اليوم الذهبي الأول للعصيان المدني

سعد محمد عبدالله

لقد صنع الشعب السوداني العظيم إكليل مجد بلادنا في اليوم الذهبي الأول للعصيان المدني العام، وسطر الشعب تاريخه الجديد علي قرطاس النضال الثوري الذي استمر لعشرات السنين، وقال الشعب كلمته القوية التي تهز عروش الطغاة، وكانت بطولة وبسالة الشعب في أول يوم للعصيان بطولة نفتخر ونعتز بها علي مدار الزمان.
لقد تمكن شعبنا العظيم من كسر حواجز الخوف والدخول في عصيان ابهر العالم اجمع، ولفت إنتباه القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية الدولية، وجعل النظام في حالة ارتعاب وارتباك، وانتشر العصيان بسرعة البرق وحقق ارقام قياسية لم يكن يتوقعها النظام.
كانت الخطوة حقا عظيمة وتستحق التطوير الي أن تصل الي غاياتها السامية التي يتمناها شعبنا.
ها نحن الآن علي مشارف بزوغ شمس اليوم الثاني للعصيان المدني السوداني، نستقبل هذا اليوم والآمال تملاء قلوبنا وعقولنا معلقة في سماء السودان، والقلوب التي تنبض اليوم بحب تراب الوطن تمد عقولنا بما يلزم من الشجاعة والحكمة لخوط معركة التحرر والخلاص من سلطة البؤس القائمة، ونراقب الوضع بكل حواسنا، فالدقائق والثواني العابرة تمطرنا برزاز الحلم الذي عشنا من أجله وناضلنا لتحقيقه، ها هو الحلم الثوري يلوح في الآفاق كأنه موج السحاب يبحث عن أرضنا الحبيبة أرض تسمى دولة السودان، والآن فقط ستمطر السماء درر السلام والحرية والعدالة الإحتماعية، الآن فقط نرى لسنابل المستقبل مستقبل ظاهر وزاهر.
حقا الشعب السوداني (شعب معلم)، شعب يقدم الدروس لكل العالم الذي يقف اليوم في (طابور الصباح) ليشاهد جسارة السودانيين ويشهد علي وقفتهم الرائعة امام الظلم والظلام لفتح مسارات للنور الثوري مع مطلع الصبح.
ايها الشعب السوداني الأبي؟
لقد قطعنا شوط كبير في طريقنا نحو إسترداد الوطن وتطهيره من الفساد والدكتاتورية، واليوم الثاني يحتاج الي تماسكنا وإلتزامنا بخطنا وعدم الإستجابة لمحاولات الإستفزاز التي يقوم بها منسوبي المؤتمر الوطني لتغيير مسارنا.
علينا جميعا أن نعمل علي توعية أسرنا واصدقائنا وكل معارفنا بضرورة الإنخراط في العصيان المدني ودعمه من أجل إخراج السودان من الأزمة الإقتصادية الراهنة، وفك اغلال الحريات، وإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين جورا وظلم، ووقف الحرب الإجرامية الدائرة في دارفور وجبال النوبة/جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتعطيل كل القرارات التي اصدرها المؤتمر الوطني بهدف إستقطاع وبيع المشاريع الزراعية والمستشفيات والجامعات وكل ممتلكات الشعب التي تتعرض للسلب بشكل ممنهج من قبل هذه السلطة المستبدة.
علينا أن نواصل في العصيان بصبر وصمود ونفس ثوري طويل وشعور وطني عميق، حتي ترحل حكومة الأوبئة والتجهيل والتفقير والبطش بابناء الوطن في مجموعات المقاومة المختلفة، وعلي كل النشطاء في الولايات السودانية، تولي مهام التوعية باهداف العصيان المدني وتشجيع المواطنيين علي مواصلة حراكهم التاريخي الي أن يأتي اليوم الحتمي المعلوم، ونحن الآن امامنا وطن يولد من جديد من رحم التاريخ ومن عيون الحالمين بفجر السلام الذي يحمل شعاع الحرية والعدالة التي تمسح دموعهم المسكوبة علي ثرى الوطن.
هذا النظام يعيش لحظاته الأخيرة ولا يملك الأسلحة الكافية لمحاربة العصيان، فلو نظرت في اعينهم ستجدها غارقة في الرعب والذعر وما أحاديثهم التي سمعناها اليوم إلا دليل واضح علي حالتهم النفسية المزرية، فبعد كل ما بدر منهم طوال فترت حكمهم السابقة، لم يتعلموا الدرس ولم يسعى منهم احد لتنويرهم بخطورة قهر الشعب وتطبيق سياسات التجويع والترهيب وحرمان المجتمع من حقوقه الوطنية التي نصت عليها كل القوانيين والأعراف الدولية، ظلوا في ظلامهم يبطشون بكل ناصح وكل معارض حتي تأكد الجميع بانه لا يمكن اصلاح هذا النظام بأي طريقة من الطرق، ولا حل سوى توحيد الصفوف (وايد علي ايد نجدع بعيد) نسقط هذا النظام الفاشي الذي فشل في توحيد السودان.
ندخل الأن في اليوم الثاني للعصيان، وكلنا أمل في نجاح المواطن، وكنا نتحدث بالأمس عن نجاح العصيان قبل اطلاق صافرة الإنطلاق، وها هي التوقعات قد بانت في اليوم الأول بنسبة نجاح كبيرة جدا نتوقع إرتفاعها في اليوم الثاني بنسبة عالية مع تمدد الإستجابة لنداء الشعب للعصيان داخليا وخارجيا.
الكلمة الأخيرة الحاسمة سينطق بها شعبنا العظيم، وستؤدي الي ميلاد وطن جديد بتاريخ جديد، واقترب يوم العيد يوم الوعد في ارض السودان.

سلام يا شعبي المنتصر
وعشت يا وطني المزدهر

سعد محمد عبدالله

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الكيزان بيحاولوا يكسروا العصيان بواسطة ارسال اهليهم أبنائهم الي العمل والجامعات والمدارس غصبا وبامر رغما عنهم لكن لا يكسرنا المرجفون وهم خايفين علي مصالحهم وعلي كراسيهم

  2. الكيزان بيحاولوا يكسروا العصيان بواسطة ارسال اهليهم أبنائهم الي العمل والجامعات والمدارس غصبا وبامر رغما عنهم لكن لا يكسرنا المرجفون وهم خايفين علي مصالحهم وعلي كراسيهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..