أخبار السودان

 (115) شهيد وشهيدة وأكثر من (7) ألف مصاب.. انتهاكات سُلطة الانقلاب إلى أين؟

* د. أسعد النور: كل الاصابات القصد منها القتل وليست تفريق المتظاهرين

* والد الشهيد كشة: الانتهاكات عمل منهج مخطط ومدروس يقوم به النظام الانقلابي لتمكين أركان حكمه

* البصري: يجب تحويل كافة الانتهاكات الى الجرائم ضد الانسانية وفق القانون الدولي

* رئيس مجلس أمناء هيئة محامي دارفور: الأجهزة العدلية والقضائية أدوات سياسية تُدار من قِبل السلطة التنفيذية

كثير من الانتهاكات ظلت قوات السلطة الانقلابية تمارسها ضد المتظاهرين السلميين منذ انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر الماضي بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية وسلاح الخرطوش، بالإضافة الى اطلاق الغاز المسيل للدموع وتصويبه مباشرة في مواجهة الثوار، فضلا عن الدهس بالعربات والمدرعات مما أدى الى ارتقاء 120 شهيدا وشهيدة وآلآف الاصابات وفق تقرير لجنة الأطباء المركزية،

( الجريدة ) رصدت ندوة تحالف قوى التغيير الجذري بعنوان “انتهاكات السلطة الانقلابية” بمقر بيت التراث بالخرطوم 2 أمس للكشف عن تلك الانتهاكات.

الخرطوم : فدوى خزرجي

العقيدة في خطر

” العقيدة في خطر”.. بهذه العبارة أبتدر كشة عبد السلام كشة والد الشهيد (كشة) حديثه في ندوة انتهاكات السلطة الانقلابية، مضيفاً: الانتهاكات من خلالها يبرر الانقلابيون سطوهم على الديمقراطية ولم يقدمو شيئا سوى تعميق الأزمة الوطنية من خلال مشروعهم البائد، وكأن انقلابهم تكرارا لانقلاب الفريق أول إبراهيم عبود في العام 58 ومايو 69 ومن ثم الاستيلاء على المشروع 1989م، واضاف: بدأت حملات الانتهاك والارهاب الواسع وتواصلت جريان أنهار الدم وأخذت طابع الحدة والتنوع، وظل الشهداء تتصاعد أرواحهم، وساد عهد الفظاعات والبشاعات الذي يستمر حتى الآن بفعل الانقلابيين بذات المنهج والممارسة، يعتبر التعذيب أبشع انواع الجرائم ضد الانسانية لجهة أنه اسلوب ارهابي يشكل خرقاً واضحا لمبادئ حقوق الانسان وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة ومخالفاً لكافة قرارات ومنظمات العفو الدولية، وتابع: وصلت أساليب التعذيب و وحشيتها في ظل انقلاب البرهان حيث اصبحت وسيلة لتدمير الكرامة والشخصية، واصابة الضحايا بالعجز والعاهات الجسدية والنفسية ترافق الضحية الى نهاية العمر وإذا لم يمت تحت التعذيب العنيف، يأتي نحبه لاحقا متأثر من شدة وحِدة المضاعفات، واعتبر بأن قضية مناهضة التعذيب من أول القضايا التي يجب أن تفضح ويتعرى مرتكبوها، لأنه الاسلوب الذي يعتمد عليه النظام لإدخال الرهبة والترويع في نفوس الثوار حتى لا يقاوم الانقلاب، وجزم بأنها ليست عمليات نزوة عابرة أو مجرد حقد، ولكنه منهج مخطط ومدروس يقوم به النظام الانقلابي لتمكين أركان حكمه ومتهاون، سواء من بعض الفلول وقوى خيانة الثورة، وشتات الحركات المسلحة التي عجزت عن تحقيق اهدافها وتسلقت دماء الشهداء لتحقيق اهدافها، وزاد : لذلك يجب علينا محاربة الجهود المبذولة لإفلات القتلة منذ بداية الحراك الثوري مرورا بجريمة مجزرة فض الاعتصام وبعد الانقلاب الاخير، وشدد على ضرورة العمل على الترتيبات المنصفة لمحاسبة والقصاص من القتلة، والثورة مستمرة حتى تبلغ سدرة منتهاها. واردف: ومازال القتل مستمراً ومحاسبة الداعمين للإفلات المشين وفاء لمن هم أكرم منا جميعا طابت قبوركم يا من جلبتم لنا حرية الوطن أن الجروح لا تداوى بلجان على شاكلة لجنة أديب.

اصابات وقتل

ومضى د. أسعد النور مستعرضاً الانتهاكات التي تمت في مواجهة المتظاهرين السلميين منذ انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر الماضي وحتى الآن، واعلن ارتقاء 115 شهيد وشهيدة واكثر من 7 ألف مصاب، وقال يتم تسجيل 18 اصابة يوميا وارتقاء شهيد كل ثلاثة ايام، منوها في ذات الوقت الى ان تلك الاحصائيات ليست كاملة لجهة ان هناك اصابات ميدانية ولا تصل الى المستشفيات، وجزم بأن كافة الاصابات بقصد القتل والاماتة وليست بقصد تفريق المتظاهرين، وبرر ذلك لجهة أن الاصابات تتم بشكل مباشر في الاعضاء الحساسة بالجسم “الرأس، الصدر، البطن، العنق”، موضحا : الاصابة في الرأس تؤدي الى تهشيم الجمجمة ، اما اصابة العنق تؤدي الى تهتك الاوردة والشرايين مما يؤدي الى نزيف حاد يؤدي الى الوفاة، بالإضافة الى صابات منطقة الصدر التي تؤدي الى الاصابة المباشرة للقلب والرئتين مما يؤدي الى نزيف كبير، بجانب اصابات تجويف البطن والفخذ تتسبب في نزيف الشرايين مما يؤدي الى فقدان لتر ونصف من الدم ويؤدي الى عدم توازن الجسم والوفاة مباشرة، وأضاف: هنالك اصابات اخرى منها الدهس بالعربات والمدرعات، بالإضافة الى استخدام عبوات الغاز المسيل للدموع كسلاح مباشر، بجانب الاعتداء بالضرب بالهراوات والعصي.

وتابع: على الرغم من أن قوات السلطة الانقلابية مارست أشد أنواع البطش بكافة الممارسات البشعة والعنيفة في مواجهة الثوار العزل السلميين لكسر عزيمة الثوار المتظاهرين وايصالهم لحالة اليأس لكن هذا لم يحدث بل زاد عزيتهم ، بالإضافة الى الانتهاكات الأخرى المتمثلة في اقتحام المستشفيات وتطويق محيط المستشفيات الكبيرة واستهداف عربات الاسعاف والاعتداء على الكادر الطبي، مما يؤدي الى تعذر وصول المصابين لتلقي العلاج اللازم، فضلا عن اطلاق الغاز المسيل للدموع في الأماكن المغلقة يعجل ويزيد الاصابات مما يؤدي الى الاختناق، وواصل: من ممارسات قوات السلطة الانقلابية صعوبة حصول المصابين على استخراج أرونيك 8 الجنائي، فضلا عن اغلاق الكباري والطرق بالإضافة الى المضايقات الاخرى، وقال: كل تلك الانتهاكات تؤكد بأن السلطة الانقلابية ليس مكانها الغرف المغلقة والاجتماعات بل مكانهم السجون والمشانق، وناشد الشعب السوداني وكافة المنظمات أن تقدم الدعم من الموارد المالية والعينية واللوجستية الى المستشفيات الحكومية للمساهمة في بناء البنية التحتية للمدى البعيد، ودعا كافة الكوادر الطبية بأن تتحد وتكثف جهودها بتكوين نقابة الاطباء والالتفاف حول المرضى لتوفير أبسط مقومات الحياة .

اعاقات مستديمة

ونوه د. النور الى أن تلك الاصابات يترتب عليها اضرار كبيرة جزء منها أما الموت او الاصابة بإعاقات وعاهات مستديمة منها ” الشلل الكامل والنصفي ، وبتر جزء من الاطراف ، وفقدان اعضاء حسية”، وكشف عن وجود عدد كبير من الثوار منومين في العناية المكثفة يتلقون العلاج حتى الآن، بالاضافة الى أنه تم وقوع 8 اصابات وسط الثوار باستخدام سلاح جديد يؤدي الى كسر في اليد التي يستخدمها الثائر ووصف السلاح بالنوع الغريب، منوها الى أن كافة الاصابات تم تحويلها لاكتمال الاجراءات والتحقيق حول ذلك السلاح، وحمل مسؤولية قتل العشرات والمئات في مناطق دارفور والنيل الازرق وكردفان الى السلطة الانقلابية، واتهمها بأنها تقوم بنشر خطاب الكراهية والفتنة وتسليح مكون ضد آخر .

الاستهداف المباشر:

ابتدر اللواء معاش شرطة حقوقي محمد الصايغ حديثه معقبا على الانتهاكات التي استعرضها د.اسعد النور، قائلا: عقب الاستماع الى استعراض هذا الكم من القتل والاصابات يؤكد ذلك انه لا يحدث صدفة، المتظاهرون يواجهون بعدد من القوات التي ترتدي زي شرطة، وأكد على أنه لن يتم اتخاذ أي اجراء قانوني في كافة الجرائم التي وقعت من اغتصاب وقتل عشوائي او القتل المقصود بالاستهداف المباشر للثوار النشطين في المواكب بشفافية وعرض المتهمين الى النيابات.

قوانين تساعد علي الإفلات من العقاب

ومن جهته اعلن الناشط القانوني المحامي عثمان البصري اختفاء خمسة ثوار منذ الانقلاب وحتى الآن من بينهم الزين عثمان ورفيقه من قبل قوات مشتركة وقادتهما الى جهات غير معلومة وتم تعذيبهم، ورسم في ذات الوقت صورة قاتمة للقوانين التي وضعها نظام البشير ووصفها بالوضع الخطير، وقال تلك القوانين تساعد في الافلات من العقاب من تلك الانتهاكات ويستحيل اخضاعها واثباتها وفق القانون، من ضمنها جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية، بالاضافة الى جرائم التحرش والاغتصابات التي تتم من قبل تلك القوات، وأكد على أن كافة الانتهاكات التي تتم في المواكب تتم بصورة ممنهجة ومتكررة في أماكن مختلفة لذلك يجب عدم اخضاعها الى القانون الجنائي السوداني بل يتم تحويلها الى جريمة ضد الانسانية وفق القانون الدولي، ودعا الناشطين والباحثين في حقوق الانسان ان يسعوا لتحويلها الى قضايا ضد الانسانية.

مشروع فوضى قانونية:

وفي ذات الاتجاه رسم رئيس مجلس أمناء هيئة محامي دارفور المحامي الصادق حسن صورة قاتمة للوضع ووصفه بمشروع فوضى قانونية بشكل مخيف، وقال الأجهزة العدلية والقضائية أدوات سياسية تُدار من قبل السلطة التنفيذية، وجزم بأن القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة الفريق ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق ركن محمد حمدان دقلو وحلفائهم أكبر عقبة وحملهم مسؤولية الانتهاكات، والحركات المسلحة أداة من أدوات الانتهاكات، وكشف عن أنهم بصدد محاكة النظام ووالي شمال وغرب دارفور لجهة أنهم جزء من انتهاكات غرب دارفور بالشراكة مع قوات الدعم السريع وأردف: نحتاج الى مشروع عمل وتكاتف الجهود لوقف الانتهاكات .

الجريدة

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..