إعادة تصنيف السودان في مؤشرات العالم

التطورات الكبيرة التي حدثت في علاقات السودان مع الولايات المتحدة الأمريكية والتقارير التي تتحدث الآن عن رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية الخاصة بالدول الراعية والحاضنة للإرهاب.. مقروءاً ذلك التطور بالتحالف السوداني العميق مع دول الخليج والانفتاح على دول الغرب بشكل عام ..
هذه المرحلة التي تشهد نقلة كبيرة في علاقات السودان مع المجتمع الدولي والإقليمي سيكون لها انعكاس مباشر على التقارير الدولية الخاصة بتصنيف السودان بين دول العالم، وسيتأكد للجميع أن معظم قوائم التصنيف الدولي للسودان برغم أنها صادرة عن مراكز بحوث واستقصاء من المفترض أنها تعتمد معايير علمية وأرقاماً وإحصائيات أمينة حول موقف التعليم والصحة والحريات والشفافية والفساد والابتكار وغيرها من القوائم التي ظل اسم السودان يتذيلها دائماً أو يقع في خانات متأخرة جداً في التصنيف، سيتضح للناس أن هذه القوائم لم تكن بعيدة عن الموقف السياسي الدولي من النظام الحاكم في السودان، ولم تكن تلك القوائم بكل هذه الدقة العلمية والنزاهة الأخلاقية في القياس والتي يتخيلها الكثيرون .
سيكتشف العالم أن موقع السودان سيتغير تبعاً لتغيير الموقف السياسي الدولي تجاه السودان بشكل مباشر، وفي هذه الحالة سيكون الأمر مفضوحاً وواضحاً لا يحتمل المغالطة حوله .
وسيتغير التصنيف نتيجة اتساع فرصة وجود محققين وراصدين ومراقبين يمثلون تلك المراكز البحثية داخل السودان، يستقون معلوماتهم بشكل مباشر ومن على الأرض، ولا تكون مواقفهم مبنية على معلومات سماعية أو إحصاءات واردة لهم من مصادر محلية لها أجنداتها السياسية ومصلحتها في إبقاء اسم السودان في ذيل تلك القوائم .
لقد ظللنا نتجرع من كأس الإحباط جرعات مستمرة شككتنا في أنفسنا وفي قدراتنا في كل المجالات.. تخيلوا تقارير دولية تتحدث عن القدرة على الابتكار تضع السودان في ذيل قائمة دول العالم.. تسبقنا دول مأزومة وشبه مغيبة عن الوعي مثل الصومال، ففي تصنيف مؤشر الابتكار العالمي قبل سنوات يحل السودان في المركز قبل الأخير على مستوى العالم قبل اليمن فقط، برغم وجود علماء في السودان لهم إسهامهم العلمي واكتشافاتهم الموثقة دولياً بأسمائهم مثل البروفيسور الفحل والبروفيسور محمد عبد الله الريح والدكتور معز بخيت وعشرات غيرهم .
وفي مؤشر التعليم العالمي الصادر عن منتدى دافوس في 2016، خرج السودان مع سوريا وليبيا واليمن والصومال من التصنيف نهائياً، بزعم أنه لا يوفر أبسط مقومات التعليم.. فهل هذا دقيق؟
نعم هناك مشكلات في جودة التعليم في السودان لكن ليس عدلاً أن يخرج بلد به عشرات الجامعات وبه آلاف المدارس من التصنيف نهائياً في الوقت الذي خرجت فيه هذه المدارس، وتلك الجامعات علماء وخبراء سودانيين يتبوأون مراتب ومواقع مهمة في جامعات ومؤسسات الاقتصاد والطب والقانون ومختلف المجالات في دول العالم المختلفة..!!
نعم هي تصنيفات معتمدة دولياً لكن للأسف إما أنها مختلطة وملتبسة بالسياسة أو أن هناك قصورا كبيرا في آليات استقصائها وبحثها عن المعلومات الصحيحة والدقيقة حول واقع التعليم وغيره في السودان .
فلو كانت هناك أمية في السودان، فإن أرقى دول العالم موجودة في مؤشرات الأمية وعلى سبيل المثال بريطانيا العظمى تلك تقول إحصائيات موثقة إن نسبة الأمية فيها حتى وقت قريب تزيد عن العشرين بالمائة من البريطانيين لا يعرفون القراءة والكتابة .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي
حلايب سودانية
يا بعانخي
حلايب سودانية
حلايب سودانية
يا بعانخي
حلايب سودانية