مقالات وآراء

عن الإعتداءات علي أفراد “تسعة طويلة”، أقول

معتصم بخاري

 

طالعت كغيري إنتشاراً واسعاً لتسجيلات تبين وترصد إعتداء عدد من المواطنين علي من يُلقي القبض عليه من عصابات النهب المنتشرة

المسماة “تسعة طويلة”.

تتباين ردود الأفعال إزاء هذه الظاهرة المقلقة التي تحمل في طياتها مضامين يجب أن تؤرقنا جميعاً .. ويظن كثيراً من الناس إن في ذلك جزاءً وفاقاً لهذه الفئة الضالة.

هنالك ملامح يجب ألا نغفلها ونحن نتناول هذه الظاهرة بالنقد والتحليل  والتمحيص ..

الملمح الأول هو أن المواطنين قد قرروا اخذ القانون بيدهم يأساً من الشرطة وكل أجهزة إنفاذ القانون الفاسدة .. وفي ذلك بلاء عظيم .. والبعض يؤكد أن هؤلاء المتفلتون إنما يفعلون ذلك بإيعاز من سلطة الإنقلاب لترويع المواطنين ودفعهم لقبول سلطة الأمر الواقع كثمن لأمنهم الشخصي .. وربما تكون هنالك مصداقية لهذا القول في ظل التراخي الواضح من الشرطة في التصدي لحسم هذه الظاهرة التي تهدد السلم والأمن المجتمعي.

الملمح الثاني هو أن القوي الأمنية بمختلف مسمياتها وتنظيماتها لم يعد أمن الوطن او المواطن يشكل أي جزء في عقيدتها او مهامها ..

الشرطة بعد الثلاثين العضوض من حكم إخوان الشيطان قد تحولت إلي أداة قتل وقمع وترويع ليس إلا ولم يعد أمن المجتمع يقض مضجعها ولذا أصبحت الجريمة تمارس جهارا نهارا دون خشية أو خوف .. بل رأينا منسوبي هذه الأجهزة وهم “يسرقون” في وضح النهار وهم في زيهم العسكري !!.

الملمح الثالث، هو أن الناس حين تتداول التسجيلات التي توثق للإعتداءات البربرية التي يُواجه بها وتتنزل علي هؤلاء المجرمين من العصابات المتفلتة. يصاحبها إحساس بالفخر والسرور والإنجاز ، وهذا للأسف شعور زائف .. وسيؤدي إستمرار هذا النهج الي عواقب وخيمة ومآلات سيدفع ثمنها المجتمع قاطبة ..

نحن نعلم أن العنف لا يولد إلا العنف .. وهذه المشاهد المروعة يشاهدها بالطبع هؤلاء المجرمين كما نشاهدها .. وسيكون رد الفعل الطبيعي لديهم، أنهم لن يسمحوا لأحد أن يلقي القبض عليهم مستقبلاً وسيكونون أكثر عنفاً وإجراماً .. فهم ليس لديهم ما يخسرونه ولكننا سندفن الطمأنينة في بلادنا إلي الأبد.

بالتأكيد لن أصادر حق أي شخص في الدفاع عن نفسه وماله وعرضه حتي وإن أدي ذلك إلي قتل المعتدي، فالشرع والقانون يجيزان ذلك بميزان العدالة الإلهية وبالمنطق .. ولكن ما أن يلقي القبض علي أحد هؤلاء الأشرار، فلا يحق لأحد إيقاع أي عقوبة عليه مهما كانت المبررات ومهما كان حجم الغضب المعتمل في الصدور .. والقاعدة العدلية الثابتة تقول بأنك لا يمكن أن تكون الخصم والحكم، بل ومنزل العقوبة ومنفذها، إن في ذلك فساد عظيم.

أقول،

إن الثورة السودانية قد خلبت ألباب شعوب الأرض قاطبة بسلميتها وترفعها ووعيها .. بالأماجد والماجدات يواجهون الموت والرصاص بالهتاف والثبات. وتلك المشاهد المرعبة لمواطنين يُنزلون أشد أنواع العقاب علي هؤلاء الأشرار ستفقدنا إحترام أنفسنا والعالم .. وتجعلنا نتساوي معهم في الشر والبؤس والإنحطاط.. بل أسوأ من ذلك تساوي بيننا وقادة الإنقلاب ومن والاهم.

 

[email protected]

‫12 تعليقات

  1. احسن حاجة لو شفت زول راكب دراجة نارية ف ابعد عنه ممكن يكون تسعة طويلة
    و لو تجمع المواطنيين و عملوا خطة كويسة عشان يقبضوا على تسعة طويلة يكون احسن
    ب حيث يختبئ المواطن في المنطقة الممكن بطلع فيها تسعة طويلة و لما تشوفه و تعرف انه تسعة طويلة تهجم عليه فورا و تقبض عليهو

  2. اعتقد ان ما نشاهده من مناظر مروعة هذه الايام سيكون لها نتائج كارثية على سمعة السودان.
    هذه الاعمال البربرية والوحشية تقشعر لها الابدان واي انسان خارج السودان يشاهدها حتما سيتعاطف مع الضحايا ويعتبر السودانيين مجموعات من الرعاع.
    بأي حق تأخذ شخص حي وترميه في النار وهو شبه ميت؟ أي بشر هؤلاء؟
    اقول ذلك ولا يغيب عن بالي ابدا جرائم هؤلاء الاشخاص وترويعهم الامنين بخطف ممتلكاتهم.
    أعتقد أن معظم هؤلاء هم خريجي مدرسة الشماشة التي تنمو في المجاري والاسواق الشعبية وهؤلاء بشر ولكن ليس لهم قيم ولا اخلاق ولا سلوك تربوا عليه، هم ضحايا المجتمع وحاقدون عليه، لا يفكرون الا في الحصول على المال لشراء الاكل والمواد المخدرة، وهم بالالاف..
    مهما قلنا عنهم فإنهم ضحايا بمعنى الكلمة وكان لزاما ان يأتي يوم ونرى منهم ما نراه الان من خطف وقتل واعتداءات، وهم ظهروا في هذه المرحلة بالذات لانشغال الاجهزة الشرطية بالمظاهرات المتواصلة والتي بلا شك تتيح تخلق خللا امنيا وتخلق مناخا فوضويا لمثل هؤلاء لممارسة هوايتهم.
    اشكر الكاتب لتطرقه لهذا الموضوع الخطير وما يحدث يدق ناقوس الخطر بالبحث عن حل لهذه المشكلة، مثلا جمع كل هؤلاء في معسكرات خلوبة والعمل على غرس بعض القيم الانسانية الاساسية فيهم واتاحة الفرصة لهم للعمل في مواقع الانتاج.
    ما يحدث اليوم من فعل وفعل مضاد سيقود الوطن الى نهايات لا تحمد عقباها فضلا عن تشويه سمعة البلاد بطريقة سيئة جدا.

  3. المسؤولية تقع على اكتاف السياسيين القذرين يتصارعون على السلطة وكل واحد فيهم مكنكش في موقفه ولا يهمه حال البلاد والعباد.

    1. السياسيين واجبهم وشغلهم الصراع على السلطة حتى يستطيعون تطبيق برامجهم السياسية والاقتصادية اما امن الوطن والمواطن هي مسؤولية الجهات الامنية تتمثل في وزارة الدفاع والداخلية تحت مظلة الحكومة القائمة

  4. هؤلاء يرهبون النساء بالسلاح .. قتل من يحمل السلاح منهم فيه منفعه ودرء للفساد

  5. ما يؤسفني هو تماطل الأجهزة الأمنية فهم يعلمون ويشاهدون ويدرون ما يحصل لكن هناك هدف لتماطلهم في القبض علي المجرمين وفي نفس الوقت تشجيعهم وتحفيزهم للقيام بالسرقة في وضح النهار .
    لكن علي اللجنة الأمنية ان تدرك الشعب السوداني كله عااااااارف وفاهم وما بتحكمونا إن صفقتهم ب ج

  6. هذه نواة لتأسيس شرطة الوطن وليس شرطة البرهان. طالما تقاعست الشرطة عن واجباتها في حماية المواطنين فعلي المواطنين ان يحموا انفسهم ولهم الحق في انزال القصاص بناس تسعة طويلة وغيرهم من اذناب الانقلابيين.

  7. من وجهة نزري الشخصي ان قتل هؤلاء النجرمين ضرورة اقتضتها غياب الجهات المعنية بمكافحة الجريمة…. والاية الكريمة اوصت بذلك في آية الحرابة…
    وعندما تقوم السلطات بدورها …. يتوقف المواطن عن اخذ حقه بنفسه.

  8. انا الي حد ما اوافق معك؟ لكن ما الحل؟ هؤلاء من يطلقهم هم الانقلابين لترويع المواطن؟ والاسؤ ان يقوم المواطن بمعاقبتهم ونشرهم في الفيص هذا خطر كبير وتشوه سمعتنا؟ ارجو من الشباب عدم نشره؟؟

  9. فى اوكرانيا الان، وفى ظل غياب الشرطة لظروف الحرب، يقبض على مثل هؤلاء ويتم تقييدهم على اعمدة الكهرباء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..