لا تحزن …!!

إليكم
لاتحزن …!!
الطاهر ساتي
** أهل اليونان يتقنون فن الحكي ذات المغزى، ومنها : .. مزارع امتلك حصاناً ، وظل يتباهى به .. وقع حصانه ذات يوم في بئرعميقة وجافة .. وظل يجهش بالصهيل الحزين الناتج عن ألم الارتطام بقاع البئر، ثم يرسل أنيناً يفطر القلب ويمزق الكبد من وطأة الألم..وظل المزارع – طوال ساعات الألم- يجتهد في التفكير لينقذ حصانه من تلك البئر العميقة، ولم يفلح..ثم فجاة شرع يفكر في أمر آخر، إذ إنقاذ الحصان لم يعد مهماً، خاصة وأنه صار عجوزاً وغير قادرٍ على العطاء، وأن تكلفة إخراجه من البئر تساوي تكلفة شراء حصان آخر، ثم أن البئر جافة منذ زمن طويل، وهي بحاجة إلى الردم والدفن، وليس له تكلفة دفنها وردمها..!!
** هكذا ذهب التفكير بالمزارع إلى اتجاه آخر، إلى ( التخلص من الحصان ثم ردم البئر).. استنجد بجيرانه طالباً منهم مد يد العون والمساعدة في دفن البئر بحصانها.. بدأ الجميع الحفر بالمعاول ثم جمع التراب وإلقائه في البئر بجد واجتهاد، وتأثر الحصان في بادئ الأمر بما يفعلون، حيث أخذ في الصهيل بصوت عالٍ ومغلف بالألم.. ولكنهم لم ينتبهوا لصهيله الحزين ولم يكترثوا لوجعه الخرافي ولم يبالوا لحياته الغالية، فقط المطلوب منهم هو دفنه حياً ليموت وتُدفن البئر الجافة.. بعد زمن طويل من صب التراب في البئر، تفاجأ الزراع بانقطاع صهيل الحصان، فذهب بهم الظن إلى أنه نفق تحت ركام ترابهم..!!
** وليتأكدوا من ذلك، انحنى أحدهم لينظر إلى ما يحدث في جوف البئر، وصعقه المشهد، بحيث رأى الحصان واقفاً ويهز ظهره كلما سقطت عليه أتربة المزارعين، فتنزل الأتربة من ظهره على أرض البئر، ليقف عليه الحصان ويرتفع خطوة للأعلى..وهكذا استمر الحال العام..هم يلقون بالتراب في البئر، فيقع التراب على ظهر الحصان، ويهز الحصان ظهره ليقع التراب على الأرض، ويقف عليه الحصان بحيث يرتفع خطوة نحو سطح البئر..وحين اكتمل الجهد الذي مكنهم من دفن البئر، تفاجأوا بالحصان يقف قاب قوسين أو أدنى من سطح الأرض، ثم قفز برشاقة إلى سطح الأرض( حيث هم بمعاولهم)، وغادرهم وهو يهز ظهره لينظفه من غبار ترابهم .. وصار (حراً طليقاً) ..!!
** انتهت الحكاية، ولكن حياة الناس لم تنته.. وحياة الناس كما حكاية ذاك الحصان في قاع البئر…إذ هي – الحياة – دائماً تلقي على الناس بأوجاعها وأثقالها وأحزانها، كما فعل أولئك الزراع.. ولكي تعيش حراً طليقاً ، يجب عليك أن تفعل كما فعل ذاك الحصان المثابر.. بمثابرته هزم أوجاعه وأنقذ ذاته من بئر الموت..لا تقلق مهما كان واقع حالك.. ولا تستسلم لليأس مهما كان عمق قاع ظرفك.. وتعلم نفض أتربة الآلام والأوجاع من ظهر قلبك، لترتفع ? بروح المثابرة – خطوة تلو الأخرى نحو (الهواء الطلق) ..!!
** نعم، وأنت تعانق نقاء العيد ، أنفض عن ظهر قلبك الحزن، وعن باطن عقلك التوجس وعن جوف ضميرك الحقد والحسد..هكذا تعش حياتك كما يرضى خالقك ثم يرضيك.. بتوكلك على الله تطمئن لعدالته وترضى بأقدار السماء أحكاماً.. لايُظلم من اتخذ الرحمن وكيلاً، وكذلك لايُهزم..صادق الدعاء لك ولوالديك وأسرتك وأهلك، وللوطن الحبيب بالعافية وراحة البال.. وثمة بطاقة نصها : ( ما أجملك: حين تحاول فعل الخير/ وتُحسن حين يُسئ الغير/ ..وما أعظمك : حين تعيش لأجل الناس..فسر لاضير/ وجد في السير/ توكل تُرزق مثل الطير/ وكُن كالشجر الأخضر/ يُعطي حين يصيب الأرض يباس) ..!!
السوداني
يااخوى انت الكلام الحلو ده بتجيبو من وين……………….
يعني نصبر علي الانقاذ لانها كما تدعون انها قدر ؟
ولاكل ماتضربنا اسرائيل نحن بنمشي لقدام ؟ وينعمل زي حصان اليوناني ؟
الحصان عنده عقل لكن البهايم الحاكمه دي ماعندها لانو لو عندها كان مصنع الاسلحه ده مفروض يكون مصنع للتراكتورات
والتصنيع الزراعي .. لكن وين مع ناس كل همهم الحروب وعقولهم لاتغادر ابواتهم ( جزمهم)
ياود ساتي ماتخليك صريح بدل اللولوه دي
يا سـلااااااااااااام يا طاهـر يا صديق.. خاتمة بديعة بمناسبة العـيد ما أحوجنا إليها الآن بالذات في هذا الزمان الذي تنتاشنا فيه سهام الهم والغم والحزن وغلبة الدين وقهر الرجال!.. شكراً وكل عام وأنت بألف خير وسرور.
قصة الحصان دا مكرر
يا لها من قصة … بها الكثير من العبر … فهلا أخذنا من هذه العبر
يعطيك العافية ياالطاهر على هذا الحكى الطيب. أنا شخصيا اجد فيه رمزية ولا رمزيات الطيب صالح
يا طاااهر
حالنا يشبه ذاك الحصان..الذى لم يفقد الأمل فى النجاة من البئر ليعيش مرة أخرى رغم الرضوض التى اصابته.ولم يفقد الأمل فى خروجه منها..والبئر هى الإنقاذ التى سقطنا فى أتون أعماقهاونحاول أن نردمها لنخرج منها برضوضنا وجروحنا وآلامنا..
ولا نملك إلا التوكل على الله والدعاء بأن يزيح عنا هذا العبئ الذي أثقل كاهلنالنعود معافين.
وثمة بطاقة نصها : ( ما أجملك: حين تحاول فعل الخير/ وتُحسن حين يُسئ الغير/ ..وما أعظمك : حين تعيش لأجل الناس..فسر لاضير/ وجد في السير/ توكل تُرزق مثل الطير/ وكُن كالشجر الأخضر/ يُعطي حين يصيب الأرض يباس) ..!!
شكرا على هذا الكلام الجميل و كل سنة و انت طيب و ربنا يخلصنا من الطغمة الظالمة ببركة العيد
يا الطاهر مقالتك مكرره لكن حلوه بس نوريك اننا متابعين
دا كلام طيب وينبع من انسان طيب القلب والنيه
طيبك الله في الدنيا والاخر ود ساتي يا طيب يا ابن الطيبين
مافي جديد مكررة
سلام عليكم استاذى ساتى كل عام وانتم بالف خير
حياءك الله لقد استمتعت بمقالك الجميل الرائع
متعك الله بالصحه والعافيه
صدقنى انا عشت كل تفاصيل هذا المقال وعشته بكل حزافيره وكنت اتشوق الى الكلمه قبل ما اصل قراْتها
لك كل التحيه والحترام
فاثبت انك موسوعه شامله فى كل ضروب الحياة