الأحداث..تأخذ برقاب بعضها !

في صبيحة إعلان تنحي الأمير حمد في قطر لولي عهده الشيخ تميم.. وكان ذلك متوافقاً مع إنذار القوات المسلحة المصرية لقطبى الرحى في الساحة السياسية المصرية بضرورة حسم الأمور بينهما دون تعريض أمن البلاد الهش للمزيد من الهزات!
حينها قلت في مقال نُشر صبيحة اليوم التالي بأن مصير نظام الإنقاذ يظل محبوساً بين هاتين اليافطتين ..في حالة تغيير الرياح الجديدة لإتجاهات سياسة قطر الخارجية .. وسقوط حكم الكيزان في مصر !
الآن كل المؤشرات تؤمي الى أن أمير قطر الجديد وبعد أن بدأ في استبدال الحرس القديم بعناصر شابة ودماء جديدة.. فإنه إن لم يبدل سياسته الخارجية بنسبة ثلثي إهتمام والده المتنحي بها .. فانه سيضحي بنسبة خمسين بالمائة منها التفاتاً للشأن الداخلي.. وهذه النسبة دون شكٍ سينال منها نظام الإنقاذ جانباً يُخصم من رعشات الريدة القديمة بين الدوحة والخرطوم..وهذا ما تجلى في رجفة الرئيس البشير إذ خف قبل كل الرؤساء بمن فيهم أهل الخليج لتقديم التهاني والإطمئنان على أن قلب الأمير الشاب سيظل يدق عشقاً بحيزبون الخرطوم الشمطاء!
أما وقد أخرج الجيش المصري البطاقة الحمراء لنظام الرئيس مرسي رغم توسلات الشيخ القرضاوي الذي هرع مزعوراً لتأليب الشارع المصري ..ظناً منه أن ميدان التحرير هو ذاته الذي صلى فيه عقب ثورة يناير ، فإن عطسة ذلك الشارع القوية في وجه الكيزان لابد وأن تثير هي الأخرى غباراً في شوارع الخرطوم و جزعاً في جحور كيزان الإنقاذ التي ستصلها مياه النيل الذي سيثور دون تأخير ..!
فقد تابعنا سخرية القذافي من سقوط بن على .. وإزدراء بشار بترنح على عبد الله صالح ، وتأكد لنا أن الأحداث غالباً ما تأخذ برقاب بعضها حينما تهز كراسي الحالمين بالديمومة وإن إختلفت الوسائل والنتائج..
وإن الصباح أتٍ ..مهما طال الليلُ الدامس ..حول العيون..
واللهُ الغالب ..
محمد عبد الله برقاوي.
[email][email protected][/email]
الأخ الأستاذ الكريم برقاوي
نحن قراء الراكوبة مثلك في الإحساس القوي بدنو أجل العصابة ، إخوان الشياطين يتساقطون في كل مكان وبالأمس شيخ الشياطين القرضاوي يستجدي عطف الشارع المصري قائلا كيف نصبر ثلاثون عاما على مبارك ولا نصبر سنة واحدة على حكم مرسي ،،، هذا الشيخ الضال يقول بذلك وهو يعلم أننا في السودان نكابد لربع قرن تحت قبضة عصابة إخوان مرسي ، والآن منبت الشر في مصر يسلم الروح إلى بارئهاولم يتبق فيه سوى النفس الأخير ، أما جماعتنا فهم ينتظرون مصيرهم ولسان حالهم يقول أمسك الروح ما تروح
صباح الخير استاذ برقاوي
من المؤسف جدا استاذي أن نقارن بين طغاة سرقوا السلطة من الشعب وبين رئيس منتخب من قبل شعبه بديمقراطية نزيهة حتى ولو حاول كيزان مصر التمكين .
لابد أن يكون رأينا واحد تجاه الديمقراطية ومن يصل للكرسي من خلال صناديق الانتخاب ولو اختلفنا معه في الفكر والتوجه والمبدأ ,
كان يجب علينا مساندة مرسي الكوز ايمانا منا بمبدأ الديمقراطية وإعطائه الفرصة كاملة إلى ان تنتهي فترة حكمه حتى نستطيع تثبيت المبدأ ، ثم الذهاب لصناديق الانتخاب مرة اخرى لاختيار مرسي إن كان ناجحا أو غيره ، وهكذا يتم التداول السلمي للسلطة في دورات زمنية محددة تحقق ديمقراطية راسخة وواعية .
هذا ما افهمه عن الديمقراطية استاذي برقاوي ، أما ان نرفض الآخر لأننا نختلف معه في التوجه فهذه عنجهية الكيزان التي نرفضها جميعا وهذا ما لا اتفق معك فيه
لم الاحظ اخ اسامة..أن في مقال السيد برقاوي..ما يشير الى الوقوف ضد الديمقراطية التي أتت بمرسي..وهو الذي خضع منذ الوهلة الأولى لابتزاز جماعته واسلمهم الجمل بما حمل.. والذين اندلقوا بدورهم وراء ترسيخ سياسة التمكين ذاتها التي يحاول اسلاميو السودان تجيير الديمقراطية المشوهة لمصلحة ذلك النهج ذاته من باب شرعية تزوير الصناديق..بعد ان فشلوا في التأسيس لمشروعهم عبر ما سمى بالشرعية الثورية..مروراً بالتوالي و الإجماع السكوتي وكل مارق المصطلحات الترابية التي ماتت في مهدها..!
لااحد يعيب كيفية إنتخاب مرسي..ولكن إنحرافه بالديمقراطية في هذا المنعطف الهش من عمر الثورة المصرية لمصلحة جماعة ..تريد الهيمنة الكلية باسم الديمقراطية ..هو ما أثار قرون استشعار المجتمع المصري القائم على التنوع الديني والطبقي والفنون والأداب والثقافة والسياحة وتولي الكفاءات للوظائف .. بينما الأخوان إ تجهوا بكلياتهم من ضربة بداية اللعبة الديمقراطيةالى خيار الولاء..!
مرسى أضاع فرصة النصح التي تكرم بها رجب طيب أوردغان له..بأن يكون رئيسا لمصر وليس مرئوسالمرشد او تنظيم..فالديمقراطية عند الكيزان كما تسمونهم أنتم السودانيون..هي محض وسيلة للوصول الى غاية.. والشعب المصري كان واعيا اسسترشادا بتجارب الآخرين غير البعيدة ومنها تجربة جنوب الوادي..
أنا استاذة علوم سياسية وقد كان لي شرف التدريس في جامعة القاهرة الفرع..قبل استيلاء حكومة الإنقاذ عليها.. وأعرف جيدا مدى وعى الشعب السوداني وكنت أستغرب قبل وبعد مغادرتي السسودان ..كيف يصمت شعب أكتوبر وابريل عن مهزلة الحكم التي جاوز بها الظالمون المدى .. والتي من حسناتها إن كان لهاحسنات ..أنها أعطت شعبنا المصري درسا منذ البداية .. جعله معذورا في التصدي لإنقلاب الأخوان .. بتحريك شرعية الشارع التي أقسم أمامها مرسي نفسه إعترافاً بها قبل المحكمة الدستورية..قطعاً للطريق أمام شرعية التمكين كما فُهم حينها.. والجيش المصري حينما أصدر بيانه. بالأمس.كان من موقع المتوسط بين الفريقين ..حتى ظهرت له حقيقة قوة الناقمين لمرسي..وقلة الموالين له رغم تحالفهم من كل أطياف التيار الإسلامي..وفي النهاية لابد من الديمقراطية وإن طال المسير !ولا زالت الفرصة أمام الرجل بصفته الشرعية لإصلاح ذات البين مع الشارع العريض إستجابة ولو للسقف المنخفض لمطالبه المتمثل في تشكيل حكومة قومية برئاسة شخصية مختصة نافذة.. وإقالة النائب العام والحفاظ على فصل السلطات الخ .. مع خالص ودي لكل الشعب السوداني ..