للمرة الألف..!ا

للمرة الألف..!!

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

هذا لم يعد مجرد خبر عادي كالفساد الذي صار مزحة سخيفة أوتحذير لخطر دائم كتكرار كمسلسل وقوع الطائرات الذي أضحى نوع من الدعابة الوقحة، لكنه أمر جلل في غاية الخطورة وخباثة الوسيلة.

أطلقناها مدوية إلى أن أصبحت مدودة جماعة كيلو كلام كلو حرام هي أفسد من فسد. عندما هدم متشددون إسلاميون الكنيسة الإنجيلية بالجريف غرب بواسطة بلدوزر وأشعلوا فيها الحرائق، في حضور أعداد من الشرطة كانوا يتفرجون ظهر يوم 21 ابريل-2012!!. وقلنا كما يقول المثل: الذي لا يرى من غربال الواقع، المستقبل القادم يكون أعمى.!. والخوف القادم من الفوضى و أن تكون هناك جماعات تتولد من رحم هذا العبث، تزايد وتكفر، وفي النهاية تضرب زلازل التفجيرات كل البلاد ويصبح سوداننا الحبيب مثل العراق والصومال وأفغانستان!.
وهاهي الأحداث تأتي من بين هذا الغربال كالدقيق المنثور بتكرار المشاهد: تخطيط متطرفين إسلاميين سودانيين لشن هجمات ضد دبلوماسيين أجانب ومسؤولين حكوميين، وتفلتات لجماعات سلفية بالرهد، وعمليات ضد إرهابيين في سنار. وليست المحاولة الإنقلابية التي يقف أيضا وراءها إسلاميين أو مجموعة السائحون أو المجاهدون ببعيدة عن هذا الموضوع. لأن كل هذا نتاج طبيعي لما ينضح به إناء الوطن من فكر ما يسمون أنفسهم إسلاميين مزايدين على المسلمين الأخرين بإسلامهم. حركات وجماعات تسرح وتمرح بإسم الإسلام، وحسب فكرها تعتقد أنها تحمل الصكوك الإلهية، ويفترضون انهم أولياء الله وأحباؤه، فتصعد في برج كبرياء خالي إلا من الإقصاء والإستعلاء والإزدراء والمزايدة إلى ما لا نهاية. ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. وبالتالي كل مرة تبيض الدجاجة بيضا ومع إنه ليس من ذهب تخرج فروخ جديدة، وبمجرد معرفتها بأنها مختومة بختم إسلامية تلعن أمها ثم تزايد عليها. وهكذا.
ولذلك نقولها مرة أخرى: إنها الفتنة تتقدم رويدا رويدا!!! تسير من بعيد وقادمة نحونا. فالفتنة أشد من القتل والفتنة أكبر من القتل. فنحن مطالبون جميعا بالتصدي لمثل هذا الفكر الذي لا يتقبل الأخر ولا يعترف إلا بلغة العنف والدم والموت والإرهاب والتخويف والتفزيع ولا يمكن أن تكون معه حرية ولا سلام ولا إحترام الإنسان لأخيه الإنسان. وثالثا ورابعا وتساءليون مرة نتساءل أين دور العلماء من هذه الفتنة؟. وأين الهيلمانة والتأصيل الذي قلل أصل المسلمين وجعلهم خيار وفقوس مسلمين وإسلاميين. مسلمين لا يشترون ولكن يتفرجون على تفرعن الإسلاميين وطغيانهم عليهم وتغولهم على دينهم الإسلام وبقية خلق الله الآخرين.
والسؤال الذي أكرره دائما للإسلاميين: ماذا تريدون؟ و ما هي رؤيتكم؟. دولة إسلامية! هب أن الدولة صار كل من يسكنها مسلمين ثم ماذا بعد؟…الشريعة!!، ومع إختلافنا معكم في مفهوم الشريعة، هب أنكم طبقتم الشريعة بمفهومكم!! لكي تكملوا استبدادكم وتسلطكم وتفتروا على حدود الله فتقهروا ما تبقى من المسلمين الآخرين! وتقتلوا من يخالفكم. ثم ماذا بعد؟. دولة خلافة؟، ومن قال لكم أنكم يمكن أن تتفقوا فيما بينكم أساسا بدون مفاصلات وإغتيالات ومكايدات وإنقلابات لتحكموا؟ ثم بعدها تأكلوا بنيكم وأنفسكم؟ ولنقل أنكم تجاوزتم الخلاف والصراع، ثم إتحدت بعض دول المسلمين وكونت دولة خلافة، ماذا سيكون إسم دولة الخلافة؟ أموية، فاطمية، أم كافورية!. ثم ماذا بعد؟، غزوات، وحروب في العالم لإجبار الدول الأخرى على الإسلام؟. ثم ماذا بعد؟. ماذا تريدون في النهاية؟، وكم سنحتاج من الوقت لنصل لما تصبون إليه؟ أرجو أن يترجل إسلامي ويرد على هذا السؤوال؟.

رجاءا إدركوا و أوعوا ان العالم تغير، معلوماتية وتكنولجيا وتقدم ومعرفة. الميدان لم يعد نفسه والإنسان لم يعد نفس الإنسان وعقله ينمو ليريه سبحانه وتعالى أياته في نفسه وفي الأفاق ليؤمن به كل الناس. فهل الله تعالى يريد من أساسه جماعات وحركات مثل هذه لتحميه أو تساعده بهذه الطريقة؟. إقرأوا عن الإسلام والتاريخ بتدبر وقيسوا الواقع الحالي بتمعن هل إنتشر أوينتشر ويسود الإسلام فى بيئة كلها تقتيل وتضييق وقهر وتشويه وطمس للدين القويم والقيم بالإضافة لظهور كائنات فضائية رمزا للنفاق يفعلون تماما عكس ما يقولون. فالجنون هو أن تفعل نفس الشيء كل مرةً بنفس الطريقة وتتوقع في كل مرة نتيجةً مختلفةً. فإذا كان هدفكم الدعوة، فالدعوة بالحكمة أولا، أي بمراعاة الظروف ثم التصرف بمقتضاها ومن ثم الموعظة الحسنة، وليس القهر والجبر والوصول للهدف بأي ثمن. فإذا أراد الله أن ينزل لأنزل من السماء آية فتظل أعناق الكل له خاضعة. ولكنه سبحانه رب قلوب، يريد عباد يحبهم ويحبونه فرحين وليس عبيد يطيعونه مقهورين.

هذه دعوة لكل العقلاء الذين ينسبون انفسهم أنهم ينتمون للحركات الإسلامية، كفاكم. لا تتحدثوا عن حركات إسلامية بعد اليوم او عن الحل بيدها، فهي في ذاتها دعوة للتفرقة والتمييز بين المسلمين انفسهم، إذا فهي باطلة ولن تولد إلا عدم الإستقرار في أي كيان تدخل به. خذوا العبرة بحالة الإنحراف والتشرذم والتساقط الذي تعانون منه، وخذوا الدرس من الوطن الذي غطستم به في بحر لجي من الفشل تغشاه أمواج الفساد و من فوقه سحب الظلمات ولا نعرف له قرار.
الإسلام أبسط من هذا التعقيد بكثير. إسترجعوا خطاب الإمام جعفر بن أبي طالب للنجاشى. تأملوا الحكمة في ذكر الله سبحانه وتعالى على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام: ((هو سماكم المسلمين))، كفاكم مزايدة على بقية المسلمين انكم أفضل منهم. تفكروا لماذا قال الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل إني فضلتكم على العالمين، فلما تكبروا بهذا التفضيل وزعموا أنهم أحباب الرب والحق المطلق كان جزاءهم التشرذم والتشرد والتوهان. ولماذا لم يقل يا مسلمين إني فضلتكم على العالمين!. يجب تمزيق هذا التمييز بين المسلمين بسرعة قبل أن تأكل نار العداوة والبغضاء وأمال الإصلاح الممكنة. لا يوجد شيئ إسمه حركة إسلامية ولا جماعات ولا يحزنون، فنحن مسلمون، كالجسد الواحد، إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. في الإسلام نحن سواسية كأسنان المشط، وفي الوطن الجميع أخوة، مسلمون وغيرهم من خلق الله، متساوون في أرض الوطن. باب المزايدة بالإسلام هو أول باب يجب أن يقفل ويؤصد بالضبة والطبلة والمفتاح يجدع في بحر الله أكبر.

ألا هل بلغت؟. أم ليس بعد، وعلينا الإنتظار إلى ان تفرخ حركتكم بالمزايدات كل ما في جعبتها من فروخ تكمل جميع أسامي الصحابة والسلف الصالح إلى آخر الزمان والجميع أصبح في خبر كان. فحينها صدقوني لن ينقذ الوطن، ناهيك عن العالم، ظهور جماعة رجال حول حاج نور.

تعليق واحد

  1. لقد اسمعت إذ ناديت حياً ولكن…لالالالالالالالالالاحياة لمن تنادي، ولن ترى منهم إلا العناد والمكابرة والكذب والتمادي في اغراق البلاد والعباد في الاسوأ من فعالهم والمزيد من خبثهم. حقا كل ذي بصيرة يكاد يرى الان سوء المصير الذي ينتظر البلاد وأهلها، والمحزن أنهم هم أيضاً يعلمون، بل ويستعجلون حدوث الفوضى لاستغلالها أيضاً لمصلحتهم، فهم كالشيطان تماماً يشعل الفتن ويتلهى بها مستمتعاً وذلك غاية منه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..