في اليوم العالمي للمرأة تحية حرية للاستاذة جليلة خميس كوكو

صادف امس السبت الاحتفال بيوم المرأة العالمي، والمرأة علي كل بقاع العالم مع اختلاف فارق الزمن ، ويعتبر هذا اليوم مكرسا لفتح الاوراق والتقارير عن ما قامته به امهاتنا واخواتنا في السنة السابقة ، وما تعرضن له من ضغوطات وتحرشات واعتقالات في دولهن ، ولا اريد ان اقلل من دور النساء والفتيات السودانيات ، فهن يكابدن طواحين الحياة اليومية ، في المنزل والسوق ومكان العمل ، فدورهن ليس مختصرا علي البيت وحده ، تعداه للخروج وكسب قوت اليوم لاسرهن ، وتساوين مع الرجل . في هذا اليوم ، اول ما خطر علي بالي الاستاذة جليلة خميس كوكو، وما تعرضت له اعتقال من قبل الاجهزة الامنية من منزلها ، واخذت من وسط اسرتها بطريقة لا انسانية في زمن اللانسانية ، ورميت قرابة الاشهر في معتقل المؤتمر الوطني ، لم ترتكب جليلة جريمة يعاقب عليها القانون ، الا اذا كان استضافة اسرة نازحة من جبال النوبة يعتبر جريمة ، فهذا شئ جديد في قاموس السياسة السودانية ، وفي زمن العصابة الحاكمة ، فاخلاق جليلة حملتها علي تقديم العون الانسان من دون خوف ، وهي تدرك ان عملها سيلقي تعنتا وتصدي ، وارادت اجهزة السلطة تلفيق تهمة الانتماء للحركة الشعبية قطاع الشمال ضدها لتستمر في الحبس
لاشهر ، وليس الانتماء للحركة ،وتأييدها جريمة ، فمن حق المواطنة السودانية ان تنتمي الي حزب سياسي او منظمة سودانية ، ما دامت علي قناعة تامة بذلك . رغم حرارة الاعتقال وطول فترته ، لم تنحني جليلة او تنكسر ، لانها امرأة ترفض الانحناء ، صبرت علي جلاديها في السجن . وبعد اشهر من الاعتقال التعسفي اطلاق سراحها ، فمازالت جليلة هي جليلة ، مؤمنة بحقوق النازحات من جلدتها ،وحق كل النازحات في البلاد ،وحقها في الحرية والمساواة والعيش الكريم ، وإيقاف الحرب في المناطق الملتهبة ، ومن افرازاتها النزوح الكبير والقتل الجماعي ، وتعتقد جليلة ان الكارثة الكبري للصراع ، يقع علي عاتقهن . ان السودان في كل مناطقه به نساء وفتيات مثل جليلة ، حاربن النظام ،ليس بالسلاح ، بل بصمودهن في وجه الطاغية لنزع حقوقهن منه في السياسة ومنظمات المجتمع المدني ، وخرجن الى الشارع احتجاجا علي القوانين القمعية التي تستهدفن ، وخرجن احتجاجا علي
الاعتقالات العشوائية ، وما يتعرضن له من مضايقات ، في كل اسرة سودانية تجد شخصية شجاعة وقوية وصامدة كجليلة خميس كوكو ، لا تعرف الخوف ، ولا الرجوع الي محطة الاستسلام ابدا . فجليلة كانت ايقونة النضال الانساني ..

حسن اسحق
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. التحية والاحترام لكل نساء بلادي امهات واخوات وبنات لهن التجلة والتقدير وهن يتحملن اشكالا والوانا من العذاب وضيق الحياة …….. نسال الله سبحانه وتعالى ان يزيل همهن وخزنهن ويخفف عليهن الام المعيشة القاسية .. والشكر لك اخي اسحق علي هذه المقالة الرائعة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..