أستاذ عادل الباز ..أما تبت يدا المستحيل!!!؟

بسم الله الرحمن الرحيم
لم يعلق في ذاكرتي عنوان رئيسي في صحيفة..كالعنوان الذي صدّر به الأستاذ عادل الباز صحيفته التي كان يرأس تحريرها ..ولعلها كانت الأحداث إن لم تخني الذاكرة..إبان مفاوضات نيفاشا وهو قرب قاعاتها..فعند أول بروز لبوادر الإتفاق بعد المفاوضات المارارثونية..كان المانشيت في صحيفته(تبت يدا المستحيل)..ثم تراجعت الآمال ..ودب الإحباط قليلاً..وما أن تم الاتفاق .. حتى سطعت صحيفته بنفس العنوان مجدداً..أحببت العنوان ..بقدر آمال السودانيين وقتها في نيفاشا .. كان عنواناً ذكياً .. يغني لاستقبال الراحل قرنق في الساحة الخضراء قبل حدوثه..ويذكر بحالة الاستقرار الاقتصادي بعيده..ولكن ..تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن.. فقتل قرنق أو اغتيل لا فرق..في حادث مروحية.وراح الجنوب بفرح غامر يغطي أوشام قبائله.. وسربي الأوز في ثغر إنسانه كما أبدع صلاح احمد إبراهيم .. قبل أن يحل حسرة في قلوب العالمين ..وجرحاً في كف السودانيين.
أما الشمال..فأشبهت حاله حال الجنوب ..وحكى عذُره عذَره..باشتعال هامشه من جديد..وتدور رحى الأيام على شعبه ..ومنهم الأستاذ عادل الباز ..ليكون عنوان مقاله بالأمس أو خلاصته ( غالباً ما يكسب اليأس المعارك)..فتأمل الفارق ..وتحسر ما بدا لك.
لم تبدأ حسرتنا مع عادل وحسرته معنا ..من عدم مواصلته رئيساَ للتحرير..فربما أعفاه الله من هول ما تكتبه الأقلام الحرة..في زمن تخنق فيه الحرية ..ولكن من حيثيات أوجزها بذكائه الصحفي..نعت فيه التعديلات الدستورية حوار الوثبة. وشيعته إلى مثواه المتوقع … واغتالت الميزانية أي آمال في المستقبل القريب..وواصل الرهان الأمني الصعود عوض النزوع السلمي الذي وضع له ذلك العنوان الفاره.وسوء الخاتمة حيث لم يسعد النطق إذ لم تسعد الحال..
عادل..كما الكثيرين ..يعلم ..أين العلة ..عندما يقول برلماني ..أنهم سيحللون الذبح للبشير..حتى إن ذبح في الساق..وكفى بك داءً.
لكن تمهل قليلاً ..وانظر في آخر النفق..فإن كان الزبير محمد صالح..قد وضع المعيار الذي يعرف به الشعب أولاد المزارعين في الحكم إن سرقوا..وأضيف إيه أولاد الرعاة..فتفرس في وجوه أولاد المدن والمهاجر..وتابع (كيبورداتهم) ..فهناك ..من سيجعلك تكتب مجدداً..عناوين من شاكلة ..تبت يدا المستحيل …وباللون الأخضر كما اخترت يومها..لك التحية.
[email][email protected][/email]