ما بعد توقف القتال..!!

عصب الشارع
صفاء الفحل
جميعنا ننتظر ونترقب نهاية المفاوضات التي تجري في جده بين مبعوثي اللجنة الأمنية وجنجويد الدعم السريع ونمني النفس بأن تخرج بوقف لإطلاق النار بين الطرفين دون أن نفكر هل يعني هذا التوقيع فعلاً نهاية لمعاناة المواطن البسيط وهل توقف القتال يعني بالتالي توقف عمليات النهب والسرقة والابتزاز فالمدرك لواقع الحال يعلم بأن لاعلاقة لوقف القتال السياسي بتوقف النهب الإجرامي دون أن تكون هناك شرطة (قوية) ومحاكم نزيهة ناجزة وهذا مالا نثق في توفره خلال تلك الفترة التي تعقب التوقيع في ظل الاوضاع المزرية التي تعيشها الشرطة وعدم الثقة في نزاهة القضاة المؤدلجين ويحتاج الأمر لفترة حتى تتمكن حكومة الفترة الإنتقالية من إستعادة توازنها وخلال ذلك ستستمر عمليات النهب لفترة..
والحديث عن أن افراد من القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع هم من يقومون بذلك النهب وتلك السرقات سيزيد العبء على قوات الشرطة بوجود قانون حصانة القوات النظامية ويجب على الحكومة الجديدة إلغاء هذا القانون قبل كل شيء، بل وزيادة العقوبة علي أفراد القوات النظامية في حال مخالفتهم للقانون على أن تكون الاحكام فورية ، فالمماطلة في تنفيذ الاحكام يغري آخرين لارتكاب الجريمة فقد تعودنا على الإفلات من العقاب خاصة بالنسبة لمنسوبي القوات النظامية المختلفة..
والمصيبة أن لا أحد يملك إحصائيات لإعداد من يحملون السلاح داخل العاصمة اليوم من قوات نظامية مختلفة وكتائب إسلامية، بالإضافة إلى جنجويد الدعم السريع وعصابات المتفلتين وقوات الحركات المتمردة المختلفة ومجموعات أخرى قد نكون لانعلمها، وإمكانية السيطرة عليها جميعاً في الوقت الذي كان يجب أن تكون هي المناط بها بسط الأمن وفرض القانون مع الشك المفترض بأنها هي من تعمل على إختراق القانون وعدم مقدرة قياداتها السيطرة على صغار الجنود الذين صاروا يعيشون أوضاعاً نفسية سيئة مع طول أمد الحرب وعدم استلام العديد منهم لرواتبهم وتبدد احلام الثراء التي كانوا قد وعدوهم بها..
كل هذه التقديرات الواقعية تفرض وجود قوات أممية أو أفريقية للفصل بين كل تلك القوات ، وكل من يرفض وجود تلك القوات ولو لفترة قصيرة ويغلف الامر بالإستعمار الحديث وخلافه فإنما يدعوا لإستمرار عمليات النهب والإبتزاز والتطهير العرقي في بعض مناطق غرب البلاد وعلينا الإقتداء ببعض الدول التي شهدت أحداثاً دامية وكان للقوات الدولية الفضل في إعادة الإستقرار إليها ، كرواندا التي صارت من أقوى دول إفريقيا إقتصادياً
لن يعود الامن والاستقرار الي ربوع الوطن دون دعم ومساعدة دول العالم لنا وهو أمر أوصلنا نفسنا اليه بما زرعته سنوات التيه الكيزانيه السوداء من تفكيك للبنية والنسيج الإجتماعي وتفشي القبلية والحقد والمحسوبية، والعديد من الامراض التي يجب الاعتراف بها اولاً ، والموافقة بأن يساعدنا الآخرون في العلاج وأن نتجاهل دعاوى المهرجون الذين يحدثوننا عن غزو خارجي وأحاديث كل الغرض منها ألا ينهض الوطن وأن يظل أبداً يرزح تحت أقدام الدكتاتوريات العسكرية ..
هذا الوطن سينهض وستكسر كل القيود طلما أن هناك شباب يفتحون صدورهم للرصاص ليفتحوا له مستقبل جديد وسودان الغد الجديد قادم مهما طالت المحن..
والثورة ابدا لن تتوقف
والقصاص آت لامحالة
والمجد والخلود للشهداء
الجريدة




اخيرا بقيتوا على القوات الاجنبية. امال ثورة ديسمبر دي عملتوها لشنو.. مجرد محاكاة لناس سوريا وليبيا واليمن ولا شنو..نسأل الله أن لا يكون مصيرنا كمصيرهم.