جمهورية الخرطوم..!!

قبل أيام وجدت وزارة الخارجية نفسها في موقف دفاعي.. والي الخرطوم كان من المفترض أن يزور في نوفمبر الماضي دولة روسيا لتوقيع اتفاقية توأمة مع مقاطعة (بلوقدر) الروسية.. سفيرنا في روسيا عمر دهب ظل يقوم بواجب التنسيق ولكن حتى نهاية شهر أكتوبر لم يقل الروس مرحبا بزيارة الوالي الخضر.. بعد التشاور مع رئاسة الوزارة بالخرطوم طلب السفير تأجيل الزيارة إلى اجل يحدد لاحقا.. هذا التأجيل لم يكن محل ترحيب من ولاية الخرطوم.
قبل أشهر كان الفريق الهادي والي نهر النيل في جولة أوربية انتهت بزيارة إلى المملكة المغربية.. والي شمال دارفور زار ألمانيا وعقد اجتماعات في العاصمة الألمانية.. أما الصين فقد باتت قبلة لولاة السودان.. فيها يتسوقون ومنها يوقعون على قروض مالية دون استشارة المؤسسات الاتحادية المتخصصة في هذا الشأن.
أمس عاد والي الخرطوم من زيارة إلى جمهورية جزر القمر.. الوالي قاد وفدا موسعا شمل وزراء وصحافيين وموظفين ورجال أعمال.. ولاية الخرطوم لديها سفارة في تلك الجمهورية يقوم بأمرها المهندس هاشم النقي منذ سنوات.. بالطبع هنالك سفارة سودانية أخرى يدفع تكاليفها دافع الضرائب المسكين.. ولاية الخرطوم لديها اتفاقية توأمة مع مدينة (انجازيجا) أكبر الجزر في تلك الدولة.. كما لديها مركز تدريب مهني، والآن تخطط لبناء مشفي في جزر القمر.. بل إن وفد الخضر حمل معه خمسة آلاف نظارة طبية وعددا من الأطباء.
لن أتحدث عن الكرم الخضري.. والينا إذا سار من مكتبه نحو خمسة عشر كيلومترا سيجد قرى بائسة تحسبها من القرون الوسطى.. مدارس ليس بها أسقف ولا مقاعد وتلاميذ لا يجدون وجبة إفطار ولو خبزا جافا.. إذا كان مسؤولونا لا يشعرون بمواطني هذا البلد فمن حقهم أن يتبرعوا للجار البعيد في جزر القمر.
في البداية سألت نفسي لماذا اختارت حكومة ولاية الخرطوم جمهورية جزر القمر لتمد لها يد المساعدة.. لدينا شعب واحد فرقته السياسة إلى بلدين.. ما يربطنا جنوب السودان يجعل فتح روابط خاصة أمر فيه منطق.. ماذا عن جمهورية أفريقيا الوسطى التي مزقتها الحرب أليس لديها عاصمة تستحق التوأمة؟.
قرأت بنهم مقال كتبه الزميل أسامة عبدالماجد عضو الوفد الزائر لجزر القمر.. كتب أسامة عن رحلة الوالي إلى جزر القمر.. مسؤول في جزر القمر أكد لزميلنا أن السودان شارك في تحرير إحدى الجزر وإن سودانيين يعملون في طاقم حماية الرئيس القمري.. ما علاقة والي الخرطوم بمثل هذا التعاون الحساس.. هذه ملفات فيها قدر من الخصوصية يجعلها تدار بواجهات متخصصة ليس من بينها ولاية الخرطوم.
بصراحة.. مطلوب ولاية وزارة الخارجية على الشأن الخارجي.. إذا كان لولاية الخرطوم مساعدات لدولة خارجية فلتمضي عبر بوابة وزارة الخارجية.. إذا سمحنا لكل ولايات السودان بإقامة تمثيل دبلوماسي خارجي فستعم الفوضى.. سيتوجس المركز من علاقات خاصة تجمع إيلا مع أفورقي.. وستحدث كارثة دبلوماسية إذا امتدت الصلات ما بين والي النيل الأبيض وحاكم مقاطعة أعالي النيل في جنوب السودان.. معظم الكوارث تأتي من باب النوايا الحسنة.
التيار
يا استاذ (دي عايرة وادوها سوط) !!!
دي بلد العجائب ممكن تتوقع فيها اي شئ !!
ونحن ايضا نكرر نفس السؤال لماذا جزر القمر .. لكن يا بقة ما قلت لى عشان الوالى رفض تخفيض رسوم
قطعة الارض فى الحى الراقى بقيت تفتح فية النيران وتشتت الشمار .. عالم معفنة جنس عفانة..
البلد كلها فوضه و فساد كل مسؤل عنده حاشية و يسافر على كيفو و يوقع اتفاقيات على مزاجه و الدولة كلها يحكمها قانون قرقوش و على راسها الخازوق المطلوب للجنائية الدولية .
اخبار الخمس مليار بتاعة الليبي الحصل فيها شنو يا ع الباقي