مؤتمر طاولة مستديرة

مؤتمر طاولة مستديرة
بشرى الفاضل
[email protected]
كان اللقاء الرابع والثمانين ل(منتدى الصحافة والسياسية) بالملازمين تحت عنوان: (مستقبل السودانيْن(يقصد البلدين) ومسئولية الشعب) حيث حضره لفيف من الإعلاميين والسياسيين، قدم فيه الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي كلمة ملخصة لخبرته السياسية الطويلة الباحثة بشتى السبل لبلدنا عن مخرج وختمها بقوله :
(ما ينقذ البلاد هو تغيير جذري في السياسات ومنفذيها يحققه اتحاد الكلمة الشعبية ودعم المطالب بالتعبير التعبوي والحركي مع الاستمرار في الاستعداد لتأكيد أن الحل القومي المنشود قومي حقا وليس اقصائيا. الحل القومي هذا هو البديل لاستمرار سياسات نظام جرب الترقيع بلا جدوى، ودفع به إلى حافة الردى، وهو البديل لمواجهات سوف تمزق الوطن وفي غيابه الطوفان. إن مسئولية الشعب أن يلم بالتشخيص الصحيح ويوحد كلمته ويقدم على تحقيق مطالبه ويستعد لدفع استحقاقاتها).
وعن الرؤية نفسها ربما بكلمات اخرى كتب الدكتور حيدر غبراهيم علي مقالاً يقول فيه:
(أمام السودان نهجان لا ثالث لهما: النهضة من خلال عقد اجتماعي أو مشروع قومي لسودان حديث وديمقراطي. والخيار الثاني هو الانهيار، وقد بدأ. فالبلد، بالإضافة للتفسخ السياسي والذي تمظهر في انفصال الجنوب، تتعرض كل مؤسساته التي تقيم الدولة والمجتمع للتآكل والفساد…..
تقدمت القوى السياسية القديمة والجديدة، بالإضافة للشخصيات القومية والمفكرين، بكثير من المواثيق والمقترحات، لذلك لن تكون البداية من الصفر. والمتوقع منها في هذه الحالة أن تتفق حول مبدأ تغيير النظام والسودان، خاصة وأن النظام نفسه صار يتحدث عن التغيير والإصلاح، واقتنع باستحالة الاستمرارية. وقد يختلف السيناريو السوداني – بسبب خصوصية البلد – عن مسارات الربيع العربي، ولكن المقصد والغاية لا يختلفان. فقد أصبحت شعارات الثورة الفرنسية، مع تحوير طفيف، تجمع الكل: الحرية، العدالة والكرامة. ويمكن للمشروع أو الميثاق السوداني، أن يتبنى هذه الشعارات ويطورها ويضمنها أدبياته. لقد أهدرنا كثيرا من الحبر والكلام، ولكن لم نجمع على عمل شيء مشترك، فهل أفضل من هذا الظرف للانتقال من الحكي إلي الفعل؟)
كان الاستاذ محمد إبراهيم نقد قد اقترح إقامة مؤتمر مائدة مستديرة لحل مشكلة دارفور ؛ لكن اعتقد أن هذا المؤتمر أي الطاولة المستديرة هو مفتاح الحل للسودان ككل فالحكومة تقترح على الأحزاب السودانية حكومة موسعة وتناقش في قضية الدستور عن طريق التفكير في لجنة ؛ اما المعارضة فتطرح فكرة الحكومة القومية وهي فكرة تخشى الحكومة ان تؤدي إلى فقدانها للسطة حيث تزعم أنها حكومة منتخبة.
إزاء وضع من التشرذم كهذا من رأينا ان نستند إلى الخبرة السودانية التاريخية فتدعو الأحزاب السودانية والشخصيات الوطنية ومنظمات المجمتع المدني كافة إلى مؤتمر طاولة مستديرة (الاسم القديم مائدة والمائدة طاولة بطعامها).فلنشرع في الدعوة لهذه الطاولة الحافة أولاً تشارك القوى السودانية كلها في اجتماع الطاولة المستديرة بحيث لا يكون فيها رئيس ولا مرؤوس ويتمثل كل حزب بنفس العدد من الأعضاء المشاركين في المؤتمر.فعسى ولعل نجد لبلدنا مخرجاً يقيه من اوتستراد الثورات في دول الجوار و التي هي البديل لا محالة فمن الخير لبلدنا أن يبدأ بمكتسباتها مباشرة ويتجنب دماءها والإنقاذ بجميع مراحلها حكم ديكتاتوري لا تجدي معه اي مساحيق مهما تلونت
الحل يا استاذ بشرى اصبح واضحاً وضوح الشمس وهو إزالة هذا النظام الجاثم على صدر الشعب السودني بالقوة وحدها وليس سواها لأن هذه العصابة لا يجدى معها الحوار ولا يؤمنون به. ماذا ينتظر قادة الأحزاب هل يكتفون بالمراقبة واطلاق المصطلحات التي لاتجدي في مثل هذا الموقف الراهن للسودان والبلد تتشظى بفعل هؤلاء؟؟؟؟
كلمات الامام تعني أن يتحفز الشعب للثورة القادمة وأن يعلم الجميع أن لها أثمانها.