبراهيم وأحياناً في منزل أبو القاسم هاشم، وكانت القوى الرئيسة للقيام بالحركة تتكون من قوة المدرعات التي تم التخطيط أن تكون في مهمة تدريبية في معسكر خور عمر، وكانت القوة المساعدة لها هي قوة المظليين، وحدد لها التحرك إلى منطقة فتاشة بضواحي أم درمان على أن تغير مسارها إلى منطقة خور عمر، حيث تلتقي بقوة المدرعات المعسكرة هناك، وأوكلت مهمة تحريك القوات المدرعة إلى أبو القاسم محمد إبراهيم وزين العابدين محمد أحمد عبد القادر اللذين قاما بالسيطرة على سلاح المظلات، بينما أوكلت مهام أخرى إلى أبو القاسم هاشم ومأمون عوض أبو زيد في السيطرة على بعض المرافق العسكرية الأخرى.

    ***- وعند اقتراب ساعة الصفر توجه نميري إلى خور عمر ليلاً بسيارته وتوقف في منتصف المعسكر، وقدم خالد حسن عباس للجنود العقيد جعفر محمد نميري قائد الحركة، ثم أعلن نميري بأن التحرك سيتأخر ساعة عن موعده حتى لا يتزامن مع خروج المواطنين من ساحة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقبيل الساعة الثالثة صباحاً تقريباً كانت القوات قد احتلت المرافق الإستراتيجية مثل الكباري والهاتف والإذاعة والتلفزيون، بينما أحتل نميري القيادة العامة، وسرعان ما بدأت تصل تقارير بقية القوات التي نجحت في أداء مهامها بسهولة عدا القوة التي قادها الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر التي لاقت مقاومة محدودة من أحد كبار الضباط عند اعتقاله، بينما لم يتمكن الرائد خالد حسن عباس من اعتقال اللواء حمد النيل ضيف الله رئيس الأركان الذي كان خارج المنزل، وتم الاتصال بالقوات المسحلة بالولايات التي أعلنت تأييدها، وفي السادسة صباحاً بدأت الموسيقى العسكرية تنطلق من راديو أم درمان، ثم بدأت البيانات تتوالى.

    ***- هوية الانقلابيين والشيوعيين بعد إذاعة بيان التشكيل الوزاري لحركة مايو انطلقت العديد من الهمس والشائعات حول الهوية السياسية للانقلابيين الجدد ومعظم الهمس انصب حول تبيعتهم للحزب الشيوعي وعن دور قام به الحزب الشيوعي في الانقلاب، وهو أمر أغضب الرئيس نميري واستدعى بابكر عوض الله الذي نفى أي دور للشيوعيين فيه أو أي انتماء للوزراء للحزب الشيوعي، إلا أن هذه الشائعات وجدت أرضية قوية عندما شارك الشيوعيون بكثافة في موكب التأييد في الثاني من يونيو 1969م بشعاراتهم الحمراء التي لم يكفوا عن رفعها في العديد من الحشود واللقاءات الجماهيرية، وبالمقابل حاول نميري أن يظهر لوناً مختلفاً لحركته مغايراً للفكر الماركسي مثل شعار الوحدة الوطنية في مقابل وحدة القوى الثورية، كما حرص على أن يتحدث عما سماه الاشتراكية السودانية التي تستلهم مبادئ الإسلام في إشارة لرفضه الاشتراكية العلمية.

    ***- وإزاء إصرار الشيوعيين لإعلان احتواء النظام الجديد كان نميري يعتزم إعلان موقف الحركة الرافض للشيوعية والتعاون معهم، إلا أن أعضاء مجلس الثورة كما أورد مؤلف كتاب «الرجل والتحدي» كانوا يرون أن إعلان هذا الموقف هو مبادرة عداء لعناصر لم تشترط إعلان هويتها الفكرية والعقائدية في إطار مساندتها للثورة، غير أن الرئيس نميري كما يقول المؤلف لم يقتنع لأسباب عددها على النحو التالي:
    1/ إنه بتجربته الشخصية في أكتوبر 1964م ثم مايو 1969م قد واجه التنكر الشيوعي لأية مبادرات لا يتولون قيادتها أو على الأقل لا يكون لهم دور رئيس فيها.
    2/ إن التحرك الشيوعي رغم عدم إعلانه عن هويته بصورة سافرة، إلا انه يطرح شعارات ويخلق من شائعات يهدف إلى إيهام الجماهير بأنه المهيمن على الثورة أو على الأقل المحدد لإتجاهاتها.
    3/ إنه يرى وعن اقتناع أن هدف الشيوعيين من التظاهر بتأييد الثورة، إما يتمثل في إتاحة الفرصة لهم لممارسة العمل العلني برضاء الثورة أو رغماً عنها كمرحلة سابقة للانقضاض عليها.
    4/ إن النشاطات المكثفة للتنظيمات الخاضعة لسيطرة الشيوعيين الفكرية أو التنظيمية أو التي تقودها عناصر شيوعية ملتزمة إنما هي جزء من خطط لاحتواء الثورة أو الانحراف بها عن طريق تحقيق أهدافها المعلنة، وإنه سيقف أمام هذا المخطط بصلابة.

    ***- واستمر الرئيس نميري في إبراز خط متمايز عن الشيوعيين ولكن دون إلاشارة إليهم بصراحة، وإزاء ذلك يقول الرئيس نميري إن عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي طلب لقاءه أكثر من مرة، وفي كل مرة كان يرفض بشدة، إلا ان عبد الخالق حاول تدبير لقاء دون ترتيب من نميري، وقد روى نميري ذلك حيث قال بحسب المصدر السابق: «المرة الأولى كانت مقدمتها فيما ظننت صدفة، فقد كنت في تلك الأيام المبكرة للثورة لا أكاد أن أغادر مكتبي بالقيادة العامة في الليل والنهار إلا للقاءات الجماهيرية داخل وخارج العاصمة، وفيما عدا ذلك فإن مقابلاتي كانت تتم في أحد أركانه «سرير حديد صغير»، وكانت ساعات النوم محدودة ما كانت تصل لأكثر من ثلاث ساعات، حيث كانت تتخللها مقابلات مفاجئة أو محادثات تليفونية مهمة. وفي صباح احد الأيام دخل إلى مكتبي العميد محمد عبد الحليم الذي كان يعمل مستشاراً قانونياً لمجلس الثورة ليقترح علي الانتقال إلى منزله لعدة ساعات باعتبار أن هذه هي الفرصة الوحيدة التي يمكنني فيها أن أواصل النوم لفترة معقولة دون احتمال لإزعاج، وأغراني الاقتراح وخاصة أنني كنت في حالة سهر متواصل ولمدة تزيد عن «48» ساعة قضيتها في مقابلات واجتماعات متواصلة.

    ***- وانتقلت إلى منزل محمد عبد الحليم القريب من مبنى القيادة العامة، وكان المنزل خالياً لأن المقيمين فيه فقد كانوا في إجازة خارج البلاد، وبمجرد أن غادر العميد محمد عبد الحليم الغرفة استغرقت على الفور في نوم عميق، وبعد عدد من الساعات استيقظت لأجد على مقعدين بجانب السرير العميد محمد عبد الحليم ثم عبد الخالق محجوب، كانت مفاجأة استوعبتها وأنا أرد التحية التي نطق بهما كلاهما في وقت واحد.

    ***- في الفترة التي قضتيها في ارتداء ملابسي كان ذهني مشغولاً في موضوع واحد هل محمد عبد الحليم متواطئ مع عبد الخالق في تدبير هذا اللقاء أم أنه تم رغماً عنه؟ ولكن كيف ولا أحد يعرف مكاني سواه .. وبعد أن ارتديت ملابسي حاول عبد الخالق أن يبدأ حواراً، فقلت له أنت في زيارة صديق ثم أننا التقينا على غير موعد، إلا أنني رغم ذلك أقبل الحوار على ان يتم في إطار شخصي جعفر نميري وعبد الخالق، قال ولكن قضايا الساعة، قلت ناقشناها يوم 24 مايو هل تذكره. وما بعد هذا التاريخ هناك سلطة شرعية تتولاه وأنت مواطن لا أظن أنه من حقك أن تناقش معي، إلا إذا كانت هناك فرصة مماثلة متاحة لكل ملايين السودانيين لمناقشتها بنفس الصورة، ثم أنني أسأل وأتولى الإجابة..
    أنت تريد حواراً فلماذا تريد أن تخرج من هنا وتقول قابلت جعفر نميري في غير مكتبه وبترتيب خاص وفي إطار من السرية، وأنت وأنا ناقشنا موضوعات مهمة لتعطي انطباعاً باننا ندور في فلك واحد، وأنت تعلم أن هذا غير صحيح وخرجت دون أن أتيح له فرصة الرد». ويقول نميري: «إن المرة الثانية كانت مخططة ببراعة وبدهاء كبير وبذكاء، واعترف بأنه استوعب الدرس المستفاد من المرة الأولى بنجاح كبير.. كانت المناسبة لقاءً جماهيرياً احتشدت له الآلاف في منطقة برى بضواحي الخرطوم، ووصلت في الموعد المحدد ومعي بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، أذكر منهم الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم، حيث تمكن بصعوبة من الوصول إلى هناك وسط الحشود، وكان الحفل مذاعاً على الهواء، وكالعادة بدأ بالقرآن الكريم، ثم توالى المتحدثون، وفي النهاية جاء دوري وألقيت خطابي، ثم تركت المنصة متأهباً للانصراف، إلا ان مذيع الحفل أعلن عن متحدث جديد، وكانت المفاجأة مزدوجة، والتقليد السائد في السودان وفي غير السودان هو أن يكون الرئيس آخر المتحدثين، وكان حديثاً بعد حديثي مفاجأة.. إلا أن المفاجأة الأخطر كانت في شخص المتحدث الذي أعلن عنه المذيع وهو عبد الخالق». محجوب.

    ***- صحيح أنه لم يقدمه بصفته الحزبية ولا موقعه في الحزب كسكرتير له، ولكن الصحيح أن مجرد وجوده وفي إطار لقاء جماهيري مع رئيس وأعضاء مجلس قيادة الثورة هو إيحاء بأن هناك علاقة وثيقة تربطهم به، وهي علاقة غير شخصية بطبيعة الحال، ثم يمضي نميري قائلاً: «فكرت في عدة خطوات:
    الأولى/ أن اتوجه حيث يقف متحدثاً لأنزعه من مكانه، إلا أن ذلك كان يعني بأنني أضع موقعي في تكافؤ مع موقعه بغض النظر عن شخصي وشخصه.
    الثانية/ أن انسحب من الحفل، إلا ان ذلك كان يعني انني أخلي الساحة له وهو دخيل عليها.

    الثالثة/ أن اتجاوز الموقف بأكمله مستفيداً من الدرس، وفي أول اجتماع لمجلس قيادة الثورة ناقشت ما حدث، موضحاً أبعاده، مركزاً على أن يكون رئيس مجلس قيادة الثورة ومن ينوب عنه آخر المتحدثين في مثل هذه اللقاءات، وقد وافق أعضاء قيادة مجلس الثورة ماعدا اثنين هما بابكر النور وهاشم العطا، بحجة أن ذلك قيد على الحركة الجماهيرية التلقائية والعفوية في مساندة الثورة، كما أن ما حدث يعكس التفاف مختلف الاتجاهات والأفكار والتيارات السياسية حول الثورة».

    ***- الفراق مع الشيوعية ويحكي نميري عن أن اجتماعات مجلس الثورة بدأت تتسرب، وقد لاحظ أن هاشم العطا كان يدون مدولات الاجتماع، وعندما سأله عن السبب قال له انها عادة قديمة، ثم لم تمض فترة عندما أطاح المجلس بقيادة نميري هاشم العطا وبابكر النور وكلاهما أعضاء ملتزمون في الحزب الشيوعي، ولم تمض فترة طويلة حيث قام هاشم العطا وبعض القيادات الشيوعية في القوات المسلحة والسياسية بعمل انقلاب في عام 1971م، حيث شهد مجزرة بيت الضيافة التي كان قتلاها ضباط موالين لمايو، ثم نجح النظام وموالوه من القوات المسلحة في استعادة الحكم بعد ثلاثة أيام، وصادق نميري على حكم الإعدام بحق هاشم العطا وبابكر النور من الأعضاء السابقين لمجلس الثورة، بالإضافة إلى سكرتير الحزب الشيوعي البارز عبد الخالق محجوب، والزعيم الشيوعي العمالي الشفيع أحمد الشيخ وآخرين، والذي أصدرته محكمة ميدانية بالمدرعات بالشجرة عقب فشل الانقلاب، وقد لاقى دحر الانقلاب الشيوعي قبولاً كبيراً من الشارع السوداني لأسباب عقدية ولأسباب تتعلق بقناعاته بالنظام المايوي الجديد كنظام وطني يسعى للإصلاح والتنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية، خاصة أن مايو لم تكن تبرز بعد أبرز مساوئها إذ لم يمض عامان على تفجيرها. وعقب دحر الانقلاب بعد فترة قصيرة سارعت الولايات المتحدة إلى سد المساحة التي تركها الاتحاد السوفيتي الذي تعاون مع النظام في بدايته وقبل حدوث الانقلاب الشيوعي الفاشل، حيث مد القوات المسلحة بأسلحة شملت مدرعات وطائرات وأسلحة خفيفة، وأعلن نميري في لقاء جماهيري أن الولايات المتحدة قدمت دعماً كبيراً للسودان بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا مع متمردي جنوب السودان آنذاك، وأنه يفكر في إعادة العلاقات الدبلوماسية معها، وهو ما فعله بعد فترة قصيرة، وتطورت هذه العلاقة مع نظام مايو حتى أن نميري ذهب للعلاج في الولايات المتحدة في رحلته الأخيرة، حيث أطاحته الانتفاضة الشعبية في أبريل 1985م، لكن الولايات المتحدة اكتفت بمراقبة الانتفاضة ولم تمد يد العون لصديقها الوفي نميري حتى غرق نظامه وأفل وأصبح تاريخاً يروى.

  23. تحية للاستاذ بكري ومجهوداته الكبيرة ،،

    ويقول نميري: «إن المرة الثانية كانت مخططة ببراعة وبدهاء كبير وبذكاء، واعترف بأنه استوعب الدرس المستفاد من المرة الأولى بنجاح كبير.. كانت المناسبة لقاءً جماهيرياً احتشدت له الآلاف في منطقة برى بضواحي الخرطوم، ووصلت في الموعد المحدد ومعي بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، أذكر منهم الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم، حيث تمكن بصعوبة من الوصول إلى هناك وسط الحشود، وكان الحفل مذاعاً على الهواء، وكالعادة بدأ بالقرآن الكريم، ثم توالى المتحدثون، وفي النهاية جاء دوري وألقيت خطابي، ثم تركت المنصة متأهباً للانصراف، إلا ان مذيع الحفل أعلن عن متحدث جديد، وكانت المفاجأة مزدوجة، والتقليد السائد في السودان وفي غير السودان هو أن يكون الرئيس آخر المتحدثين، وكان حديثاً بعد حديثي مفاجأة.. إلا أن المفاجأة الأخطر كانت في شخص المتحدث الذي أعلن عنه المذيع وهو عبد الخالق». محجوب.

    هذا يعني ان عبدالخالق رحمه الله يريد أن يكون الأب الروحي لثورة مايو ، ولم يتعظ حسن الترابي رحمه الله بعد 25 سنة من هذه التجربة التي اودت بحياة المرحوم عبد الخالق،،، والمرحوم الشفيع أحمد الشيخ الرجل البرئ،،،، حدثني أحدهم أن الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم في منتصف التسعينات عندما كان المرحوم غازي سليمان معارضا للانقاذ ويتحدث في جمع في لندن – بريطانيا أمسكت به من لياقة قميصه وصاحت فيه بتشنج (( دم الشفيع في رقبتك انت يا غازي)) ويقال ان هاشم العطاء كان يبحث عن منزل الشفيع رحمه الله وقصد احدى الاستراحات في ام درمان حيث يلتقي بعض اليساريين وكان غازي سليمان موجوداً فاخذ هاشم العطاء الى منزل المرحوم ولكنه يقال ان الشفيع عندما فتح الباب ووجده صاح في وجهه ووبخه وقال له ماذا تريد ثم اغلق الباب،،،، هذه الفترة بالذات اخذ فيها اناس كثر بذنوب لم لم يرتكبوها دفعوا ثمنها حياتهم وهي فترة من اعقد الفترات 1969 – 1972 في مسيرة الحياة السياسية السودانية ورغم أن العديد من شهودها أحياء الا ان الشهادات والافادات فيها متضاربة ،،،، وتبقى نتائج اللجؤ الى العسكر لتحقيق التغيير محصلة ما نحن فيه الان من دمار وضياع،، رحم الله الموتى واصلح حال الاحياء بحكم ديمقراطي رشيد ،،،

  24. لعزيزالاستاذ / بكري– لك التحية– شكرا علي التوثيق الراتب وتذكرني بمدونات المفتشين الانجليز التي ما زالت تحمل أسرار حكم السودان– انقلاب نميري له شبه كبير مع انقلاب الترابي- البشير فكلاهما اعتمدا علي الركن المصري من خلال دعم عبد الناصر لانقلاب نميري برجال امثال بابكر عوض الله ومحمد عبد الحليم ( وزير خزانة) وكانت جامعة القاهرة فرع الخرطوم تمثل بؤرة تجمع خلايا عملاء مصر لدعم انقلاب نميري ولا ينسي الناس ان رئيس محكمة اعدامات انقلاب هاشم العطا كان عسكري يتحدث اللهجة المصرية اسمه محمد الحسن علي ما اذكر ثم بدأ التدمير المصري لواسطة عقد الجمال السوداني وهو التعليم الانجليزي حيث بعث محي الدين صابر ( مصري الهوي) لتعريب التعليم في السودان حيث قاد الرجل بهمة تدهور التعليم في السودان من خلال محو الاثر الانجليزي.
    انقلاب الترابي البشير مصري التفكير من خلال النقل الخاطئ لافكار حسن البنا وصحف سيد قطب في تنفيذ فج تولاه البشير عبر محاولات فلسفية مبتسرة من الترابي لنوع من تطبيقات أدعي انها اسلامية مثل التخلص من الجنوب في ادبيات حكم ( الاخوان) باعلان الجهاد علي جزء من البلاد يعتبر أهله ويقاسون عند ائمة المسلمين الصحاح بأهل الفترة.
    توثيق مع جهد القائمين علي ( الراكوبة) واخواتها يضع أمام الجيل الحالي حقائق كما يضعها الشيخ ( قوقل) لاعادة رسم خارطة طريق جديدة لتكوين الاحزاب في السودان لانتشال البلاد من الهيمنة الفكرية المصرية وغيرها– جزاك الله خيرا

  25. تحية..الذكرى مؤلمة..خاصة حتى تاريخه كل من نال رتبة المشير إستحق لقب الحقير وبجدارة ممارساته فى الحكم المغتصب.. ولتصحيح مسارنا يستوجب محاكمة تاريخية للحكام السابقين الذين أجرموا فى حق السودان وأنفسهم..بدأ بالخليفة عبد الله الذى ولد دولة ظلم وأحتراب وعمصريةأنتهت بهزيمة كررى لعناده وتصلبه ابيد فيه السودانيين وأستعمر السودان..يليه سئ الذكر المقبور نميرى محطم بنية الدولة وعسكرتها ومبتدع أجهزة الامن والنيابة ومحطم الخدمة المدنية والتعليموالاقتصاد وسافح الدماء وملهم أبناؤه الانقاذيون بنهجه…وثالثهم مدمن الفشل سليل الطائفية وئد الانتفاضات أكتوبر وابريل ومحبط سبتمبر وكل امال شعبنا الطيب الصادق المهدى ..والرابع حاكم الظل من خلال خيال الماتة الحالى المقبور الترابى…وللمزيد عن موضوع الذكرى المؤلمة للنميرى نهديكم التعليق الذى كتبه (سلك ) تحت صورة نميرى فى وحوه سودانية أسفل الركوبة ..حليا ص 11…ونكتفى بهذا فالعين تدمع لحالنا الذى أوصلنا له السفهاء منا..ونسأل المولى اللطف بنا..نحن رفاق الشهداء..الصابرون نحن..المبشرون نحن…

  26. بالفعل مايو كانت حقبة قاتمة السواد فى تاريخ السودان واسوا مافيها ان اثارها المدمرة لا تزال باقية ولا تزال الحكومات المتعاقبة تسير فى نفس نهجها سواء كان من ناحية النظام الشمولى والانفراد بالسلطة والتجبر واقصاء الاخر والفساد وتغليب الولاء على الكفاءة والتطبيق الخاطىء للقوانين الاسلامية وتدمير الخدمة المدنية وتدمير مؤسسات الدولة المنتجة كالسكة الحدبد ومشروع الجزيرة والتلاعب بالدستور والتطبيل الاجوف وبدعة التطهير وتدمير الادارة الاهلية واعدام واقصاء المخالفين فى الراى وانعدام المحاسبة .كل ذلك السوء اسست له مايو وتبعها الاخرون فى نفس الدرب السىء.عموما فعلا من الافضل التوثيق لكل الحقب وامل ان يدلو كل من له معلومات عن تلك الحقبة بدلوه حتى تستلهم الامة العبر والدروس من ماضيها.

  27. خطأ شنيع ارتكبته يا أستاذ بكري ،،
    النميري لم يؤمم شركة أبو رجيلة للمواصلات ، التأميم كان لشركة البص السريع الخواجة باسيلي ، و تم تسميتها مؤسسة النقل الوطنية ،، أما شركة بصات أبورجيلة فهي شركة تأسست بمساهمة رجل الأعمال عبد اللطيف أبو رجيلة في العام 1973 ، و هي شركة مواصلات مديرية الخرطوم ، وهي تعمل في الخرطوم ( بصات أبو رجيلة الشهيرة ) و لاحقاً سحب أبورجيلة أسهمه منها نتيجة للفساد ، فانتهت الشركة إياها
    أرجو أن لا تكتب من الذاكرة يا أستاذ بكري ، فالذاكرة قد تخلط الأمور دون أن تشعر

  28. كلهم عساكر فاسدين وهم سبب مصائب السودان وتخلفه لان همهم السلطة ليس خدمةالشعب او السودان كما يدعون .

  29. شكرا اخي بكري الصائغ علي هذا التوثيق للاجيال الحالية والتي لا تعرف شئ عن مايو1969فقط انوه لعله سقط سهوا من النقاط المهمه انقلاب محمد نور سعد يوليو 1976العروف بالمرتزقه وانقلاب 1975 المقدم حسن حسيبن ثم 1977احداث المصالحة الوطنية ثم في 9/6/1969اعلان الجنوب لحل مشكلة الجنوب هذه قد تكون رؤوس اقلام لحلقة اخري من ايام مايو1969بتوسيع من جانبك للاجيال الحالية وشكرا لك علي هذا التوثيق والمداخلات هذه تزيد من التوثيق ولا تنقصه لان التوثيق واحد من اهم مشاكل التاريخ السوداني

  30. الجرم والتعامل اللااخلاقي الذي ارتكبه المدعو بابكر عوض الله في حق زعيم الأمة السيد/ اسماعيل الأزهري ، يجعله أحقر وأتفه وأندل شخص مشى على تراب السودان الغالي.

  31. التوثيق مهم وحفظ للتاريخ من التزييف كل الشكر والتقدير واتمنى توثيق مذبحة قصر الضيافه لآن الروايات مختلفه

  32. الانقلاب او الثورة مثل الولادة الكاملة للمولود لها تاريخ ستقوم فيه . شئت ام ابيت . يجب ان تكلم عن التاريخ الذي قام فيه انقلاب او ثورة مايو وليس اليوم واذكر في ذلك الزمن وانا من الحضور في ذلك الزمن واذمر تماما ان الفوضي عمت السودان والاختلافات بين الاحزاب والتساهل واهمال القوات المسلحة واسباب اخري .. لذا كان الناس تتوقع الموسيقي العسكرية بين الفينة والاخري لان مولود الفوضي الحزبية قد اكتمل وحانت ولادة انقلاب او تغيير سمه ماتسمه وكان الجميع مستعد للانقلاب .الاحزاب في السودان دائما لم تستتفد من اخطائها …

  33. بعد زوال حكم مايو بسنين طلبت المذيعة المصرية التابعة لاحدي الفضائيات المصري النميري المقيم وقتها بمصر في حوار قصير طلبت منه التحدث عن مايو في نبذة قصيرة …طبعا النميري ماصدق قعد يشكر في مايو قال هو في زي مايو وللا ح تجي حكومة في السودان احسن من مايو…في مايو الخرطوم دي باراتها مابتقفل للصباح وشوارعها منورة للصباح(بيني وبين نفسي قلت النميري ده خرف وللاشنو)…قاطعته المذيعة قائلة ماانت رجعت أفلت البارات وطبأت الشريعة واعدمت محمود محمد طه …
    النميري مااتلفت رد عليها طوالي
    مامني والله مامني ناس الترابي هم الورطوني
    ههههههه والضحكة دي مني ما من النميري

  34. بكل ما شاب فترة حكومة مايو من سلبيات و هيمنة المشير عليه الرحمه بالسلطه و القرار و اقالة و احالة و تجريد الوزراء من مهامهم الدستورية و المصادرات و التأميم الذى كان كارثيا فى حق مواطنين سودانين بالتجنس او الميلاد و ليهم مشاريع و شركات قائمه و تعتبر من اهم الموارد للخزانه العامه و توفير السلع الضرورية للمواطن و لها اساهامات فى تشغيل عــددا من ابناء هذا الوطن و استقرار الحياة الاسرية للكثير منهم لمواجهة متطلبات الحياة و الاستيراد من الخارج لاهم اجتياجاتنا من ادوية و معدات واليات و شاحنات ومواد بناء توفير قطع الغيار لحاجة المشاريع الزراعية القائمه و اههما مشروع الجزيرة الذى كان يمثل عصب الاقتصاد السودانى و لكن للاسف تلاشى و تدهور و انهار و تبدد و اصبح عبئا على الوطن و المواطن ؟
    قياسا بما عاناه المواطن فى تلكم الحقبه وانعدام المحروقات و ندرة الخبز و تقلص الكيات نظرا لانعدام السيولة و انقطاع التيار الكهربائى و الماء و ما قام به العقيد القذافى من استهداف للنظام القائم و منع دخول البواخر الى مراى السودان لاحداث شح و نقص فى الغذاء و الدواء و المحروقات و يشعل نار الثورة ويعود الى سدة الحكم التجمع الوطنى و الاحزاب الطائفيه و اخوان الشواطين ؟
    و لم يفلح و خطط لدخول المرتزقه و فشل ايضا مما اكسب المسير شعبية اكبر و لكن لم يهنا بهذا النصر طويلا و كانت المؤامرات تحاك فى الخارج لاسقاط النظام و هو الفارس المقدام و بالجد رجل من ظهر رجل كشخصيه سودانيه و عسكرية و ابن ناس و طاهر السر و السريرة و نظيف حقا .
    و اما اليوم يا اخى العزيز بكرى نحن فى عالم أخر و وطن غير لوطن الذى نشأنا و تربينا و ترعرنا فيه و يحكمنا اناس و العياذ بالله من ارذل الخلق و اندلهم و لا يقيم وزنا للمواطن و لا للوطن و يكفى أنه مطارد دوليا و اصبح لا يستطيع السفر الى كثير من دول العالم و حتى الصديقه منها و نسأل الله يفك أسرنا و نتحرر من قيودنا و يعود الوطن الى ما كان عليه اهل محبه و تكافل و موده و تعيش الاجيال القادمة فى سعادة و هناء …

  35. كعهدنا به دائماً، بكري الصائغ يقدم لنا سجلاًحافلاً بالتاريخ والحقائق. الشعب الآن قد عاش أكثر من ربع قرن من السنين العجاف فهل من نميري آخر يخلصه؟

  36. رحم الله كل من أخلص لخدمة السودان .. ومايو جزء من تاريخ وطن لا يزال يكابد مواطنه من أجل لقمة العيش.. وتطحنه الفاقة ، والمسغبة.. وتبعثر أبناؤه في كل وادي.. مات وردي والترابي وعبد الخالق ويبقى السودان.. فقط الدعاء لله بأن يفرج هم شعبه، وأن يحيا حياة البشر التي يستحقها.. إنني أوجع على حال الوطن.. فيا ربنا اكشف عنا العذاب،إنا مؤمنون..

  37. معلومات جميلة رائعة ومعومات مفيدة رائعة صادقة ختي لمن خضروا تلك الاحداث .ولكي نستفيد من الماضي في المستقبل

  38. معلومات جميلة رائعة ومعومات مفيدة رائعة صادقة ختي لمن خضروا تلك الاحداث .ولكي نستفيد من الماضي في المستقبل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..