مقالات وآراء سياسية

غبار المعركة والحرب ينبغى ان لا يطمس البصر والبصيره تجاه المعالجة الراشده

حسن بشير هارون
[3]

من الترف الذهنى ، غير المرغوب فيه ، الحديث عن سرد تاريخى ومعاتبه او ملاومة . فى هذا الظرف الحرج من عمر السودان ،
والوطن يتعرض لاقسى مهنه فى تاريخه الحديث تهدده بالانهيار التام وقد بدأت الدولة تتأكل رويدا رويدا فى طريقها إلى مآلات التقسيم بعد الدمار والتدمير ، وقبل ذلك مآسى انسانيه أليمة تظل آثارها باقيه لامد بعيد .
الحديث اليوم فرض عين والزامى لكل صاحب بصر وبصيره وحس انسانى سوى أن يساهم بفعل وقول ايجابى لدرء ما يمكن تدراكه من مصير مشؤوم قادم .
وكل ذلك بسبب الحرب اللعينه العبثيه ومآلاتها الحاليه والبعيده ومستقبلها  القادم .
لا للحرب ، والدعوة لايقافها ، ومجابهة دعاتها ومؤيدها . ليس حديثا انهزاميا ضد كرامة وعزة الوطن . بل هو صوتا امينا صادقا لصون البلد والمحافظة على سلامتها ومواطنها والقيم الانسانيه عموما.
الحرب ، ضد السلام ونقيضه . وليس فيها اى الحرب كرامه وعزه . والمنتصر ، فيها مهزوم بمطيات ما يجرى  اليوم .
الجيش رمز سياده لا جدال فى ذلك . ينازعه جزء ، منه متمرد عليه . بمفاهيم مدنيه اكثر من كونها عسكريه.
تلك المفاهيم هى فكره وقضية ظلت تنمو وتتطرد منذ نشأة دولة السودان الحديث والمعاصر .
تمرد اليوم الذى يقوده الدعم السريع وحميدتى امتداد لعديد من حركات التمرد لم تحسم بالقوه العسكرية والسلاح
تمرد الجنرال عبود ونميرى والبشير والان البرهان واصلا كل انقلاب تمرد مهما قيل من  المحسنات اللفظيه وقبلهم تمرد جوزيف لاقو وجون قرنق وخليل ابراهيم القتيل وأخيه جبريل ومالك عقار وما زال عبدالواحد نور وعبدالعزير الحلو فى صف القائمه والصفه
لم يخترق حميدتى القائده الا انه أمتلك ميزة نقل المعركه من موقع طرفى إلى موقع متقدم فى قلب المركز وذلك من سوء ، تدبير المركز نفسه وخطل رأيه وعدم الاستفاده من التجارب السابقه والقراءه الخاطئه للطرف الاخر فى معادلة الصراع . قد يكون حميدتى فى هذه الناحيه أمتلك قدرة وقراءة للمشهد اكثر من الطرف الآخر.
ليس ، تشجيعا ولا تفخيما ولا انحيازا لكن قراءة واقع اليوم الذى أصبحت المصالح للدول والقوى العالميه هى الفيصل فى تشكيل المشهد ميدانيا وسياسيا . ويؤكد ذلك معظم القوى العالميه تنظر للحرب ، الدائره حاليا بين ندين وطرفين وفقا لمصالحها وقد تدعم اى من الطرفين حسبا المصالحه . ومعروف أن السودان يزخر بكثير من الموارد الخام التى لم تستغل بعد بهذا يمثل مخزون استراتيجي ذلك لتلك الموارد
فالحرب اللعينه العبثيه تخدم مصالح الآخرين لكنها تدمر شعب السودان فى مكوناته البشرية وقيمه الانسانيه ومشاهد النهب والسرقه والسلب والقتل كلها قيض من فيض فى سبيل تدمير ما يسمى بالسودان .
من هذه الحيثيات يجب أن تتكامل الرؤى والأفكار للدعوة إلى إيقاف الحرب والدعوة للتفاوض ، على أسس جديده لبناء ، مشروع وطنى جديد يختلف من المعالجات السابقة للنزاعات والصراعات .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..